تقرير- دخول موفاز حكومة إسرائيل يوم أسود على حماس
نشر بتاريخ: 09/05/2012 ( آخر تحديث: 09/05/2012 الساعة: 17:59 )
بيت لحم- تقرير هيئة تحرير معا- غصّت الصحف المحلية والعالمية خلال ال24 ساعة الماضية باخبار حكومة الوحدة في اسرائيل، ومن زاوية وأخرى اظهرت معظم الكتابات أن نتانياهو وموفاز رجلان انتهازيان فاجآ اليهود في اسرائيل بهذا الاتفاق، ولكن متى كانت السياسة الحزبية غير انتهازية في الشرق الاوسط؟
حزب كاديما وهو الحزب الثاني في اسرائيل، بل والذي فاز بأعلى الاصوات في رئاسة الحكومة قبل نتانياهو، لم يتمكن من تشكيل الحكومة فقام شمعون بيريس بتكليف نتانياهو بتشكيلها وبدعم من المستوطنين نجح في ذلك، وقد ارتأت تسفي ليفني ان تجلس في المعارضة ورفضت دخول حكومة ائتلافية ما جعل كاديما حزب هامشي لمدة 4 سنوات، فيما لمع اسم حزب العمل بزعامة باراك والذي تحطم في الانتخابات السابقة كما علا مجد حزب اسرائيل بيتنا والمستوطنين.
وفي اقل من شهرين جاء موفاز وطلب انتخابات مبكرة، ونجح في ذلك واستدرج باقي الاحزاب الصهيونية لهذه الغاية لكنه التف من ورائهم وعقد صفقة مع نتانياهو على اعادة تقسيم الغنيمة الحكومية بينهما، وقد راقت الفكرة لنتانياهو فعقد الصفقة فورا، وهكذا سيتربع موفاز وحزب كاديما على عرش الحكم باعتباره الرجل الاقوى بعد نتانياهو، وسيفرض نفسه عسكريا وسياسيا واداريا على باقي الاحزاب، ما يمكن القول ان الجنرال موفاز فاجأ الاسرائيليين- وربما بمساعدة مستشارين وخبراء امريكيين- في اثبات انه سياسي محنك وداهية حزبي وليس مجرد جنرال يلبس البدلة العسكرية!!!
موجة الغضب الاعلامية والحزبية في اسرائيل على خطوة موفاز ستذوي خلال ايام وسينشغل الجميع بمراقبة خطواته القادمة، فعلى الصعيد الاسرائيلي يطلب الجمهور قضيتين فقط هما: الامن والمال... والامن بالنسبة لهم يعني ايران والمال بالنسبة لهم يعني الادارة الامريكية. اما القضية الفلسطينية فلم تعد القضية المركزية عند الناخب الاسرائيلي بعد توقف الفصائل عن الانتفاضة المسلحة، بل ان فلسطين موضوع دبلوماسي محض من وجهة نظر الجبهة الداخلية الاسرائيلية وهو موضوع غير شعبي ويتركه اليهود لحكومتهم لتلهو به كما شاءت.
|174404|
ومن ناحية الفلسطينيين فان الامر اخطر بكثير، السلطة التي تعلمت الصبر وعدم التسرع في اعلان موقف استعدائي من حكومات الاحتلال لم تعلن اي موقف باستثناء ما قاله نبيل ابو ردينة انه يأمل ان تكون حكومة الوحدة في اسرائيل حكومة سلام، اما حركة حماس فقد استشعرت الخطر منذ الآن وتخشى ان تكون حكومة الوحدة في اسرئيل وبالا على غزة.
فماذا يمكن ان تفعل حكومة الوحدة بوجود موفاز على الجبهات السبع الساخنة على طاولة الحكومة:
* بالنسبة لايران فإن اسرائيل ستنتظر نتائج الانتخابات الايرانية ولا تستبعد الاستطلاعات سقوط الرئيس احمدي نجاد وبالتالي فوز قيادة ايرانية جديدة اقل استفزازا لاسرائيل والغرب وصولا الى طي صفحة المواجهة العسكرية بين تل ابيب وطهران.
* موضوع البؤر الاستيطانية العشوائية واخلاء مستوطنة ميجرون، هناك ملف جاهز للتحقيق مع افيغدور ليبرمان، زعيم حزب اسرائيل بيتنا وبالتالي من السهل جدا مساومة المستوطنين تأجيل التحقيق مع ليبرمان مقابل اخلاء المستوطنة لتسويق الامر عالميا واظهار ان حكومة الوحدة قادرة على مواجهة المستوطنين !!
* سيساهم موفاز في تهدئة الاحتجاجات الشعبية عند الفقراء اليهود وقمع نظيف لثورة الخيام في تل ابيب وعلى ما يبدو فان نتاياهو سيعمل جاهدا على منح حزب كاديما الوزارات الاجتماعية " الوسخة " التي تتعامل مع الجمهور لاتقاء نار المعارضة الشعبية.
* يتفق قادة اسرائيل ان الرئيس اوباما باق في الحكم 4 سنوات اخرى، وبالتالي ستعمل الحكومة الجديدة على تطييب خاطر القيادة الفلسطينية الجديدة من خلال مفاوضات اخرى تعمل على ترسيخ مكانة السلطة ماليا وسياسيا والسماح بانتخابات بلدية دون الانسحاب من اية مناطق حساسة ذات اهمية في القدس او غيرها.
* اما الملف قبل الاخير فهو حماس. وفي ظل الانقسام ووجود حكومة هنية في غزة وحكومة فياض في الضفة، سيحاول موفاز صاحب القناعة ( ان نتانياهو اخطأ بشكل جسيم حين سمح لحماس ان تحكم سيطرتها على كامل قطاع غزة وان تملك مفاتيح الضبط والربط هناك) سيحاول تغير قواعد اللعبة، لذلك من المرجح ان يبدأ موفاز بعملية استنزاف شديدة ضد الحركة في قطاع غزة وصولا الى اخفات نيرانها او محاولة كسر شوكتها.
* الملف الاخطر والاهم عند حكومة الوحدة في اسرائيل وعند الولايات المتحدة هو ملف سيناء ، والامر يشغل بال الجمهور الاسرائيلي والسياسيين والاحزاب والاعلام والامن والجيش والمخابرات والبورصة والغاز والكهرباء .. وهو اخطر ملف قد تواجهه الحكومة الوليدة... وموفاز الذي اعاد احتلال الضفة عام 2002 لديه خطة حول سيناء لكن ليس بيده قرار ، فقرار سيناء اولا واخيرا موجود في البيت الابيض وليس في تل ابيب.