الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل الموضوع الايراني مجرد حجة لتبرير اقامة حكومة الوحدة الاسرائيلية؟

نشر بتاريخ: 09/05/2012 ( آخر تحديث: 09/05/2012 الساعة: 20:28 )
بيت لحم- معا- هل ايران مجرد حجة لتبرير اقامة حكومة الوحدة الوطمية؟ سؤال طرحه المحلل العسكري لصحيفة هأرتس العبرية " عاموس هرئيل " في مقال تحليلي نشره اليوم "الاربعاء " معتبرا هذا السؤال الاهم من بين الاسئلة الامنية التي تحوم في سماء القرار المفاجئ بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والغاء مشروع قانون تقديم موعد انتخابات الذي شغل الساحة الاسرائيلية حتى الدقائق الاخيرة التي سبقت اعلان نتنياهو موفاز .

" فقط تلا الاسبوع الماضي وتبريرا لقراره تقديم موعد الانتخابات وقد ردد نتنياهو عبر وسائل الاعلام عديدة مقوله بان الانتخابات المبكرة في ايلول القادم تسهل عليه اتخاذ قرار بمهاجمة ايران ويوم امس سمع ذات الادعاء بالضبط لكن من الاتجاه المعاكس " انضمام موفاز وحزب كاديما للائتلاف الحكومي يمنح الاستقرار للواقع السياسي ويسمح في حال الحاجة بموقف صارم اتجاه ايران " قال عاموس هرئيل .

واضاف " هذا التحليل او التوضيح يمكن له بان يكون واقعيا ومقبولا في حالة واحدة فقط هي دخول عامل جديد لهذه المعادلة يتمثل بوصول معلومات قاطعة وحاسمة يمكنها تغيير الاسس التي يقوم عليها الموقف من المسألة الايرانية ".

"تلقى رئيس حزب كاديما " موفاز " وسيتلقى خلال الايام القادمة الكثير من الانتقادات المتعلقة بتذبذبه السياسي وموافقته على دخول حكومة يرأسها شخصا وصفه قبل اسبوع فقط بالكاذب اضافة الى خرقه لتعهداته التي قطعها على نفسه بقيادة الاحتجاجات الاجتماعية لكن الساسة يغيرون ومنذ الأزل مواقفهم لاسباب ومعطيات انتخابية ويتم بناء التحالفات ونسيان الكراهية خوفا من صندوق الاقتراع " قال المحلل العسكري .

وعاد عاموس هرئيل للموضوع الايراني قائلا " ماحدث في الموضوع الايراني اذا كان حقا قد حدث فهو الاهم ، فقط قبل اقل من نصف شهر فور فوزه في الانتخابات الداخلية لحزب كاديما قال لمراسل هأرتس يوسي فيرتر بانه يعتقد بان امام اسرائيل على الاقل سنتين لمعالجة الموضوع الايراني ولم يكن موفاز موافقا على الجدول الزمني المزدحم والمضغوط الذي يحاول نتنياهو وباراك وضعه على الاجندة وإملائه لمعالجة الموضوع الايراني ولم يكن موقف موفاز هذا موثقا فقط في نقاشات لجنة الخارجية والامن بل بذل جهدا في توثيق المواقف والاراء التي تتفق مع نظرته هذه والتي يدلي بها كبار قادة الامن في اسرائيل فهل يمكن لموفاز حاليا وبعد ان قوس عاموده الفقري في التفافة مبنية على اعتبارات سياسية وانتخابية يمكنه ان يعاود رفع ظهره في حال حانت لحظة اتخاذ القرار الاستراتيجي ؟ ".

ان الخلاف حول طرق معالجة الموضوع الايراني يخلو تقريبا من البعد الايدولوجي بل يوجد اعتباران أساسيان : استراتيجي و شخصي خاصة وان قيادات اسرائيل السابقة والحالية تتفق على عدم استبعاد خيار شن هجوم عسكري كمخرج اخير وان الجيش مطالب بإعداد نفسه على أكمل وجه ويتركز السؤال الجوهري حول فيما اذا كانت اسرائيل مضطرة للعمل قريبا نسبيا رغم المعارضة الامريكية ؟ّ ! لكن مئير دغان وبنسبة اكبر يوفال ديسكين ادخلا للمعادلة العامل الشخصي وذلك من خلال هجومهما المباشر على نقاء وطهارة الاعتبارات التي يعتمدها نتنياهو وباراك وموفاز لا يقف بعيدا في موقفه عن موقف دغان وديسكين واذا لم يحدث شيئا ميدانيا مصيريا فان دخول موفاز للحكومة ولجنة الثمانية الوزارية " التي ستتحول بدخولها الى لجنة التسعه " فان هذا الدخول سيشكل عامل ضبط ولجم خاصة وان الاعتقاد السائد والمقبول في اسرائيل يحدد معسكر الصقور في لجنة الثمانية فيما يتعلق بايران بكل من نتنياهو ، شتاينتس ، باراك ، وبنسبة معينة ليبرمان فيما ضم معسكر الحمائم الوزير بني بيغن ودان مريدور ويعلون وبدرجة معينة الي يشاي الامر الذي سيحول صوت موفاز داخل اللجنة الى صوت حاسم ومقرر بالنسبة لميزان القوى بين المعسكرين وربما ادى انضمامه الى تخفيض مستوى الاحتقان ومستوى النقاش العام الذي يشهده الشارع الاسرائيلي حول ايران الذي فقد بعض صدقيته واسباب وجوده في اعقاب هجوم ديسكين والهجوم المضاد الذي حظي به من قبل وزراء الليكود

واخيرا خلص عاموس هرئيل الى القول :" كما في غالبية القرارات التي يتخذها رؤساء الحكومات هنا سنحتاج الى وقت معين لمعرفة السبب الحقيقي والاعتبار الصحيح الذي استند عليه نتنياهو وادراك سبب الفجوة بين الموقف الرسمي وما يدور حقيقة خلف الكواليس ودرس شاليط لا زال ماثلا حيث تبين ان رغبة نتنياهو في منح الشعب سببا للفرح بعد حفلة التقليصات وصيف الاحتجاجات الاجتماعية لعبت دورا حاسما في اخراج صفقة شاليط الى حيز التنفيذ .

على الاقل في الوقت الحالي يبدو ان سبب الوحدة الاساسي يكمن في السياسة " الداخلية وليس بايران حيث عمل نتنياهو تحت تهديد مزدوج يتمثل بقانون حل الكنيست الذي بادر اليه بنفسه وخطر الصدام مع المستوطنين بعد الانذار الذي وجهته المحكمة العليا فيما يتعلق بهدم المنازل داخل مستوطنة " البونا " والذي ظهرت اول نتائجة بالنسبة لنتياهو في فشله داخل مؤتمر حزب الليكود فيما اجبرت استطلاعات الرأي غير المبشرة بخير موفاز على الانضمام لحكومة الوحدة ولنتذكر بان نتنياهو وموفاز لم يذكرا تقريبا موضوع ايران خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم امس وحين وجه لهما السؤال حول الخلافات بينهما في موضوع ايران اجاب نتنياهو بطريقة ضبابية فيمكن القول بان ايران والى اشعار اخر لم تكن الاعتبار المركزي والاساسي لقرار الوحدة .