السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز ابو جهاد ينظم ندوة تسلط الضوء على تجربة سعدات

نشر بتاريخ: 06/05/2012 ( آخر تحديث: 06/05/2012 الساعة: 11:28 )
القدس- معا- بحضور عدد من القيادات الوطنية وممثلي المؤسسات الرسمية والجماهيرية وممثلي الحركة الطلابية، وحشد اعلامي كبير، نظم مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ، ندوة خصها للوقوف على تجربة القائد الوطني الاسير احمد سعدات امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقد جاء تنظيم الندوة بذكرى مرور عشر سنوات على اعتقاله، واحياء لفعاليات يوم الاسير الفلسطيني ويوم الاسير العربي ، ضمن سلسلة الفعاليات والانشطة التي اقرها مركز ابو جهاد للتضامن مع اضراب الاسرى في سجون الاحتلال .

وقد خصصت محاور الندوة الرئيسة ،والتي ادارها الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد للوقوف على كل الجوانب النضالية والفكرية والكفاحية في حياة الاسير القائد سعدات والتي تحدث بها كل من عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب الامين العام للجبهة الشعبية عن دور القائد سعدات في البناء التنظيمي وقيادة العمل الوطني.

كما تحدث بسام الصالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني عن دور القائد سعدات بصيانة الوحدة الوطنية سواء داخل السجون او خارجها، اما الاستاذ راضي الجراعي الوكيل السابق لوزارة الاسرى والمحاضر في جامعة القدس فقد تحدث عن الفكر والطروحات السياسية للمناضل سعدات، وتحدث امين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى عن دور سعدات القيادي والبارز في قيادة الحركة الاسيرة لا سيما الاضراب المستمر حاليا في السجون .

وفي بداية الندوة ،قام د. ابو الحاج بالترحيب باسم اسرة جامعة القدس ورئيسها الاستاذ الدكتور سري نسيبة وكافة العاملين فيها بالحضور ،موضحا ان الندوة خصصت لتسليط الضوء على التجربة النضالية لمناضل امتاز على مدار سنين حياته بالمواقف الشجاعة والارادة الصلبة، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات التي اقرها مركز ابو جهاد، احياء ليوم الاسير الفلسطيني، ويوم الاسير العربي، وتضامنا مع اضراب الاسرى المعلن حاليا في سجون الاحتلال ، حيث كانت باقورة هذه الفعاليات الندوة التي خصصت للوقوف على تجربة الاسير القائد مروان البرغوثي .

وقام د. ابو الحاج باعطاء نبذه حول كل محطة من المحطات النضالية العديدة في حياة القائد الاسير سعدات، مشيرا ان أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المنتخب من مؤتمرها العام ولجنتها المركزية، خليفة الشهيد أبو علي مصطفى، الأمين السابق للجبهة الشعبية، وهو عضو في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد رأس قائمة الشهيد أبو علي مصطفى لانتخابات المجلس التشريعي التي جرت في 25 كانون الثاني من العام 2006 .

وقد ولد القائد سعدات في مدينة البيرة عام 1953، لأسرة مناضلة هُجرت من قريتها الأصلية دير طريف عام 1948 إثر الهجمات الإسرائيلية، وقد عاش طفولته وترعرع في مدينة البيرة شاهداً على ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي، فأنهى دراسته حتى تخرج من معهد المعلمين في مدينة رام الله عام 1975 في تخصص الرياضيات،وهو متزوج من السيدة عبلة سعدات واب لاربعة ابناء.

واشار الى ان سعدات ومنذ نعومة أظفاره التحق بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي بعد هزيمة يونيو عام 1967 وفي عام 1969 انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، واعتقل أكثر من مرة كانت المرة الأولى في شهر شباط عام 1969 اعتقل خلالها لمدة 3 أشهر، ولم تمض شهور قليلة حتى أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله للمرة الثانية في نيسان من العام 1970 وأمضى 28 شهرا في سجون الاحتلال.

وواصل سعدات كفاحه ونضاله ضد المحتل ليعاد اعتقاله في آذار عام 1973 وأمضى 10 أشهر، ثم أعيد اعتقاله للمرة الرابعة في العام 1975 لمدة 45 يوما، وفي عام 1976 اعتقل للمرة الخامسة وحكمت محاكم الاحتلال عليه بالسجن مدة 4 سنوات ، وفي نوفمبر 1985 اعتقل لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى وتحديدا في عام 1989 أعيد اعتقاله فأمضى في الاعتقال الإداري مدة 9 أشهر، ثم اعيد اعتقاله اداريا في عام 1992 لمدة 13 شهرا.

ولفت د. ابو الحاج الى انه وعلى الرغم من الاعتقالات المتكررة للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ،الا ان قوات الاحتلال لم تنجح في عرقلة نشاطه الوطني ومزاولة مسئوليات متعددة ، فقد تقلد أحمد سعدات مسئوليات متعددة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع عام 1981، وفي المؤتمر الوطني الخامس عام 1993 أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي أثناء وجوده في المعتقل الإداري، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس عام 2000 وكان سعدات عضوا في لجنة فرع الجبهة الشعبية على مستوى الوطن وأصبح مسئولا لفرع الضفة الغربية منذ العام 1994.

وذكر د. ابو الحاج انه على إثر إقدام الاحتلال على اغتيال القائد الوطني أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية بصاروخين استهدفا مكتبه في مدينة رام الله تداعت هيئات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لانتخاب أمين عام جديد لها فانتخبت أحمد سعدات في العام 2001، وهنا بدأت حياة نضالية من نوع آخر في سجل تضحيات القائد سعدات ، حيث وعلى اثر اغتيال الارهابي رحبعام زئيفي ،وزير السياحة الاسرائيلية ، على ايدي مجموعة فلسطينية ، طالبت اوساط عديدة في دولة الاحتلال بضرورة النيل من سعدات وقتله ، وعلى اثر ذلك تم الوصول الى اتفاق على ان يعتقل سعدات ورفاقه في سجن اريحا بعد وساطات امريكية وبريطانية ،وبقي سعدات في سجن اريحا الى ان ضربت قوات الاحتلال حصارا شديدا على مقر المقاطعة في اريحا ،وقامت بهدم السجن واعتقال القائد سعدات ،بتاريخ 14-3-2006

واوضح د. ابو الحاج الى ان سعدات ومنذ ان بدأ اعتقاله واقتياده الى المحكمة العسكرية في سجن عوفر ،يرفض الاعتراف بشرعية المحكمة العسكرية ، كما ويرفض ان يكون في موقع المتهم ،وعلى الرغم من كل الضغوطات واحتجازه بالعزل الانفرادي يرفض حتى مجرد الوقوف في المحكمة،والتي يعتبرها اداة من ادوات تكريس الاحتلال للارض الفلسطينية ، ويرد بالقول ان من يجب محاكمته ليس مناضلوا الحرية من الفلسطينيين ،بل مجرموا الحرب الاسرائيليون ،وفي معرض رده على لائحة الاتهام في احدى جلسات المحكمة العسكرية ، قال سعدات موجها كلامه لقضاة المحكمة ( هذه محكمتكم وتملكون القوة لعقدها وادانتي على اساس لائحة اتهامكم العلنية والسرية ،والنطق بالحكم الذي حددته الجهة السياسية والامنية التي تقف خلف هذه المحكمة ،لكنني ايضا امتلك الارادة المستمدة من عدالة قضيتنا وعزيمة شعبنا ،لرفض أي دور في هذه المحكمة ،والحفاظ على توازن منطقي المنسجم مع تصميمي على مقاومة احتلالكم ،الى جانب ابناء شعبنا ،وذلك مهما ضيقتم مساحات الحركة المتاحة لي كأسير حرية ) .

وفي ختام مداخلته تلى د. ابو الحاج جزءا من رسالة بعتها سعدات من سجنه قبل ايام بذكرى يوم الاسير الفلسطيني ، والتي حيا فيها كافة ابناء شعبنا المناضلين ،ولفت الى ان ذكرى يوم الاسير في هذه السنة يتزامن مع تصاعد حملة القمع والعدوان على كافة ابناء شعبنا الفلسطيني ، وفي مقدمتهم ابناء الحركة الاسيرة في السجون ،حيث تجاوزت هذه الحملة كل الاعراف والمواثيق الدولية ،هادفة الى مصادرة كل المكتسبات التي حققها الاسرى عبر نضالهم بعشرات السنين الفائته ،وذكر سعدات انه امام هذه الهجمة الشرسة لم يبقى امام الاسرى الا الدخول في خطوة استراتيجية ،وطالب سعدات في هذا السياق من كافة ابناء شعبنا ،اوسع حملة للتضامن مع اضراب الاسرى ،كما طالب بضرورة ان تشكل خطوة الاضراب من قبل الاسرى ، هدفا لتحقيق الوحدة والتلاحم الوطني ،حيث قال سعدات حرفيا في هذا السياق " ان اثمن هدية واهمها واغلاها على قلوب اسرانا في هذا اليوم ،هو استعادة الوحدة الوطنية على اساس برنامج سياسي يستند الى مقاومة الاحتلال " .

وفي بدء كلامه وجه بسام الصالحي التحية لمركز ابو جهاد على انشطته المتميزه ،كما حيا آلاف الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال ،موضحا الى ان خطوة الاضراب جاءت نتيجة السياسة العنصرية والاجرامية التي انتهجتها دولة الاحتلال بحقهم ، لا سيما الخطوات المجحفة بحقهم والتي تم اقرارها تحت مسمى "قانون شاليط" .

اما دور القائد سعدات بالوحدة الوطنية ، فقال انه شخصيا كانت له تجربة عملية معه في اواسط السبيعانات من القرن المنصرم ،حيث كان يجري في تلك الاونة تشكيل لجان العمل التطوعي في مدينة رام الله والبيرة ،تلك التجربة التي شكلت حاضنة للقيم الوطنية ،حيث لم يكن قبلها أي تجمع وطني يحافظ على الثقافة والفكر النضالي ، ومن هنا ابتدأ مشوار القائد سعدات مع العمل الوحدوي ، حيث كانت تلك اللجان تحوي متطوعين من كل الوان ومشارب العمل السياسي الفلسطيني ، وكان لزاما الاخذ بفكرة ما يجمع ويوحد الكل الوطني ، وكان هذه التجربة في اوج شباب وعطاء القائد سعدات ، وسجل الصالحي في سياق ذكره لتلك التجربة الفرق الكبير في التعاطي مع القيم الوطنية بين تجربة السبيعانات والثمانينات ومن تلاها بعد ذلك ، حيث انخفض مؤشر الوحدة الوطنية بشكل كبير وخطير وصولا الى ما تشهده الساحة الوطنية حاليا من انقسام طال امده .

وذكر الصالحي انه على الرغم من ان تلك الحقبة حملت في ثناياها العديد من اسس الاختلاف السياسي وحتى في شكل النضال الجماهيري ضد الاحتلال ،الى انه لم يكن في ذهن أي من جيل تلك الحقبة ومن ضمنهم القائد سعدات ،ما يمكن تسميته بالفئوة او الانكفاء والتقوقع على الذات ، فقد تربى الكل على ان الوطن اكبر واهم من التنظيم مهما كانت مدى الانتماء والقناعة بصوابية ما يحمله هذا التنظيم من رؤى .

وتجربة سعدات في الوحدة الوطنية ،تم اغنائها ايضا ،بعد تعرضه للاعتقال ،حيث الكل يعرف انه في تلك الفترة ،كانت السجون تشكل حالة كبيرة من الجدل والنقاشات ،والتي رغم حدتها وحجم الفرق في ادوات التعاطي معها الى انها لم تكن ولو لمرة واحدة سببا في الانقسام ،ومرد ذلك الى وجود جيل واعي ومدرك لحقيقة الصراع كما هو حال سعدات وكل من عاصره ، وقد انعكس تجربة السجون ايضا على تجربة سعدات في الانتفاضة الاولى ،حيث كان يحرص وبشكل كبير على صيانة الوحدة الوطنية ،وذلك على الرغم من الاختلافات الكبيرة في السياسة ،والتي لم تكن تحول دون التوصل الى العمل المشترك ،وبالتالي هذه كانت سمات المرحلة التي نشأ بها القائد سعدات ،والتي انعكست بشكل واضح على قيادته الى ايامنا هذه .

وفي ختام مداخلته ، اشار الى الصلابة الكبيرة التي يمتاز بها القائد سعدات ،وصموده الجبار في مواجهة المحققين الاسرائيلين ،والتي هي صلابة وعناد وكفاح ،ينطلق من رؤوية فكرية بافضلية الكفاح يكل الوسائل ،حتى لو ادى ذلك الى التضحية بالروح ،هي التي اهلته الى صيانة الوحدة الوطنية ، كما سجل ميزة للقائد سعدات نوهي في قدرته الكبيرة في الموازنة ما بين طرح تنظيمه ،وبين طروحات الاخرين ،والنجاح الدائم في الموائمة فيما بينه والخروج بطرح يوحد الجميع حوله ،وهذا ما هله حاليا لقيادة الاضراب الجاري في سجون الاحتلال .

اما راضي الجراعي ، فقد خص مداخلته للحديث حول الفكر والطروحات السياسية للقائد سعدات ، حيث قال انه من الصعب جدا الحديث عن قائد مثل سعدات في مجال قناعاته ووعيه السياسي ،دون التطرق الى شخصه وتنظيمه ووطنه ايضا ، اما في المجال الشخصي فذكر الى انه التقى القائد سعدات في العام 1976 في سجن نابلس ، وذلك اثناء تعرض الجبهة الشعبية وفتح ايضا لضربات امنية قوية طالت العديد من الكوادر التنظيمية الفاعلة ، ثم التقيته مرة اخرى في سجن بئر السبع ، حيث في تلك اللقاءات داخل السجون ،الكل يعرف انه كان تجري هناك العديد من النقاشات والحوارات ،على مختلف القضايا الوطنية ،وبالتالي كانت معرفتي بالقائد سعدات من خلال تلك النقاشات .
وبالعودة الفكر الذي تبنته الجبهة الشعبية ،والذي آمن به سعدات ولا يزال ،فان الشعبية تتبنى الماركسية اللينينية والاشتراكية العلمية ،وبالتالي انعكس ذلك على النظرة والتحليل السياسي لسعدات ،ونظرته لطبيعة الصراع مع المحتل ،وايضا لادوات النضال التي من الواجب ان يتبناها الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا المحتل ،والتي من الواجب ان تستند على الدوام على الارادة الشعبية ،والقوة التي يشكلها العمل الجماهيري وليس النخبوي .

واضاف الجراعي ، انه على الرغم من ذلك فان ما يحمله سعدات من فكر ،لم يكن يمنعه من الالتقاء مع الاخر نوانا اسجل هنا ما كان يجري بداخل السجون ،حيث شكل كادر الجبهة الشعبية ومن ضمنه سعدات حالة كبيرة من التناقض وبالاخص مع كادر فتح ،الى ان ذلك لم يحل دون الالتقاء دوما حول القضايا الوطنية الجامعة ، كما هو الحال الذي كان مع التيار الديني في تلك الحقبة ،وعكس ذلك وعيا كبيرا في عقلية سعدات لطبيعة الصراع والتناقضات التي تحكمه ،وشكل سعدات حالة ريادية في هذا الفهم ،من خلال سعيه الدائم لابقاء البوصلة موجهة الى المحتل .

وتطرق الجراعي الى الموقف الذي وقفه سعدات في مطلع تسعينات القرن الماضي من العملية السلمية ،والذي شكل كشفا مبكرا لما جرى عليه الحال بعد ذلك ، فقد كان للقائد سعدات والجبهة الشعبية موقفا رافضا لنهج التفاوض وفق المعايير التي جرى عليها الحال انطلاقا من مؤتمر مدريد وما تلاها ،وقد تنبأ في تلك الفترة بأن دولة الاحتلال لا يمكن لها التنازل عن الاراضي التي احتلتها في العام 67 عبر نهج التفاوض ، وان هذا النهج سيقود الى حالة ضعف كبير في الالتحام الجماهيري ، حيث آمنت الجبهة وسعدات بضرورة ان يجري العمل وفق المقاومة الشعبية والمسلحة ايضا اذا اقتضى الحال ، والاعداد الى مؤتمر دولي يتم م خلاله ارغام دولة الاحتلال على الانصياع الى القوانين الدولية .

ووجه الجراعي دعوته الى القائد سعدات في سجنه والى مجمل كادر الجبهة الشعبية ، الى اعادة تقييم المرحلة السابقة والخروج بطرح سياسي جديد ،وبالاخص موقفهم من طرح الدولتين ، حيث ان القائد سعدات وكادر الجبهة ،قادر بشكل كبير على اعادة قراءة الصراع من جديد ،وتبني طرح سياسي آخر يلائم الظرف الذي نعيش فيه ، واتمنى الافراج العاجل عن القائد سعدات والكادر التنظيمي الاول ، الذي سيقع عليه عبأ تبني الطرح ،واخص بالذكر طرح الدولة الواحدة ،وهنا اوجه رسالة خاصة الى الرفيق احمد سعدات لدراسة هذا الطرح ،لما يحمله القائد سعدات من ثقل في الساحة الوطنية .
ملوح ... القائد سعدات وفيا ومخلصا للوحدة الوطنية ،لقناعته انه فقط عن طريقها نستطيع الوصول الى اهدافنا.

بدوره حيا عبد الرحيم ملوح مركز ابو جهاد وجامعة القدس على تنظيم الندوة ، كما وشكر المتحدثين على ما قدموه من معلومات حول السيرة النضالية للقائد سعدات ، وقال انه عند الحديث حول سعدات ،فانه ينبغي علينا ذكر هذه الشخصية ،كأمين عام للجبهة الشعبية والتي لا يمكن فصل مشوارها الكفاحي والنضالي عن شخص الرفيق سعدات ، وخص كلامه حول العديد من المحاور التي لم يجري التطرق لها من قبل المتحدثين .

واوضح ان سعدات امضى الكم الاكبر من حياته في سجون الاحتلال ، وايضا في المطاردة والملاحقة الامنية ،وذلك دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال ،وكما واوضح ان سعدات كان وفيا ومخلصا للوحدة الوطنية ،لقناعته انه فقط عن طريقها نستطيع الوصول الى اهدافنا ، وانها هي الحاضنة الاساسية للكل والتي تتيح لنا البقاء دوما على المسار الصحيح ، هذه هي تربية سعدات وهذه ايضا اسلوبه ونهجه في البناء والتعبئة التنظيمية للكل .

وذكر ملوح ان سعدات كقائد وطني قد تربى فكريا على الماركسية العلمية ،وكان ايمانه بها اصيلا بحكم انعكاس حياته الشخصية وحياة شعبه على ما جاء به الفكر الماركسي ،وهذه ايضا كانت سمة اخرى له في قيادته وتعبئته ،حيث كان كل حكم له او توجيه ينطلق من مشاربه الفكريه وايمانه العميق المنطلق من وعي وادراك لطبيعة الصراع مع المحتل.

اما عمله النضالي والذي واصله منذ اكثر من اربعين عاما ، فانه زاخرا بالعناوين والقيم الوطنية الوحدوية ،تدرج خلالها القائد سعدات في سلم العمل التنظيمي ،ووقع عليه اعباءا كبيره ،في محطات هامة وفي ظل ظروف امنية وسياسية بالغة الاهمية ،وبالذات في الضفة الفلسطينية ،معددا الكثير من هذه المحطات وما تحمله فيها القائد سعدات بشكل شخصي .

وذكر ملوح ان سعدات مستهدف لشخصه وذلك لادراك دولة الاحتلال ،بالدور الكبير الذي قام به ،وسعيا من دولة الاحتلال لتغييب هذا الدور ،فانها لم تكتفي باعتقال في سجونها ،بل هو ايضا معزول في زنازين العزل الانفرادي ،وذلك منذ اكثر من 3 سنوات ،وممنوع ايضا من الزيارة .
وختم بان سعدات امتاز بالتواضع الكبير في مسلكه الشخصي ،وايضا في مسلكه الوطني والتنظيمي مع الاخرين ، وان سعدات حاليا في امس الحاجة ومن معه من الاسرى المضربين الى اوسع حملة تضامن من قبل ابناء شعبنا والاحرار بالعلم .

بدوره وقف امين شومان على ابرز محطات القائد سعدات في سجون الاحتلال ،موضحا ان حكومة الاحتلال ومنذ لحظة اختطافه من سجن اريحا تستمر في استهدافه ،وذلك محاولة من دولة الاحتلال لعقاب سعدات على مواقفه السياسية التي اتخذها دفاعا عن حقوق شعبنا ، وهنا اود ان استغل الفرصة لذكر العديد مما قاله سعدات ابتداءا من لحظة اتمام صفقة شاليط ووصولا الى وقتنا هذا .

وابتدأ شومان بالتذكير بما دفع القائد سعدات ومن معه من الاسرى المضربين الى اعلان اضرابهم نحيث ذكر القائد سعدات الى ان حكومة الاحتلال رفضت الوفاء بتعهداتها بانهاء العزل الانفرادي ، والذي كان جزءا من الصفقة ،ويقول انه انتظر 3 اشهر حتى يتم تغيير بعض الظروف داخل السجون وايضا في الساحة الوطنية ،وان تلك الفترة استغلتها حكومة الاحتلال بالمزيد من التنكيل والاجراءات العقابية بحق الاسرى .

ويضيف شومان انه على الرغم من الامراض العديدة التي المت بسعدات وتدهور صحته نتيجة مشاركته بالاضراب الاخير ،الا انه رفض ان يستثنى من الاضراب الدائر حاليا ،وبتاريخ 17-4 اعلن من زنزانته انه على رأس الاضراب هو وكافة الاسرى المعزولين ،ويقول انه لا فائده من الانتظار ،حيث انه لم يبقى الى ان تحرمنا حكومة الاحتلال من التنفس والنوم ،وان العزل الانفرادي هو موت بطيء وتشريع بالاعدام البطيء .

واوضح شومان انه منذ لحظة الاعلان عن الاضراب شنت مصلحة السجون حربا ضد المضربين كان لسعدات نصيبا منها من خلال الاقتحام والتفتيش ومصادرة كافة الاغراض ، ورغم نقله الى المستشفى فانه وجه رسالة الى ذويه وكل ابناء شعبه ،يؤكد فيها التصميم على الاضراب حتى تحقيق النصر بانهاء سياس العزل الانفرادي .

ولفت شومان الى ان الهم الاكبر حاليا بالنسبة لسعدات هو رفع معنويات الجماهير الفلسطينية وتحفيز القوى والفعاليات لدعم معركة الوحدة ،كما اوصى بضرورة اخراج الاسرى من دائرو التجاذبات السياسية ،وامراض عملية الانقسام ،مؤكدا ان افضل ما سيقدمة ابناء شعبنا لنا هو احرازهم للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، وطالب شومان في نهاية مداخلته بضرورة اسناد الاسرى المضربين عبر العمل على اوسع حملة متضامنة معهم والعمل على فضح الممارسات الاسرائيلية بحقهم ،موضحا ان سعدات لا يزال صامدا وشامخا ويقود الاضراب داخل السجون .

وذكرت عبلة سعدات ، بان زوجها شكل حالة نضالية فريدة من نوعها ،حيث رغم اعتقالاته الكثيره الا انه حافظ على الدوام على توازنه وحافظ ايضا على ضرورة عدم الاعتراف ولا باي شكل من الاشكال بشرعية سلطات الاحتلال وبالذات المحاكم العسكرية ،ولفتت انه وفق ذلك فان تجربة سعدات ومن معه بالسجون يتم تدريسها في بعض الجامعات ،وانها تفاجئت من حجم معرفة واطلاع طلبة احدى الجامعات البرازلية بتجربته واخرين في السجون ، وكرت القائمين على تنظيم الندوة .

وانتقد يوسف كرجه ، الاقبال الضعيف من قبل جماهير شعبنا على الفعاليات المتضامنة مع اضراب الاسرى ،مؤكدا على ضرورة ان تكون هذه الفعاليات حاشدة لما يشكله ذلك من رفع لمعنويات الاسرى المضربين .

اما عميد الاسرى السابق احمد جبارة ابو السكر ، فقد قال انه التقى سعدات في عام 1977 مع كوادر اخرى منهم الاسير المحرر الشهيد محمد رجا نعيرات ،وفور معرفته بوجودي بالسجن اقبل علي واخذ يقبلني بحرارة رغم انه لا يعرفني من قبل ،وهو ما يدل على تقديسه للعمل الوطني والرموز الوطنية ،وانا بدوري واثناء وجوده بسجن اريحا ،ورغم ما لقيته من معاناة الا انني اصريت على زيارته ونجحت بذلك بالفعل .

اما الاسير المحرر فخري البرغوثي ، فقد قدم مداخلتة مطولة حول ما قدمه ابناء شعبنا لنضال الاسرى ومنهم سعدات ،فهم كما قال على وشك ان يموتوا في سجونهم ،ونحن لا زلنا نعاني الارتجال ،ولا توجد برامج وفعاليات وطنية لائقه بنضالهم ،لافتا الى ضرورة تحصين جيل الشباب وارجاعه الى المسار الوطني والمشاركة بحملات تضامنية تقود الى تعجيل تحقيق الاسرى لمطالبهم .

بدوره ركز عامر ابو شمسية، بمداخلته على ضرورة القيام باوسع حملة توعية يتم التركيز فيها على طلبة المدارس والجامعات ، وعلى ان يتم التركيز على قضايا وطنية هامة على رأسها قضية الاسرى والقدس ، كما وجه دعوته الى الفعاليات التي تعنى بقضية الاسرى بضرورة تطوير اساليب التضامن مع الاسرى والخروج من النهج التقليدي ،ويجب تجنيد كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والدينية ايضا .

اما الاسيرة المحررة عبير عودة ،فقد طالبت بان لا يقتصر التركيز فقط على النخبة وضرورة ان تكون هناك آلية تشمل كافة الاسيرات والاسرى والتوعية حول نضالهم فيسجون الاحتلال ،وبالذات الاسيرات ،والاسرى المعزولين ،والمرضى والاطفال .

وبمداخلته اعتبر محمد ابو الخير ،ان ما يجري حاليا في سجون الاحتلال من اعادة احياء لارادة الاسرى وبعث الروح فيها من جديد ،سيكون له الاثر الكبير ايضا على الساحة الفلسطينية واعادة اللحمة الجماهيرية لابناء شعبنا ، مقدرا النضال الكبير والجبار لجنرالات الاسرى اللذين يخضون معركة الامعاء الخاوية .