خبير إذاعي بلجيكي يحذر من إجهاز الاحتلال على الفضاء الفلسطيني خلال السنوات الخمس القادمة
نشر بتاريخ: 19/12/2006 ( آخر تحديث: 19/12/2006 الساعة: 22:23 )
رام الله- معا- حذر خبير بلجيكي من خطر سيطرة اسرائيل على الفضاء الفلسطيني بشكل كامل في غضون خمس سنوات، وذلك وفق نتائج مسح ميداني لتغطية البث الخاص بالاذاعات الفلسطينية في الضفة الغربية.
وفال الخبير البجيكي في الارسال الاذاعي كارلو فرانسسكنجلي في ورشة عمل ان تداخل البث الاذاعي الاسرائيلي وتحديدا القادم من المستوطنات يعمل على تشويش البث الاذاعي الفلسطيني مما يحد من مساحة التغطية الخاصة بكل اذاعة.
ولفت الى عدم احترام اسرلائيل لما تنص عليه اتفاقية جنبف الخاصة ببث موجات "اف. ام" (FM ) الموقعة في عام 1984 برعاية الأمم المتحدة والتي تحدد معايير البث على هذه الموجات.
ويعتبر هذا المسح الميداني الاول من نوعه وقد اعنلنت نتائجه خلال ورشة عمل نظمتها شبكة امين الاعلامية انترنيوز في رام الله يوم 19-كانون الاول بحضور وكيل وزارة الاتصالات سليمان زهيري ومدراء المحطات الاذاعية في الضفة الغربية.
وتوقع الخبير الإذاعي كارلو فرانسسكنجلي خلال ورشة عمل نظمتها شبكة أمين الإعلامية-إنتر نيوز في رام الله، أن إسرائيل سوف تسيطر على الفضاء الفلسطيني في السنوات الخمس القادمة بالقياس إلى ما تقوم به من نشاطات، وأشار أنها تواصل انتهاك اتفاقية جنيف لبث الـ "أف.أم"الإذاعي العالمي للعام 1984.
وقال فرانسسكنجلي أن إسرائيل لا تحترم مسار الموجات المقرة عالميا، وترخص موجات إذاعية للمستوطنين تبث من المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية والمقامة على أراضي الفلسطينيين، ولا تحترم مسار الموجات الخاص بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكد ان تواصل انتشار هذه الإذاعات غير القانونية في الضفة الغربية سوف يؤدي إلى تقلص الفضاء الإذاعي الفلسطيني وضعف تغطية المحطات العاملة في الأراضي الفلسطينية، وهذا هو انتهاك لحق الفلسطينيين في التعبير حسب الخبير الدولي.
وأعتبر الخبير البلجيكي ان الحل يكمن في نشر أجهزة البث الإذاعي في مختلف أنحاء الضفة الغربية وليس اقتصارها على مكان بعينه، وأن على المحطات المحلية استخدام تكنولوجيا وتقنيات متقدمة للتفوق على الإذاعات الإسرائيلية وكذلك استخدام برامج حاسوب متقدمة.
من جهته اعتبر سليمان زهيري وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هذه المعلومات التي كشف عنها الخبير لم تفاجئ الجانب الفلسطيني وأن إسرائيل تواصل انتهاك الحقوق الإذاعية الفلسطينية، وترفض التوصل معنا إلى اتفاق لتنظيم المسار الإذاعي في الأراضي الفلسطينية.
وقال أن الإذاعات المحلية تتحمل جانبا من المسؤولية لأنها تعمل بشكل منفصل ولم تقم بإنشاء أي اتحاد للمحطات المحلية، ولا تستخدم أجهزة بث متطورة، نظرا لضعف إمكانياتها المالية، وكذلك لعدم سماح الاحتلال لها باستيراد هذه الأجهزة من الخارج.
من جانبه أكد المدير التنفيذي لشبكة أمين/انتر نيوز الصحفي خالد أبو عكر أن الورشة جاءت في أعقاب الانتهاء من مشروع المسح الميداني للإذاعات المحلية الذي تنفذه الشبكة بهدف تطوير عمل هذه الإذاعات، ولمساعدة هذه المحطات في التغلب على المشاكل الفنية التي تعاني منها.
وأكد أبو عكر أن المسح هو الأول من نوعه الذي يجري في الأراضي الفلسطيني وأن العشرات من ممثلي الإذاعات المحلية في الضفة الغربية يشاركون في الورشة بهدف الاستفادة من المعلومات المقدمة من الخبير الدولي والمسح الميداني.
ومن أبرز النتائج التي أشار إليها المسح هي وجود تداخل في الإرسال والبث الإذاعي في فلسطين، وكذلك تداخل من قبل الإذاعات الإسرائيلية والأردنية واللبنانية على بث محطات الضفة الغربية.
وأشار المسح إلى أهمية استخدام أجهزة إذاعية ذات جودة عالية ومحاولة الحصول على أجهزة بديلة للأجهزة المستخدمة حاليا في الأراضي الفلسطينية، وأن قطاع الإذاعات المحلية يحتاج إلى تطوير بشكل علمي ومهني وبالاعتماد على الطرق المجربة وليس بشكل ارتجالي.
وتحدثت السيدة ايناس أبو لبن من وحدة دعم المفاوضات عن الاطار القانوني للاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي والتي تنظم آلية البث في المناطق الفلسطينية، لافتة إلى ان ادارة الطيف الترددي في المناطق الفلسطينية هي بيد الجانب الإسرائيلي وأن المفاوضات المستقبلية بين الجانبين ستركز على سيطرة الفلسطينيين على فضائهم.
يذكر أن خبير الإرسال البلجيكي قام باجراء 92 مسحاً ميدانياً في الضفة الغربية اظهرت ايضاً تداخل مواجات البث الإذاعي من الأردن ولبنان، إضافة الى البث القادم من المستوطنات ومن داخل إسرائيل.