الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القيادة: نية نتنياهو الدعوة لعودة المفاوضات تهرّب من تنفيذ الالتزامات

نشر بتاريخ: 12/04/2012 ( آخر تحديث: 13/04/2012 الساعة: 09:49 )
رام الله - خاص معا - رفضت القيادة الفلسطينية اليوم الخميس، دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات المباشرة، دون الالتزام بالوقف الكامل للاستيطان والاعتراف بحل الدولتين، واعتبرت القيادة أن دعوة نتنياهو ليست سوى محاولة وصفتها بـ الفاشلة لقلب المجتمع الدولي على السلطة، واتهامها بتعطيل المفاوضات.

وقالت القيادة الفلسطينية إن دعوة نتنياهو هذه تهدف إلى تأليب المجتمع الدولي ضد السلطة الفلسطينية، واتهامها بأنها هي المسؤولة عن توقف العملية السلمية، لتحويل الضغط الدولي من إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية.

وكانت قد كشفت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الاربعاء، بأنه سيعرض على الوفد الفلسطيني خلال لقائه به الاربعاء المقبل في القدس اطلاق مفاوضات مباشرة يقودها هو والرئيس عباس.

ومن المقرر ان يلتقي وفد فلسطيني برئاسة الدكتور سلام فياض مع نتنياهو لتسليمه رسالة من الرئيس عباس.

وفي هذا الصدد، قال مستشار الرئيس نمر حماد لفضائية معا مكس، إن هذا الموقف يكرره نتنياهو دوماً، لأنه يعتبر أن المفاوضات أن تقول ما تشاء في الاجتماعات وفي الغرف المغلقة، ويفعل ما يشاء على أرض الواقع.

وأكد حماد أن هذه الصيغة مرفوضة، وهي صيغة سبق لنتنياهو أن قام بها ضمن نظرية أنه يفعل ما يريد، والآخرون يقولون ما يريدون.

وأكد حماد أن هذا الموقف مكشوف، ولا أحد في العالم باستثناء مواقف داخل أمريكا، تتبنى أكثر مما يطلبه نتنياهو للاسرائيليين، ما عدا ذلك فالعالم كله يدرك جيداً أنه لو كان هناك حد أدنى من الرغبة أو المصداقية لدى نتنياهو للسير في عملية السلام، لأوقف الاستيطان، فلا منطقية للحديث عن المفاوضات تؤدي إلى حل، في ظل استمرار الاستيطان في أراضي الدولة الفلسطينية، التي يجب أن تنشأ الحدود عليها.

وأضاف حماد: المعادلة بسيطة، إذا كانت إسرائيل تريد حل الدولتين، فكيف يمكن لها أن تبرر أن تبني المستوطنات لمتطرفين يهود على أراضي الدولة الفلسطينية، التي يجب أن تقوم.

وشدد حماد لـمعا مكس، على أنه في حال واصلت إسرائيل بناء المستوطنات على هذا المنوال، وهذا التصعيد الكبير في الاستيطان، سيكون هناك استحالة للوصول إلى حل الدولتين.

ودعا حماد إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وأن يعامل إسرائيل كما تعامل أية دولة أخرى عندما تنتهك القانون الدولي، وهو ما يمكن أن يتصاعد بإجراءات مختلفة، من ضمنها الحصار الاقتصادي، والعزل، متسائلاً: لا يمكن فهم أنه لماذا تخرق إسرائيل القانون الدولي وتتحدى العالم، وفي النهاية يتعاطف العالم معها، ويتغاضى عما تفعله.

وأضاف أن الرئيس محمود عباس يكرر باستمرار على أن الشعب الفلسطيني لن يترك وطنه، وأن تجربة نكبة العام 1948 لن تتكرر مرة أخرى، وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تركز على توفير الأمن للمواطن، وتوفير عوامل صمود المواطن على أرض وطنه.

وأكد حماد أن مفكرين وكتاب إسرائيليين أكدوا أن سياسة إسرائيل ستؤدي إلى خطر كبير عليها، من منطلق أن البديل عن حل الدولتين هو حل الدولة الواحدة، وهذا الحل سيكون نصف السكان من الفلسطينيين، أما النصف الآخر فهم من اليهود وهو ما سيشكل خطراً على إسرائيل، كون المجتمع الإسرائيلي يدرك تماماً أن هذه السياسة خطرة، وبالتالي على الإسرائيليين أن يقرروا أغلبية جديدة تكون مؤمنة بعملية السلام.

وأضاف حماد: هذان هما الاحتمالان أمام إسرائيل، إلا فإن الأمور كما نرى تسير في وضع صعب أكثر تعقيداً مما هو الآن، خاصة أن المتغيرات في المنطقة هي فرصة، إن كانت لدى المجتمع الدولي الإرادة، فعليه الضفط من أجل الوصول إلى تسوية، لأنه لا أحد يعرف كيف ستؤدي التحولات في المنطقة إلى أوضاع جديدة ليس بيد أي طرف الحكم عليها.

من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير د.حنان عشراوي لـفضائية معا مكس، أن نتنياهو يستغل العملية التفاوضية كعملية مجردة من أجل فرض أمر واقع على الأرض، وهو ما قامت به الحكومات الإسرائيلية السابقة، وللتنصل من أي نوع من المساءلة والتدخل الدولي، ومن أجل كسب الوقت للقيام بالأعمال الأحادية، كالاستيطان ومصادرة الأراضي وموارد المياه وتهويد القدس وتغيير معالمها وتشويهها.

وشددت د. عشراوي على أن نتنياهو يريد عملية تفاوضية باستمرار، لأن المفاوضات بالنسبة له علاقات عامة، وخلق انطباعات وتهرب من المساءلة الدولية، مستغلاً الغطاء الكامل من عدم المساءلة القانونية والقضائية أو حتى السياسية، لذلك فهو يسعى لعملية تفاوضية لا نهاية لها، ويريد إلقاء اللائمة على الجانب الفلسطيني بانه هو من يرفض المفاوضات، أو يضع شروطاً مسبقة، أو يأخذ خطوات أحادية، بينما يقوم هو وممارساته الاحتلالية المجحفة، التي تتهك أبسط قواعد التصرف الإنساني، ولا يعتبرها أعمالاً أحادية الجانب.

وشددت د. عشراوي على أن نتنياهو يفهم العملية التفاوضية باعتبارها غطاءً كاملاً ومهرباً من تنفيذ الالتزامات، ومحاولة لخلق انطباعات مضللة للرأي العام الدولي، واستبدل صنع السياسة بصنع الخطاب الاعلامي.

وقالت د. عشراوي: يدرك العالم أن نتنياهو مضلل، ووصف من قبل رؤساء دول بأنه كاذب، فبالتالي محاولات التضليل هذه وخلق البلبلة والانطباعات لا تنطلي على أحد، ولكن هناك استعداد لدى البعض للقبول بها لغياب الإرادة السياسيو لمواجهة إسرائيل.

وأضافت د. عشراوي: في الولايات المتحدة هناك عملية انتخابية، وفي خضم هذه العملية، فإسرائيل هي الزعيم الأكبر فيما يتعلق بصياغة الخطاب، وإعلان الولاء، ودعم المصالح الإسرائيلية، وبالتالي لا يريد أي مسؤول أمريكي مواجهة إسرائيل في هذه المرحلة، وهناك استعداد لقبول كل ما يقوله نتنياهو، وحتى ليبرمان، بغض النظر عن مصداقية الشخص، أو صدق المقولة.

وشددت د. عشراوي على أن القيادة الفلسطينية لا ترى في المفاوضات هدفاً، بل تتعامل معها كوسيلة، فيما يراها نتنياهو العالم كأنها هدف، ويرون أنه طالما هناك مفاوضات، فلا بأس للحفاظ على الوضع القائم وهو السيطرة الإسرائيلية من منطلق القوة، وبناء المستوطنات، والقضاء على احتمالية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وأضافت: نحن نقول للعالم إن المفاوضات هي آلية، والآلية يعتريها خلل جذري، واستغلال إسرائيل لهذه الآلية لضرب أهداف المفاوضات وأسس العملية التفاوضية، فإذا كانت هذه الآلية فيها خلل، فعلينا إما تعديلها أو إيجاد وسيلة بديلة، ولكن القضية ليست العودة للمفاوضات، بل إن القضية هي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، هذا هو الهدف، وكيف يمكن الوصول إليه، إذا لم نستطع من خلال المفاوضات المجحفة والتي تستغلها إسرائيل لصالحها، فريما نذهب إلى الأمم المتحدة، والاستناد إلى القانون الدولي فقط، والضغط على إسرائيل لتدرك ان هناك ثمناً للاحتلال، فهذه هي الوسيلة الأكثر نجاعة، وإن كانت هناك آلية مفيدة وناجعة للمفاوضات، تضمن وصولنا إلى أهدافنا، فنحن معها.

وأكدت د. عشراوي على غياب الإرادة السياسية الدولية، وغياب القدرة على التدخل لمواجهة إسرائيل أو للتأثير على قراراتها، مشيرة إلى أنه لو كانت هناك إرادة سياسية فبإمكان المجتمع الدولي أن يؤثر على إسرائيل من خلالها، منها وسائل اقتصادية وسياسية وقانونية وعلاقات ثنائية، ولكنها ترى وجود إحجام دولي عن استخدام مثل هذه الوسائل، وعن مسائلة إسرائيل بأي شكل من الأشكال.

وبينت د. عشراوي المجتمع الدولي، واللجنة الرباعية مطالبة للخروج من إطار البيانات والتصريحات، لوضع خطط كفيلة بتغيير الواقع على الأرض، وبإعطاء هذه العملية المصداقية، ومنها خطوات عملية لوضع حد للاستيطان، وخطط لبداية تفكيك المستوطنات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وخلصت د. عشراوي: إذا كانت الرباعية ترى أن الواقع على الأرض فيه هشاشة، فيجب عليها أن لا تعبر عن القلق فحسب، بل يجب أن تضع خطة لمعالجة هذه الهشاشة الناجمة عن السياسات الإسرائيلية على الأرض.