في كلمته أمام اللقاء الآسيوي للأمم المتحدة حول حقوق الشعب الفلسطيني بركة يدعو لقوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 19/12/2006 ( آخر تحديث: 19/12/2006 الساعة: 17:40 )
كوالا لمبور -معا- عاد إلى البلاد، عضو الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بعد أن شارك في العاصمة الماليزية كوالا لامبور، في اللقاء الآسيوي للأمم المتحدة حول حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، الذي انعقد ما بين 15 إلى 17 الشهر الجاري، وشارك فيه مندوبون عن ثمانين دولة، إلى جانب مندوبين عن اللجان الخاصة التابعة الأمم المتحدة مثل برنامج التنمية وبرنامج الأوضاع الإنسانية ووكالة اللاجئين وبرنامج الأغذية.
كما شارك وفد فلسطيني برئاسة الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني السابق، وسفيري فلسطين في ماليزيا عبد العزيز أبو غوش، وأندونيسيا فريز مهداوي.
وكان اللقاء قد افتتح بمشاركة وزير خارجية ماليزيا داتو سيري حامد البار وممثلة الامين العام للامم المتحدة انجيلا كان، ورئيس لجنة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف السنغالي باول بادجي والدكتور ناصر القدوة.
وألقى بركة كلمته في أول يوم لأعمال المؤتمر، وقال إن إسرائيل الرسمية تسعى بشكل دؤوب إلى إقفال كل إمكانية لحل الصراع مع الفلسطينيين عن طريق التفاوض، ولذلك لم تنفذ إسرائيل الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين بشأن الخطوات المرحلية، كما لم تنفذ استحقاق التفاوض على قضايا الحل الدائم مع الفلسطينيين (الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات).
كما أن إسرائيل لم تحترم أيا من القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين، وقامت إسرائيل أيضا بمحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات ورفضت التفاوض معه، كما رفضت التفاوض مع الرئيس محمود عباس، رغم تحيزه المعلن والواضح للحل السياسي ولعملية السلام، كذلك تجاهلت إسرائيل مبادرة السلام العربية في قمة بيروت.
وشدد بركة على أن إسرائيل تسعى للتهرب من الحل السياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية ونعني بها القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وعن الجمعية العامة، وبالتالي هي تسعى إلى التصعيد العدواني لتسويق موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن الخطوات أحادية الجانب، التي تقوم بها على الأرض الفلسطينية، كاضطرار أمني في مواجهة" الإرهاب الفلسطيني" ونظرا لعدم "وجود شريك فلسطيني" كما يدعون.
وقال بركة، على ضوء عدوانية إسرائيل ومخططاتها الخطيرة، فهناك ضرورة لنشر قوات دولية، تكون محكومة لفهم ما يحدث وما يحاك على الأرض الفلسطينية، بمعنى أن انتشار هذه القوات يجب ان لا يكون استحقاقا لمفهوم الأمن الإسرائيلي، إنما استحقاقا ضروريا للتمهيد إلى التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وإلى وقف معاناة الشعب الفلسطيني الرهيبة وإلى التوصل إلى سلام يضمن الامن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
وأكد بركة، أنه في نشر قوات دولية يجب مراعاة عدة أمور، ومن بينها،
لذلك يجب مراعاة الأمور التالية: أن يكون الانتشار الانتشار يجب ان يكون وفق الخط الأخضر، أي وفق الحدود الدولية المعترف بها بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية، وحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الاسرائيلي المستمر واليومي، وحماية مؤسساته الرسمية والاقتصادية، وإتاحة المجال أمام ترميمها وتنظيم علاقات المناطق الفلسطينية مع الخارج وان لا يكون دخول الخبز إلى قطاع غزة، أمرا مرهونا بمزاج آخر ضابط إسرائيلي.
كذلك فإن مهمة هذه القوات، إنهاء مخزون الذرائع الإسرائيلي للتهرب من التفاوض على أسس الشرعية الدولية، بمعنى التوصل إلى وضع يلجم العدوان الإسرائيلي ويوقف الفوضى في الشارع الفلسطيني التي تتمثل أيضا في إطلاق صواريخ بدائية على إسرائيل.
كذلك فإن تركيبة القوات الدولية يجب ان تعبر عن موقف مسؤول للمجتمع الدولي، وأن لا يبقى التدخل الدولي رهنا للعلاقات الاستراتيجية بعيدة المدى بين إسرائيل والولايات المتحدة، وليس رهنا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وقال بركة، إن هذا الأمر يتطلب دورا فاعلا للأمم المتحدة وللدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وبالأخص روسيا وفرنسا والصين ويتطلب دورا مرجعيا للاتحاد الأوروبي، كما يتطلب الامر دورا دوليا فاعلا وبالاخص تفعيل عنصرين غائبين يجب ان يلعبا دورا اكبر في استتباب السلام العالمي وطبيعي ان يكون السلام في الشرق الاوسط احد مفاتيحه الاول:
الدورالآسيوي نظرا للثقل الاقتصادي الهائل في منظومة التطور الكوني الحالي والمستقبلي الامر يؤهل هذا الدور لانتاج ضغط ايجابي من ناحية ولخلق محفزات ايجابية من ناحية اخرى،والثاني:
دور أمريكا الاتينية نظرا للثقل السياسي والاقليمي الذي تشكله في الساحة الخلفية للولايات المتحدة الداعم الشامل للاحتلال الإسرائيلي.
لقاءات ومؤتمر المنظمات غير الحكومية
كذلك قدمت امام اللقاء مداخلات من النائبة السابقة نوعمي حزان ود. سارة اوستسكي والبروفيسيرة تانيا راينهارت (اسرائيل)، ود. سحر القواسمي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ود. عمر يوسف وغادة الكرمي وميساء برانسي- سنيورة (فلسطين) الى جانب مجموعة من الشخصيات البارزة من الدول الاسيوية.
وفي ختام المؤتمر صدر بيان كوالا لامبور باسم المشاركين في المؤتمر اكد فيه على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وتوقف البيان عند المخططات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتواصل القمع والاستيطان وبناء الجدار والحصار وتحطيم البنية الاقتصادية الفلسطينية واكد ان استمرار الاحتلال في سنته الاربعين ما زال الجذر الاساسي للصراع وخذّر من التصعيد العدواني الاسرائيلي ودعا الاسرة الدولية الى تحمل مسؤولياتها لحماية الشعب الفلسطيني وتوقف عند المبادرات لاحلال السلام العادل في المنطقة مثل موقف الرباعية ومبادرة السلام العربية ودور مجلس الامن والنشاطات الخاصة في دول آسيا والباسيفيك.
واكد البيان دعمه للرئيس محمد عباس لانجاز حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون مؤهلة لتحشيد الدعم الاقصى للشعب الفلسطيني ومؤهلة لدفع الاسرة الدولية للاضطلاع بمسؤولياتها.
واعلن البيان دعمه لقرارات دول عدم الانحياز في الشأن الفلسطيني والتي اتخذت في القمة الـ 14 لهذه الدول الذي انعقد في هافانا- كوبا في ايلول من هذا العام.
وعلى هامش المؤتمر أجرى النائب بركة سلسلة من اللقاءات الخاصة، من بينها لقاء مع وزير الخارجية الماليزي، وجرى تبادل وجهات النظر في التطورات السياسية الجارية، كذلك عقد ت لقاءات ومع عدد كبير من مندوبي الدول المشاركة وخاصة العربية ومع مندوبي وسائل الاعلام ومن ضمنها مقابلة مع التلفزيون الرسمي الماليزي.
واستمرارا للمؤتمر عقد يوم الاحد الماضي اجتماع للمنظمات غير الحكومية الاسيوية المعنية بالقضية الفلسطينية بمشاركة العشرات منه وخرجت بمواقف واليات لتدعيم التضامن مع الشعب الفلسطيني