الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عدنان لـ "معا": الفرحة على وجنات الناس أنستني معاناتي وآلامي

نشر بتاريخ: 18/04/2012 ( آخر تحديث: 18/04/2012 الساعة: 18:47 )
بيت لحم- خاص معا- "الفرحة التي رأيتها على وجنات الناس من أبناء شعبي أنستني كل معاناة الإضراب، لقد نسيت آلام العملية بسبب هذه الفرحة التي استقبلني بها أبناء شعبي"، بهذه الكلمات لخص الأسير المحرر خضر عدنان صاحب أطول إضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي معاناته التي عاشها أياما وليال في ظل الجوع والآلام والعزلة عن العالم الخارجي.

خضر عدنان رفض الذهاب إلى بيته فور وصوله إلى جنين، بل توجه إلى خيمة الاعتصام في بلدة عرابة ليلتقي والدة ووالد الأسير جعفر عز الدين المضرب عن الطعام، ومن ثم انتقل إلى عائلة الأسير أمجد العارضة المحكوم بالسجن 20 عاما وشقيقه محمود المحكوم بالسجن المؤبد ويقبع في العزل الانفرادي وشقيقهما الأسير رداد العارضة.

ولم يمنع الوقت المتأخر خضر عدنان من التوجه إلى خيمة الاعتصام في قرية كفر راعي التي وصلها حوالي الساعة الثالثة فجرا، طالبا لقاء والدة الأسير بلال ذياب، ليخبرها أن نجلها المضرب عن الطعام منذ اكثر من 50 يوما كان يودعه مرددا "الله أكبر" والتي رددها من حوله زملاؤه الأسرى ثائر حلاحلة وحسن الصفدي وعمر الشلالة ومحمود السكسك، الذين منع السجان الأسير خضر عدنان من وداعهم ليكتفوا بالهتاف من داخل زنازينهم، وهو يرد عليهم بذات الهتاف، ويعدهم بالفرج الذي منّ الله عليه بعد معركة طويلة مع الجوع والألم.

خضر عدنان سرد في حديث لغرفة التحرير في وكالة "معا" لحظاته الأخيرة مع القهر والسجن ولحظاته الأولى مع الحرية بكل تواضع وألم، بادئا حديثه بالحمد والشكر لله الذي لولا توفيقه ما بلغ هذه اللحظة التي أعادته بين احضان اهله وشعبه وأطفاله وبين ذراعي والدته التي تاقت شوقا لحرية ابنها "العنيد".

انتفاضة تكبيرات في مستشفى سجن الرملة

يصف الأسير المحرر خضر عدنان اللحظات الأخيرة التي عاشها داخل قسم المرضى في سجن الرملة، حيث كان زملاؤه المضربين عن الطعام يهتفون بالتكبيرات تعبيرا عن وداعهم وحبهم لزميلهم الذي اتبعوا نهجه في الإضراب، ويقول "كانت انتفاضة تكبيرات، كنت احاول وداعهم لكنني منعت من ذلك ونقلت إلى من معسكر إلى آخر حتى استقر بي الأمر في معسكر سالم بشمال الضفة الغربية".

ويؤكد عدنان أنه خاض إضرابا اثناء مكوثه في الزنازين مع بقية الأسرى الذين اعلنوا الاضراب في السجون الإسرائيلية، وكان ينوي الإستمرار في إضرابه في حال تراجعت إسرائيل عن الإفراح عنه.

ويقول إن سلطات الاحتلال أخرته 16 ساعة وهي تقوم بنقله من مكان لآخر، ومن ثم لم تفرج عنه وفق ما هو متبع بإطلاق سراحه من داخل معسكر سالم، بل سلمته للصليب الأحمر الذي بدوره تولى عملية نقله إلى عرابة، ولكن عدنان رفض طلب الصليب نقله الى منزله وأصر على التوجه إلى خيم الاعتصام وهناك انضم لأهله وأبناء بلدته الذين احتفلوا بعودته رغم تأخر الوقت، وقال: "اعتقلوني في الظلام كي لا يراهم أحد وأفرجوا عني في الظلام كي لا يستقبلني أحد ولكنهم فشلوا في ذلك لأن اهالي الأسرى باتوا يوصلون الليل بالنهار في تضامنهم مع الاسرى، وما جرى لي من استقبال يؤكد أن أسرى شعبنا ما زالوا في وجدان الجميع والكل من ورائهم حتى ينالوا حريتهم".|172241|

ويتحدث عدنان عن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها سلطات الاحتلال خلال عملية الإفراج عنه، فقد جرى اغلاق نوافذ الاقسام داخل السجن حتى لا يتمكن الأسرى من رؤيته وهو يغادرهم، وكان الجنود المرافقون للأسير عدنان يحرصون بشدة على عزله عن بقية الأسرى ما استطاعوا سبيلا.

الإضراب المرحلي أكثر جدوى لتحقيق مطالب الأسرى

ورأى خضر عدنان أن خوض الأسرى للإضراب عن الطعام على مرحل تشمل في البداية بضع عشرات أو مئات ثم تتوسع الحركة لتشمل المزيد من الأسرى أكثر جدوى لتحقيق مطالب الأسرى، لأن استمرار الإضراب مدة أطول من شأنه أن يعري سياسات الاحتلال ويجعل العالم يتكلم عن الظلم الذي يعيشه الأسرى.

ووجه نصيحة لسلطات الاحتلال طالبا منها إعطاء الأسرى ما يريدون والإ فليستعد الإسرائيليون لفضيحة أمام العالم، "فالأسرى من كل التنظيمات لن يتراجعوا بعد أن اقسموا على مواصلة إضرابهم حتى تحقيق جميع المطالب".

وتعقيبا على الآلية الراهنة لإضراب الأسرى ودخول حوالي 1600 أسير الإضراب، دعا خضر عدنان بقية الأسرى إلى اللحاق بزملائهم على دفعات كأن يدخل 500 أسير في مرحلة أولى ومن ثم يلحق بهم ذات العدد حتى يشمل الإضراب كافة السجون.

الظروف تختلف من سجن لآخر

واستبعد الأسير المحرر خضر عدنان أن يكون للانقسام الفلسطيني- الفلسطيني آثاره على الوضع داخل السجون وخطوات الأسرى الاحتجاجية، قائلا "ظروف السجون تختلف من سجن لآخر، وآراء الأسرى تختلف أيضا حول الطريقة المناسبة لتحقيق المطالب"، كما أكد أن أسرى من جميع الفصائل بما في ذلك فتح وحماس يخوضوع الإضراب الحالي في السجون.

وقال "سياط الجلاد يُعلّم في أجسادنا جميعا فالأسرى في العزل من كل الفصائل وكذلك المرضى وهناك أسيرات محسوبات على هذه الفصائل وعمداء الأسرى ايضا من جميع الأطياف"، ورأى أن خطوة الحركة الأسيرة لن توحد الأسرى في السجون فحسب بل سيكون لها تأثير في الخارج على المستوى المحلي وايضا المستوى العربي والإسلامي وهي ستقود البوصلة نحو القدس وفلسطين.

إضرابي عن الطعام ليس من نوع جديد

ويصف خضر عدنان إضرابه عن الطعام لأربعة وستين يوما متواصلة بأنه ليس إضرابا من نوع جديد، ولكن طول المدة التي استغرقها اعطته تميزا، وهذا الإضراب كالبناء العمودي يقوم على مساحة صغيرة ويستفيد منه الجميع.

وأبدى عدنان رضاه عن الوقفة التضامنية معه اثناء إضرابه عن الطعام، قائلا إنها "وفقة رائعة ومشرفة من كل الفصائل بدون استثناء، ولم يقصر معي أحد وأشكر كل من ساندني من داخل فلسطين وخارجها".

ووجه عدنان رسالة للأسرى قائلا لهم "كل ابناء شعبكم معكم على الدوام، والله مؤيّدكم وحافظكم وناصركم، نقول لكل آباء وأمهات الأسرى إن الله الذي اخرج خضر سيُخرج ابناءكم أحرارا من السجون".
|172240|

والدة خضر عدنان: لا استيطع أن أعبر عن مشاعري بالفرحة

والدة الأسير خضر عدنان بدت مبتهجة تغمرها السعادة بعودة نجلها إليها بعد أيام عصيبة كانت لا ترجو في أي لحظة منها أن يأتيها خبر حزين عن إبنها الذي حرم الطعام على نفسه أياما وليال طوال، تقول لـ"معا": "أشعر بالفرح وأنا أرى عدنان في بيته وبين اطفاله وزوجته".

وتؤكد أن صحة ابنها الآن أفضل بكثير مما كانت عليه أثناء زيارتها له بعد فك إضرابه عن الطعام، وتقول: "اليوم هو منيح بس مش مثل ما كان قبل اعتقاله، ولكن معنوايته وهمتة عالية وصحتة بتتحسن".

وتستند والدة خضر عدنان إلى المثل الشعبي الذي يقول "متى ما سلم العود اللحم مردود" وهو المثل الذي انبرت في شرحه لنا لتقول بكلماتها البسيطة أن الانسان متى سلم من الموت فإنه لا بد أن يستعيد ما خسره من الجسم والوزن خلال الإضراب.
|172239|
|172227|
|172226|
|172221|
|172219|