الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستوطنون صادروا ارض الحاج صبري وفرضوا انفسهم جيرانا مكروهين

نشر بتاريخ: 30/07/2005 ( آخر تحديث: 30/07/2005 الساعة: 15:36 )
معا- تقرير اخباري- بلدة بيت اجزا شمال غرب القدس المحتلة اقامت قوات الاحتلال على اراضيها مستوطنة تسمى ( جبعون حدشاه ) في العام 1994م على الرغم من ان الارض كانت مأهولة وعليها منزل يعود لعائلة غريّب.

المنزل اليتيم على ارضه احاطه المستوطنون من جهاته الثلاثة الشمالية والشرقية والغربية بسياج يبعد عنه متر ونصف فقط ويستمر السياج حول المنزل الى الجهة الجنوبية مشكلا ممرا للبيت لا يتجاوز عرضه ثلاثة امتار، يترافق مع اعتداءات مستمرة من قبل هؤلاء الجيران المغتصبين والمفروضين فرضا على صاحب البيت والارض التي صودرت منها ايضا 56 مترا لبناء جدار الفصل الذي سيمر من امام البيت مما يعني اغلاق الممر الوحيد للبيت حيث اقترحت سلطات الاحتلال حفر نفق لسكانه يمر من تحت الجدار او فتح باب فيه.

الحاج صبري محمد غريّب في السبعين من العمر ، يروي لنا بحيرة واستغراب ولكن ايضا بعزيمة قوية واصرارا على الصمود في البيت مهما كان الثمن لانه ولد فيه وسيموت فيه :
" القصة لها بداية وليست لها نهاية، نحن نملك اراض هنا وورثناها عن الاجداد, في العام 1978 حصلت على ترخيص من بيت ايل لبناء بيت وبنيته، وبعد ستة عشر عاما ( 1994 ) جاء المستوطنون وصادروا الاراضي وصادروا مني 40 دونما واقاموا سياجا عليها وكنت كل مرة اقوم بخلع السياج، لكن انا كفرد ماذا استطيع ان افعل في وجه حكومة اسرائيل؟".

ويضيف غريّب بعد مجيء السلطة جاء المستوطنون بحماية الجيش وسيجوا الارض من جديد وبدأوا ببناء مستوطنة عرفت باسم ( جفعون حدشاه ) وبدأوا السكن فيها ووقع بيتي داخل المستوطنة التي احاطت به من ثلاث جهات هي الشرقية والغربية والشمالية،فحاصروا المنزل بسياج من هذه الجهات على بعد متر ونصف وتركوا لي ممر من الجهة الجنوبية لا يتجاوز عرضه الثلاثة امتار وليس لي سوى هذا المدخل، القصة لم تنتهي هنا.

واشار الى انه منذ بداية بناء جدار الفصل صادروا مني 56 دونما لصالح الجدار والذي سيمر من امام مدخل البيت مما يعني اننا سنكون خلف الجدار مع المستوطنة, ويقولون لي بأنهم سيحفرون نفقا تحت الجدار كممر الى بلدتي المجاورة بيت اجزا شمال غرب القدس او سيفتحون بابا بالجدار ولا انسى ان اقول انهم قلعوا كل اشجار الزيتون التي امتلكها هنا.

وأضاف غريّب: لكنني اؤكد بانني لن اترك البيت ولو اغلقوا الممر سافتحه من جديد انا ولدت هنا وساموت هنا وعلى الرغم من كل المضايقات التي اتعرض لها انا وعائلتي من هؤلاء الجيران الذي سرقوا ارضي وفرضوا جيرتهم وكراهيتهم علي فرضا الا انني لن اترك البيت.

وقال: نحن موجودون هنا من ايام الدولة العثمانية ولدينا كافة الاوراق الرسمية التي تؤكد ذلك, حتى عندما ذهبت للمحكمة الاسرائيلية للقضاء بارضي المصادرة لم تستطع الحكومة الاسرائيلية احضار اية ورقة او مستند تؤكد ملكيتهم للارض او أي سند يثبت شراء أي جزء منها . "

حال الحاج صبري يقول دون ان ينطق ذلك بلسانه ( لانفهم لماذا ترافق بناء المستوطنة مع انطلاق مشروع السلام في اوسلو, اكانت هذه الاتفاقات تمهد للسلام والمحبة ام انها نذير شؤم لمزيد من المعاناة والالم ؟ ) ان الاجابة عن السؤال من الممكن ان تكون مفتاحا لحل مشكلة الحاج صبري.