الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: انا سأختارك يا نتنياهو لأنك شريكنا في السلام وعليك ان تختار

نشر بتاريخ: 30/04/2012 ( آخر تحديث: 30/04/2012 الساعة: 22:41 )
تونس-معا- قال الرئيس محمود عباس، 'اتخذنا قرارا بالتوجه إلى الأمم المتحدة لطرح قضية الأسرى، لأن قضيتهم لم تعد تحتمل، مؤكدا سيادته أن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وإنما قضية الأمة العربية، وهي التي تأخذ القرارات بشأنها.

وجدد في كلمة ألقاها أمام المجلس التأسيسي التونسي، اليوم الإثنين، مطالبة الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان والاعتراف بحل الدولتين، أي بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشأن الإفراج عن جميع الأسرى الذين يخوضون إضرابا عن الطعام مطالبين بمعاملتهم معاملة إنسانية.

وشدد على أهمية تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتشكيل حكومة انتقالية من أشخاص مستقلين وتكنوقراط 'فنيين' مهمتها إعادة إعمار غزة والإشراف على إجراء الانتخابات.

وقال 'إن 133 دولة تعترف بدولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، أي أكثر من ثلثي دول العالم، والدليل على ذلك عندما ذهبنا لليونسكو حصلنا 107 أصوات معنا، و14 صوتا فقط بمن فيهم أميركا وإسرائيل اعترضوا على ذلك، مؤكدا ضرورة السير بهذا الاتجاه الدولي'.

وأكد الرئيس الاستعداد للذهاب للمفاوضات في الوقت الذي نذهب فيه للأمم المتحدة، لأنه لا يوجد أي تناقضات بين الذهاب للأمم المتحدة وبين المفاوضات، أي أن المفاوضات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لبحث التفاصيل القضايا السبع المشتركة بيننا وبين الإسرائيليين وهذه القضايا لا تحل بالأمم المتحدة، فالأمم المتحدة تعطينا دولة أو دولة عضو فيها ليس أكثر من ذلك، إنما قضايانا المختلفة نحلها بالمفاوضات إذا رغب الجانب الإسرائيلي أن تسير المفاوضات، وتابع سيادته 'ومع الأسف حتى هذه اللحظة التي أقف فيها بينكم لا يوجد أية بوادر توحي أن الطرف الإسرائيلي يوافق على المفاوضات'.

وأوضح الرئيس أننا نطالب الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان، إذ إنه يقتلع الأرض الفلسطينية شبرا بعد شبر، وبالذات القدس الشريف والأحياء العربية مسيحية والإسلامية فيها، مؤكدا سعي إسرائيل لمحو معالم هذه المدينة المقدسة، إضافة لباقي الضفة الغربية، وقال: 'إذا لم تتوقف عن هذه النشاطات الاستيطانية لا مفاوضات'.

وشدد على ضرورة اعتراف إسرائيل بحل الدولتين وبقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 لا أكثر ولا أقل.

وأشار إلى وجود أكثر من اتفاق مع الإسرائيليين على إطلاق سراح جميع الأسرى، منها اتفاقات رسمية موقعة، لكن ينقضون العهود، بالتالي بدأت تتفاعل قضية الأسرى، لدرجة أن هناك إضرابا من آلاف الأسرى عن الطعام يطالبون بالمعاملة الإنسانية فقط، ومع ذلك إسرائيل لا تلبي مطالبهم.

وأشار إلى قرار تم اتخاذه بالذهاب للأمم المتحدة لرفع قضية الأسرى، وتابع : 'ولكن نعرف من يؤيد إسرائيل سيحرمنا من الوصول إلى قرار، مع ذلك ولا بد أن ترفع صوتنا في كل مكان، لأن قضية الأسرى لم تعد تحتمل إطلاقا، وخاصة أن إسرائيل تحاول أن تصل إلى أهدافها بكل الوسائل، مثلا كما ذكر الرئيس مصطفى بن جعفر عن النواب المقدسيين، أن هناك نواب مقدسيين انتخبوا من قبل أهل القدس في المجلس التشريعي، ثم اعتقلوا لانتمائهم لحماس فقيل لهم أن هؤلاء بعد انتخابهم باسم الشعب لم يعد انتماء لهذا الفصيل أو ذاك، ومع ذلك أخرجوهم من القدس من أجل أن يسحبوا هوياتهم ومن أجل أن يحرموهم من مواطنة القدس، وهذه هي السياسية الإسرائيلية التي تقف عند كل زاوية لكل فلسطيني من أجل أي يخطئ أو تخطئه بأي قضية لتسحب منه الهوية، وأهم شيء عنده أن تسحب الهوية حتى لا يبقى في القدس عربيا وتبقى القدس مرتعا لهم، وهذا لم يحصل بإذن الله'.

وأكد الرئيس انه إذا وافقت إسرائيل على وقف الاستيطان واعترفت بحل الدولتين وأطلقت سراح الأسرى حسب الاتفاق، سنذهب للمفاوضات، وإن لم توافق فنحن سنبقى صامدين في بيتنا، وقال سيادته: 'أهم شيء أننا صامدون ولن نخرج من بيوتنا كما حصل عام 1948 أو كما حصل بشكل نسبي عام 67، سنبقى في أرضنا لأنه إذا خرجنا منها تركنا المجال لهم، لن نترك المجال لهم، وسنبقى إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا'.

وتابع الرئيس: أمامنا خطوة أخرى ربما نذهب مرة أخرى للجمعية العامة لنطالب بصفة الدولة لفلسطين، وهذا إنشاء الله سيأتي في الفترة القادمة، حسب مجريات الأمور بيننا وبين الجانب الإسرائيلي وبوساطة دولية، الرباعية الدولية وغيرها.

وأكد أن القرارات السياسية التي نتخذها، لا نتخذها لوحدنا، وإنما لدينا ما نسميه لجنة المتابعة العربية وهي مشكلة من 14 دولة وتونس عضو في اللجنة، وهذه اللجنة تجتمع كل شهر تقريبا، لتناقش ما وصلنا إليه وما يجب أن نفعله، بمعنى أن القضية ليست قضية الشعب الفلسطيني لوحده وإنما قضية الأمة العربية وهي التي تأخذ القرارات بشأن هذه القضية.

وحول المصالحة الوطنية الفلسطينية والتي مر عليها الآن تقريبا 5 سنوات ولم نستطع تحقيقها قال الرئيس: 'في الفترة الأخيرة دعوني أقول من بداية هذا العام تمكنا أن نضع الاتفاق قيد التنفيذ، أي أننا اتفقنا على الوصول لإنهاء للقطيعة لوضع حد للقطيعة، والانطلاق إلى المصالحة التي يسعى إليها شعبنا، المصالحة التي رفع راياتها كل أبناء الشعب في آذار ما قبل الماضي 'الشعب يريد إنهاء المقاطعة والقطيعة' وهذا هو طلبه وهذا الذي يجب أن نحققه له'.

وتابع : 'بشكل عام اتفقنا على أن تشكل حكومة انتقالية من أشخاص مستقلين وتكنوقراط 'فنيين' وهذه الوزارة لها مهمتين، الأولى: إعادة إعمار غزة، وغزة بالمناسبة منذ الاجتياح الأخير كثير من البيوت لم تعمر وكثير من العائلات مشردة في الشوارع، وثانيا: الإشراف على الانتخابات، فالانتخابات عندنا لا تشرف عليها الحكومة ولكن تشرف عليها لجنة مستقلة، وأعتقد أن عندكم نفس الشيء الآن، الحكومة ووزارة الداخلية والمخابرات والشرطة لا تتدخل بهذه الانتخابات، لكن الإشراف العام من قبل الحكومة عندما يأتي الوقت وهذا يجب أن يكون خلال أشهر تتم الانتخابات، ومن أجل الوصول للانتخابات هناك مشكلة يجب أن نحلها، وهذه المشكلة أنه منذ عام 2006 ليومنا هذا لم تجدد سجلات الانتخابات في قطاع غزة، بمعنى أن لا بد للجنة الانتخابات أن تذهب لقطاع غزة من أجل أن تسجل بحيث يكون لكل مواطن وصل لهذا السن الحق بأن ينتخب، وإلا نكون نحن أفقدنا حوالي 300 ألف فلسطين ولدوا خلال هذه الفترة من حقهم الدستوري الديمقراطي في بلدهم'.

وأضاف الرئيس 'أن حل هذه المشكلة يجعل الأمور ميسرة، وتصبح سهلة وممكنة، وبالتالي تنتهي مشكلة الانقسام ونعود للحمة مرة أخرى، نحن نعرف أن الوحدة بالنسبة لنا أمر بغاية الأهمية، وحدة البلد والوطن والشعب مهمة لنا، ونعرف أن إسرائيل تأخذها ذريعة متى شاءت، فمثلا قبل أن نفكر بالحديث عن المصالحة بشكل بارز، كانوا كلما سألوا نتنياهو لماذا لا تعمل سلام مع الفلسطينيين، يقول: مع من أعمل سلام؟ مع غزة أو مع الضفة؟، في حجة أمام العالم، وقد تكون حجة صحيحة، بدأنا نتكلم جديا في المصالحة، ثم عندما سئل ما رأيك، قال: على عباس أن يقرر ويختار ما بيننا وبين حماس، قلنا له: نحن نختار الاثنين، حماس جزء من شعبنا وهم أهلنا وبصراحة انتخبوا في المجلس التشريعي ولهم الأغلبية، ولا أحد يستطيع أن ينكر هذا حتى لو كان لهم نائب واحد، وبالمناسبة مش لأن لهم الأغلبية يعني هم شعبنا، ولو كان لهم نائب واحد هم شعبنا، بمعنى أي فلسطيني بأي حال من الأحوال، له الأغلبية أو له الأقلية، هو جزء من الشعب الفلسطيني'.

وجدد رده على موقف نتنياهو بالقول: 'أنا سأختارك يا نتنياهو لأنك شريكنا في السلام، سأعمل سلام مع مين، يعني قضاء الله وقدره أنك رئيس وزراء إسرائيل وأنا مضطر أن أتعامل معك، لكن أنت عليك أن تختار ما بين الاستيطان وما بين السلام الذي يريد سلام لا يفكر بالاستيطان، إذا هذا الحوار والاشتباك الكلامي بيننا وبينهم حول هذه القضايا، ولكن نحن مصممون على الوصول بموضوع الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية لأنها مصلحة وطنية.

وقال الرئيس أنه أنا لا يهم رأي نتنياهو حول المصالحة، وأن ما يهم هو مصلحتنا الأساسية أن تكون الأرض الفلسطينية موحدة والشعب الفلسطيني موحد، نختلف عادي نحن لسنا صورة طبق الأصل من بعضنا البعض، بدليل أنتم هنا مجلس متنوع، تعبرون عن كل أطياف الشعب التونسي هذا هو الصحيح، تختلفون صحيح، ولكن بالنهاية تتفقون أيضا، هذه هي الديمقراطية، هذه هي الحرية، هذه هي التي نسعى إليها'.

وأوضح الرئيس أن عندنا بالمجلس التشريعي حماس وعندنا فتح، عندنا كل التنظيمات، عندنا مستقلين، وفي أية انتخابات ستكون هذه الخريطة موجودة، لأنه لا يوجد أحد يحرم من حقه في الديمقراطية والحرية، نحن عندنا التعدية والحرية والديمقراطية ونؤمن بها وعندنا حرية الرأي، عندنا المساواة بين المرأة والرجل مثلكم تماما يمكن نحن أقل قليلا، لكن عندنا فعلا في القانون يجب أن تحصل المرأة على حقها كاملا، في الانتخابات البلدية والتشريعية في كل عمل من أعمال الدولة، مثلا قاضيات عندنا 35 قاضية، ونائبة عامة، ووكيلة نائب عام، ومديرة مخفر بالشرطة، ضابطات وجنود، وهذا مضمون عندنا، ونحن نتعلم منكم أنتم إخواننا ونحن إخوانكم'.

ووجه التحية من فلسطين إلى تونس العظيمة، وقال: 'إلى تونس الثورة التي حققت مطالب الشعب ونحن مع تحقيق مطالب الشعب لأن الشعب لا يخطئ، 0لا تجتمع أمتي على ضلالة) وهذا حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما تقول كل الأمة نريد هذا إذا هي على حق وغيرها على باطل، ونهنئكم بذلك'.

وحول الموضوع الخلافي وهو زيارة القدس، قال الرئيس: وأنا بدأت، (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، قصدت أن أبدأ بهذا لأقول إن الله سبحانه وتعالى جاء برسوله في ليلة الإسراء ليصلي بكل الأنبياء، وأين في القدس، ولم يأخذ إذن من الرومان حيث كانوا يحكمون، لأن هذه بقعة مقدسة، ويجب علينا أن نزورها أي كان الحاكم الذي فيها، وهناك نقطة خلافية لا تزوروا لع نزور، والحقيقة نحن نرى أن يجب على العرب والمسلمين عامة وكذلك إخواننا المسيحيين أن يتواصلوا مع القدس لأن القدس تحت الخطر، القدس ومعالمها ومقدساتها تحت الخطر، كيف نحميها نحمي أهلها نحمي أولئك الذين يجلسون سجناء في القدس 300 ألف كيف نحميهم كيف نشد من أزرهم، أن نزورهم وندعمهم ونساعدهم، لأننا بصراحة نقول أنت عندما تزور فلسطين لا تزور السجان الإسرائيلي وإنما تزور السجين الفلسطيني وعليك أن تفعل هذا'.

وتطرق إلى قيام مجموعة شبابية شبيبة من 15 دولة عربية بما فيها تونس من أعمار 15 و18 و 20 عاما، قبل أيام بزيارتنا، هذه القضية الحقيقة نقول: نحن ندعو كل مسلم وعربي أن يزورنا لأنه بصراحة لا يوجد ما يمنع بالدين ونحن عند الدين نقف، إذا في ما يحرم لا نحن لا نقبل، لكن إذا هناك اجتهاد نحن نجتهد، إذا قيل أن الدين يحرم نحن نحترم أي إنسان يقول هذا حرام، أما إذا قال هذا اجتهادي، فنقول أهل مكة أدرى بشعابها، اترك لنا هذا الاجتهاد نحن الذين نقرر ذلك'.

وختم الرئيس بالقول: 'الأخوة الأعزاء، اليوم كنا في بلدية تونس، وشرفت أن أحمل مفتاح المدينة، وأتمنى أن يأتي الوقت وأن يأتي إلينا رئيس تونس ليحمل مفتاح القدس المحررة، كذلك اليوم أبلغنا دولة رئيس الوزراء أن تونس منحت فلسطين أرضا لبناء السفارة الفلسطينية عليها، ونحن قلنا لسفيرنا، سفير تونس عندنا هو سفيرنا، ستكون له أرض في رام الله موقع مؤقت لسفارة تونس، لأن سفارة تونس الأصلية ستكون بالقدس'.