طلبة فلسطين في كوبا يبحثون سجلا انتخابيا شاملا للفلسطينيين في العالم

القدس- معا- تدور اليوم في الأوساط الطلابية الفلسطينية في العاصمة الكوبية هافانا حوارات واسعة حول انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وتسجيل الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم في سجل انتخابي شامل، ولا سيما في كوبا، وذلك على أثر لقاء نظم مؤخراً من قبل الإتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الطب اللاتينية (ايلام) لمناقشة عملية التسجيل والعوائق الواجب تخطيها.

وقد برز في هذه الجلسة التشاورية اجماع حول أهمية التسجيل، وضرورة اطلاع الجاليات الفلسطينية على تفاصيل العملية الإنتخابية، والإجابة على مجموعة من التساؤلات حول قضايا التمثيل و توافق الأحزاب و الحركات و المستقلين و طبيعة الإقتراع نظراً الى توزع الجاليات الجغرافي.

جاءت هذه الحوارات ضمن اطار حملة عالمية اطلقتها جمهرة من المؤسسات و الهيئات و الجاليات الفلسطينية حول العالم تحت شعار "سجل! أنا فلسطيني".

وقد أكد الطلاب في كوبا على أهمية دور الشباب في إطلاق المبادرات الفاعلة و التي من شأنها تجسيد روح الإجماع الوطني و إحياء المؤسسات و تفعيلها و إستعادة اللحمة بين الداخل و الشتات الفلسطيني.

هذا ويعود تاريخ الجالية الفلسطينية في كوبا الى أواخر العهد العثماني و إبان انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث شهدت الجزيرة الكاريبية كمثيلاتها من الأقطار اللاتينية موجات هجرة متعددة من بلاد الشام. و نظراً الى أن الفرق بين العرب و الأتراك لم يكن واضحاً في أذهان سكان أمريكا الجنوبية في تلك الفترة، أُطلِقَ اسم "توركوس" (أي الأتراك) على المهاجرين الجدد الذين حطوا الرحال في هذه القارة. أما في فترة ما بعد النكبة، شهدت كوبا هجرات فردية من قبل الفلسطينيين، الذين يصل عددهم اليوم الى حوالي 4000 شخص يقطن غالبيتهم في هافانا و سانتياغو دي كوبا. و لقد نشط أبناء الجالية تاريخياً ضمن اطار الجمعية العربية الفلسطينية حتى العام 1979 حين توحدت هذه الهيئة مع الجمعية اللبنانية والجمعية العربية المركزية ضمن اطار جامع سمي بالإتحاد العربي في كوبا.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الفلسطينية الكوبية لها تاريخ حافل مليء بالتضامن و المواقف المساندة، حيث أن كوبا كانت من الدول التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين في عام 1947 بالرغم من شدة الضغوطات الصهيونية. و بعد انتصار الثورة الكوبية في العام 1959 زاد الدعم الكوبي للقضية الفلسطينية بوتيرة متصاعدة و أخذ أشكالاً سياسية ودبلوماسية و فنية متعددة.

أما على المستوى التعليمي، قدمت كوبا المئات من المنح الجامعية للطلبة الفلسطينيين منذ العام 1973 عندما فتحت أبواب التعليم المجاني و لطلاب الطب على الأخص.

وتشتهر الجامعات الكوبية بتفوقها في مجالات العلوم الصحية المتعددة، و يدرس معظم الطلاب الفلسطينيين في جامعة إيلام، و التي تأسست في العام 1999 لتضم اليوم أكثر من 12000 طالب يمثلون 49 دولة، وهي بذلك تعتبر أكبرصرح تعليمي طبي في العالم. ويتكون حرم الجامعة من 28 منشأة مبنية على أرض تبلغ مساحتها 1.2 كم مربع في القسم الغربي من هافانا.

وقد اشتهر فرع الإتحاد العام لطلبة فلسطين بكوبا تاريخيا بكثافة نشاطاته، ويعتبر الإتحاد بكافة فروعه من أهم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الجماهيرية والمُمثلة في المجلس الوطني الفلسطيني منذ بدايات بروز الهياكل التمثيلية الفلسطينية في العقد السادس من القرن الماضي.