الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير- حجب المواقع الالكترونية قمع الانسان ام ضبط الفلتان؟

نشر بتاريخ: 24/04/2012 ( آخر تحديث: 27/04/2012 الساعة: 08:40 )
بيت لحم - تحقيق جورج هيل - قسم الانجليزي في وكالة معا - أكد مسؤولون وخبراء انترنت أن السلطة الفلسطينية حجبت بعض المواقع الإخبارية والتي تنتقد في تقاريرها الرئيس محمود عباس.

ويمثّل قرار حجب المواقع امتدادا كبيرا في قوة الحكومة وسيطرتها على الانترنت فيقول خبراء أن هذا هو أكبر تحول نحو رقابة روتينية على الإنترنت في تاريخ السلطة الفلسطينية حيث كان الفلسطينيون يقرؤون كل ما يحلو لهم.

ويقول جوليان يورك مدير حرية التعبير الدولية في مؤسسة الحدود الإلكترونية أن "هذا أمر غير مسبوق بالنسبة لهم وإنه أمر مثير للقلق لأنهم قاموا بعمل جيد نسبيا في الحفاظ على الإنترنت من غير حجب حتى الآن".

ففي تحليل فني تفصيلي قد ظهر أن شركة بالتل قامت باستخدام برنامج "Squid" لتحجب ثمانية وسائل اعلام عن الضفة الغربية وهي أمد للإعلام، وصوت فتح الإعلامي، وفراس برس، و In Light Press، والكرامة برس، والكوفية برس، ووكالة ميلاد الإخبارية، وفلسطين بيتنا. ومع أن هذه المواقع تركز على أخبار فتح (تابعة لدحلان) إلا أنها ليست من المواقع المشهورة ولكنهم ينشرون الأخبار اليومية. وإن برنامج "Squid" المستخدم لحجب المواقع قد طوّر من قبل وكالتين في الحكومة الأمريكية وهو مستخدم لحجب المواقع في سوريا ولبنان.

وقال بعض المسئولين أن قرار حجب المواقع قد سلّمه النائب العام أحمد المغني للمدير التنفيذي في إحدى شركات مقدمي خدمات الانترنت ولكن عندما اتصلت معا بالمغني رفض الرد على الأسئلة وقال "انني لست المحكمة".

وقال وزير الاتصالات مشهور أبو دقة لـ"معا" أن المسؤولية تقع على عاتق النائب العام فهو قدم القرار لبالتل على الرغم من المخاوف أن يكون غير قانوني فانه لا يوجد أي قانون فلسطيني يسمح بالرقابة على الانترنت والنائب العام يعرف ذلك.

وأضاف الوزير "أن النائب العام قام بوضع قوانينه الخاصة لتبرير قراره، فإن حجب المواقع هو ضد المصلحة العامة وإنني اعارضه من دون استثناء".

ورفض ممثلون عن شركة بالتل الإجابة على بعض الأسئلة الأساسية منها متى وصلهم القرار وبتوقيع من ولكن متحدثة باسم الشركة قالت عبر الايميل "نحن فقط نطبق قرارات الحكومة ولا نتدخل في القرارات التي يتخذونها لطالما انها مدعومة من القوانين القائمة".

فخلال الأربع أسابيع الماضية، قامت معا ومشروع جديد لخبراء الانترنت أرتورو فيلاستو ويعقوب ابلبوم لمتابعة الرقابة في جميع أنحاء العالم باختبارات على الانترنت في فلسطين حيث أنهم فحصوا 1.1 مليون موقع انترنت وتبين أن 8 مواقع فقط هي التي حجبت.

وقال فيلاستو "أن التقنية المستخدمة لتقييد الوصول للموقع هو بروكسي HTTP شفاف" مما يعني أن الشركة تعترض محاولات الوصول إلى المواقع المحجوبة وتأخذ المستخدم لصفحة مختلفة. ومن خلال الاختبارات تبين أن حضارة قد أغلقت المواقع الثماني كلها في حين أن مزودو انترنت آخرين قد حجبوا من أربع إلى ست مواقع وبعض المواقع قد حجبت في غزة أيضا.

وأضاف خبير الانترنت أن السلطة الفلسطينية قد تكون أكثر تصميما من ذي قبل إلى فرض رقابة على الإنترنت ولكنها ليست على استعداد لانفاق الكثير من الوقت أو المال لفعل ذلك فالبرنامج المستخدم هو برنامج مجاني ويسهل استخدامه.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن أن الوزارة "تشعر بالقلق إزاء أي تقارير بشأن استخدام تكنولوجيات لتقييد الوصول إلى المعلومات فإن الولايات المتحدة تؤيد حرية الإنترنت."