"التعبئة والتنظيم" تصدر نشرة خاصة في ذكرى استشهاد "ابو جهاد"
نشر بتاريخ: 16/04/2012 ( آخر تحديث: 16/04/2012 الساعة: 12:45 )
رام الله- معا- اصدرت مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" نشرة خاصة في ذكرى استشهاد خليل الوزير ( ابو جهاد)، جاء فيها:
رحل القائد أبو جهاد شهيداً قاتل حتى قطرة الدم الأخيرة.....،نعم إنه حقاً الوطني المعبر عن فلسطين العربية ..: وعن حركة فتح الابية... انه خليل الوزير بداية الرصاص..، أول الحجارة..،..، نذكر امير الشهداء في يوم ذكراه كما نذكره كل يوم لما جسده من رمزية عطاء وتضحية وصمود وعشق لفلسطين وشعبها ولامته العريقة.
شهر نيسان ... شهر الشهداء الرموز والعناوين الخالدين في سفر النضال الفلسطيني، شهداء تركوا بصماتهم واضحة وعميقة على مسيرة الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني،حفروا تاريخهم وسجلهم وخلودهم في عمق ذاكرة شعبنا وامتنا ووعيه بأحرف من نار ودم،قدموا أرواحهم شهداء على مذبح الحرية، بلا تردد أو خوف أو رهبة من الموت، وما زال شعبنا وثورتنا وفصائلنا تسير على نهجهم ودربهم وثقافتهم ورسالتهم، وتستذكر تاريخهم ومحطاتهم النضالية في كل قضايا شعبنا المفصلية في الصمود والعطاء والتضحية،كانوا الرموز والعناوين وبقوا خالدين في سفر النضال والثورة،أجسادهم غادرت بفعل سرمدية الموت، ولكن بقيت الذكرى والفعل والعمل والسيرة والمسيرة تحفظها الأجيال المتعاقبة من شعبنا عن ظهر قلب.
ففي16 نيسان / إبريل 1988ترجل أمير الشهداء الراحل خليل الوزير أبو جهاد شهيداً في تونس على يد فرق الاغتيال والموت الإسرائيلية، أبو جهاد كان مهندس الانتفاضة الأولى- انتفاضة الحجر-،وهو الذي كرس حياته لقضية شعبنا والنضال في سبيل حريته، فأبو جهاد حتى لحظة اغتياله كان حريصاً على متابعة تطورات الانتفاضة الفلسطينية، وهو في منفاه القسري لم يكن بالمتابع للأحداث في الأراضي المحتلة فقط، بل لعب دور القائد والموجه والمحرك والمحرض، يتابع أدق تفاصيل العمل الانتفاضي في الأرض المحتلة، من حيث تشكيل وتوجيه القيادة الوطنية الموحدة واللجان الشعبية والقوات الضاربة، وأيضاً هو أحد قادة معارك الصمود في بيروت إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث كان صموداً غير مسبوق من قبل المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية لمدة 88 يوما في وجه أعتى آلة حرب عسكرية في الشرق الأوسط، بدون حاضنة ودعم عربي، بل لا نبالغ اذا ما تحدثنا عن خذلان وتآمر عربي على الثورة الفلسطينية.
وأبو جهاد – لم يرَ في الثورة الفلسطينية . ثورة بندقية فقط،..بل تعامل دوما على أنها ثورة ثقافية، اجتماعية، إنسانية، حضارية كاملة..وأنها لا تقبل الضرب أو القسمة أو الطرح..بل تقبل وفقط الجمع على أرضية وعملية التفاضل والتكامل...وأبو جهاد كان قائداً من طراز خاص، يحظى بإجماع فتحاوي وفصائلي، فهو كان قائد القطاع الغربي ونائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ،وكان يؤمن بأنه بدون الوحدة الوطنية لن تستطيع الثورة الفلسطينية أن تحقق أهدافها، وهو من قاد استعادة وحدة منظمة التحرير بعد دورة المجلس الوطني الفلسطيني الانقسامية في عمان، حيث خاض الحوارات والنقاشات المطولة في عدن وبراغ وغيرها مع القوى الديمقراطية الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكانت دورة الوحدة الوطنية في الجزائر،تلك الدورة الوحدوية ما كان لها ان تتم لولا الكثير من الجهد الذي لعبة القائد الشهيد، وأبو جهاد تختزن الذاكرة عنه الكثير من المآثر والبطولات، فقد كان العقل المدبر والمخطط للعديد من العمليات النوعية التي نفذتها حركة فتح، ولعل أشهرها "سافوي" وكمال العدوان التي قادتها دلال المغربي وشارك في الكثير من المعارك في الكرامة وأيلول وحرب لبنان وغيرها.
ولأن أبا جهاد أقرن القول وبالفعل ،ولكونه يحظى ليس بثقة «فتح» قيادة وقواعد والفصائل الفلسطينية، بل بثقة الجماهير التي رأت فيه قائداً قريبا منها ويعبر عن همومها وآلامها وطموحاتها، وكذلك بسبب عقليته العسكرية وخبرته وتجربته وحنكته، كان الهدف المركزي للاغتيال من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، حيث استشهد في تونس 16 من نيسان 1988 برصاص المخابرات الإسرائيلية وفرق موتها، والجميع يذكر يوم تشييع جثمانه في دمشق في العشرين من نيسان/1988، حيث كان ذلك اليوم يوما عربياً مشهودا ،رفرفت فيه روح الانتفاضة وتكرس فيه الشهيد رمزا خالدا من رموزها،عندما غصت دمشق لوحدها بأكثر من نصف مليون شخص ملأ هديرهم شوارع المدينة العريقة.
واليوم ونحن نستذكر شهداء نيسان وفي مقدمتهم امير الشهداء خليل الوزير - ابو جهاد - الذي جسد بعطائه ونضاله الطويل وتضحياته وجها مشرفا لفلسطين فبات رمزا تحرريا ليس فقط لفلسطين بل للامتين العربية والاسلامية واحرار العالم، اليوم نفتقد الشهيد الراحل وكل شهداء نيسان وكل شهداء شعبنا الذين لا يمكن في هذا المجال استعراض اسمائهم وتضحياتهم ، ونؤكد ان شعبنا انجب رموزا كابي جهاد وغيره من قيادات وكوارد العمل الوطني هو شعب نابض بالحياة مصر على امتزاج حريته وحقوقه واقامة دولته على ترابه الوطني
ليلة الجريمة:
فجر 16 نيسان / إبريل 1988 وصلت فرق الكوماندوس بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس حيث تم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات الإجرام الصهيوني من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة لتنفيذ المهمة الدنيئة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة, وفي نفس الوقت كان عملاء الموساد يراقبون المنطقة ويعطون التقارير السريعة المتواصلة عن الحركة في المنطقة وبيت الشهيد أبو جهاد.
وبعد مجيء أبو جهاد إلى منزله عائدا من اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية بدأ التنفيذ وإنزال المجرمين من كل مكان بسيارات أجرة , وبعد نزول قوات الإجرام إلى الشاطئ بساعة تم توجيههم بثلاث سيارات أجرة تابعة للموساد إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول, وعند وصولهم إلى المنزل الكائن في شارع( سيدي بو سعيد ) انفصلت قوات الإجرام إلى أربع خلايا حيث قدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بمئات الجنود الإسرائيليين وقد زودت هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال.
وفي الساعة الثانية فجرا صدر الأمر بالتنفيذ, فتقدم اثنان من أفراد العصابة أحدهما كان متنكرا بزي امرأة من سيارة الحارس الشهيد "مصطفى علي عبد العال" وقتلوه برصاص كاتم للصوت وأخذت الخلايا مواقعها حول البيت بطرق مرتب لها ومدروسة مسبقا حيث اقتحمت إحدى الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني "نبيه سليمان قريشان" وتقدمت أخرى مسرعة لغرفة الشهيد البطل أبو جهاد, فسمع أبو جهاد ضجة بالمنزل بعد أن كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الانتفاضة للتنفيذ فكانت آخر كلمة اختطتها يده هي ( لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة) رفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري كما تروي زوجته وإذا بسبعين رصاصة حاقدة تخترق جسده الطاهر ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميراً لشهداء فلسطين.
تظاهرات:
عاش القائد أبو جهاد في كل قلب وفي كل بيت, ومن كل بيت عربي خرجت تظاهرة ما إن انتشر الخبر المفجع في أرض الانتفاضة حتى شهدت شوارعها ذلك اليوم اعنف التظاهرات منذ قامت الانتفاضة.
ابتدأت التظاهرات بمسيرات صامتة حداداً وخشوعاً فبادر الجيش الإسرائيلي إلى تفريقها بقنابل الغاز المسيل للدموع وبالنار والرصاص المطاطي, وانطلقت غزة مدينة أبو جهاد بعد الرملة، تتحدى منع التجول المفروض عليها وشارك حتى الأطفال في التظاهرات وانتهى يوم الغضب الأول في وداع الأرض المحتلة لابنها البار باستشهاد سبعة عشر مواطناً بينهم ثلاث نساء، كما أصيب العشرات بجراح بالغة أما المعتقلون فكانوا بالمئات.
لم تتوقف الجنازات الرمزية في أسبوع أبو جهاد ولم تنزل الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء عن المنازل والأبنية والمساجد والكنائس وقد طالبت الهيئة الإسلامية العليا بدفن جثمان القائد الشهيد في رحاب المسجد الأقصى، هذا وفرضت سلطات الاحتلال منع التجول على جميع مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وأعلنت أن مناطق عديدة باتت مناطق عسكرية مغلقة بوجه الصحافة وأقامت معتقلاً جديداً بالقرب من القدس أطلق عليه اسم أنصار الصغير وذكرت بأنها ستفتح سجناً آخر لاستيعاب المعتقلين.
وعلى الرغم من الإجراءات القمعية و الحصار العسكري والاقتصادي الخانق على المخيمات انطلقت التظاهرات في ذكرى الأسبوع في 22 نيسان / إبريل إثر صلاة الغائب في كل مكان تتحدى قرار منع التجول.
يوم الوداع:
دفن القائد الشهيد في الرابع من رمضان 1408للهجرة، الموافق للعشرين من نيسان / إبريل 1988 في دمشق فكان يوماً عربياً مشهوداً، رفرفت فيه روح الانتفاضة وتكرس فيه الشهيد رمزاً خالداً من رموزها، عندما غصت شوارع دمشق وحدها بأكثر من نصف مليون شخص ملأ هديرهم شوارع المدينة العريقة.
شلال من البشر مندفع بعواطفه وطموحاته وحماسته وإرادته الصلبة في المجابهة ورد التحدي.
محطات من سيرته:
في مدينة الرملة الفلسطينية المحتلة عام 1948 ولد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" في 10 تشرين أول عام 1935. ولجأ مع أهله بعد النكبة إلى غزة حيث أكمل دراسته الثانوية.
كرس نفسه للعمل الفلسطيني المسلح ضد العدو الصهيوني انطلاقا من غزة، وانتخب أميناً عاماً لإتحاد الطلبة, وفيها شكل منظمة سرية كانت مسئولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون.
التحق بجامعة الإسكندرية دون أن يتمكن من إتمام علومه لاضطراره للعمل مدرساً في السعودية (1957) وفي الكويت (1958ـ1963).
خلال وجوده في الكويت تعرف على الشهيد أبو عمار وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة" فلسطيننا "التي تحولت إلى منبر لاستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي.
وفي تشرين ثاني 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر.
أسس مع عدد من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فترك التدريس ليتفرغ للعمل الوطني.
مكث في الجزائر حتى تاريخ بداية انطلاقة فتح في مطلع عام 1965.
وقد قام أبو جهاد خلال هذه المرحلة بتوطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الموجودة على أرض الجزائر.
وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية. ثم توجه الوزير إلى سوريا ليشرف على قوات العاصفة هناك ثم إلى الأردن حيث كان مسؤول القطاع الغربي (الأرض المحتلة).
عمليات نوعية:
خطط أبو جهاد للعديد من عمليات حركة فتح النوعية وأشهرها عملية سافوي وعملية كمال عدوان التي قادتها الشهيدة دلال المغربي. وشارك في معارك حرب 1967 والكرامة وأيلول الأسود و كان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك، وبين عامي 76-1982 تولى المسئولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.
عكف الشهيد على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة فأدار العمليات ضد العدو الصهيوني انطلاقا من الأراضي اللبنانية عام 1982.
تمكن أبو جهاد من كسر احتكار إسرائيل للقوة العسكرية من حيث المبدأ, مع وضوح الفرق الهائل في توازن القوى. ولقد حاول أبو جهاد توجيه ضربات عسكرية في حدود وسائله المحدودة عبر المنافذ البرية والبحرية التي يمكن اختراقها إلي داخل إسرائيل, وكان بعض هذه العمليات ينجح وبعضها ينتهي باستشهاد منفذيها أو وقوعهم في الأسر.
من الصف القيادي الأول:
شغل أبو جهاد العديد من المناصب ومنها : عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية.
وطنياً قيادياً:
كان أبو جهاد وطنيا نقيا, وجنديا محترفا, ومجتهدا مثابرا علي تطوير خبراته ودفع أعوانه للعمل, وعندما تتولد الفكرة في ذهنه سرعان ما يسعى إلي تنفيذها وكان أبو جهاد لا يطلب المستحيل, بل ينفذ مشروعه بما يتوافر لديه من وسائل .
ولقد تمتع أبو جهاد بالاحترام والتقدير في الدوائر الفلسطينية والعربية على اختلاف انتماءاتها واجتهاداتها. فقد كان يعيش حياة عادية بسيطة, لا يدخن التبغ ولا يشرب الخمر.
في مجال العلاقات العربية, لم يعرف له علاقات خاصة مع دول الطوق العربية تحرجه وتحد من حركته. بل كانت علاقات أبو جهاد مع كل من ينمي القوة العسكرية من الأصدقاء البعيدين من عرب وغير عرب. وكان أبو جهاد قارئا نهما بالعربية والإنجليزية ويتابع كل ما يصل إليه من معلومات عسكرية وسياسية عن إسرائيل بحكم مسئوليته عن الغربي (الجهاز المسئول عن النضال الفلسطيني في الضفة وغزة ) والذي اشتهر بهذا الاسم.
أسباب الاغتيال:
ربما كان كسر احتكار القوة الإسرائيلي أهم الأسباب التي أدت إلي اغتيال أبو جهاد ولعل أكثر الضربات خطورة من وجهة نظر إسرائيل, هي محاولة الاستيلاء علي وزارة الحرب الإسرائيلية في إبريل1985.
كذلك ضرب حافلة في حادث منفصل, على مقربة من مفاعل ديمونة النووي.
كما تسبب تكتيك أبو جهاد بعدم استخدام السلاح في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيليين خلال الانتفاضة الأولى, تسبب في هزيمة سياسية لإسرائيل أمام المجتمع الدولي و الرأي العام العالمي عندما شاهد العالم جنودها يطلقون النار على الأطفال الفلسطينيين الذين يرشقونهم بالحجارة والخطر الأهم من كل ذلك هو أن يصبح أبو جهاد, يوما ما, قائد الثورة الفلسطينية.
حقد إسرائيلي دفين:
لم تكن الرصاصات السبعون التي اخترقت جسد خليل الوزير أبو جهاد ليلة15/16 إبريل1988 في سيدي بوسعيد في تونس هي أول ما أطلقه الإسرائيليون علي خليل الوزير من رصاص, فقد كان صبيا في الثانية عشرة عندما أطلق عليه جندي إسرائيلي الرصاص في الرملة عام1948, عندما حاول خليل تناول ربطة ملابسه قبل أن يصعد إلي الحافلة خلال ترحيله مع أهالي البلدة بعد احتلالها من قبل الإسرائيليين ولكن الرصاصات أصابت فلسطينيا آخر, ونجا خليل الوزير من القتل في تلك الحادثة.
كان يجب أن يتم تنفيذ القرار الإسرائيلي باغتيال أبو جهاد ولم يكن من المسموح به فشل هذه العملية لذلك لم يكلف الإسرائيليون أحد الأشباح بتنفيذها بمسدس مكتوم الصوت. فلقد تم تكليف الجنرال إيهود باراك بقيادة عملية الاغتيال, أما فريق التنفيذ فكان يتكون من أفراد من سييريت ماتكال, وهي وحدة عسكرية معده للقيام بالعمليات الخاصة جدا, وتتبع رئيس الأركان مباشرة, ولم يكن هؤلاء لوحدهم, بل تم حشد مئات الأشخاص من مختلف التخصصات ومن جميع أسلحة الجيش, إلي جانب فرق الموساد للقيام بجميع المهمات المتعلقة بالعملية. وقد تم تحريك هؤلاء إلى تونس في أسطول مكون من سفن حربية صغيرة عالية التجهيز, بالإضافة إلي غطاء جوي مكون من ثماني طائرات: أربع ف16, واثنتين سمتيتين, واثنتين بوينج.707
لم تكن مهمة الإسرائيليين عملية اغتيال فرد في الظلام, بل كانت حربا شاملة في التخطيط والتنفيذ.