الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هلال العاصمة.. في مقالة

نشر بتاريخ: 15/04/2012 ( آخر تحديث: 15/04/2012 الساعة: 08:24 )
هلال العاصمة.. في مقالة
بقلم: بدر مكي

لم يكن يدور بخلد مهدي حجازي مؤسس هلال القدس ولا اقرانه من الاداريين، ان الهلال سيقف على منصة التتويج بعد اربعين عاما من التأسيس نظرا للظروف الصعبة التي واجهها النادي في البدايات.. وحتى خطيب الاقصى الشيخ يوسف ابو اسنينة الذي سجل هدف الهلال في مرمى سلوان في السبعينيات من القرن الماضي، كان هو الآخر يسجل اوراق اعتماد الهلال في الحركة الرياضية، حيث كان الهلال في اول المشوار، في حين كان سلوان يشار له بالبنيان.

وكذلك الفتى الغض من القطب.. الوحيد فينا الذي لم يترك الهلال منذ التأسيس سواء عندما كان برعما وتألق مع كبار الهلال.. وبعدها مدربا واداريا.. لاربعين عاما من عمره المديد والذي يحظى باحترام الاسرة الهلالية جمعاء، واستذكر اليوم بفرح محطات هذا النادي الذي بدأ في مدرسة داخل اسوار البلدة القديمة في القدس.. لينتقل الى مقره الحالي المتاخم لباب الساهرة.. ليساهم هلال العاصمة بتأسيس رابطة اندية الضفة بقيادة العميد المرحوم ماجد اسعد.. ودخلها نبيل ابو عمر ومن بعده بسام الكيلاني.. وشارك الهلال في اكثر من دوري تصنيفي.. وكان في المقدمة.. وفي البعد الوطني.. اقام الهلال مجلته المسموعة الشهيرة والتي كانت لسان حال حركة فتح بواسطة عدد من ابنائه المخلصين واستقطبت المئات من ابناء المدينة وخارجها.

واستذكر اليوم.. كبار مشجعي الهلال المرحوم ابو زهير ابو اصبيح، ابو وهيب الطرعاني وابو اياد مطير.. الذين احبوا الهلال حتى الثمالة.. وكذلك فعل المرحوم سليم الشلبي والمرحوم جميل الهشلمون.. لكل هؤلاء الفرسان.. نهدي لقب المحترفين.. وهل ننسى الرئيس الفخري المرحوم فيصل الحسيني الذي وقف معنا.. وخاصة في موضوع ارض برج اللقلق.. وقد تجلى العمل الهلالي الوطني عندما حافظ هلال العاصمة على الارض من الطارئين عليها، ولم يفارق تلك الارض طيلة مدة الازمة رئيس نادينا لاكثر من ستين يوما يقوم فيها وينام، حتى حل العيد ولم يغادرها ايوب حجازي، وقامت عائلته الكريمة بتهنئته بالعيد على ارضها.. وهناك كانت ام سمير الجندي.. الضريرة.. وام عماد الزعتري.. تأتيان الينا.. للشد من ازرنا.. ورفع معنوياتنا.. وكذلك ثقة امير القدس بالهلال.. في ان يكون الهلال عنوان تموين البلدة القديمة وما جاورها ابان الانتفاضة الاولى.

واستذكر كذلك.. كبار رجالات الهلال مهدي حجازي والشيخ عكرمة صبري والدجاني، واحمد السلايمة ونبيل ابو عمر، وايوب حجازي وماجد السلايمة.. واليوم يحمل الامانة عبد القادر الخطيب.. رؤساء النادي منذ التأسيس.. الذين حافظوا عليه.. واصبح اسم الهلال يتردد في كل مكان.. وخلالها لعب الهلال في الاردن والعراق وسوريا.. وساهم في الحفاظ على الحركة الرياضية.. وقد قادها خلال الانتفاضة الاولى، واسس اللجنة الاجتماعية لاندية القدس مع عديد من رجالات القدس، واقام واشرف على العديد من البطولات التنشيطية، كما اعاد الهلال الحياة للملاعب وخاصة ملعب القدس العربية المطران في اوائل التسعينيات.

لقد واجهنا محطة الهبوط في دوري منتصف التسعينيات، ولكن قرار الرئيس ابو عمار لم يسمح للهلال بالهبوط سوى لاربع وعشرين ساعة، وقد كان قرار الياسر بردا وسلاما.. وتعلمنا الدرس جيدا.. ولذا اصبح الهلال على منصات التتويج سواء العام المنصرم او العام الحالي.

وفي هذه العجالة.. لا بد لي ان اذكر بالتقدير نجوم الهلال الذين تألقوا في الميادين من امثال الطوباسي ونجم وابو خالد ومعن وعايش والدباغ واولاد مسودة وناجي احمد، ومحيي الدين والخلفاوي وابو طالب وخضر المصري والزعتري والدميري والترياقي والرملاوي والجعبة، والرجبي والشويكي وابو ليلى وخضر عبيد وسمور وربيع وفراس ورجب وفادي لافي والصيداوي.

واستذكر العام 1990، عندما اصبحت هلاليا مخلصا.. وقد جاءني اصدقاء لي.. لاكون امينا لسر الهلال لاكثر من سبعة عشر عاما.. كان الهلال بيتي وما زال.. وخلالها تعرفت عن قرب على الاداريين ايوب حجازي وبسام الكيلاني ومعن القطب.. الذين كانوا السبب في دخولي الادارة.. وقد كان معنا عصام الدجاني وكامل البرق وسليمان مسودة والمرحوم محمد روبين ومن بعدهم نبيل ابو عمر ومفيد جبر والمرحوم ابو وجيه الزعانين والمرحوم عبد العزيز روبين وماجد ابو خالد وابراهيم نجم ومن بعدهم ماجد السلايمة وطلب جابر وسامي مكاوي وماهر ابو اسنينة والمرحوم سليم الشلبي وعبد القادر الخطيب.. وكان معنا على الدوام استاذنا سمير غيث.

ولا انسى في رمضان.. تلك السهرات الجميلة.. وقد كان معنا ابناء النادي اسعد الصباح واحمد ابو سلعوم واولاد ابو اصبيح والمرحوم جميل الهشلمون واخوانه وعطية شبانة.

وفي كل هذا السياق.. استذكر الابطال خليل زاهدة صاحب برونزية العرب، وفؤاد المغربي وفريقه بكرة الطاولة ابطال الضفة، (الذي علينا ان نعيده الى بيته) وعلي الشلالدة وسعيد مسك والطويل والتوتنجي واياد الحبي وابو ارميلة وكذلك المجموعة الكشفية بقيادة اولاد روبين والزعانين وابو اسنينة، التي كانت تصدح بالنشيد الوطني على درجات باب العامود في المناسبات الوطنية والدينية.. وعليها ان تعود كما كانت.. وهل يمكن ان ينسى الهلال ابناءه البررة عبد الله الخطيب المدرب والاداري والحكم وكذلك عصام مسودة وبديع ابو صبيح وهشام الرجبي وسعدي ابو اسنينة.

وقد نسج الهلال.. علاقات مع عديد الاندية وفي مقدمتها عميد الضفة شباب الخليل.. الذي تربطنا واياه اواصر الصداقة والقربى والمصاهرة.. ونحن امتداد عائلات الخليل في قدسنا.. هؤلاء الخلايلة الذين يساهمون بقوة في الحفاظ على عروبة القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية.. وكذلك مع اندية سلوان والعربي بيت صفافا والابناء والانصار والجبلين، وجدعان بلاطة والبيرة والثقافي والسمران والغزلان والواد والامعري وابوديس وغزة الرياضي والشجاعية ورفح.
واذكر ايضا.. رابطة مشجعي الهلال.. منذ ان تعرفت عليهم.. وتألقوا في السنوات الاخيرة وحققوا البعد الاجتماعي والانساني.. وساهموا في الحصول على الالقاب وخاصة اللقب الاخير.. وكانوا يحركون الصخر ليصل الهلال الى ما وصل اليه.. بعد رحلة احتراق الاعصاب.. واحسدهم على اعصابهم.. وكذلك كتيبة اللاعبين بقيادة فادي لافي وعبد الله الصيداوي وبقية العازفين السويركي، ذيب، ابو صالح اولاد صلاح والهداف مراد ومايسترو الضفة الغزال مراد اسماعيل ورائد وهشام الصالحي واياد وهيثم ذيب وابو جزر واولاد صلاح وزبيدة وشادي وميعاي ومؤيد وابو داود ومعن وخويص ومدربنا القدير جمال محمود ومن بعده ابن الهلال خضر عبيد.

واخيرا الهيئة الادارية بقيادة عبد القادر الخطيب وعمر الشلبي وقد سهرا الليالي من اجل الهلال وكانا على يقين من تتويج الفريق وقد وفرا له كل الامكانيات من اجل تحقيق اللقب.. هما واقرانهما من اعضاء الهيئة الادارية جميعا.

هذا هو تاريخ نادي الهلال الذي كتب بمداد من التعب والسهر والجهد.. مقدما استحقاقا الوطني والاجتماعي والانساني والرياضي.. لابناء المدينة المقدسة وانصاره في كل مكان.

وهل يمكن اختزال تاريخ الهلال.. بمقالة.. لا يمكن ابدا.. لانه واجهتنا مواقف اليمة كادت تعصف بنا.. ولكن الرجال الرجال.. كانوا لها.. واذكر عندما اغلق النادي من قبل الطارئين على المدينة.. وطالت الاعتقالات العديد من ابنائه.

احببت الهلال.. عندما كنت اشاهد جودي مسودة.. وقد كان مريضا ويتألم.. ومع ذلك يلعب بحرارة وانتماء.. او ربيع الهشيم وربحي الرجبي.. يلعبان وهما مصابان او يسأل ابو زهير وسليم عن نتيجة للهلال وهما على فراش الموت.

هذا غيض من فيض.. لتاريخ الهلال الناصع البياض.. وربما سقطت بعض الاسماء بدون قصد.. لان الذاكرة لم تعد تسعفني كما السابق.. ولكن هلال القدس.. حقق المراد.. مبارك للابطال الفوز.. لقد اجهتدنا.. وانجزنا المهمة.. شكرا لكل من ساهم في وقوف الهلال على منصة التتويج.. ادارة ولاعبين وجمهور.. والى هلال العاصمة.. تلك التسمية التي اطلقتها على هذا النادي الحبيب.. موعدنا في قادم الايام.. مع محطات فرح اخرى.. ولكن علينا ان نكون على قلب رجل واحد.. وعهدنا عهد الياسر وعهد الاقصى.. وقد اوفينا.