السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة الدراما التلفزيونية تطالب المستثمرين التكاتف لإعلاء قضية فلسطين

نشر بتاريخ: 11/04/2012 ( آخر تحديث: 11/04/2012 الساعة: 20:01 )
رام الله- معا- أعلنت كلا من وزارة الاعلام والجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية المنظمتان لورشة "الدراما الفلسطينية اعلام الشعوب النافذ" في ختامها، اليوم الأربعاء، عن تشكيل لجنة لصياغة ومتابعة توصيات المشاركين في الورشة من فنانين ورجال وسيدات أعمال للنهوض بواقع الرداما التفزيونية في فلسطين.

جاء ذلك خلال الورشة التي نظمت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 10 و11 نيسان في فندق الموفينبيك برعاية رئيسة من روابي.

وأكدت بثينة حمدان مديرة العلاقات العامة في وزارة الاعلام أن هذه اللجنة ستعلن قريباً البيان الختامي للمؤتمر والخطوات العملية التي ستكمل المسيرة للنهوض بالدراما مضيفة "لقد كان هذا التجمع الكبير الذي حضر الورشة هو أكبر دليل على وجود مشاكل واحتياجات للفنان الفلسطيني وهي دليل على أهمية انعقاد هذه الورشة والتي تجمع لأول مرة الفنان برأس المال الفلسطني، وضيوف عرب ساهموا بوضع اقتراحات وحلول لتطوير الواقع الدرامي في فلسطين.

وشارك في افتتاح الورشة التي وصفت بمؤتمر الدراما الفلسطينية، تأكيدا على اهمتيها، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول الإعلام الرسمي ياسر عبد ربه، وزيرة الثقافة سهام ألبرغوثي، وسفير فلسطين لدى ليبيا الشاعر د. المتوكل طه، ووكيل وزارة الإعلام د. محمود خليفة، والمخرج يوسف الديك رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، والسيناريست الفلسطيني رياض سيف، وعدد من الفنانين العرب وهم زهير النوباني ومحمد القباني ونبيل الشوملي ونادرة عمران.

وأظهرت أوراق العمل والمناقشات مدى التقصير والتهميش الرسمي والخاص الذي تعاني منه هذه الصناعة في الأراضي الفلسطينية وان استشرف المشاركون أفاق مجدية استثماريا.

ولفت مسؤول الإعلام الرسمي ياسر عبد ربه في افتتاح الورشة أن منظمة التحرير قامت في السبعينات بإنتاج دراما منها مسلسل بأم عيني.

وبخصوص دور التلفزيون قال نحن مهتمين بان يكون التلفزيون شريكا في الإشراف على إنتاج أعمال درامية تلفزيونية تنتج هذا العام ورأى ان البدء بعمل او عملين هذا العام بمشاركة مؤسسات وطنية امر معقول ونستطيع تحشيد مؤسسات عربية لإطلاق عمل او اثنين يشكلان قاعدة أوسع للانطلاق في الأعوام المقبلة، كاشفا النقاب عن مباحثات جرت مؤخرا مع الخرج يوسف الديك لإنتاج مسلسل تلفزيوني حول القائد عبد القادر الحسيني.

واقترح عبد ربه في ختام مداخلته تأسيس شركة إنتاج درامي بالشراكة مع القطاع الخاص دائمة بعيدا عن التبرعات، وتحظى بتمويل حقيقي لتعمل على فتح أبواب التسويق وإنتاج أعمال جيدة قادرة على التعاطي مع متطلبات السوق وتخضع لقواعده وحساباته ما يشجع الشركات على الدخول في شراكات حقيقية.

وأعربت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي عن سعادتها بالمشاركة في الورشة سيما وإنها تنظم بمشاركة كوكبة من كبار الفانين الفلسطينيين في الداخل والخارج ومبدعين قالت انهم حضروا بدافع الحرص على لم شتات الجهد الفلسطيني الدرامي ودفعه قدما.

وفي اشارة الى اهمية الورشة وموضوعها رأت البرغوثي ان المرحلة الراهنة بحاجة الى النهوض بالشأن الثقافي الفلسطيني باعتبارها الحصن المنيع في مواجهة كل محاولات الطمس والتذويب الهوية وكل التوسعات الاحتفالية الاستيطانية من جانب وتثبيت وتأصيل الحكاية الفلسطينية.

وشددت على دور الفنانين المركزي وقالت: اذا كنا معنيين بنشر خطابنا الثقافي المستند إلى هويتنا الثقافية الديمقراطية التعددية والمبتكرة والمنفتحة على الثقافات الإنسانية والعمل على تأصيل حكايتنا وحماية وصون التراث الفلسطيني فان المكون الرئيسي لنشره هم الفنانون بأدائهم في مجال السينما والمسرح والدراما التلفزيونية وانه لا سبيل دون ذلك. وسيقى عملنا مبتور ومنقوص ولا يوصل الى الهدف المنشود.

وأقرت البرغوثي بعجز وزاراتها في تلبية الاحتياجات وقالت أن الامر يتطلب تضافر للجهود والتعاون لإحداث نقلة نوعية على صعيد الإبداع الذي في أساسه العنصر البشري.

وقالت ان وزارتها قصرت عندما لم تطرح الدراما التلفزيونية على جدول اعملها على قاعدة ان إطرافا أخرى تعنى بهذا الجانب فيما نجحت الوزارة على صعيد الإنتاج السينمائي بتوقيع اتفاق مع بريطانيا وأخرى مع الفرنسيين لإنتاج مشترك فيما خصصت الوزارة 150000 دولار لإنتاج أفلام وثائقية قصيرة.وان اعترفت بوجود تقصير في جانب السينما.

وخلصت البرغوثي بالإشارة الى ان الورشة نبهتنا في وزارة لثقافة لنكون جزءا في بحث كيفية النهوض بالدراما التلفزيونية وتوفير الإمكانيات لها وخاصة في ظل تنامي المنافسة في الوطن العربي حيث تشق الدراما الفلسطينية فيه بصعوبة لافتة.

وأكد وكيل وزارة الإعلام، د. محمود خليفة حرص وزارته على التعاون مع سائر المعنيين لجمع شتات المكتبة السينمائية الفلسطينية التي وصفها بالواقعية والوثائقية المهمة.

ورأى د. خليفة ان الشعب الفلسطيني يواجه الدراما الصهيونية التي تستهدف المسلمين والمسيحيين وتحاول ان ترسخ صورة ملوثة بحقهم فيما تعمل على تكريس الاحتلال باعتباره الضحية الوحيدة في العالم. مذكرا بعدد من الأفلام والإعمال الدرامية التي عملت الصهيونية عبرها على ابتزاز العالم وتشويه الحقائق الى جانب اله إعلامية ضخمة ومحدثة وممولة تذكر بالهلوكست بمبالغة مفضوحة وتوظفها لتغطية على عدونها وجرائمها بقصد صرف الأنظار عنها وإبقاء إسرائيل دولة مارقة وفوق القانون.

وأضاف د. خليفة: نسعى إلى تقديم الأفضل والوصول إلى رسالة فاعلة تصل للرأي العام العالمي وتؤثر فيه، معتبرا محاولة دفع الاهتمام المجتمعي بالدراما التلفزيونية هي وما سبقها من جهد محاولة لتوجيه أنظار العاملين في الحقل الفني وفتح الإعلام على الإعلام المجتمعي لإحراز التنوع المطلوب وبما يواكب التأثير والأهمية الكبيرة والكاسحة للإعلام البصري بكافة إشكاله وأدواته.وبما فيها الدراما التلفزيونية التي تستأثر باهتمام المشاهد.

وقدر د. خليفة ان الواقع الفلسطيني درامي بطبعه فيما لم تأخذ الدراما الفلسطينية مكانتها على الصعيد المحلي والعربي مقرا انه حان الوقت لبذل وحث كل الجهود المطلوبة في صناعة الدراما

ودعا د. خليفة من موقعه للعمل مع وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية على الإسراع في إنشاء هيئة خاصة للدراما والسينما مقرونة بمناخ موات للإنتاج الدرامي وداعم للاستثمار في هذه الحقل، وحث الجامعات والمعاهد الى الإسراع في افتتاح كليات للدراما والفنون المتصلة بها وإعادة الحياة للمسرح المدرسي.

وأعلن باسم الوزارة وهيئة الإذاعة والتلفزيون عن نيتهما تنظيم مهرجان للسينما الوثائقية وآخر لمنتج السينما والتلفزيون خلال الشهور القليلة المقبلة على أرضية الشراكة الكاملة مع المؤسسات الوطنية المعنية والعربية الشقيقة وتعميق الشراكة مع شبكة المسارح والمؤسسات التي بدأت مشكورة بتنظيم مهرجانات السينما والمسرح ليكونا تقليدا دوريا في فلسطين.

وحبت نسرين شاهين المديرة التنفيذية لمؤسسة روابي باسمها وباسم روابي التي قالت انها أول مدينة فلسطينية يتم إنشاؤها وفق مخطط تنظمي هيكلي متكامل وهي اكبر مشروع يقوم به القطاع الخاص حتى الان في فلسطين.

وقالت شاهين: نرى في روابي رؤية سيرياتا تتجسد على ارض الواقع وتضفي بآثارها السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئة لمسات تحامي نسيم التلال الفلسطينية التي تبنى عليها روابي التي قالت أنها تكرس قدرة الشعب الفلسطيني على البناء والتخطيط لمستقبل مزدهر يبنى بسواعد فلسطينية.

وقالت شاهين انه من مطلق الاهتمام دعم روابي لكل جديد ودعم الإبداع والابتكار وتحفيزه في المجالات التي من شانها ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية نرى في الورشة محاولة نوعية لخلق حالة من النقاش والعصف الذهني بين القطاعين الخاص والعام في هذا الحقل وتتيح قرصة أيضا للاطلاع على التجارب العربية الشقيقة وإمكانية الاستثمار في هذا الحقل وبما يقود الى خلق مزيد من فرص العمل للشباب الفلسطيني.

واوضح المخرج يوسف الديك رئيس مجلس ادارة الجمعية ان الفكرة انطلقت من حاجة ملحة يمليها واقع الدراما الفلسطينية الصعب، وقال لم نأت للتنصل من المسؤولية او تحميلها لأي طرف رسمي كان او خاص الجميع عليه مسؤولية وفي المقدمة منهم الفنانين الذين بدون إبداعهم ومواهبهم وتكاتفهم لن يكون هناك عمل جيد وإقبال من قبل القطاع الخاص على الاستثمار في هذا الباب.

وقال ان هذا القطاع عاني الكثير بغياب القوانين والاستراتيجيات الوطنية الداعمة والحامية، خاصة في ظل شح في البني ونقص في الاحتياجات التي نعمل على تلبية ما أمكن منها. لكنه عاد وقال انه بدون وجود جسم فني مبدع وقادر على التفاعل والتأثير تبقى الأهداف في إيجاد صناعة دراما مستدامة قادرة على النهوض والاستمرار والمنافسة في صناعة قادرة خلق فرص عمل حقيقية وملموسة، تستند الى استثمار وطني تبقى محض أمنيات وأضغاث أحلام اذا ما عولت فقطت على العون الخارجي والإنتاج المشترك.

وكانت قد افتتحت الورشة الكاتبة بثينة حمدان بكلمة أثرت في الحضور حيث أشارت غلى كم القصص الانسانية الموجودة من قصص حب مع رجل مطارد، وطفل يبحث بين ركام البيت عن بقايا لعبته وأم لشعيد وسبعة أسرى مشيرة إلى أن فلسطين بلد الحكايات التي تستطيع أن تكون "أرض الدراما التلفزيونية وسماء السينما وقمة في سرقة عقول وقلوب المشاهدين.. وهي سرقة حلال إلى الحقيقة".

وفي اليوم الثاني للورشة أدار الورشة الأولى بسام ولويل مدير عام مطاحن القمح الذهبي، وتحدث فيها المخرج الفلسطيني جورج خليفي واقع السينما الفلسطينية والتمويل، فيما تحدث سمير حليلة الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة عن الاستثمار في الدراما والاعلام مؤكدا أن المستثمر الفلسطيني غائب عن هذا الواقع لقلة المعرفة والتفاعل مع هذا القطاع، وانه على استعداد للعمل مع ما تنتجه هذه الورشة.

وتحدث ماهر شلبي مدير عام شركة فلسطين للاعلام وقناة الفلسطينية الفضائية عن تجربته في الاعلام لا سيما وأنه من أوائل المراسلين التلفزيونيين في فلسطين معلنا عن عمل فلسطيني وهو سيناريو لرياض سيف ومخرج فلسطيني مقيم في سوريا يتم التحضير له والبدء بتصويره بعد رمضان.

كما تحدثت في الجلسة الثانية التي أدارها إيهاب الجريري، الفنانة نادرة عمران مؤكدة أن صورة القدس مغيبة عن الاعلام والفضائيات وأن فيها من القصص والأحداث ما يمكن أن يملأ سماء الدراما. بدوره شدد الفنان زهير النوباني على أن الفنان أهم من السياسي، وان من يتحمل التقصير في النهوض بواقع الدراما الفلسطيني هم المسؤولين والمستثمرين وانهم كلهم مدانين.

وفي ختام الورشة تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل مع الفنانين الموجودين حيث أعدوا توصيات وخطط عمل وتابعوا نقاشهم الفني الجميل مع الفنانين الضيوف.