الإنقسام يلقي بظلاله على إضراب الأسرى ويهدد تحقيق مطالبهم
نشر بتاريخ: 14/04/2012 ( آخر تحديث: 15/04/2012 الساعة: 08:19 )
بيت لحم- خاص معا- يلقي الانقسام الفلسطينية بظلاله على الإضراب الشامل عن الطعام الذي ينوي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي خوضه خلال الأيام القادمة، لتحقيق جملة من المطالب لتحسين ظروف اعتقالهم التي ساءت خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير.
وتخشى حركة فتح أن يبدأ الإضراب يوم السابع عشر من هذا الشهر المصادف يوم الأسير الفلسطيني بأسرى حركة حماس وبعض الفصائل دون أن تدخل كل الحركة الأسيرة في هذا الإضراب مما سيؤثر على قوته ويقلل من الضغط المتوقع على إدارة السجون للاستجابة لمطالب الأسرى، في هذا الوقت ترى حماس أنه لا مجال للحديث عن أي تراجع عن الموعد المحدد للإضراب معتبرة أن هذا الموعد مناسب جدا لا سيما وأنه يطابق يوم الأسير الفلسطيني وسيحظى بصدى إعلامي واسع.
وحذر عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين من خطورة خوض الإضراب بصورة جزئية مما سيطيل من أمد الإضراب ويعطي إدارة السجون الذريعة لعدم الاستجابة لمطالب الأسرى والانقضاض على خطوتهم وإفشالها دون تحقيق أي نتائج.
ووجه قراقع نداء لجميع الفصائل الوطنية والإسلامية داخل السجون دعاها الى توحيد الموقف والبرنامج النضالي واختيار الوقت الملائم لإعلان خطوتهم، مبينا أن حوالي 1600 أسير سيخوضون الإضراب في السابع عشر من الشهر الجاري.
رئيس نادي الأسير الفلسطيني في الضفة الغربية قدورة فارس رفض في حديث لغرفة تحرير "معا" أن يطلق مصطلح الانقسام على ما يجري بين الأسرى داخل السجون، معتبرا ان ما يحدث هو اختلاف في الاجتهاد وان كافة الاسرى مقتنعين بالدفاع عن حقوقهم والمطالبة بما سُلب من حقوقهم خلال الأعوام الماضية.
ويرى فارس أن من المنطقي التريُّث إلى حين معرفة نتائج الحوار بين الأسرى ومصلحة السجون الإسرائيلية ممثلة بالضابط "ايتسك غباي"، فإذا كان الحوار يحقق مطالب الأسرى فليكن وليتجنب الأسرى معاناة الإضراب ومخاطره على حياتهم.
وكشف فارس لـ "معا" عن اتصال بينه وبين وكيل وزارة شؤون الأسرى في الحكومة المقالة بغزة محمد القتري اقترح خلاله رئيس نادي الأسير تأجيل الإضراب إلى موعد أقصاه 10 أيار القادم وقد يكون قيل هذا الموعد في حال كانت نتيجة الحوار مع إدارة السجون سلبية.
وقال فارس القتري: "استقبلوا الاقتراح بصورة ايجابية ووعدوا بدراسته مع اللجنة المكلفة ببحث موضوع الأسرى في حركة حماس".
وشدد قدورة فارس على التزام نادي الأسير الفلسطيني مع أي أسير يضرب عن الطعام، رغم أنه يُفضّل العمل الوحدوي والجماعي لأنه ينعكس ايجابيا على حركة التضامن الخارجي مع الأسرى.
وأكد أن أسرى حركة فتح في سجن ايشل قرروا خوض الإضراب يوم السابع عشر من هذا الشهر، مما يؤكد أنه ليس كل أسرى فتح لن يخوضوا الإضراب كما أنه ليس كل أسرى حماس سيخوضونه، وفق أقوال قدورة فارس.
|164338|
من جهته قال مدير عام جمعية واعد للأسرى صابر أبو كرش في حديث لغرفة تحرير وكالة "معا" إن "المعلومات التي اطلعت عليها أن الاستخبارات الإسرائيلية هي من عرضت تأجيل الإضراب على أمل أن يتم دراسة مطالب الأسرى"، معتبرا أن موقف مصلحة السجون يندرج في إطار سياسة المراوغة الاسرائيلية التي استعملت في الماضي وما زالت تمارس في الحاضر.
وأضاف أبو كرش الذي تمثل جمعيته أسرى حماس "يجب أن لا تبرز الأن أي أصوات من الممكن أن تؤثر على قوة الإضراب طالما يوجد قرار مسبق في الحركة الاسيرة".
وقال: "الأسرى ربما كانوا على صواب عندما اختاروا التوقيت للإضراب يوم الأسير لما له من أهمية وطريقة عرضه على وسائل الإعلام ستكون مجدية لخدمة الأسرى".
وبشأن آخر الاتصالات مع الأسرى والتحضيرات للإضراب، أكد أن آخر الرسائل المرسلة من داخل السجون تبين وجود اجماع كامل ومن كل الفصائل لخوض الإضراب"، وأضاف "اعتقد أن كل الأسرى قادرون على إدارة الإضراب، وهناك تنسيق من الأخوة في فتح وحماس وبقية الفصائل وهم وضعوا خطة مناسبة لخوض هذا الإضراب".
وأشار مدير عام جمعية واعد للأسرى إلى أن هناك أربعة مطالب أساسية للأسرى هي: إنهاء سياسة العزل الانفرادي، واستئناف الزيارات خاصة لأهالي أسرى قطاع غزة المعطلة منذ 6 سنوات، وتحسين الوضع المعيشي للأسرى، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.
ويقبع في السجون الإسرائيلية حوالي 5 آلاف أسير فلسطيني- حسب احصائيات جمعية واعد للأسرى- وكان العدد من قبل ذلك يتجاوز الستة آلاف أسير إلا أنه قلّ في اعقاب صفقة التبادل التي اجرتها حماس مع إسرائيل مقابل الجندي الأسير جلعاد شاليط.