الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مدينة المهد عشية الميلاد المجيد .. زينة خجولة من شح الموارد .. وكساد الصناعة السياحية

نشر بتاريخ: 21/12/2006 ( آخر تحديث: 21/12/2006 الساعة: 12:47 )
بيت لحم- معا- وسط اجواء من الخوف والترقب.. تستعد مدينة المهد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد بعد ايام معدودة فيما تبدو زينة المدينة هذا العام خجولة على غير عادتها جراء الاوضاع الاقتصادية والامنية الصعبة التي تمر بها الاراضي الفلسطينية .

ولعل المار من شوارع المدينة يلحظ بعضا مما تزينت به المدينة من اضواء واشجار الميلاد وان كانت تقل كثيرا عما عهدته المدينة في اعوام سابقة .

مراسلتنا اميرة حنانيا تجولت في شوارع المدينة ورصدت عن قرب اجواء العيد فيها .


وزير السياحة والآثار :نملك روح التحدي !!

قال الوزير جودة مرقص في لقاء خاص مع "معا": " نحن لدينا روح التحدي، فالاحتفالات ستمر ككل عام بل ونحن نحاول كل جهدنا ان تكون افضل من اي عام، لان المدينة تعتمد وبشكل اساسي على السياحة ونحن بدورنا نقوم بتعزيزها، فالمتوقع لهذا العام ان يأتي بما يقارب 10000سائح الى المدينة بحلول العيد، فكل الفنادق محجوزة تقريبا الاغلبية من فلسطيني الداخل ومن اوروبا والولايات المتحدة".

وحول الحوار الداخلي قال مرقص: " على صعيد آخر نحن نحاول كمستقلين التحدث مع الجانبين للتخفيف من الازمة والسعي للوحدة، مع ان هذا ليس دورنا الاساسي في وزارة السياحة والاثار، الا ان الوضع الحالي من الفوضى والفلتان يؤثر وبشكل مباشر على السياحة في فلسطين، فالسيّاح يخافون القدوم الى مدينة بيت لحم تحديداً مع انها المدينة الاوّلى بالسياحة لوجود كنيسة المهد فيها، ونحن نحاول الحث وحتى الاقناع لبعض مكاتب السياحة في الخارج لتشجيعهم على القدوم .. حتى اننا نطلب منهم المبيت في المدينة بحد ادنى لليلة واحدة فقط...وما زلنا نأمل أن تنتهي هذه الفوضى قبل حلول الاعياد".

بطارسة : ازمة مالية خانقة !!

وعن التحضيرات لتزيين المدينة عشية الميلاد قال رئيس بلدية بيت لحم الدكتور فكتور بطارسة في لقاء خاص مع "معا" : " نعاني من ازمة مالية خانقة نحاول ان نحلها من خلال البنوك ..رغم تبرع الحكومة ب50000 الف دولار لتزيين المدينة الا انها لم تصل بعد، بسبب التحويلات و مشاكلنا مع البنوك".نحن لم ندفع فلسا واحدا فكل الزينة التي عجت بها شوارع المدينة تمت ضمن تبرعات واتفاقيات بيننا وبين شركة بال ميديا وايضا الكنيسة اللوثرية بالاضافة الى متبرعين اجانب "

وتابع بطارسة يقول: " ان الجدار العنصري ابتلع ما يقارب 8000 دونم من اراضي المدينة، بالاضافة لفصله مدينة بيت لحم عن القدس ، وهو ما يثير الاشمئزاز حقا، فهاتان المدينتين لا يجوز فصلهما تبعا لارتباطهما بالمعالم الدينية المسيحية فيهما.

واضاف " نحن نعاني من ازمة سياحية وكما هو معروف مدينة بيت لحم تعتمد بشكل اساسي على السياحة فالمتوقع ان تضم المدينة بحلول الاعياد المجيدة 10000سائح بينما في الماضي كنا نستقبل بما يعادل 20000 سائح وهو تراجع واضح ومؤثر، بالاضافة الى الجو العام الذي يؤثر على المسيحيين للاحتفال بالميلاد، ولكن نحن نأمل ونتمنى ونحاول كل جهدنا ان يكون هذا العيد من أجمل الاعياد".

سائحة امريكية :انا حزينة جدا لانني لا ارى في عيون الفلسطينين فرحة العيد !

التقينا السائحة دانييلا دغلر من اميركا(30عاما)،بينما كانت تتجول في محيط كنيسة المهد فسألناها عن سبب زيارتها للمدينة واكثر ما لفت انتباهها فيها، فقالت دوغلر:" بصراحة انا جئت لمدينة بيت لحم لرؤية الجدار، حيث اصدقائي في بوسطن دائما يتحدثون عنه، بالاضافة الى عيد الميلاد الذي اريد ان اشاهد الاحتفال به في مدينة بيت لحم مدينة الميلاد"، - هل اصبح الجدار مزاراً للسواح بدل ان تكون كنيسة المهد واحتفالات المدينة ...؟-

وتابعت دوغلر: " انا حزينة جدا لانني لا ارى في عيون الفلسطينين فرحة العيد وانا مستاءة جدا من الجدار، فهو عال و فاصل حقا بين الدولتين وانا شخصيا لا ارى انه سيوفر الامان للاسرائيليين، بالعكس فهو الذي سيزيد الحقد عليهم".

اما مسيحيو المدينة فانهم يعيشون واحدا من اكثر الاعياد عسرا بسبب تاخر الرواتب
ام الياس( 42 عاما) من بيت ساحور قالت :" انا لا اتصور ان هذا العيد سيكون كباقي الاعياد وذلك انقص الاموال " في مصاري في عيد، مافي مصاري ما في عيد"، وتساءلت ام الياس كيف لنا ان نفرح اطفالنا بالعيد ونحن لا نستطيع شراء ملابس العيد او حلويات العيد، وتابعت قائلة:" اصبح الاهل في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية يخافون العيد ويحسبون له الف حساب لمصاريفه".

اما الطفل عيسى جرايسة (11عاما) من بيت ساحور، الذي بدى فرحا باقتراب عيد الميلادفقد عبر عن فرحه بالعيد ولا سيما زينة الشوارع، الا انه قال : " نحن لا نريد ان يكون هناك قتل ودمار بين فتح وحماس، وانا اتذكر اجواء العيد في الماضي كانت اجمل، لكن اتمنى ان يكون هذا العيد جميلا ايضا، لانني احب اعياد الميلاد خصوصا الكشافة والسانتا كلوز".

عيون تلحمية وآمال فلسطينية تنتظر الاحتفال باعياد الميلاد المجيدة في بيت لحم، آملين ان تكون هذه الاحتفالات شعاع الامل الذي يكسر ضباب اليأس.