يزيد الحويحي- من السجون لمرشح الحركة الأول لقيادة فتح بغزة
نشر بتاريخ: 19/04/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 17:40 )
غزة- خاص معا- يرفض أي جسم آخر للحركة بغزة عدا الهيئة القيادية العليا، ويقول جسمان لحركة يعني "أنك تقدم شخوصا للطخ" فالإطار التنظيمي لديه يعني جسد واحد وليس جسدين لأي تنظيم بأي مكان ومن يرفض ذلك فعليه مراجعة النظام الداخلي الذي يؤكد المثل العربي القائل "وقطعت جهينة قول كل خطيب".
هو لم يسع للمنصب ولكن المنصب سعى إليه.. وكان يفضل شهورا على الأقل للراحة وفترة أطول يقضيها مع دارين طفلته التي أنكرته حين خرج من السجن قبل أشهر، فالمهمة لديه هي مغرم وليست مغنما.
يرتب للعمل من أجل إعادة هيبة حركة فتح في قطاع غزة، وكل من ينتمي للحركة يعلم أن ذلك يستوجب واجبات وحقوق فلماذا لا يدفع المنتمون 1% لرفد الحركة بمال أبنائها وتقويتها وإعادة استقلاليتها ماليا وبالتالي سياسياً.
يزيد الحويحي (50 عاماً)، عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح بغزة، قاد لـ13عاماً إقليم شمال غزة، اعتقل لدى الاحتلال مرتين الأولى حوكم ست سنوات والثانية قبل خمسة أعوام قضاها خلف قضبان السجون ليخرج من المعتقل قبل خمسة أشهر وتتناوله أكف وأذرع أبناء الحركة شمال غزة مهنئين له بالتحرر ومن ثم بالمنصب الجديد ولكنه لم يكن يعلم ما هو المنصب الجديد.
أحَبّ أن يختلي بأبنائه الثمانية وأصغرهم دارين قليلاً من الزمن قبل أن يعود للعمل التنظيمي فتلك الصغيرة لم تعرف أباها الذي اعتقل ولم تزد عن العمر حينها عن 20 يوماً...
تداول اسمه أبناء تنظيم فتح في قطاع غزة ومن ثم وسائل الإعلام كمرشح الحركة لمنصب رئيس الهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة خلفا للرئيس الحالي د.عبد الله أبو سمهدانة، فهل شكل ذلك خلافاً في الرأي أو مشاحنات ومشاجرات بينهما؟
ينفي الحويحي ذلك لـ"معا" نفيا قاطعا بقوله: "إطلاقا ولا بلحظة من اللحظات حتى أن آخر اجتماع كنا إلى جوار بعضنا البعض يوم الأحد الماضي ولم أشعر بالمطلق بتغير العلاقة بيني وبين أخي د. عبد الله وكنت أجلس لجواره وأنا ملتزم بأخي وحبيبي والعلاقة بيننا لم تتغير ولم اشعر بأي نفور من جانبه".
فلماذا تأخر إذن توليه للمنصب رغم مرور شهر ونيف على ذلك؟ يقول أنه هو من طلب شخصيا تأخير القرار بعد صدور بيان مفبرك باسم الهيئة القيادية العليا – مشيرا الى ان خصوم سياسيين هم من أصدروه – وبالتالي طلب التأخير حتى لا يُفهم خطأ أن القيادة تعاقب الهيئة القيادية بغزة وتغيرها، وعن أقوال عزام الأحمد التي قال فيها أن اللجنة المركزية تنتظر عودة الرئيس محمود عباس لإقرار هذه الأسماء قال أنها جاءت انطلاقاً من ردات فعل تنظيمية قاعدية وقيادية ضد بعض الأسماء التي طرحت في التشكيلة الجديدة وليس ضده".
من سعى لمن؟
نفى الحويحي نفياً قاطعا أنه من سعى للمنصب قائلا:" أقسم بالله أنني لم أسع للمنصب فحتى اللحظة أنا مريض وجالس بالمنزل وقمت بتغييب ابنتي دارين عن الروضة كي أمكث معها وألهو قليلا من الوقت بصحبتها وباللحظة الولى لخروجي من السجن جاء الشباب يسلمون علي ويهنئونني بالمنصب الجديد الذي لم أكن أعلم عنه شيئاً" مضيفا :" وبرأيي حين ينهي إنسان مهمة صعبة لخمس سنوات ضمن العرف التنظيمي يجب أن يكون هناك اتراحة لمدة ثلاثة شهور ولكن حين يكون هناك تكليف لا يمكنني الرفض".
وقال مضيفاً:" دائما قلت أنني جندي مخلص لهذه الحركة ولن أقف ضد أي قرار بتكليفي بالمنصب خاصة أنه تكليف وليس تشريف وهذه مهمة مغرم وليس مغنم ودائما سأدافع عن تاريخ وليس عن موقع".
وعن ترشيحه وأثره على الحركة بغزة قال أن 80% من كوادر الحركة استبشروا خيرا واعتقدوا أن هناك أملا بتحسين وضع الحركة بغزة وان الحركة باتت تلتفت للجيل الشاب بداخلها، مضيفاً:" بعد خمسين عاماً يأتي تكليف عضو من الخلية القاعدة التنظيمية للحركة ليصل إلى منصب نصف قيادي كعضو بقيادة الساحة فقد ولّد هذا أثر ايجابي على زملائي والفئة العمرية التي أمثلها".
لا لجسد برأسين
ويرفض الحويحي فصل الحركة إلى جسمين داخل قطاع غزة في رد على سؤال حول ما إذا سيتم إرضاء أعضاء الهيئة القيادية السابقين ومنحهم مناصب ضمن لجنة سياسية تعمل داخل القطاع، قائلاً:" لا يجوز ذلك أبدا، ولا يمكن أن يكون الإطار السياسي للحركة برأسين فهل يسير رجل برأسين؟؟.. مستحيل أن يكون هناك إطار سياسي ولا يجوز فصل التنظيمي والسياسي فالجسد التنظيمي بداخله لجنة علاقات وطنية وهي من يقوم بالمهام السياسية كلقاءات مع الفصائل بغزة ومن صلاحيات الجسد التنظيمي الإطار السياسي أيضاُ، ووجود جسمين للحركة يعني أنك تقدم لخصومك بغزة "شخوصاً للطخ" يعني بذلك أنه طالما جلس مع الفصائل بغزة ممثلين لحركة فتح سياسياً فإن خصوم الحركة سيتساءلون عن طبيعة ومهام من يقال عنهم ممثلين للحركة تنظيمياً، مضيفاً "وسيكونون معذورون بذلك".
وتابع:" أما إن كان استحداث أي منصب جديد أو جسد جديد للحركة لإرضاء كادر ما فأنا وهم على النظام السياسي للتنظيم وهو الحكم وليس الاجتهادات وهو سيفصل بيننا على قول المثل العربي:" وقطعت جهينة قول كل خطيب" مبيناً أن النظام الداخلي للحركة يرفض وجود جسمين يمثلان الحركة داخل منطقة معينة.
سيعمل على؟
في حال توليه المنصب سيقود عملية ترتيب هيكلي للتنظيم مبتدءا بـ ملف الدائرة التنظيمية وإعهادة ترتيب الهيكل التنظيمي للحركة في قطاع غزة ليأخذ كل ذي حق حقهويعيد الهيبة للحركة بشكلها السياسي والتنظيمي بما لا يتناقض مع الواقع الحالي مع توجهات القيادة السياسية.
ومن ثم سينتقل لترتيب لجنة الانتخابات التي يقرها النظام الداخلي بالحركة وهي التي ترتب الانتخابات داخل الحركة مشيرا ً إلى أنه سيقوم مع الآخرين لترتيب أوضاعها وقواعدها بغزة ومتابعتها وتطويرها وتقديم الامكانات لها استعداداً للانتخابات الداخلية".
وعن الموعد لهذه الانتخابات المتوقع قال:" حقيقة لا أعلم".
أما البند الثالث الذي ستقوم به الهيئة القيادية للحركة بعد توليه المنصب فستكون إعادة هيكلة المنظمات الشعبية والنقابية ورفدها بعناصر جديدة، قائلاً أن هناك أناس أصبحوا يشغلون هذه المناصب لعشرين عاما ومنهم من تقاعد فهم بحاجة للتغيير وإعادة الهيكلة من جديد".
30 ألف كادر دفعوا 1%
وهذا هو ملخص البند الرابع الذي يسعى له الحويحي وهو ما وصفه بالبند المستعصي المتعلق بالجانب المالي لأبناء حركة فتح داخل قطاع غزة واصفاً وضعهم بالمٌعدم وقال الوضع مادياً" صفر + صفر= صفر، نحن بحاجة لرعاية من القيادة خاصة أننا سنساهم في هذه المسألة بشكل لا يحمل الحركة أعباء مالية كبيرة.
ويقصد بذلك أنه سيتم استكمال عملية جمع 1% من رواتب موظفي الحركة لدعم الحركة ومؤكدا انه تم تعبئة 30 الف استمارة من كواد الحركة جميعهم وافقوا على استقطاع 1% من رواتبهم وتبقى جمع 15- 20 ألف استمارة ومن ثم سيتم إرسالها لرام الله.
وأضاف:ط كل كادر بالحركة يعلم أن الانتماء يعني حقوق وواجبات والبند الثاني يتعلق بدعم الحركة مادياً من أبنائها ولذلك كانت الحركة قوية ومستقلة بقرارها في بداياتها وهو السبب في ضعفها بالآونة الخيرة وعدم استقلاليتها سياسياً.
الكفاح المسلح-لم لا؟
سياسياً بدا يزيد الحويحي غير مقتنع بحل المفاوضات كحل أوحد مع الاحتلال قائلاً: "20 عاماً قضيناها في المفاوضات ونتيجتها لا شيء فلماذا لا نقول أن جميع الخيارات مفتوحة بما فيها الكفاح المسلح وهو الخيار الأوحد الذي قامت عليه الحركة في بداياتها فلماذا لا نؤسس رؤية جديدة في الحركة ونتلمس خطاً آخراً للدفاع عن تاريخنا".
وعن الرسائل التي يرسلها الرئيس لنتنياهو قال:" المسألة أن نتنياهو غير مقتنع وأبدى ندمه عن الانسحاب من الخليل عام 1997 واعتزل السياسة بعد ذلك خمس سنوات كتكفير عن خطيئته بتسلمي الخليل على حد اعتقاده وهم لا يلتزم بخارطة الطريق فلماذا نبقى نراوح مكاننا بالمفاوضات معه وإذا عدنا للمفاوضات فلم لا نذهب تحت عنوان الشروط الدولية التي تلزمه بقبول دولة فلسطينية والحدود واللاجئين وكل ذلك وإذا رفض فلماذا لا نتجه لخيار آخر وهو خيار الحركة في بداية انطلاقتها".