الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

إطلاق حملة "لا لكاتم الصورة" تضامنا مع الناشطة خلود بدوي

نشر بتاريخ: 17/04/2012 ( آخر تحديث: 17/04/2012 الساعة: 18:36 )
القدس- معا- أطلقت مجموعة من الناشطين الحقوقيين في القدس حملة "لا لكاتم الصورة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع الناشطة الحقوقيّة "خلود بدوي"، والتي تواجه ضغوطات من إسرائيل لفصلها من عملها.

وطالبت وزرة الخارجيّة الإسرائيليّة، ممثلة بسفيرها لدى الأمم المُتحدة، الأمين العام بان كي مون بإقالة خلود بدوي من وظيفتها كمُنسقة ميدانيّة في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة – أوتشا في القدس.

حقيقة ما جرى...

وقد بدأت الملاحقات الإسرائيلية للناشطة خلود بدوي بعد قيامها وعدد من النشطاء الفلسطينيين في 10 آذار 2012 بِنشر مجموعات من الصّور لآثار الهجمات الوحشيّة على قطاع غزّة على صفحات التواصل الاجتماعي من "فاسبوك، وتويتر، والمُدوّنات المختلفة"، والتي لا تمت بعملها بأي صِلة، ولعدم وجود صور حديثة عن قصف القطاع في 8 و 9 آذار 2012، تم استخدام صور للغارات الإسرائيليّة السابقة ، وإحدى الصور المُستخدمة كانت للطفلة رجاء أبو شعبان، التي استشهدت في 9 آب 2006، وهي تلعب على أرجوحتها، ونُقِلت فوراً إلى المُستشفى (حيث التقطت الصورة هُناك)، وكنتيجة للانتشار الواسع لهذه الصور، بدأت الآلة الإعلاميّة الإسرائيليّة بمهاجمة الناشطة "بدوي"، من خلال بلورة قصة غريبة عن الحادث، حيث ذكرت أنّ الشهيدة "أبو شعبان" قد تعرّضت إلى حادث طُرق، وقد نُقِلت إلى المُستشفى، وأن مُصوّر رويترز قد ادّعى أنها سقطت جرّاء القصف، كما ادّعت الآلة الإعلاميّة الإسرائيليّة أنّ الأمور قد اختلطت على المُصوّر وعلى طاقم العاملين في المشفى، في أن إصابة رجاء ناتجة عن القصف الإسرائيلي للمدينة، لكن والدي الشهيدة، والأهل، وشهادة المشفى، تؤكّد أنّ الطفلة الشهيدة قد سقطت مُباشرةً جرّاء القصف، كما ورد اسم "رجاء أبو شعبان" في أكثر من موقع على أنّها شهيدة، وذلك كنتيجة للقصف على المدينة.

موقف الحملة

وكنتيجة لهذه الهجمة، رأت مجموعة من النشطاء الحقوقيين الفلسطينيين أهميّة تشكيل حملة للتضامن مع الناشطة "بدوي"، وذلك للتصدي للسياسات الاحتلاليّة الضاغطة على فصل "بدوي" من وظيفتها، وقد أكّدت الحملة على ضرورة كفّ سُلطات الاحتلال على فرض املاءات على المؤسسات الدوليّة العاملة في الأرض الفلسطينيّة المُحتلة، ومن ضِمنها الأمم المتحدة، والتدخّل في شؤونها الداخليّة، بما يشمل تعيين وفصل الموظفين.

وشددت الحملة على أهميّة الكف عن التجسس ومراقبة صفحات التواصل الاجتماعي الشخصيّة بناشطي حقوق الإنسان الفلسطينيين والمُناصرين للقضيّة الفلسطينيّة، ومُطالبة الأمم المُتحدة بإثبات حيّاديّتها من خلال رفض الإملاءات الإسرائيليّة واللوبي الصهيوني، إضافةً إلى أهميّة حماية موظّفيها.

كما أكّدت الحملة على أهميّة التأكيد على حق الفلسطينيين وغيرهم من المتضامنين مع القضية الفلسطينية العادلة في فضح سياسات الاحتلال.

وطالبت الحملة النشطاء في المجتمع المحلي والمؤسسات الدوليّة الانضمام لها، وذلك عن طريق موقعها على الفاسبوك "لا لكاتم الصورة".

الشبكة والائتلاف

وفي سياق متصل وجهت شبكة المنظمّات الأهليّة والائتلاف من أجل القدس رسالة إلى مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة – أوتشا طالبت فيها الأمم المتحدة بعدم التفكير في إنهاء تعاقد الناشطة "بدوي".

وأكّدت الرسالة أهميّة رفض الإملاءات الاسرائيليّة على المنظّمة الدوليّة وخاصة في الطلب الإسرائيلي لفصل الناشطة "بدوي"، حيث اعتبرت الرسالة أن هذه الهجمة الإسرائيليّة هي هجمة سياسيّة ضد الناشطين الفلسطينيين ككل، وتهدف إلى إسكات الأصوات المنددّة بالانتهاكات الإسرائيليّة لحقوق الإنسان.

وأضافت الرسالة أنّ المجتمع المدني الفلسطيني واعٍ لِمهنيّة الناشطة "بدوي"، وذلك لتفانيها في عملها وأداء واجباتها كباحثة ميدانيّة. كما دعت الرسالة الأمم المتحدة إلى الوقوف بحزم في مواجهة الحملة التحريضيّة ضد "بدوي"، ومراجعة تاريخها كمدافعة عن حقوق الإنسان.