الأربعاء: 18/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ائتلاف امان ينظم احتفال الشفافية الاول في فلسطين ويمنح جائزة الشفافية 2006 لثلاثة فائزين

نشر بتاريخ: 20/12/2006 ( آخر تحديث: 20/12/2006 الساعة: 14:53 )
رام الله- معا- نظم الائتلاف من اجل النزاهة والمسائلة (أمان) في رام الله وغزة احتفال الشفافية الاول الذي تخلله التوقيع على مبادئ مدونات السلوك لكل من القطاعين العام والخاص والهيئات المحلية.

كما تم في الاحتفال الذي حضره الدكتور رفيق الحسيني ممثلا عن الرئيس محمود عباس والدكتورة حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي رئيس مجلس ادارة ائتلاف امان والدكتور عزمي الشعيبي المنسق العام للائتلاف والدكتور كمال الشرافي عضو مجلس ادارة الائتلاف توزيع ثلاث جوائز للفائزين بجائزة النزاهة من قطاع الاعلام والهيئات المحليه والقطاع العام.

فقد فاز مراسل صحيفة الحياة الجديدة منتصر حمدان بالجائزة عن قطاع الاعلام فيما فاز عن القطاع العام حسن عكاشة من وزارة النقل والمواصلات في قطاع غزة في حين فاز عن قطاع الهيئات المحليه حسام عاصي محاسب بلدية قراوة بني حسان في محافظة سلفيت.

وقد اسهم الفائزون الثلاثة بالكشف عن حالات فساد وتلاعب في المال العام.
وافتتح الاحتفال بكلمة القتها النائبة الدكتورة عشراوي التي اكدت ان الاوضاع الصعبة التي تعيشها الاراضي الفلسطينية يجب ان تشكل حافزا لاستمرار وتطوير اليات مكافحة الفساد خاصة في ظل انهيار قيمي واقتتال داخلي وحصار وتجويع وترد اقتصادي يعيشه الشعب الفلسطيني.

واوضحت عشراوي أن ائتلاف امان تمكن في عام 2004 من حث السلطة الفلسطينية على التوقيع على رساله نوايا اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والتي اودعت لدى مقر الامم المتحدة مشيرة الى ان مشاركة ممثل عن الرئيس في هذا الاحتفال هو تعبير عن الالتزام لتلك الرسالة.

واضافت عشراوي ان محاربة الفساد لا يكمن فقط في محاسبة الفاسدين بل عبر التقليل من فرص الفساد اذ اننا مطالبون ببناء نظام نزاهة وطني وهي مسؤولية متكاملة لكافة القطاعات عبر تعزيز الشفافية في الوصول الى المعلومات ونشرها وايجاد مقاييس مهنية وتبني اجراءات شفافة وضمان المهنية والمساواة في العمل.

واشارت عشراوي الى ان الجائزة تمنح للمرة الاولى من اجل تكريم وتشجيع العاملين في القطاعات المختلفة على محاربة الفساد والكشف عن مواطنه معربة عن املها في ان يتم جعل تلك الجائزة دولية.

واضافت عشراوي الى ان هناك العديد من الطلبات قدمت لنيل هذه الجائزة الا انه تم اختيار الشخوص الثلاثة الفائزين بعد ان انطبقت عليهم المعايير والمحددات معربة عن شكرها لامان ولكل من دعم جهود انجاح الاحتفال بما في ذلك الدول المانحة والمؤسسات المشاركة والدكتور عزمي الشعيبي.

من جانبه اكد الحسيني في كلمة القاها نيابة عن الرئيس ان الشفافية هي النقيض للغموض والتستر وتعني تقاسم المعلومات ووضعها في متناول يد الجميع بحيث نقول للمصيب قد اصبت وللمسيء قد اسأت لنيل جزاءه وفق القانون.

واضاف الحسيني ان المحاسبة هي قيمة انسانية ويجب نشر تلك القيمة في نظامنا التربوي وان العلاقة بين الشفافية والمساءلة تبادلية وطردية مؤكداً ان مؤسسة الرئاسة تتعهد بان تتعامل مع شعبنا بشفافية ونزاهة مطلقة في كل المسائل السياسية والمالية.

واوضح ان عام 2007 سيشهد في بداياته هيكليه واضحة ووصفا لكل موظف وانظمة ادارية مكتوبة ولن يكون هناك حقائب واكياس لحمل المال ولا قرارات عشوائية مشيرا الى ان الرئاسة قدمت لرئيس المحكمة العليا افادات عن موجوادتنا في الرئاسة ودعت ديوان الرقابة للتدقيق في حساباتنا علنا.

وشدد الحسيني على ان الرئاسة لا تقبل ان يعين اشخاص في السلطة بناء على انتماءاتهم الحزبية كما لا تقبل ان يجمع ذوو المناصب العالية اموالً باسم الشعب ويتم اختفاءها بالطريق مذكرا بالمثل القائل "المال السائب يعلم الناس السرقة".

كما اكد ان الرئاسة لن تقبل بتفريغ اشخاص في الاجهزة والمؤسسات في وقت لا نستطيع فيه دفع رواتب الموظفين واشخاص رسبوا في امتحان كلية الشرطة المصرية او شراء الضمائر.

وقال الحسيني ان البرنامج الذي انتخب الرئيس على اساسه كان واضحا في محاربة الفساد فلن نقبل بتغيير دون اصلاح مشيرا الى ان هناك قرارات سرية تؤخذ في زوايا الجوامع ويقال انها قرارات ربانية لا تناقش وهو امر لا يمكن القبول به.

واوضح الحسيني انه يجب على الجميع ان يخضعوا لسيادة القانون كما يجب تقوية الجهاز القضائي اذ لا يجوز ان يقف القاضي في طوابير امام مكاتب البريد ليتسلم مبلغ الف شيكل مشددا على ان الحديث عن الشفافية ليس ترفا لان شعبنا يعيش في ظروف صعبة وهو احوج لان تكون الشفافية والمحاسبة جزءا من مكونات السلوك العام في المدرسة والمسجد والكنيسة موضحا ان الرئيس اظهر عزمة على تعزيز الديموقراطية وسيستمر في ذلك طالما بقي يلاقي تاييد شعبه في الاصلاح وتعزيز سلطة وسيادة القانون.

من جهته اعرب الشرافي عن تقديره للعاملين في ائتلاف امان ولكل المشاركين في الاحتفال مما يؤكد انهم مؤمنون بمبدا الشفافية والمحاسبة.

واضاف الشرافي ان الانسان الفلسطيني هو القيمة الحقيقية وانه لا معنى للارض بدون الانسان وانه لا خيار امامنا الا التقدم نحو الاصلاح ومحاربة الفساد.

واشار الى ان ما شهدناه من اقتتال داخلي هو وصمة عار على جبين نضالنا الفلسطيني وامر مخجل للجميع وان ما نسعى اليه مستقبلا هو ان يقدم كل مسؤول بالسلطة براءة ذمة حول ممتلكاته.

واكد باسم خوري امين سر المجلس التنسيقي للقطاع الخاص في كلمة له في الاحتفال ان الجميع يسعى من اجل تحقيق التنمية المستدامة والعيش الكريم لشعبنا وان الوصول الى مستوى متقدم من الشفافية يحتاج الى مشاركة واسعه من شعبنا.

واقترح خوري نشر اسماء العاملين ورواتبهم في القطاعات المختلفة في الصحف من اجل ان يكون بالامكان معرفة الفاسدين لان الفساد كبر ام صغر هو خط احمر يجب ان لا سيمح بتجاوزه.

من جهته اكد بسام زكارنة التزام العاملين في الوظيفة العمومية باخلاقيات المهنه داعيا مجلس الوزراء وديوان الموظفين الى اعتماد مدونة السلوك في قانون الخدمة المدنية.

واستعرض هموم الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم من عشرة اشهر رغم انهم برهنوا انتمائهم وشاركوا بمسؤولية وقدموا الشيء الكثير.

واشار الى ان 70% من شعبنا هم تحت خط الفقر وان خمسة عشر الف شخص من الكفاءات هاجروا الوطن وان هناك خمسة واربعين الف طلب هجرة بسبب تردي الاوضاع متسائلا عن الديموقرطية التي اتت بالجوع والحرب الاهلية وان السلطة الفلسطينية بدلا من ان تكون نواة للدولة اصبحت عبئا على الشعب.

من جهته اعرب ماجد ابو رمضان رئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية عن شكره لائتلاف امان على جهوده لتعزيز المحاسبة والشفافية داعيا الى التواصل ما بين الهيئات المحلية والمجتمع بتمكين الاخير من الاطلاع على نشاط الهيئات المحلية.

كما دعا إلى ضرورة قيام الهيئات المحلية بوضع إليه لتلقي الشكاوى وتشكيل لجان أحياء لتكون بمثابة جهة استشارية للمجالس المحلية وتطوير سياسات عمل الهيئات المحلية واعتماد مدونة عمل السلوك من اجل تعزيز قيم النزاهة والمحاسبة.

واختتم الاحتفال بكلمة للدكتور الشعيبي الذي أشار إلى إن مدونات السلوك هي نتاج جهد استمر لمدة عام وان هذه المدونات ستبقى تتطور من اجل تحويل المفهوم القديم إلى مفهوم جديد يقول إلى أن الموظف هو خادم للمواطن الذي هو صاحب المصلحة الأولى والأساسية.

وأوضح الشعيبي إلى أن الجهد الذي بذل هو شكل من أشكال مقاومة الفساد مشيرا إلى أن أمان وضعت مجموعه من البرامج لتعزيز النزاهة وإننا نراجع الثقافة الدولية لكن المفاهيم التي نود ترسيخها موجودة في جذور تراثنا الثقافي.

ودعا الشعيبي إلى حماية الأشخاص الذين يعملون ضد الفساد وتكريمهم مطالبا النائب العام بإنهاء ملفات الفساد الموجودة بين يديه ، وذكر ان امان ستقوم بتنفيذ مشروع مع الامم المتحدة كممثلين لها في فلسطين في الترويج لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد.

وفي مؤتمر صحفي على هامش الاحتقال وأعلن الشعيبي و السيدة لانا ابو حجلة عن إطلاق برنامج تمكين الشباب لمواجه الفساد بالتعاون مع مؤسسة CHF الهادف إلى نشر مفاهيم مكافحة الفساد بين هذه الفئة عبر تعزيز النزاهة ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة.

وأضاف أن البرنامج ممول بشكل جزئي من المكتب الأمريكي للديمقراطية وحقوق الإنسان لمدة عام كامل بحيث ينفذ العديد من الأنشطة لطلاب المدارس في الضفة وغزة إلى جانب إعداد مساق جامعي حول الحاكمية الصالحة وكيفية مواجهة الفساد بالتعاون مع جامعة بيرزيت إلى جانب المشاركة في 100 مخيم صيفي في محافظات الوطن من اجل نشر المفاهيم المضادة للفساد والتعرف على أسبابه ونتائجه وكيفية محاربته إضافة إلى تطوير مركز المصادر الالكتروني لدى أمان الذي يحوي العديد من المواد الأدبية الخاصة بالفساد.

وقال الشعيبي أن إطلاق برنامج تمكيبن للشباب لمواجهة الفساد في التاسع منن الشهر الحالي تزامن مع اليوم العلمي لمكافحة الفساد حيث تخلل ذلك اليوم عرض مسرحية دمى للأطفال تحت عنوان الحارس لحوالي 600 طفل من مدارس رام الله الى جانب توزيع 60000 نسخة من المواد التثقيفية الخاصة بمكافحة الفساد على 16000 طالب في اثنتين وستين مدرسة في الضفة الغربية.

ووقع عدد من ممثلي القطاع العام والهيئات المحلية والقطاع الخاص على مدونات السلوك من اجل تشجيع مكافحة ومحاربة الفساد.