دراسة تثبت تلوث شواطئ مدينة غزة بالطفيليات المعوية المعدية
نشر بتاريخ: 02/05/2012 ( آخر تحديث: 02/05/2012 الساعة: 20:25 )
غزة- معا- أثبتت دراسة حديثة اجراها الباحث احمد هشام حلس مدير دائرة التوعية البيئية في سلطة جودة البيئة تلوث شواطئ مدينة غزة بالطفيليات المعوية المعدية والناتجة عن ضخ الاف الامتار المكعبة من المياه العادمة الى منطقة الشاطئ بدون معالجة.
وبينت الدراسة ان المناطق المتاخمة لمصبات المياه العادمة والمنتشرة على طول ساحل مدينة غزة تعاني من تلوث طفيلي بنسب عالية جدا.
والجدير بالذكر ان الدراسة التي جرت هي الاولى من نوعها في مجال تلوث البحر بالطفيليات الادمية الممرضة وبينت الدراسة ان انواعا من الطفيليات كالاسكارس والانتاميبا والجيارديا وغيرها من الانواع هي انواع موجودة في شواطئ مدينة غزة (في الرمال الجافة والرطبة وفي مياه الشاطئ).
|173744|وكانت الدراسة التي اجراها الباحث احمد حلس لنيل درجة الماجستير في علوم المياه والبيئة قد خلصت الى العديد من التوصيات الهامة والتي تتركز حول سبل النهوض بالواقع البيئي في قطاع غزة وحماية الشاطئ من التلوث من خلال تطوير قطاع معالجة المياه العادمة والبحث عن سبل كفيلة باعادة استخدام المياه المعالجة والاحجام عن ضخها الى البحر وتلويثه لما لشاطئ بحر غزة من اهمية ثقافية وسياحية واقتصادية حيث انه يمثل الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها المواطنون في القطاع وخصوصا في ايام الحر والصيف.
وملخص الدراسة: يعاني قطاع غزة وكنتيجة لزيادة عدد السكان وغياب التطوير الضروري لمواكبة هذه الزيادة من العديد من المشكلات البيئية والصحية، ويعد تلوث شاطئ بحر غزة من خلال ضخ كميات هائلة من المياه العادمة غير المعالجة أو المعالجة جزئيا احد صور تلك المشكلات البيئية.
كما لا توجد أي دراسات سابقة توضح مدى انتشار أو أنواع الطفيليات المعوية الآدمية في منطقة الساحل المحاذية لمدينة غزة، و كان الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو تقييم التلوث الطفيلي لمنطقة شاطئ مدينة غزة والناتج عن ضخ المياه العادمة إليه.
|173745|ولقد أجريت الدراسة خلال فصل الصيف من بداية شهر يونيه 2011 وحتى نهاية شهر أكتوبر 2011، وكان من أهم أهداف هذه الدراسة تحديد مستوى التلوث الطفيلي لساحل مدينة غزة (في مياه البحر، الرمال الجافة والرمال الرطبة)، وتحديد أهم أنواع الطفيليات المعوية الآدمية المنتشرة على طول ساحل مدينة غزة، وما هي المناطق الأكثر تلوثا بالطفيليات وعلاقتها بمصبات المياه العادمة، وما هو تأثير تيارات الحمل على انتشار وتوزيع تلك الطفيليات، وما هي أهم الطرق والتقنيات الفعالة والتي يمكن استخدامها لفحص التلوث الطفيلي في مياه البحر والرمال الجافة والرطبة.
وتركزت الدراسة في المنطقة الممتدة ما بين نقطة التقاء وادي غزة بشاطئ البحر وحتى نهاية منطقة مخيم الشاطئ للاجئين (المبنى العام للمخابرات الفلسطينية) بطول يبلغ قرابة 12 كيلومتراً، وتم تقسيم المنطقة إلى ست مناطق (F,E,D,C,B,A) تبعا لمعايير مختلفة منها: مناطق تواجد مصبات المياه العادمة، معالم جغرافية، والمسافات شبه المتساوية، كما تم جمع 156 عينة بطريقة عشوائية اشتملت على 52 عينة مياه بحر (4 لتر لكل عينة), 52 عينة رمال رطبة (500 جرام), 52 عينة رمال جافة (500 جرام).
ولقد تم تحليل عينات مياه البحر باستخدام ثلاث تقنيات مخبريه وهي: الطريقة المباشرة، طريقة الفلترة والتركيز، طريقة الصباغة.
أما عينات الرمل، فقد تم تحليلها باستخدام طريقة الترسيب المائي والتركيز، واستخدم الميكروسكوب لفحص التواجد الطفيلي في جميع العينات، وبعد ذلك تم إدخال النتائج وتحليلها إحصائيا باستخدام برنامجSPSS و Stats Direct.
كما أظهرت الدراسة أن نسبة التلوث بالطفيليات المعوية الآدمية في منطقة شاطئ مدينة غزة كانت40,4 % في عينات مياه البحر, 43,6 في عينات الرمال الرطبة, 40,4 في عينات الرمال الجافة وذلك على طول منطقة الدراسة.
كما أظهرت الدراسة الحالية أن كل من منطقة A (القريبة من وادي غزة)، ومنطقة B (القريبة من مصب محطة الشيخ عجلين لمعالجة المياه العادمة)، ومنطقة D (القريبة من مصب المياه العادمة الخام المقابل لاستراحة الشاليهات)، هي الأكثر تلوثا بالطفيليات المعوية الآدمية.
أما منطقة C (مقابل استراحة البيدر)، ومنطقة E (حوض ميناء الصيادين)، فقد كانت اقل تلوثا بالطفيليات، في حين أن منطقة F والتي تأتي شمال ميناء الصيادين حتى مبنى المخابرات الفلسطينية فقد كانت خالية من أي تلوث طفيلي (مصب المياه العادمة المقابل لمخيم الشاطئ للاجئين يتوقف عن العمل خلال فترة الصيف وهي فترة إجراء الدراسة).
وأظهرت الدراسة أن الطفيليات تستطيع البقاء والتحمل تحت الظروف الصعبة من الحرارة والجفاف ووجود الأملاح في مياه ورمال شاطئ البحر لفترات طويلة تجعلها مصدرا مستمرا للخطر على صحة الإنسان.
كما و أظهرت الدراسة أن تيارات الحمل المائية التي تؤثر على انتشار وتوزيع الطفيليات هي باتجاه الشمال قادمتا من الجنوب، وتبين أن المناطق التي تقع على الجانب الشمالي لمصبات المياه العادمة تكون أكثر تلوثا بنسبة عالية من تلك المناطق التي تقع على الجانب الجنوبي للمصبات.
وقد خلصت الدراسة إلى العديد من التوصيات الهامة وعلى رأسها: ضرورة العمل بشكل جدي على تطوير قطاع المياه العادمة في قطاع غزة وإيجاد بدائل وحلول أخرى تجنب منطقة الساحل أي تلوث أو ضرر.
هذا وأشرف على الباحث كل من الدكتور يوسف ابو صفية رئيس سلطة جودة البيئة والدكتور عدنان الهندي عميد القبول والتسجيل في الجامعة الاسلامية بغزة
وحضر المناقشة جمع غفير من الخبراء والمختصين وذوي الباحث وكان على راس الحضور الاستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا رئيس جامعة الازهر والذي اثنى على الباحث وعلى جهده وعمله المثمر، متمنيا سير الباحثين جميعا على خطى علمية ومهنية في ابحاثهم.