الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عبد الرحيم يفتتح احتفالية تطويب البابا يوحنا بولس الثاني

نشر بتاريخ: 05/05/2012 ( آخر تحديث: 05/05/2012 الساعة: 23:38 )
بيت لحم- معا- افتتح أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، نيابة عن الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، احتفالية الذكرى الأولى لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني، في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم، بحضور حارس الأراضي المقدسة الأب بيير باتيستا بيتسابيلا، ورئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الأوسط الأب إبراهيم فلتس، ونائبة رئيس البرلمان الإيطالي روزي بيندي.

وقال عبد الرحيم في كلمته إن 'هذه الاحتفالية تؤكد على محبتنا للقديس يوحنا بولس الثاني، وإن حضور هذا الوفد الهام من إيطاليا لمدينة بيت لحم يمثل من جديد رسالة تضامن من قبل الشعب الإيطالي الصديق مع قضيتنا العادلة، ودعماً لجهودنا من أجل تحقيق السلام في أرض السلام المباركة'.

وأكد أن شعبنا بمسلميه ومسيحييه يكنون محبة خاصة وتقديراً كبيراً لقداسة البابا الراحل العظيم لمواقفه الإنسانية النبيلة ودفاعه عن الحقوق المشروعة لشعبنا في عشرات المناسبات.

واستذكر أقوالاً مأثورة لقداسته تعبر عن تضامنه مع شعبنا، فأثناء العدوان الإسرائيلي وحصار بيروت عام 1982، كرر في عظاته الدعوة لإيقاف تلك الحرب، مستنكراً استعمال أحدث الأسلحة ضد مدن ومدنيين، ومؤكداً أن للفلسطينيين الحق في العيش بأمن وسلام في دولتهم وفي وطنهم.

وأكد عبد الرحيم في هذه المناسبة، أن شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه شعب واحد، ولنا هدف واحد هو إنهاء الاحتلال وإنجاز استقلالنا وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وإطلاق سراح أسرانا.

وشدد على أن خيارنا هو المفاوضات للوصول إلى السلام مع الإسرائيليين، في حال التزموا بمرجعيات عملية السلام، وأساسها وإنهاء احتلالهم لأرضنا الذي حدث عام 1967، أي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهذا يتطلب توقف إسرائيل عن سياسة بناء المستوطنات وتهويد القدس وهو ما ترفض حكومة إسرائيل الحالية حتى الآن الالتزام به.
|174045|
وفيما يلي نص كلمة أمين عام الرئاسة:
الأب بيير باتيستا بيتسابيلا / حارس الأراضي المقدسة.
الأب إبراهيم فلتس / رئيس مؤسسة يوحنا بولس الثاني في الشرق الأوسط.
السيدة روزي بيندي / نائبة رئيس البرلمان الإيطالي والوفد المرافق.
أصحاب السعادة ... السيدات والسادة.
أحييكم أطيب تحية باسم سيادة الأخ الرئيس محمود عباس، ويشرفني حضور هذه المناسبة الهامة، الذكرى السنوية الأولى لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني، والتي تقام في هذه المدينة الخالدة، مهد الديانة المسيحية مدينة بيت لحم، التي ولد فيها سيدنا المسيح عيسى بن مريم، رسول السلام.

يكن شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه محبة خاصة وتقديراً كبيراً لقداسة البابا الراحل العظيم لمواقفه الإنسانية النبيلة ودفاعه عن الحقوق المشروعة لشعبنا في عشرات المناسبات فقد تحدى قداسته كل الضغوط عندما استقبل للمرة الأولى رئيسنا الراحل أبو عمار عام 1982 في الفاتيكان، وتكررت اللقاءات بعد ذلك، وصولاً إلى زيارة الحج التاريخية لقداسته إلى فلسطين بمناسبة يوبيل عام 2000، لقد كانت زيارته تاريخية أستقبله شعبنا كله بكل أطيافه الدينية والسياسية الاستقبال الذي يليق بواحد من أهم الشخصيات والأصدقاء.

إننا نتذكر بكل اعتزاز أقوالاً مأثورة لقداسته تعبر عن تضامنه مع شعبنا، فأثناء العدوان الإسرائيلي وحصار بيروت عام 1982،كرر في عظاته الدعوة لإيقاف تلك الحرب، مستنكراً استعمال أحدث الأسلحة ضد مدن ومدنيين، ومؤكداً على أن للفلسطينيين الحق في العيش بأمن وسلام في دولتهم وفي وطنهم.

وتعليقاً على جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل وتشاهدونه بأعينكم بعد أن سمعتم عنه يحاصر هذه المدينة ويفصلها عن توأمها القدس، قال قداسته جملته الشهيرة: هناك حاجة إلى جسور لا إلى جدران، كانت رؤيا شفافة لقداسته فالأمن لا يتحقق بالجدران وإنما يحققه السلام العادل، فكم انهارت جدران قامت على البغض والعداوة ثم أقامت الشعوب بدلاً منها جسور الثقة والمحبة والتعامل على قدم المساواة.

وبتوجيهات من قداسته، أقامت دولة الفاتيكان علاقات دبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكلت لجنة عمل فاتيكانية فلسطينية لا زالت تواصل عملها لصياغة اتفاقية شاملة تنظم العلاقة ما بين الجانبين.

السيدات والسادة
اسمحوا لي في هذه المناسبة التذكير بمناسبة أخرى أولاها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، جل اهتمامه طيلة تسعة وثلاثين يوماً، وأقصد بذلك الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد ولمدينة بيت لحم وذلك قبل عشر سنوات من الآن، حيث تعرضت الكنيسة لأول مرة في تاريخها الطويل الممتد لألفي سنه إلى إطلاق نار أدى إلى سقوط أرواح بريئة كانوا يؤمنون أنهم بضيافة وحماية السيد المسيح، وإلى إجبار مواطنين فلسطينيين من هذه المدينة على الإبعاد، حيث لا زالوا يعانون الغربة في عدة دول أجنبية، لكن بيت لحم بكنائسها ومساجدها مسلمين ومسيحيين ظلت وما تزال في قلوبهم وعقولهم.

كما أود إعلامكم أن ألاف الأسرى الفلسطينيين هذه الأيام يضربون عن الطعام في السجون الإسرائيلية ويتضامن شعبنا معهم في كل مدنه وقراه، ونطالب المجتمع الدولي بأن يتضامن معهم في قضاياهم العادلة ومطالبهم المحقة والإفراج عنهم لكي تنعم عائلاتهم بقربهم وأحضانهم.

وأود في هاتين المناسبتين التأكيد، على أن الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه شعب واحد، فنحن جميعاً نعاني من الاحتلال، وجميعنا لنا هدف واحد هو إنهاء الاحتلال وإنجاز استقلالنا وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وإطلاق سراح أسرانا.

وخيارنا هو المفاوضات للوصول إلى السلام مع الإسرائيليين، في حال التزم الإسرائيليون بمرجعيات عملية السلام، وأساسها إنهاء احتلالهم لأرضنا الذي حدث عام 1967، أي قطاع غزه والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهذا يتطلب توقف إسرائيل عن سياسة بناء المستوطنات وتهويد القدس وهو ما ترفض حكومة إسرائيل الحالية حتى الآن الالتزام به.

إننا رغم كل الصعوبات التي نواجهها من جراء الاحتلال الإسرائيلي، من استيطان، وحواجز، واعتقالات، وعقوبات اقتصادية، وغيرها، مفعمون بالأمل الذي كثيراً ما ردده القديس يوحنا بولس الثاني عندما كان يقول تفاءلوا ولا تخافوا...، ونقول إن قوة الحق، أقوى من سطوة القوة، وأن قدسية هذه الأرض ليست في أماكن العبادة فقط، وإنما بالمواطنين الذين يعمرونها ويصلون ويقدسون فيها.

وفي هذه المناسبة أيضاً نتذكر جميعاً زيارة قداسة البابا بندكتس السادس عشر في عام2009 إلى بيت لحم وزيارته لكنيسة المهد ومدينة بيت لحم ومخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين، لقد فتح قداسته نافذة سيارته مخالفاً كل التعليمات ليصافح الناس ويباركهم وقال كلمته المشهورة إنني بين أهلي ومع أحبتي بارك الله فيكم ولكم صلواتي.
إن احتفالكم اليوم هو تأكيد على محبتنا للقديس يوحنا بولس الثاني، وحضور هذا الوفد الهام من إيطاليا لمدينة بيت لحم يمثل من جديد رسالة تضامن من قبل الشعب الإيطالي الصديق مع قضيتنا العادلة ودعماً لجهودنا من أجل تحقيق السلام في أرض السلام المباركة.

بوركتم وأكرر تقدير السيد الرئيس ومحبته القلبية لكم جميعاً

وكان أمين عام الرئاسة استقبل نيابة عن الرئيس محمود عباس, اليوم السبت, وفدا ايطاليا برئاسة نائبة رئيس البرلمان الايطالي روزي بيندي, في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم.

ويأتي استقبال الوفد الايطالي, الذي ضم أعضاء من البرلمان, ممثل القنصل الايطالي العام في القدس روبيرتو ساراتشي, وحارس الأراضي المقدسة الأب بيير باتيستا بيتسابالا، والأب إبراهيم فلتس, لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتطويب البابا يوحنا بولس الثاني في بيت لحم.

وكان في استقبال الوفد إلى جانب عبد الرحيم, مستشار الرئيس نمر حماد، ووزيرة السياحة والآثار خلود دعيبس، ومستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك, ومحافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل، ونواب محافطة بيت لحم محمد اللحام وفايز السقا وفؤاد كوكالي, ورؤساء بلدية بيت لحم وبيت جالا وبيت ســاحور.
وتبادل عبد الرحيم وبيندي الهدايا التذكارية، وأقيمت مأدبة غداء للوفد الضيف في قصر الرئاسة ببيت لحم.

وقالت نائبة رئيس البرلمان الايطالي روزي بيندي، أن هناك اليوم جدار يفصل بيت لحم عن القدس ويفصل الإسرائيليين عن الفلسطينيين، ولكنه يفصل أيضا الفلسطينيين عن إخوتهم الفلسطينيين، وهذا الجدار لا يساعد في بناء السلام.

وأضافت أنه بعد عشرة أعوام من نهاية الحصار على كنيسة المهد فإن الجدار يشكل لنا تحديا حول ما يمكننا أن نصنعه وما يجب أن نفعله وذلك بنفس عزيمة الإصرار التي سادت أيام الحصار.

وأكدت أن إيطاليا كانت تاريخيا دائمة الاهتمام والحساسية تجاه إيجاد حل عادل ودائم يضمن السلام والحرية والرخاء للجميع، لليهود والمسيحيين والمسلمين، وقد كان هدفنا دائما، رغم التعددية الحكومية الايطالية المتباينة، دعم ولادة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وذلك بالتزامن مع الاعتراف بدولة إسرائيل، دولتان لشعبين يطمحان ويحق لهما العيش بسلام وأمان، وهي شروط لا غنى عنها من أجل التقدم وبناء المستقبل في هذه المنطقة وفي الشرق الأوسط، وهذا الهدف ليس سهلا ونعرف ذلك جيدا، إنه هدف طموح يتطلب حوارا دؤوبا وصبورا، ويتطلب العودة إلى المفاوضات، ويتطلب أيضا من الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية أن تتولى مسؤوليتها الجادة، لكنه هدف قابل للتحقيق وذلك إذا قام كل طرف بدوره، واضعا كل قلبه وعقله في خدمة المصلحة العامة.

وكانت بيندي تحدثت عن اغتصاب قدسية كنيسة المهد، خلال حصار دام 39 يوما كان في صلب اهتمام العالم، حيث اعتراهم القلق والخوف والرجاء، وكانت أزمة غير مسبوقة وفي غاية الحساسية بسبب أهميتها للمسيحيين أجمع.

وأضافت لا أبالغ إذا قلت أنه أزعج كل شخص يهتم بكرامة الإنسان خلال الحادثة المأساوية للصراع الذي لا يزال يدمي هذه الأرض منذ ما يزيد عن 60 عاما.
بدوره، تحدث حارس الأرض المقدسة بيير باتيستا باتيستيللي عن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، حيث وصفه بالإنسان العظيم بأفعاله، مشيرا إلى متابعته ودوره في إنهاء الحصار عن كنيسة المهد، وانتقاده لجدار الفصل.

واستذكر دور البابا وآرائه في ضرورة حل الصراعات في العالم، وخاصة في فلسطين.

وتخلل الاحتفال فقرات فنية حيث قدم فنانان من بيت لحم أغنية 'يا بابا القرن العشرين' وفرقة أطفال بلا حدود أغنية 'اطلعنا على الضو' للمطربة فيروز.
|174043|