مركز آراء للدراسات والأبحاث ينظم ندوة سياسية بالتعاون مع مركز نسوي عرابة
نشر بتاريخ: 23/12/2006 ( آخر تحديث: 23/12/2006 الساعة: 12:39 )
رام الله- معا- نظم مركز آراء للدراسات والأبحاث بالتعاون مع مركز نسوي عرابة ندوة سياسية تحت عنوان "دور الحركة النسوية في النضال الوطني والسياسي"، وذلك في قاعة بلدية عرابة. وبمشاركة العديد من الفعاليات والأطر والاتحادات النسوية في بلدة عرابة، ومشاركة نائب رئيس بلدية عرابة محمد عز الدين وعدد من ممثلي الأطر والفعاليات السياسية في عرابة.
وفي بداية اللقاء رحبت رئيس مركز عرابة النسوي، وعضو بلدية عرابة نجاح دبيس بالحضور، وشكرت مركز آراء ، وبلدية عرابة، وعضو المجلس التشريعي الدكتورة نجاة أبو بكر.
من جهته رحب نائب رئيس بلدية عرابه محمد عز الدين بالحضور، وشكر بدوره كل المشاركات من نساء عرابة على حضورهن لهذا اللقاء، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على الاهتمام والوعي الكبير الذي تتميز به نساء عرابة.
كما أشاد بالحضور والمشاركة من قبل عضو المجلس التشريعي الدكتورة نجاة أبو بكر.
وتمنى أن تساهم هذه اللقاءات بتطوير وتنمية دور المرأة في البلدة. كما شكر مركز آراء على مبادرته وتعاونه مع المركز النسوي في تنظيم هذا اللقاء.
مدير مركز آراء للدراسات والأبحاث عاطف أبو الرب، أكد في كملته على أن المطلوب من المرأة يتجاوز المشاركة السياسية، وقال على المرأة أن تنجح حيث تكون. فالمشاركة السياسية على أهميتها، فإنها لا تكفي. وأكد أن المطلوب من المجتمع الفلسطيني بشكل عام، والمرأة بشكل خاص أن تصنع النجاح حيث تكون. فالأم الناجحة، والمدرسة الناجحة، والطبيبة الناجحة، ومدربة الخياطة، والممرضة الناجحة، أدوات نهوض بواقع المجتمع الفلسطيني. وعلى الجميع أن يدرك أنه يجب أن ينجح حيث يكون. ودعا أبو الرب جمهور النساء للتعود على عادة الاستماع للآخر، والإصغاء الجيد، والتعامل مع الآخر على أساس المشاركة، ونبذ فكرة الندية السائدة في العديد من المحافل الفلسطينية.
عضو المجلس التشريعي الدكتورة نجاة أبو بكر قدمت محاضرة سياسية اجتماعية، حول دور المرأة في الحياة بشكل عام. وانطلقت في محاضرها من بدايات بعث الرسول محمد عليه السلام. حيث ساقت العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التي تؤكد على مكانة المرأة في الحياة السياسية، والحياة الاجتماعية، وأن الإسلام كرم المرأة ورفع من مكانتها في المجتمع.
وبعد أن استعرضت أبو بكر مواقف من التاريخ الإسلامي، والذي يبين بما لا يدع على المكانة المرموقة التي حازت عليها المرأة، بدأت باستعراض الواقع الفلسطيني، حيث عادت إلى جذور المشاركة السياسية والاجتماعية للنساء في فلسطين. وقدمت العديد من النماذج التي تشير بشكل واضح للدور العظيم الذي قامت به النساء في تاريخ الصراع. وقالت هناك دور مساند، ودور مشارك. والمرأة انخرطت بشكل واضح في كلا المسارين، لكنها أكدت على أن دور الإسناد الذي قامت به المرأة على مدار سنوات النضال الوطني، جعل غيابها يؤثر سلبياً على العمل الوطني في مختلف المجالات والساحات.
وقالت لقد شاركت النساء في فلسطين في المقاومة منذ بدايات الاستيطان، وسجل التاريخ شرف طرد أول مجموعة استيطانية، من مستوطنة "الأمل الصهيونية" للنساء في فلسطين. حيث أكدت العديد من مصادر التاريخ أن مجموعة نساء قاومن هذه المستوطنة. وقالت لم تكتفي النساء بهذا العمل، بل آلاف قمن ببيع مصاغهن، وقدمن ثمنه للرجال، والمنظمات لشراء الأسلحة لمقاومة الاحتلال البريطاني، ومن ثم الاحتلال الصهيوني لفلسطين.
وقالت أبو بكر في محاضرتها، إن دور النساء لم يقف عند حد المشاركة في المقاومة، سواء كان مشاركة فعلية، أم دعم وإسناد، بل عملت النساء على تأسيس الجمعيات الخيرية، والمنظمات التطوعية التي ساهمت على مدار التاريخ في تحمل أعباء كثيرة. حيث شاركت النساء في تأسيس جمعيات خيرية دمت خدمات مميزة للمواطنين.
ونوهت أبو بكر إلى أنه ومع انطلاقة العمل الفدائي، ومع تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وقفت المرأة إلى جانب الرجل في مواقف النضال، فوفرت الدعم الواضح، والإسناد الحقيقي. وقالت أنه وفي وقت جرت فيه أول انتخابات بلدية في عهد الاحتلال، سجلت النساء انتصاراً كبيراً لقوائم منظمة التحرير، حيث أكدت العديد من الأبحاث دعم حوالي 89% من مجموع النساء لمرشحي منظمة التحرير.
ومع قدوم السلطة الوطنية، وبداية الكينونة السياسية للشعب الفلسطيني على أرضه، قدمت النساء نماذج مشرفة في العمل والمشاركة. لكنها دعت إلى تطوير آليات المشاركة، وذلك من خلال بث الوعي في أوساط النساء. وقالت في القراءة ومن خلال المتابعة والتعليم يمكن للنساء أن تساهم في رفع حالة الوعي الوطني. وقالت لا يجوز أن يبقى اهتمام النساء منصب على تنصيب عدد قليل من السناء ليدخلن المؤسسات، ولكن يجب العمل على أن تكون مشاركة النساء بالقدر الذي يرتقي بدور النساء من جهة، ويعبر عن مكانتها الحقيقية.
هذا وختمت أبو بكر محاضرتها بدعوة جمهور النساء للاهتمام بأسرهن، من خلال التعرف على مشاكل الأبناء والبنات، والعمل على حلها داخل الأسرة، بعيداً عن التوتير.
هذا ولاقت المحاضرة ارتياحاً وقبولاً من قبل المشاركات والمشاركين، حيث دعا نائب رئيس البلدية إلى المزيد من هذه اللقاءات، ودعا أبو بكر للمشاركة في مهرجانات ومحاضرات تشارك فيها نساء عرابه بشكل عام.