مشاركون يؤكدون على اهمية تطوير المشاركة في التعامل مع ملف الاسرى
نشر بتاريخ: 18/04/2012 ( آخر تحديث: 18/04/2012 الساعة: 17:35 )
غزة- معا- أكد مشاركون وممثلون عن مؤسسات رسمية وحقوقية وإنسانية، ومؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة اليوم الاربعاء، على أهمية تطوير المشاركة الوطنية الجادة في التعامل مع ملف الأسرى، ورفع مستوى التضامن مع نضال الأسرى العادل في سبيل حريتهم والإفراج عنهم جميعاً دون قيد أو شرط.
جاء ذلك خلال الندوة الهامة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية اليوم الأربعاء، تحت عنوان: " محطات في تاريخ الحركة الأسيرة" حيث دعا المشاركون في الندوة للعمل لإطلاق سراح الأسرى، وتحديدا القدامى منهم كشرط لازم لأي عودة للمفاوضات.
وشدد المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى في مقر الكلية بغزة، على أهمية قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية باعتبارها قضية وطنية، داعيين إلى إبلاء هذه القضية الاهتمام اللازم، وتدويلها ووضعها في مقدمة القضايا الوطنية وتسليط الضوء عليها بصورة أكبر في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية لفضح الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الإجرامية والعدوانية بحق الأسرى.
واستعرض د. عبد القادر إبراهيم حماد كاتب وأكاديمي فلسطيني خلال الندوة واقع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والصعوبات والضغوطات التي تمارسها مصلحة السجون بحقها.
وتطرق د. حماد إلى الممارسات الإسرائيلية بحق الأسيرات والأسرى المحتجزين في سجون الاحتلال، بما في ذلك، تضييق الخناق عليهم، واتخاذ مصلحة السجون الإسرائيلية إجراءات عقابية واسعة بحقهم تمثلت بسياسة العزل الانفرادي، والغرامات المالية، والحرمان من التعليم، وغيرها من الإجراءات التعسفية.
وأكد د. حماد على أهمية قضية الأسرى الفلسطينيون باعتبارها قضية وطنية تستحق الاهتمام بها على كافة المستويات الفلسطينية والدولية، منوها أن معظم الشعب الفلسطيني أُعتقل من قبل "إسرائيل"، فإسرائيل لا تفرق بين الشباب والنساء والأطفال باختراقها القانون الدولي.
وجدد الكاتب والأكاديمي الفلسطيني التفاف الشعب الفلسطيني حول قضية الأسرى، مطالباً بالعمل الجاد لمساعدة الأسرى على الانعتاق والتحرر.
من جهته، استعرضَ د.عطا الله أبو السبح وزير الأسرى بالحكومة المقالة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون الإسرائيلية والذين قدر عددهم بأكثر من 800 ألف فلسطيني بينهم 12 ألف امرأة.
وقال د. أبو السبح أن أكثر من 70 % من الأسرى دخلوا السجن مرات عديدة، مشيراً إلى وجود أكثر من 350 أسيراً من الأطفال و9 أسيرات الآن في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد على أن قضية الأسري لن تنتهي إلا بزوال إسرائيل، مشدداً على أنه من العار جدا أن يستكين الشعب الفلسطيني بقضية أسراره. وقال:" ان قضية الاعتراف بإسرائيل يذهب بقضية الأسري إلي الفناء، وأنه إذا أردنا أن نكون أحرار يجب علينا العمل نحو الحرية وتفعيل هذه القضية الوطنية".
وأشاد د. أبو السبح بصمود الأسرى وثباتهم، معتبراً أن الإضراب الجماعي وسيلة تحدي وإصرار كتبت علي أسري مكبلون لا يحملون أي أسلحة في أيديهم.
وطالب الجيل القادم بعدم نسيان قضية الأسري والعودة مشدداً علي قضية الأسري أحد أبرز القضايا الفلسطينية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
ونوه إلى أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة تجلت بإطلاق سراح الأسرى من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات، مؤكدا أن الحقوق تنتزع ولا تطلب.
وأشار د. أبو السبح إلى إجراءات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى في سجون الاحتلال بدءا من التنكيل والتقييد بالسلاسل والعزل الانفرادي والإهمال الطبي ومنع الكنتينة عنهم وصولا إلى منع الزيارات واهانة الأسرى وتقديم الطعام غير النظيف لهم.
ودعا وزير الأسرى والمحررين إلى تفعيل قضية وايلاء اهتمام أكبر بتلك القضية، منوها أن إسرائيل استطاعت جعل"جلعاد شاليط" رمزا للحرية في العالم، في حين فشل العرب في جعل قضية الأسرى ذات طابع هام.
إلى ذلك، دعا جمال الضبة عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بغزة، إلى إبلاء الاهتمام بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي عبر تدويل قضية الأسرى وحشد الرأي الدولي للاضطلاع على معاناتهم لفضح ممارسات الاحتلال دولياً.
ودعا الضبة إلى تشكيل لجنة دولية لمتابعة قضية الأسرى في سجون الاحتلال والعمل الدءوب في كافة المحافل الدولية للإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء والعمل على الاطلاع على هموم الأسرى ومعاناتهم.
وأكد أن الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني أثر سلباً على قضية الأسرى وذويهم، داعياً إلى الإسراع في إنهائه واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني استناداً إلى وثيقتهم التي صاغوها في حزيران/يونيو 2006.
وأشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين يخوضون معارك شرسة في سجون الاحتلال ضد ممارسات وانتهاكات وكافة أشكال التعذيب بدءاً من العزل الانفرادي والشبح، والاقتحامات اليومية لغرفهم، ومنع إدخال الكانتينة، ومنع الزيارات، والتفتيش العاري وصولاً إلى الإهمال الطبي. موضحاً أن مئات الأسرى استشهدوا جراء التعذيب والإهمال الطبي، والأدهى من ذلك لم يتم محاسبة السجانين.
وعد الضبة انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى منها، منع كامل للزيارات لأسرى غزة منذ ما يقارب 4 سنوات وحرمانهم من التواصل مع ذويهم بالاتصال بهم أو التواصل معهم ومنع الأبناء والبنات فوق سن 16 عاماً من الزيارة.
ونوه الضبة إلى إن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة التي تجيز التعذيب وتشرعنه مشدداً على إن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بحاجة لوقفة فلسطينية موحدة وعربية ودولية جادة وتشكيل لجان دولية تقوم بزيارة الأسرى وتطلع على معاناتهم وقضاياهم وهمومهم لرفع معنوياتهم.
من جهته، قال د. عبد الله أبو العطا القيادي في المبادرة الوطنية وعضو الهيئة التنسيقية للمبادرة الوطنية، أن الأسري هم أعمدة القضية الوطنية الذين أفنوا شبابهم من أجل فلسطين منوهاً إلى أنه لا يجب أن تقتصر هذه الفعاليات علي تواريخ محددة.
ودعا إلي نقل معاناة الأسري إلي كافة أنحاء العالم، من خلال فضح الممارسات الإسرائيلية الإرهابية بحقهم.
واعتبر بأن الانقسام الداخلي أثر سلبيا علي قضية الأسري مشيراً إلى أن الاحتلال الاسرائيلي لا يفهم لغة الحوار، مذكراً بأن هؤلاء الأسرى الأبطال أخرجوا لنا وثيقة المصالحة.
من جهته، تحدث الصحافي يوسف أبو كويك مراسل فضائية فلسطين اليوم عن دور الإعلام في دعم صمود الأسرى الفلسطينيين خلال معركة الأمعاء الخاوية التي ازدادت ضراوتها مع التحاق أكثر من ألفي أسير في سجون الاحتلال بهذه المعركة التي يسعى من ورائها الأسرى إلى تحقيق مطالبهم واستعادة إنجازاتهم التي سلبتها إدارة مصلحة السجون خلال المرحلة الماضية، مؤكدا على ضرورة بذل كافة الجهود لإبراز معاناة الأسرى الفلسطينيين وفضح جرائم الاحتلال.
ورأى أبو كويك أن المطلوب من الإعلام المحلي في هذه الفترة شحذ الهمم وتحريض المواطنين الفلسطينيين على المشاركة بفعالية في كافة الوقفات التي تنظم دعما للأسرى على اعتبار أن الحراك الجماهيري يمثل ركيزة أساسية في تعزيز صمود الأسرى.
كما أشار إلى ضرورة تكامل العمل الإعلامي المنظم بين المؤسسات الإعلامية والشباب الجامعي من خلال تنظيم حملات وصفحات تضامنية مع الأسرى عبر صفحات المواقع الاجتماعية (فيس بوك وتوتير) لنشر قضية الأسرى في أكبر شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما وأن تأثير هذه المواقع بات جلياً في تغيير المشهد العربي والدولي.
وطالب أبو كويك الدوائر الإعلامية العاملة في السفارات الفلسطينية بضرورة تنظيم حملات إعلامية تبرز من خلالها قضية الأسرى الفلسطينيين وصولاً إلى تشكيل رأي عام عربي ودولي ضاغط على الاحتلال.