ذياب وحلاحلة في صحوة صعبة- مناشدة البابا التدخل العاجل لإنقاذ الأسرى

رام الله- غزة- بيت لحم- تقرير معا- تسود حالة من الترقب الحَذِر أوساط الأسرى في ظل تدهور حالة أسيرين مضى 66 يوما على إضرابهما عن الطعام، فيما ينتظر بقية الأسرى رد إدارة مصلحة السجون على مطالبهم، مؤكدين نيتهم توسيع دائرة الإضراب لتشمل كافة الأسرى في حال لم تلب مطالبهم وعلى رأسها إنها العزل الإنفرادي والسماح لذوي أسرى غزة بزيارة ابنائهم في السجون.

وأفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن الأغلبية من الأسرى في سجون الاحتلال يترقبون رد إدارة مصلحة السجون على مطالبهم الإنسانية التي رفعوها منذ أكثر من شهر في ظل أوضاع توتر ورسائل تحذير بتوسيع نطاق الإضراب إذا كانت الردود سلبية.

الأسير كريم يونس وهو ممثل أسرى فتح في السجون أفاد بأن الأسرى أعطوا فرصة للجنة التي كلفت بدراسة مطالب الأسرى، وأن مدير مصلحة السجون فرانكو وعدهم خلال الأيام القريبة القادمة سيكون هناك ردا على عشرات المطالب التي طرحها الأسرى.

وأوضح أن أسرى حركة فتح أجمعوا في حالة عدم الرد الايجابي على مطالب الأسرى وخاصة إنهاء العزل الانفرادي وإعادة السماح بالزيارات لأسرى قطاع غزة فإنهم يعلنون موقفا حاسما بتوسيع نطاق الإضراب المفتوح حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.

وقال النائب الأسير جمال الطيراوي أن هناك حالة من الترقب حول الردود التي سوف يتم تسلمها حول المطالب التي تقدم بها الأسرى وهناك حالة من التوتر حول طبيعة هذه الردود.

وحسب الطيراوي فإن مدير استخبارات السجون خلال لقائه مع ممثلي الأسرى في سجن مجدو أبلغهم أن الردود ستكون في مدة أقصاها 12/5/2012.

وفي ذات السياق وجه الأسرى رسالة الى مدير مصلحة السجون حملوا فيها المسؤولية عن حياة الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة اللذين يمران في وضع صحي خطر للغاية، وطالب الأسرى الحكومة الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 66 يوما.

ولا يزال ما يقارب 1300 أسير فلسطيني يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 17/4 في ظل حركات تضامن تصعيدية بدأها سائر الأسرى في السجون.

قراقع يناشد قداسة البابا التدخل لإنقاذ حياة الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة

ووجه وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع رسالة عاجلة الى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة اللذين تدهور وضعهما الصحي بشكل خطير بعد 66 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري.

وجاء في رسالة قراقع: "أخاطبك باسم الأسرى والأسيرات الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وأهاليهم وأطفالهم من أجل التدخل لإنقاذ حياة المعذبين في السجون من أسرى الشعب الفلسطيني، حيث يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام من أجل كرامتهم وحقوقهم ورفع الظلم الواقع عليهم، والعمل على وضع حد لممارسات لا إنسانية تخالف كل الشرائع السماوية والدينية تمارسها حكومة إسرائيل بحق الأسرى فتحرمهم من أبسط حقوقهم التي نصت عليها كافة قوانين وشرائع حقوق الإنسان".

وجاء في رسالة قراقع: "أن الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة وزملاءهم الأسرى حسن الصفدي وعمر أبو شلال وجعفر عز الدين ومحمد التاج وهم معتقلون إداريا دون محاكمة عادلة وبدون تهم واضحة يمرون في ظروف صحية خطيرة للغاية بعد أن تجاوز إضرابهم أل 66 يوما، وقد دخلو في حالة غيبوبة وأصبح شبح الموت يحلق فوقهم في ظل استهتار إسرائيلي بحياتهم وصحتهم".

وأضاف "من منطلق موقعكم الروحي والديني والإنساني، كراعين للحق والعدالة نتمنى تدخلكم السريع لإنقاذ أرواحهم والإفراج عنهم وإعادتهم الى عائلاتهم وأطفالهم سالمين، ومنع أي مأساة أو كارثة قد ترتكب بحقهم في أية لحظة وأنت القائل أن نور الله أقوى من أي ظلام ومن أي شر في العالم".

وتابع "أهيب بكم قداسة البابا باسم كنيسة المهد المحاصرة وروح السيد المسيح المعذبة في فلسطيني المحتلة أن توقف الموت المتواصل بحق إنساننا الأسير وتنقذ أرواحا لا تريد سوى الحياة والحرية والسلام".

العشرات يعلنون الإضراب عن الطعام في غزة

في غضون ذلك أعلن خمسون فلسطينيا في مدينة غزة الإضراب عن الطعام بشكل يحاكي الإضراب الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال عبد الله قنديل الناطق باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين أن المضربين سيواصلون مساندة إخوانهم الأسرى حتى لو طال أمد الإضراب.

وقال تيسير البردني احد المضربين عن الطعام والذي امضى اكثر من عشرين عاما في السجون: "جئناكم من ارض غزة لنقسم أمام شعبنا إننا في القوى والوطنية والإسلامي سنقف خلفكم ولن نترككم تخوضون المعركة لوحدكم ولن نجعل عدونا يتفرد بكم".

وأضاف البرديني "نحن أخوة لكم نعلن مشاركتنا بمعركتكم والبدء الفوري في الإضراب المفتوح عن الطعام.. واننا سنطرق كل الأبواب الحقوقية لنقص عليهم الكارثة الإنسانية التي يحياها أسرانا في السجون الذين يساومون على مائهم وهوائهم".

وأكد البرديني انه ليس من المعقول أن يهان الأسرى في ظل التغني بالديمقراطية وحقوق الإنسان مؤكدا أن مطالب الاسرى هي رؤية أبنائهم ووقف العبث بأجسادهم والعيش كإنسان في ظروف انسانية وانهاء العزل الإنفرادي.

ودعا البرديني الى تدويل قضية الأسرى في المحافل الدولية مطالبا الفصائل بالعمل على إطلاق سراح الإسرى.

وينفذ الأسرى المحررون وبعض أعضاء التنظيمات الفلسطينية الإضراب داخل خيمة الاعتصام التي أقيمت في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة بالتزامن مع مرور ستة عشر يوما على اضراب الاسرى في السجون الاسرائيلية.

وارتدى المضربون عن الطعام ملابس سوداء وأقسموا على مواصلة الإضراب حتي تتحق مطالب الأسرى.