"فتح": أحمد بن بيلا الثائر وصديق الثورات
نشر بتاريخ: 15/04/2012 ( آخر تحديث: 15/04/2012 الساعة: 16:17 )
رام الله -معا- قالت مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" في نشرة خاصة عن الرئيس الراحل الجزائري الأسبق أحمد بن بيلا أو (سي أحمد) كما كان يناديه أصدقاؤه انه يعد من الشخصيات ذات العمق العروبي والاسلامي، كما يعتبر ثائرا متميزا بنفس القدر مع الثوار الأمميين الذين تصادف وجودهم في عصر بن بيلا بعد استقلال الجزائر.
وبن بيلا الذي كان من الداعمين للثورات عامة في العالم، وخليفته الراحل أيضا هواري بومدين، كان من أهم أصدقاء الثورة الفلسطينية وحركة فتح.
ماذا قالوا عن الراحل بن بيلا
قال فيه فؤاد زيدان (فقدت الأمة العربية برحيل أحمد بن بيلا أحد أبرز رموز الطهارة والصدق والولاء للأمة وجماهيرها) وقال عنه العروبي العريق معن بشور (حمل الرئيس احمد بن بله سنواته التسع والتسعين المليئة كفاحا وشجاعة واستقامة وعروبة واسلاما، ورحل بهدوء بعد ان ودع اعز رفاق السلاح في الثورة الجزائرية، واحب رفاق النضال في الامة العربية.)
وقال عنه د.مخلص الصيادي (آخر عمالقة القرن العشرين، وأبرز وجوه ثورة التحرير الجزائرية، وعلم من أعلام حركة الثورة العربية التي عبر عنها جمال عبد الناصر، وأحد أهم رموز حركة التحرر العالمية.)
وقال عنه الكاتب المعروف طلال سلمان (الأبطال من صنّاع التاريخ، مثل أحمد بن بله لا يموتون.. فهم بعض كتّاب صفحاته المتوهجة بالدم المقدّس وبعض عناوينه حافظة مجد الثورة.)
الشهيد خليل الوزير وبن بيلا
ويشير اليه أبوجهاد خليل الوزير نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في مذكراته دوما باكبار واحترام لا سيما وانه الاول الذي سمح لحركة فتح بفتح مكتب لها وهو مكتبها الاول والأبرز في الجزائر وذلك قبل الانطلاقة ، حيث تسلم المكتب الشهيد أبوجهاد وعدد من الرواد الاوائل.
حينها سافر أبوجهاد مع الخالد ياسر عرفات إلى الجزائر في العام 1963و تم تاسيس أول مكتب لحركة "فتح" ، وتولى جمال عرفات مسؤوليته ليعقبه "أبو جهاد "بعد ذلك بأشهر قليلة في نهاية 1963.
وفي الجزائر في ظل رئاسة بن بيلا القصيرة نجح أبوجهاد خلال توليه مسؤولية مكتب فتح في الجزائر في تعزيز العلاقات مع الحكومة الثورية الجزائرية، فحصل على موافقتها على قبول آلاف الطلاب الفلسطينيين في جامعات الجزائر وعلى مئات البعثات الطلابية وعلى السماح بالتدريب العسكري لطلاب فلسطينيين في الكلية الحربية الجزائرية في (شرشال) ما استمر لعشرات السنوات حتى اليوم حيث تخرج منها الكثير من قيادات فتح والفصائل الذذين أوجعوا بعملياتهم وصلابتهم التي تعلموها من الجزائريين أوجعوا العدو وأرهقوه.
وعقد في الجزائر أول صفقة عسكرية للثورة الفلسطينية وحركة فتح.
ومن الجزائر أقامت حركة فتح أول إتصالات مع البلدان الإشتراكية ، حيث أنه في عام 1964 توجه أبوجهاد برفقة الراحل الكبير ياسر عرفات إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور إنطلاق شرارتها، ثم توجه إلى فيتنام الشمالية وكوريا الشمالية.
ومنذ عهد بن بيلا وحتى الآن احتفظت حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح بعلاقات متميزة مع الجزائر وحزب جبهة التحرير، ثم مع الكل الجزائري مؤخرا، التي احتضنت الكثير من المجالس الوطنية الفلسطينية وعديد المهرجانات والمؤتمرات والندوات والفعاليات الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي كان آخرها على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر عن الأسرى عقد في الجزائر
لا نقول كحركة فتح قيادة وكوادر وأعضاء الا رحمه الله مناضلا وثائرا وقائدا عميقا وفاعلا ويشهد له، وداعما للثورة الفلسطينية والحركة أسكنه الله في فسيح جنانه
نبذة عن الشهيد الكبير
ولد "بن بيلا" بمدينة مغنية بالغرب الجزائري عام ليتلقى تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وأدى خدمته العسكرية سنة 1937، وتعد أحداث 8 مايو 1945أحداث فاصلة في حياته حيث انضم "بن بيلا" إلى الحركة الوطنية باشتراكه في حزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية حيث انتخب سنة 1947 مستشارًا لبلدية مغنية.
أصبح بعدها مسؤولاً على المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمشاركة حسين آيت أحمد ورابح بيطاط.
وألقي القبض عليه سنة 1950 بالجزائر العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجن، وهرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بحسين آيت أحمد ومحمد خيضر حيث يكون فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.
قبض عليه مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية القرصنة الجوية التي نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلىتونس والتي كان معه خلالها أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني وهم محمد بوضياف، رابح بيطاط، حسين آيت أحمد، ولشرف.
تم اقتياده إلى سجن فرنسي يقع في الأراضي الفرنسية، وبقى معتقلاً فيه إلى موعد الاستقلال في 5 يوليو 1962 فعاد هو ورفاقه إلى الجزائر.
وأطلق سراحه سنة 1962 حيث شارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وفي 15 سبتمبر 1963 انتخب كأول رئيس للجمهورية الجزائرية.
في 19 يونيو 1965 عزل من طرف مجلس الثورة وتسلم الرئاسة هواري بومدين، ظل بن بيلا معتقلا حتى 1980، وبعد إطلاق سراحه أنشأ بفرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر.
عاد نهائياً إلى الجزائر بتاريخ 29 سبتمبر 1990، تولى رئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان.
وتعد سنوات من "1954-1956"جوهرية في علاقة "بن بيلا " بمصر فقد اقترب خلالها من الرئيس المصري (جمال عبد الناصر ) واكتسب ثقته وصار علي علاقة وثيقة بـ"فتحي الذيب" مسؤول المخابرات المصري المكلف بالملف الجزائري،والذي ساعد علي نجاح الجزائر وصار أحمد بن بيلا حلقة الوصل بين قيادة الثورة الجزائرية وبين مصر، وخاصة ما يتعلق بنقل المساعدات والأسلحة للثوار الجزائريين وبهذه الوضعية صار أحد الوجوه البارزة في حرب التحرير الجزائرية.