مواجهة في ساحة المطار- مئات عناصر الشرطة يستعدون لصد نشطاء السلام
نشر بتاريخ: 11/04/2012 ( آخر تحديث: 12/04/2012 الساعة: 01:27 )
بيت لحم- تقرير معا- بينما تستعد إسرائيل لمنع وصول أكبر عدد من المتضامنين الأجانب إلى الأراضي الفلسطينية في حملة ستشمل قرابة الألفي ناشط من مختلف انحاء العالم، يواصل المنظمون لهذه الحملة في الجانب الفلسطيني ترتيباتهم في بيت لحم لاستقبال من سيتمكنون من الوصول الى المدينة رغم الاجراءات الاسرائيلية.
وأعربت "g.h.k" البالغة من العمر ( 37 عاما) متطوعة أمريكية في برنامج "أهلا وسهلا بكم في فلسطين"، في حديث لـ "معا" عن قلقلها من الإجراءات التي تنوي السلطات الإسرائيلية اتخاذها بحق الناشطين القادمين عبر مطار اللد "بن غوريون" لمنعهم من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية.
وينوي قرابة ألفي متضامن من أوروبا والولايات المتحدة الوصول الى فلسطين يوم الأحد القادم عبر رحلات جوية من بلدانهم إلى مطار اللد للمكوث اسبوعا في الضفة الغربية وخاصة في مدينة بيت لحم.
وفي ذات الوقت تواصل إسرائيل استعدادها لمواجهة وصول المتضامنين الاجانب الى مطار اللد، وقررت نشر 650 عنصرا من الشرطة في المطار مع احتمال زيادة هذا العدد.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن عناصر الشرطة سيرتدون الزي المدني ولن يحملوا السلاح، لمنع التقاط صور يمكن استخدامها من قبل المتضامنين في حملتهم ضد اسرائيل، خاصة أن هذا العدد من عناصر الشرطة سوف يزدحم به المطار.
وبينما تتهم إسرائيل المتضامنين الأجانب بالتحريض على سياساتها اتجاه الفلسطينيين، نفت الناشطة الامريكية "g.h.k" التي فضلت عدم التصريح باسمها خوفا من ادراجها على "القائمة السوداء" التي تحظر بموجبها إسرائيل على أجانب ناشطين في مجال مساندة الحقوق الفلسطينية العودة إلى الأراضي الفلسطينية، نفت أن يكون الهدف إثارة المشاكل أو المواجهة مع الأمن الإسرائيلي.
وأكد القائمون على الحملة في مؤتمر صحافي في بيت لحم أن الهدف من هذه التظاهرة الكبيرة، توجيه رسالة للحكومات في العالم تطالبها بوقف مساندة سياسة سلب الارض الفلسطينية والاعتراف بالحق الفلسطيني في الوجود على أرضه التي تحتلها إسرائيل بالقوة.
ويهدف برنامج "أهلا وسهلا بكم في فلسطين" كذلك، حسب القائمين عليه- إلى تعريف الناشطين الأجانب بالثقافة الفلسطينية وواقع الحياة اليومي للفلسطينيين من خلال إستضافتهم في البيوت الفلسطينية، إضافة إلى ذلك سيتم بحضور هؤلاء المتضامنين إعلان البدء بإقامة مشروع المدرسة الفرنسية.
المتضامنة "g.h.k" دافعت في حديثها لـ "معا" بقوة عن حق جميع الناس في الوصول إلى فلسطين، وقول ذلك حتى اثناء وجودهم في مطار اللد، الأمر الذي ترفضه السلطات الإسرائيلية مما يضطر القادمين للأراضي الفلسطينية الى القول إنهم قامون إلى إسرائيل، ورأت المتضامنة الأمريكية أن اسرائيل لها قوانينها الخاصة التي تخالف القانون الدولي في حرية الحركة والتنقل دون قيود قائلة "نحن لا نخالف القانون ولا نطالب أحدا بمخالفة القانون".
وقالت: "فلسطين سجن كبير تتحكم إسرائيل بحدوده ولا تسمح لأحد بالوصول إليه، بل هي اكثر صعوبة من السجن فالسجناء يأتيهم زوار ولكن فلسطين معزولة بالإجراءات الإسرائيلية".
ويكشف ناشطون تحدثوا إلى "معا" عن قيام إسرائيل بممارسة سياسة "الترهيب والتخويف" بحقهم لثنيهم عن القدوم إلى الاراضي الفلسطينية، وتروي ناشطة فضلت عدم ذكر اسمها أنها تعرضت خلال زيارة سابقة للاراضي الفلسطينية اثناء عودتها من مطار اللد إلى التحقيق من قبل رجال المخابرات الاسرائيلية، الذين سألوها عن كل صغيرة وكبيرة عن علاقاتها مع الفلسطنيين، كما قاموا بوضع جهاز "اللابتوب" والاجهزة الالكترونية الخاصة بها في قسم الامتعة بالطائرة رغم انه يحق لها الاحتفاظ بها في حقيبتها الشخصية خلال السفر.
وبيّنت المصادر الإسرائيلية أن وزارتي الداخلية والخارجية الإسرائيليتين وشرطة مصلحة السجون بالإضافة إلى الشرطة الاسرائيلية يشرفون على عملية منع دخول المتضامنين، وقد سميت هذه العملية "المنطقة المحصنة 2"، وكذلك سيكون لجهازي "الشاباك والموساد" تواجدا في المطار وكذلك قسم المخابرات في الجيش الاسرائيلي.
ومن ضمن الاحتمالات التي وضعت في الاجتماع الذي عقد اليوم وشارك فيه كافة المشاركين في هذه العملية، امكانية اعتقال بعض المتضامنين بعد وصولهم مطار اللد واصرارهم على الدخول بالقوة، لذلك شارك في هذه الاجتماعات ممثلون عن شرطة مصلحة السجون الاسرائيلية.
يشار إلى أن اسرائيل ومن خلال وزارة الخارجية بذلت جهودا كبيرة وواسعة لمنع خروج المتضامنين من دولهم، وذلك بالاتصالات التي اجرتها سفارات اسرائيل مع هذه البلدان، كذلك صدرت تعليمات من قائد الشرطة الاسرائيلية ووزارة الداخلية بمنع دخول المتضامنين في الوقت الذي رجحت بعض المصادر دخول البعض.
كذلك قام قائد الشرطة الإسرائيلية اليوم باعطاء تعليمات لعناصره بعدم استخدام القوة مع المتضامنين، والابتعاد قدر الامكان عن أي محاولات لاستفزاز عناصر الشرطة والتعامل معهم بهدوء، وذلك لقطع الطريق على المتضامنين بشن حملة اعلامية ضد اسرائيل، حسب قوله.