فياض: انضمام فلسطين للمعيار الخاص بنشر البيانات الإحصائية انجاز
نشر بتاريخ: 25/04/2012 ( آخر تحديث: 25/04/2012 الساعة: 14:29 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن الانجاز النوعي والهام الذي حققته الأسرة الإحصائية الفلسطينية والمُتمثل في انضمام فلسطين إلى المعيار الخاص بنشر البيانات الإحصائية والذي يضع فلسطين على الخارطة الإحصائية الدولية، ويُعزز حضورها في صندوق النقد الدولي، يُثبت أن مؤسساتنا تتقدم بخطواتٍ ثابتةٍ ومدروسة نحو تحقيق المزيد من الجاهزية الوطنية لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة، والانضمام إلى الأسرة الدولية.
وقال: "احتفلت الأسرة الإحصائية الفلسطينية، ومعها كل أبناء شعبنا، قبل أيام بانضمام فلسطين للمعيار الخاص بنشر البيانات الإحصائية المُدار من قبل صندوق النقد الدولي، وبموجب هذا المعيار الإحصائي تلتحق فلسطين بسبعين دولة في العالم تعتمد هذا المعيار، ومن بينها أربع دول عربيةٍ فقط من الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي الذي يزيد عدد الدول الأعضاء فيه عن مئةٍ وتسعين دولة".
ويضم هذا المعيار "22" مؤشراً في قطاع النشاط الاقتصادي، الذي يشمل المؤشرات الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي، وقطاع المالية العامة الذي تُعتبر العمليات المالية للحكومة أهم مؤشراته، بالإضافة إلى القطاع المالي الذي يتضمن مؤشرات مسح مؤسسات الإيداع، والقطاع الخارجي وأبرز مؤشراته ميزان المدفوعات والاستثمار الأجنبي. وأشار فياض إلى أن الانضمام إلى معيار النشر الخاص يعني نشر بيانات فلسطين على موقع صندوق النقد الدولي، وتوسيع دائرة الإطلاع على المعلومات والمؤشرات الإحصائية الفلسطينية، وقال: " إن انضمام فلسطين إلى هذا المعيار المُتقدم سيُمكنها من مواكبة التطورات في مجال جودة البيانات الإحصائية من حيث التغطية، والدورية، والحداثة وسيوفر المعلومات اللازمة لرسم السياسات وتحديد أولويات التدخل الحكومي".
وأكد فياض في حديثه الإذاعي الأسبوعي على أن الفريق الوطني الذي قاده الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وشمل وزارة المالية، وسلطة النقد الفلسطينية، وبورصة فلسطين، والمؤسسات التي التزمت بتوفير البيانات كوزارة الحكم المحلي وهيئة التقاعد الفلسطينية، عمل وبكل جديةٍ والتزام على مدار خمس سنوات للإعداد والتحضير لهذا الإنجاز المُتميز، وقال: "لشعبنا كل الحق بأن يفخر ويعتز بما وصل إليه العمل الإحصائي الفلسطيني، الذي قطع بفضل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني شوطاً هاماً نحو التميز والنضج، وبما يمكن من خلال هذا الانضمام من فتح آفاق هامة على صعيد الاستثمار، بالإضافة إلى ما يعنيه تقدم العمل الإحصائي، والذي جعل هذا الانضمام مُمكناً، من تعزيز دور الإحصاء كأداة تخطيطٍ وبلورة السياسات"، وتابع: "إن نجاح خططنا التنموية يرتكز أساساً على معرفة الواقع واعتماد هذه الخطط على البيانات والمعلومات الإحصائية الدقيقة وذات المصداقية".
وشددّ فياض على أن جهاز الإحصاء تصدى لكل الصعوبات والمعوقات التي اعترضت وما تزال تعترض عمله، وقال: " أنه الجهاز الإحصائي الوحيد في العالم، الذي يعمل، وبكفاءة رغم قيود الاحتلال واستمرار سياسة الاستيطان والتوسع وما انطوت عليه من نظام التحكم والسيطرة والحواجز والحصار". مؤكداً على أن جهاز الإحصاء المركزي وفر على مدار سنوات عمله، معلوماتٍ وأرقاماً دقيقة عن ممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه من اقتلاع الأشجار، وهدم المنازل، والاعتداءات اليومية على أبناء شعبنا.
وأكد رئيس الوزراء على أن مسيرة جهازنا الإحصائي أثبتت قدرة شعبنا على الإنجاز والتميز والإبداع. مُشيراً إلى أن الجهاز المركزي للإحصاء تأسس عشية نشوء السلطة الوطنية بقرارٍ من منظمة التحرير الفلسطينية ليكون أول مؤسسةٍ مركزية فلسطينية تعمل في فلسطين، وتتولى مهمة توفير الرقم الإحصائي حول الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم.
وقال: "سعى الجهاز منذ نشأته إلى إرساء أسس نظام إحصائي وطني شامل ومُوحد، يرتقي إلى المعايير والمتطلبات الإحصائية الدولية، ويُنتج إحصاءاتٍ دقيقة تُلبي احتياجات الجمهور وصنّاع القرار السياسي والتنموي على أسسٍ من المهنية والشفافية". وأشار إلى أن الجهاز الذي حصد العديد من جوائز وشهادات التقدير راكم خطواتٍ أساسية على طريق نجاحه وتميزه، وعمل على تطوير مصداقية الإحصاءات الفلسطينية على المستويين المحلي والدولي من خلال ضمان التزام فلسطين بالمبادئ والمعايير الدولية وتعزيز حضورها وعضويتها في المنظمات والهيئات الدولية. وقال: "قدم الجهاز خلال الأعوام الماضية إحصاءات هامة وحيوية في إطار التعدادات والمسوح النوعية التي نفذّها، وأهمها التعداد الزراعي، ومسح الهجرة، وتقييم معرفة القراءة والكتابة، إضافةً إلى مسح الأسرة ومسح العنف".
واستعرض فياض خلال حديثه الإذاعي جانباً من انجازات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وقال: "بدأ الجهاز العمل، في إطار لجنةٍ وطنية، لوضع مؤشرات لنظام المراقبة الإحصائية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما ويعد الجهاز نشرةً خاصة بالتنبؤات الاقتصادية تصدُر نهاية كل عام، وتقديراتٍ إجمالية شهرية لعدد السكان. وفي مجال خدمة الباحثين ومستخدمي البيانات فقد أنشأ الجهاز مركزاً لتمكين الباحثين من إجراء الأبحاث والدراسات. كما يوفر الجهاز بياناتٍ وصفية تُمكن من تفسير الأرقام وتوضيح آليات جمعها ومعالجتها". وأشار إلى أن الجهاز سيعمل في المرحلة القادمة على بناء سجلٍ تجاريّ رسميّ، وسجلٍ للسكان، وسيعمل من خلال الوزارات والمؤسسات الحكومية على بناء النظام الإحصائي الوطني الشامل بالإضافة إلى توفير إحصاءات حول الفلسطينيين في كل أنحاء العالم.
وشدد رئيس الوزراء على أن هذه الانجازات التي حققها الجهاز المركزي للإحصاء، وغيره من المؤسسات الحكومية، تُشكل علامةً بارزة على قدرة مؤسساتنا، ومكوناً جوهرياً في عملية الإعداد والتهيئة لقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، والتي يستحقها شعبنا ويحق له أن يفخر بالانتماء لها. وقال: "كل انجازٍ يتحقق، ينقل مفهوم دولة فلسطين من المفهوم النظري والحق الطبيعي إلى واقعٍ على الأرض لا يمكن لأي كان أن يتجاهله، ونحن نسير في معركة الحرية والاستقلال والخلاص التام والنهائي من الاحتلال".
وشكر فياض في نهاية حديثه كافة العاملين والعاملات في جهاز الإحصاء المركزي ومجلسه الاستشاري، وقال: "أحييكم جميعاً وأشد على أياديكم فرداً فرداً لما تم انجازه، وصولاً إلى مرحلةٍ مُتقدمة من الإبداع والنضج المؤسسي الذي وصلت إليه مؤسسات السلطة الوطنية في أداء مهامها، وبما يضاهي الأداء في النخبة من الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي".