لأول مرة في غزة- رسومات تؤرخ معاناة الحركة الأسيرة في سجن عسقلان

غزة- معا- افتتحت لجنة الأسرى والعمل الاجتماعي، وجبهة العمل الطلابي التقدمية، التابعتان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين معرض الفن التشكيلي للفنان والمناضل زهدي العدوي بقاعة الهلال الأحمر بمدينة غزة.

وتضمن المعرض للعدوي العائد من غربته الطويلة في الخارج الى موطنه، ومسقط رأسه بقطاع غزة، عدد من الرسومات التي أرخ خلالها معاناة الحركة الأسيرة وتطلعاتها ابان فترة اعتقاله منذ 1970 وحتى 1985.

وقال العدوي أن جميع رسوماته المعروضة رسمت داخل سجن عسقلان، وأنها خطت على أوجه الوسائد، ولم يستخدم فيها سوى أقلام شمعية او باستل أو أقلام الحبر الجاف التي هربها عبر الأهل والأصدقاء من بين فتحات الشبك الحديدي الفاصل بينهم وبينه أثناء زيارتهم له في سجون الاحتلال الصهيوني.
وأكد العدوي أن هذه الرسومات هي بعض من الكثير الذي رسمه داخل السجن وهربه إلى خارجه، بعد أن صودر عدد منها من قبل ادارة السجن، أو اختفى بعضها الآخر.

وعبر العدوي عن سعادته الفائقة بعرض هذه الرسومات على شرف يوم الأسير الفلسطيني، وعلى أرض قطاع غزة، بعد أن عرضها في دول عربية ودولية عدة، مؤكداً أن لوحاته تعبر عن معاناته وكل أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية، ولكل منها حكاية معه ومع رفاقه واخوانه في المعتقلات.

هذا وشهد المعرض الذي سيستمر ليومين، من الساعة العاشرة صباحاً حتى السادسة مساءً، حيث ستنقل اللوحات غدا للعرض أمام مقر لجنة الصليب الأحمر بمدينة غزة، اقبالاً جيداً من قبل المواطنين، والمهتمين.

بدوره، رحب أمين سر لجنة الأسرى فايز أبو شرخ بالحضور، مثمنا دور وتضحيات ومسيرة العدوي الطويلة في خدمة شعبه وقضيته، مشيراً إلى أنه اعتقل وحكم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وافرج عنه في اطار صفقة تبادل الأسرى عام 1985 بعد أن قضى أكثر من 15 عاماً في السجن.

وتجول زوار المعرض في المكان للاستمتاع باللوحات المعروضة، في وقت صدح فيه صوت وسام عبد الكريم في تقديم الفنان العدوي واللوحات المعروضة، وقال: "اليوم يا أمي ترقص أقلامي فرحاً، لقد أثمرت جهدها ونضج ثمرها اليوم يا غاليتي، اليوم يا أمي تزغرد أقلام الجاف التي هربت لي بقبلة من فمك الجوري، اليوم يا غاليتي فلسطين تحضن ابنك الذي غاب لسنين، اليوم الرسومات التي منع الجلاد خروجها من براثينه خرجت رغم أنفه، هذا الإرث الجميل كان ممنوعاً كما السلاح، لكن رغم أنفهم عاد، رغم حقدهم عاد".

وعرض منظمو المعرض فيلما وثائقياً عن الفنان ورسوماته الوطنية، وعرضاً للوحات عرضت في المعرض، وأخرى بيعت في معارض سابقة لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني.

يذكر أن أعمال العدوي عرضت في أكثر من دول عربية وأجنبية منها الامارات، تونس، سوريا، لبنان، كوبا، البرتغال، بلجيكا، فرنسا، اميركا، ونال عليها عدة جوائز تقديرية.