الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سلطات الاحتلال لم تسمح لوالدها الاسير بوداعها : جماهير غفير شيعت الطفلة الشهيدة دعاء الى مثواها الاخير

نشر بتاريخ: 20/12/2006 ( آخر تحديث: 20/12/2006 الساعة: 17:10 )
طولكرم -معا- ذهبت الطفلة دعاء ناصر عبد القادر حامد ، ابنة الــ 13 عاماً لزيارة ارضها الواقعة بالقرب من جدار الفصل العنصري جنوبي مدينة طولكرم ، حيث كانت برفقتها صديقتها وزميلتها في المدرسة الطفلة رشا الشلبي .

كان الجو بارداً نوعاً ما ، والمكان يخلو من أي شخص غيرهن ، هدوء لم يخترقه سوى اصوات العصافير وابواق السيارات القريبة من الجدار .

فجأة ، خرج صوت الرصاص ، فحاولت الطفلتان الهرب من المكان ، إلا انه كان اسرع منهن ، اصيبت دعاء بصدرها ويدها وبقيت في المكان تنزف امام اعين صديقتها رشا .

وفي غمضة عين ، امتلأ المكان بقوات الاحتلال الاسرائيلي ، عدد كبير من الدوريات ، والجنود تقدموا نحوهن مطالبين رشا ان ترفع يديها عالياً ، وان تفتح حقيبتها وتخرج كل ما بداخلها قبل ان يتقدموا اكثر .

قالت رشا " عندما وصلوا الينا ، ارتعبوا من المشهد ، طفلة صغيرة ملقاة على الارض ، تنزف دماً ، سألوني من هذه ؟؟ اجبت صديقتي دعاء ، تركوها تنزف في المكان ، وبدأوا يتصلوا ويتحدثوا باللغة العبرية التي لا افهمها ، وخلال دقائق حضرت الى المكان سيارات الاسعاف الاسرائيلية والفلسطينية ، إلا انهم منعوا الاسعاف الفلسطينية من التقدم ونقلوا دعاء من خلالهم الى داخل الخط الاخضر وتركوني اذهب من حيث اتيت .

لحظات من الرعب والخوف عاشتها رشا التي كانت شاهدة على الجريمة الاسرائيلية البشعة ، حاول اقاربها ان يستوضحوا منها طبيعة الحادث وماذا حصل معهن قبيل اطلاق النار ، إلا انها لم تستطع التحدث الى احد ، واكتفت بعبارات ان صديقتها دعاء ماتت ، وكانت تنزف بقوة ، واخر ما قالته " اشهد ان لا إله الا الله محمد رسول الله والمصحف بيدها " .

بعد عدة اتصالات ، تبين ان دعاء اصيبت بجراح خطيرة جداً ، وهي موجودة في مستشفى بلنسون داخل الخط الاخضر ، والاطباء يحاولون ان ينقذوا حياتها .

ساعة واحدة هي الفارق ، الجانب الاسرئيلي ابلغ الجانب الفلسطيني بإستشهاد الطفلة دعاء ، متأثرة بجراحها التي اصيبت بها في صدرها و يدها .

عم الحزن الشديد اسرة الطفلة واهالي المدينة ، مستنكرين حادثة القتل بحق الطفلة ، ومطالبين بعقاب من اطلق عليها النار وكان سبباً في قتلها .

عندما سلم جثمان الطفلة الى طواقم الاسعاف الفلسطينية في وقت متأخر من مساء امس ، كشف الاطباء الفلسطينيين عن الطفلة الشهيدة ، مكتشفين انها اصيبت بصدرها ويدها اصابات قاتلة .

وقال الدكتور حسام الطنيب ، مدير مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم ان الطفلة كانت قد اصيبت بعدة اصابات في انحاء مختلفة من الجسم ، منها الصدر و اليد ، وهي اصابات قاتلة .

واوضحت والدة الطفلة ، ان ابنتها كانت تذهب لزيارة ارض لنا في المكان ، وقد اصطحبت صديقتها معها الى هناك ، وكان ما كان ،

زميلات الطفلة في المدرسة ذرفن الدموع ، ووضعن اكاليل الزهور على مقعد دعاء الدراسي ، معبرين عن حزنهم وغضبهم مما حصل ، ومؤكدين انها كانت صاحبة ابتسامة ، وتحمل في صدرها الفرح والمحبة للجميع ، متسائلين عن الجرم الذي اقترفته حتى ينتهي بها المطاف هكذا .

معلماتها في المدرس التي كانت الطفلة الشهيدة تدرس فيها " مدرسة ابراهيم الخواجا للبنات " شهدن انها كانت مثال للطالبة الخلوقة والمجتهدة ، فقد طلبت من معلمتها ان تقوم بتأجيل امتحان لها بسبب عزمها في ذلك اليوم زيارة والدها في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، إلا انها عادت وقالت انها الغت الزيارة وتريد ان تقدم الامتحان ، أي انها لم تر والدها قبل استشهادها .

العائلة تقدمت بطلب من الجانب الاسرائيلي بالسماح للوالد ان يخرج لوداع ابنته ، الا ان طلبهم قوبل بالرفض ، ولم يتسن له رؤيتها وداعها حاله كحال أي فلسطيني سجين .

جماهير طولكرم ، جعلوا تلك المناسبة دعوة للمزيد من الوحدة الوطنية ، فقد حملوا دعاء على الاكتاف ، وحتفوا للوحدة الوطنية ، مطالبين الفصائل بحقن الدم الفلسطيني ، وايقاف ما يجري في غزة من اقتتال بين الاخوة .