عبد الرحيم: لا حيادية أمام تقسيم الوطن أو الخروج على منظمة التحرير
نشر بتاريخ: 08/05/2012 ( آخر تحديث: 08/05/2012 الساعة: 17:37 )
رام الله- معا- قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، "إننا نتطلع إلى توحيد الأطر والجهود الهادفة إلى خدمة المتقاعدين والتعبير عن مواقفهم وتطلعاتهم المطلبية منها والوطنية، وتأطير مصالحهم ونضالاتهم، ومشاركتهم بمسيرة البناء".
وأضاف عبد الرحيم في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس، في المؤتمر الثاني لهيئة المتقاعدين المدنيين دورة الشهيدين "خالد العزة ورفيق العارضة"، برام الله، اليوم الثلاثاء، "أن الظروف الصعبة التي نعيشها تستدعي تحمل المسؤولية للاستفادة من خبرتكم العميقة التي تراكمت عبر سنوات عملكم وتفاعلكم مع العديد من التجارب، المحلية والإقليمية والدولية".
وتابع أن حكومة اليمين في إسرائيل اختارت الاستيطان بدل السلام، والهروب من الاستحقاقات بالمناورات الالتفافية متعددة الأشكال، لوضع حلول مشوهة بدلا من التسليم بقرارات الشرعية الدولية، فيما تستمر الممارسات الاحتلالية بأبشع صورها لتدمير حل الدولتين على حدود عام 67.
وشدد عبد الرحيم على ضرورة الحفاظ على وحدة الحركة الأسيرة وبعيدا عن الأجندات الخاصة وتعزيز التضامن الشعبي مع أسرى الحرية وأبطال معركة الأمعاء الخاوية الذين يخوضون شكلا متقدما آخر من النضال لنيل حريتهم وكرامتهم، كما لا بد من تعزيز الأمن والأمان، واجتثاث الفوضى والفلتان، لتعزيز قدرة شعبنا على الصمود والمقاومة.
كما شدد على ضرورة مواصلة هجومنا الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس والقيادة الفلسطينية في كل المحافل والمؤسسات الدولية المنطلق من حقنا ومسؤوليتنا بتعزيز صمودنا على أرضنا وفرض إرادة شعبنا بتجسيد دولتنا على ترابنا الوطني.
|174287|
وأعرب عبد الرحيم عن استغرابه واستغراب الكثيرين من بحث البعض عن باب للهرب من اتخاذ موقف واضح مما يجري حين يقول إن على طرفي الانقسام أن يأخذوا مصالح الشعب العليا فوق كل اعتبار، وقال: إن هذه الطروحات السخيفة مجافية للواقع تحاول قلب الحقائق وتزوير الأمور وتفضح النوايا العاجزة تحت شعار الحيادية الكاذبة ولا تساعد إلا الانقلابيين على الاستمرار في مخططاتهم المشبوهة، فليس هناك حيادية أمام تقسيم الوطن، وليس هناك حيادية أمام تدمير المشروع الوطني، وليس هناك حيادية في الخروج على منظمة التحرير الفلسطينية.
وفيما يلي نص كلمة أمين عام الرئاسة:
الأخ عبد الله حجازي رئيس هيئة المتقاعدين المدنيين،
الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية لـ'م.ت.ف'،
الأخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح،
معالي الأخ موسى أبو زيد ممثل دولة رئيس الوزراء،
الأخوة الوزراء،
الأخوات والإخوة أعضاء المؤتمر،
حضرات الضيوف الكرام،
شرفني السيد الرئيس الأخ أبو مازن بتمثيل سيادته بمؤتمركم الموقر، دورة الشهيدين خالد العزة ورفيق العارضة ، بعد انعقاد مؤتمركم الأول في غزة ، يطيب لي أن انقل اليكم جميعا احر تحياته، وأصدق تمنياته، وان اعبر في نفس الوقت عن سعادتي واعتزازي بمشاركتكم هذا الحدث المميز، انعقاد المؤتمر الثاني بمسيرة اتحادكم الموفقة، في تأدية الرسالة السامية، لخدمة الوطن ومنتسبيه، في استكمال مسيرة الحرية والبناء، حرية الوطن واستقلاله وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، دولة المؤسسات والقانون.
هذا الحلم العظيم الذي جمعكم منذ البدايات الأولى وانطلاق ثورتنا المجيدة منذ أكثر من أربعة عقود، لتكتبوا بالدماء الزكية والتضحيات الجسيمة، تاريخ شعبكم تعبرون عن ارادته وتصنعون مستقبله، فأنتم من عاش البدايات وواكب التجربة.. تجرع الألم والمعاناة...عاش الإخفاقات واحتفل بالانتصارات والانجازات...ولكنكم ورغم كل التضحيات والمعاناة، حافظتم على الحلم وناضلتم لتجسيده واقعا معاشا، بالعودة والحرية والاستقلال، بما في ذلك بناء مؤسسات الدولة التي وضعتم أنتم أصحاب الوجوه الجميلة لبناتها الأولى وما زال البناء يتعالى ويكبر على القواعد القوية التي أسستموها.
وها انتم اليوم، وان اختلفت المواقع والمراكز، تواصلون رحلة ومسيرة العطاء، عبر هذه الهيئة الرائدة، التي بدأتموها منذ سنوات...من خلال إصراركم، على الانتقال بعطائكم، من محطة نضال الى محطة نضال اخرى... وعبر تعزيزكم للمفاهيم والممارسة الديمقراطية بشمولية الهدف والوظيفة في استكمال بناء مؤسسات دولتنا الفلسطينية القادمة لا محالة، إن شاء الله مهما كانت العقبات والتحديات.
الأخوات والأخوة الكرام،،،
اليوم، وبانعقاد هذا المؤتمر، فإنكم تعيدون التأكيد، وبشكل واضح وجلي، على أن دوركم ومشاركتكم لم ولن تنتهي أو تتوقف، لانتقالكم من ساحة العمل المباشر في الوظيفة العمومية، إلى ساحة ما بعد الوظيفة العمومية، فحلقات النضال موصولة مسترسلة، بمفاهيم العطاء الدائم، والانتماء العميق لتجسيد الاهداف الوطنية التي استشهد من اجلها الشهداء، وكرس حياته لتحقيقها كل المناضلين الأوفياء، ما دام بالعمر بقيه وما دامت تنبض بالعروق الدماء. وهذا هو جوهر الأصالة المسلكية الثورية التي تربيتم وربيتم الأجيال اللاحقة عليها رغم كل الصعاب والمعوقات المعيشية والوطنية.
إن الظروف التي نعيشها صعبة والتحديات التي نواجهها جمة وكبيرة.. وهو ما يضاعف من مسؤولياتنا، ويحفزنا أكثر فأكثر، على مضاعفة الجهد، أياً كانت المواقع، لمواصلة بناء مؤسسات الدولة، وفقا للنظام والقانون وبما يكفل ويضمن، المشاركة الشعبية الوطنية الواسعة بتكامل الجهود والطاقات. كما نستدعي تلك المسؤولية للاستفادة من خبرتكم العميقة التي تراكمت عبر سنوات عملكم وتفاعلكم مع العديد من التجارب، المحلية والإقليمية والدولية.
هذه الخبرات المتنوعة والمتراكمة، عبر التجارب الناجحة، والمعايير العلمية الحديثة، التي اكتسبتموها وأعطيتم نتائجها وأبهى صورها في صياغة العديد من النماذج المتميزة، في بناء دول شقيقة، والمساهمة الفعالة بدول صديقة، أقول هذه الخبرات المتنوعة والمتراكمة هي بمحصلتها مسار ومعيار نجاحنا في إنجاح تجربتنا الوطنية وانجاز مهمتنا التاريخية، وهي بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة.
ونحن أكثر ثقة وإيمانا بإحراز هذا النجاح وانجاز هذه المهمة بتحقيق الحرية والاستقلال وبناء دولة القانون والمؤسسات.. بهمتكم وخبراتكم التي تنتقل من جيل إلى جيل بمعركة البناء والأداء وباستمرار الجهد في إطار الشراكة الوطنية بين كل الفئات والقطاعات والقوى، كل الأجيال والانتماءات، رجالا ونساء، نجسد الشراكة الوطنية، ما بين الحكومة والمجتمع المدني، ما بين القطاعين العام والخاص وكافة القطاعات والفئات التي تحمل معا مهمة المسارين: استكمال التحرير والتخلص من الاحتلال البغيض، ومهمة استكمال بناء مؤسسات الدولة، دولة الحقوق والحريات والمساواة، دولة العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وبما يحقق الازدهار والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، دولة تعبر عن جدارة شعبنا وتليق بتضحياته.
وهنا فإن المطلوب منا جميعا أيها الإخوة والأخوات، الوقوف عند مسؤولياتنا عبر توحيد الجهود وتكامل المؤسسات العاملة في نفس المجال واخص بالذكر هنا قطاع المتقاعدين.. فإننا نتطلع إلى توحيد ووحدة الأطر والجهود الهادفة إلى خدمة المتقاعدين والتعبير عن مواقفهم وتطلعاتهم المطلبية منها والوطنية، وتأطير مصالحهم ونضالاتهم، ومشاركتهم بمسيرة البناء والنضال.
إننا نتطلع إلى تعزيز وتفعيل المشاركة الواسعة التي تشمل جميع المنتسبين، وكافة قطاع المتقاعدين جموعا وأفراداً بمهمات محددة، وفقا للقانون والنظام، وبما يضمن تعزيز المشاركة والمساءلة، ليكون إطار هذا القطاع، نموذجا يؤكد انصهار ونضج التجربة، مرآة تعكس حالة التقدم والتميز لمنتسبيه، تجربة يقاس بها، مدرسة طليعية معتمدة المناهج والقيم، ومعيارا ونموذجا يحتذى، هكذا تقدمون النموذج الرائد الذي يعبر عن مواقعكم الريادية، انتم واضعوا الأسس والقواعد، الرواد الأوائل لمسيرة الثورة ومؤسسات الدولة والأجيال تكمل ما بدأتم وتراكم عليه، فلا تيأسوا من تحقيق هذا الهدف والوصول إلى هذه الغاية ... يحتاج الأمر منكم إلى جهود مثابرة وحوار خلاق ومبدع ومتواصل دون كلل أو ملل للوصول إلى القواسم المشتركة.
الأخوات والإخوة ،،،
ليست مجاملة القيها على مسامعكم، بل هي حكاية تاريخنا ومسار مستقبلنا، وإنكم لأهل الخبرة والتجربة والمراس القوي بالشأن السياسي، كما هي سائر شؤون الحكم والإدارة، وجميعكم يتابع التطورات والأحداث السياسية بكامل تفاصيلها وأبعادها وانعكاساتها على شعبنا وقضيتنا في ظل هذه الأوضاع والظروف، وجميعكم يدرك حجم وعمق الأزمة والتحديات السياسية التي نواجهها مع حكومة اليمين في إسرائيل التي اختارت الاستيطان بدل السلام والهروب من الاستحقاقات بالمناورات الالتفافية متعددة الأشكال ولوضع حلول مشوَّهة بدلا من التسليم بقرارات الشرعية الدولية ، فيما تستمر الممارسات الاحتلالية بأبشع صورها لتدمير حل الدولتين على حدود عام 67.
وكل ذلك يجري في ظل أوضاع عربية غير مستقرة لا نعرف نهايتها حتى الآن، وفي ظل تدخلات وتداخلات إقليمية تزيد من تعقيد الأمور، وأوضاع داخلية لا تقل صعوبة من حيث استمرار آثار وعواقب الانقلاب الذي وقع في قطاعنا الحبيب غزة، رغم كل المحاولات التي قام ويقوم بها السيد الرئيس لإنهاء هذه الصفحة السوداء، لكنهم يصرون على اقتسام وتقسيم الوطن والمواطنين، وإبقاء سيطرتهم على قطاع غزة رهينة لخدمة مصالحهم الفئوية، بل أطماعهم الفردية بأجندات حزبية وإقليمية، إنها أبشع مظاهر التآمر ، النهب والاستغلال، ليس فقط لغزة بل ولتدمير مشروعنا الوطني برمته.
نستغرب كل الاستغراب ومعنا الكثيرون أن هناك البعض الذي ما زال يبحث عن باب للهرب من اتخاذ موقف واضح مما يجري حين يقول إن على طرفي الانقسام أن يأخذوا مصالح الشعب العليا فوق كل اعتبار، إن هذه الطروحات السخيفة مجافية للواقع تحاول قلب الحقائق وتزوير الأمور وتفضح النوايا العاجزة تحت شعار الحيادية الكاذبة ولا تساعد إلا الانقلابيين على الاستمرار في مخططاتهم المشبوهة، فليس هناك حيادية أمام تقسيم الوطن، وليس هناك حيادية أمام تدمير المشروع الوطني، وليس هناك حيادية في الخروج على منظمة التحرير الفلسطينية.
الأخوات والإخوة ،،،
إنها مرحلة حرجة ودقيقة بكل ما في الكلمة من معنى، وبعيدا عن التفاصيل بتشخيص الواقع وتحليله، الذي نتفق ونتوافق عليه، فإن غاية التحليل والتشخيص للمشكلات والأزمات تستدعي بل توجب المبادرة إلى العمل، وإن معطيات واقعنا تُملي وتتطلب أن نعزز من وحدتنا الوطنية في إطار 'م.ت.ف' الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني واستكمال بناء مؤسسات السلطة وصولا لإقامة الدولة، وتتطلب أيضا تعزيز وتعميق مقاومتنا الشعبية، وفي كل ساحات الفعل والاشتباك مع المحتل البغيض .. وفي هذه الآونة لا بد من الحفاظ على وحدة الحركة الأسيرة وبعيداً عن الأجندات الخاصة وتعزيز التضامن الشعبي مع أسرى الحرية وأبطال معركة الأمعاء الخاوية الذين يخوضون شكلا متقدما آخر من النضال لنيل حريتهم وكرامتهم ، كما لا بد من تعزيز الأمن والأمان، واجتثاث الفوضى والفلتان، لتعزيز قدرة شعبنا على الصمود والمقاومة.
وكذلك فإن هناك مهمة ليست هينة وهي ضرورة مواصلة هجومنا الدبلوماسي الذي يقوده السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية في كل المحافل والمؤسسات الدولية المنطلق من حقنا ومسؤوليتنا بتعزيز صمودنا على أرضنا وفرض ارادة شعبنا بتجسيد دولتنا على ترابنا الوطني، وتمكينها من ممارسة وظائفها تجاه مواطنيها والمجتمع الدولي، وصولاً لتحقيق السيادة الوطنية، ونزع الشرعية عن الاحتلال وممارساته التي تنتهك كل القيم والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
فأراضينا ليست متنازع عليها كما يزعم الاحتلال بل هي حق لنا مقدس وحدودها كامل الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها العاصمة قدسنا الشريف.
سنواصل مسيرتنا التي بدأناها سويا.. بقوة وإصرار. وان التحديات والصعوبات لن تزيد شعبنا إلا قوة وعناداً لتحقيق وتجسيد أهدافه الوطنية والمجتمع الدولي بأغلبيته العظمى يقف معنا يساندنا ويقر بحقوقنا.
الإخوة والأخوات ،،،
لا يسعني في ختام كلمتي إلا أن أكرر تمنياتي بنجاح أعمال مؤتمركم.. وان يتكلل جهدكم بالتوفيق وتحقيق الغايات السامية، بان يشكل هذا المؤتمر نقلة نوعية في انصهار الجميع في هذه الهيئة لتطوير أدائها ولتحتل الموقع الذي يليق بها في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وموقعها الطليعي في معركة الحرية والاستقلال، معركة البناء والنضال لتجسيد دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
مكرراً أطيب تحيات السيد الرئيس واصدق تمنياته لكم بنجاح مؤتمركم...
المجد لشهدائنا الأبرار والحرية لأسرانا البواسل والشفاء للجرحى
والسلام عليكم ورحمة الله