التقرير الشهري حول الانتهاكات الواقعة على حقوق الإنسان والحريات
نشر بتاريخ: 09/05/2012 ( آخر تحديث: 09/05/2012 الساعة: 20:09 )
بيت لحم- معا- كشفت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان عن وقوعُ عددٍ من حالات الوفاة لأسباب متفرقة منها وفيات نتيجة فوضى السلاح ووفاة على خلفية ما يسمى شرف العائلة، وفقاً لشكاوى الموقوفين المقدمة للهيئة.
جاء ذلك خلال التقرير الشهري الذي اصدرته الهيئة المستقلة لحقوق الانسان تلقت "معا" نسخة عنه، حيث بين أبرز الانتهاكات التي رصدتها الهيئة "ديوان المظالم" خلال شهر نيسان 2012، والتي وقعت في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.
وخلصت الهيئة من مجمل ما رصدته من انتهاكات إلى وقوعُ عددٍ من حالات الوفاة لأسباب متفرقة منها وفيات نتيجة فوضى السلاح ووفاة على خلفية ما يسمى شرف العائلة، تم خلال شهر نيسان تنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة مواطنين في قطاع غزة، استمرار إدعاءات التعذيب وسوء معاملة الموقوفين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقاً للشكاوى المقدمة للهيئة، واستمرار عدم إتباع الإجراءات القانونية في عمليات الاعتقال في قطاع غزة والضفة الغربية.
وكذلك استمرار إشكالية عدم تنفيذ قرارات المحاكم أو المماطلة أو الالتفاف عليها في الضفة الغربية،وتوثيق حالات الاعتداء على الحق في التجمع السلمي والحريات الصحافية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، واستمرار حالات عدم منح جوازات السفر لمواطنين من قطاع غزة من قبل وزارة الداخلية في الضفة الغربية.
ورصدت الهيئة 7 حالات وفاة خلال شهر نيسان من العام 2012 في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، منها 5 حالات في قطاع غزة، وحالتان في الضفة الغربية.
توزعت كالتالي: حالتان نتيجة سوء استخدام السلاح، حالة واحدة في القطاع وحالة واحدة في الضفة. وحالة وفاة واحدة وقعت على خلفية ما يسمى شرف العائلة في الضفة الغربية. 3 حالات وفاة نتيجة تنفيذ حكم الإعدام في قطاع غزة. وحالة وفاة واحدة في حوادث الانفاق.
توضيح لحالات الوفاة
حالات الوفاة نتيجة فوضى وسوء استخدام السلاح، حالتا وفاة وثقتهما الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير وقعتا نتيجة فوضى السلاح، واحدة في الضفة الغربية والثانية في قطاع غزة.
- بتاريخ 5/4/2012 توفي المواطن محمد ياسر صالح 18 عاماً من مخيم جباليا بمحافظة شمال غزة، متأثراً بإصابته بعيار ناري في الصدر. ووفق المعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن المذكور أصيب خلال عبثه بسلاح رشاش "كلاشينكوف" يعود لوالده أثناء تواجده في منزل العائلة، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث.
- بتاريخ 15/4/2012 توفي المواطن أمثل غنام فايز غوادرة 33 عاماً من قرية بير الباشا بمحافظة جنين، جراء إصابته بأعيرة نارية في انحاء متفرقة في الجسم وذلك في اشتباك مسلح وقع بينه وبين إفراد من الأجهزة الأمنية. ووفقاً لمعلومات الهيئة فقد وقع اشتباك مسلح بين قوة من الأجهزة الأمنية ومسلحين مطلوبين للعدالة في قرية بير الباشا جنوبي مدينة جنين أثناء محاولة الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على المواطن المذكور والمحكوم بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وحضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث وتم القبض على مواطنين آخرين، وفرضت الأجهزة الأمنية طوقاً امنياً على قرية بير الباشا ومُنع خروج ودخول المواطنين من القرية واليها وذلك وفقاً لما أفاد به مدير العلاقات العامة في جهاز الأمن الوطني في مدينة جنين.
القتل على خلفية ما يسمى "شرف العائلة"، حيث وثقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير الحالة التالية، وتتلخص في أنه وبتاريخ 25/4/2012 توفيت المواطنة (أ.ع.م. د) من قرية طلوزة بمحافظة نابلس جراء طعنها بآلة حادة (سكين). ووفقاً لمعلومات الهيئة من إفادة إدارة العلاقات العامة في شرطة نابلس، فقد قام شقيق المواطنة المذكورة بطعنها بسكين على خلفية ما يسمى شرف العائلة، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث وقامت باعتقال الجاني الذي اعترف بإرتكاب تلك الجريمة على خلفية ما يسمى شرف العائلة.
تنفيذ حكم الإعدام، حيث وثقت الهيئة خلال الفترة التي يغطيها التقرير تنفيذ ثلاثة أحكام بالإعدام في قطاع غزة، وتتلخص تلك الحالات في أنه وبتاريخ 7/4/2012 نفذت وزارة الداخلية في قطاع غزة حكم الإعدام بحق ثلاثة مواطنين على النحو التالي:
1- المواطن (و. خ. ج) 25 عاماً من مخيم البريج بمحافظة الوسطى وكان قد صدر بحقه حكم الإعدام شنقاً عن المحكمة العسكرية الدائمة بغزة، بتاريخ 29/3/2011 وفقاً لأحكام قانون العقوبات الثوري الفلسطيني لسنة 1979، بعد إدانته بتهمة الخيانة والتدخل في القتل.
2- المواطن (م. ج. ع) 22 عاماً من حي النصر بمحافظة رفح، وكان قد صدر بحقه حكم الإعدام شنقاً عن محكمة البداية في دير البلح، بتاريخ 24/11/2010 وفقاً لأحكام قانون العقوبات الفلسطيني لسنة 1936، بعد إدانته بتهمة القتل قصداً والخطف واللواط.
3-المواطن (م. أ. ب) 51 عاماً من دير البلح بمحافظة الوسطى، وكان قد صدر بحقه حكم الإعدام شنقاً عن محكمة البداية في خانيونس بتاريخ 30/5/2010 وفقاً لأحكام قانون العقوبات الفلسطيني لسنة 1936، بعد إدانته بتهمة القتل قصداً.
ويشار إلى أنه قد تم تنفيذ الحكم دون مصادقة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية على تلك الأحكام، وهو الحق الحصري للرئيس وفقاً لأحكام القانون الأساسي، الأمر الذي يشكل جريمة نظراً لمخالفته أحكام القانون الأساسي، وقد أصدرت الهيئة في حينه بياناً أدانت فيه تنفيذ حكم الإعدام.
حالات الوفاة في الأنفاق:
- بتاريخ 2/4/2012 توفي المواطن معتز محمد أبو جزر 19 عاماً، من حي السلام بمدينة رفح، متأثراً بإصابته نتيجة سقوطه من علٍ خلال عمله داخل أحد الأنفاق الواقعة على الحدود الفلسطينية المصرية برفح.
الإصابة نتيجة سوء وفوضى استخدام السلاح- انفجارات داخلية:
- بتاريخ 1/4/2012 أُصيب المواطنون (محمد صالح أبو هلال، 22 عاماً، وخميس جمال أبو هلال، 20 عاماً، وعبدالله حسني الملاحي، 19 عاماً) من مدينة رفح، إصابات متفرقة جراء شظايا جسم متفجر. ووفق المعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن المذكورين كانوا يعبثون بالجسم داخل أحد المنازل بالمدينة حيث انفجر وأدى إلى إصابتهم، وقد فتحت الشرطة تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث.
- بتاريخ 7/4/2012 أصيب الطفلان روان جمعة البحابصة 5 أعوام، وشقيقها عبدالله جمعة البحابصة 3 أعوام، من حي السلام برفح، بإصابات متوسطة بشظايا جسم مشبوه. ووفق المعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن الطفلين أصيبا خلال انفجار جسم مشبوه بعد عبثهما به بجوار منزل العائلة، وقد تم نلقهما إلى مستشفى أبو يوسف النجار بالمدينة، وفتحت الشرطة تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث.
- بتاريخ 10/4/2012 أصيب الطفل إسماعيل محمود صالح 8 أعوام من مخيم جباليا بمحافظة شمال غزة، بإصابات متفرقة في الجسم، جراء انفجار جسم مشبوه. ووفق المعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن الطفل أصيب أثناء حمله جسم مشبوه من جوار منزل العائلة والعبث به داخل المنزل، وتم نقله إلى مستشفى الشفاء بغزة في حالة خطيرة.
- بتاريخ 19/4/2012 أصيب المواطن محمد عدنان النجار 18 عاماً من قرية خزاعة بمحافظة خانيونس، بعيار ناري في القدم اليسرى. ووفق المعلومات المتوفرة لدى الهيئة فإن المذكور أصيب أثناء توجهه من منزله لصلاة الفجر في المسجد المجاور، عندما اقترب منه شخص ملثم وقام بإطلاق النار نحوه قبل أن يغادر المكان مسرعاً مستقلاً سيارة كانت في انتظاره. وتم نقل المصاب إلى المستشفى للعلاج، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث.
- بتاريخ 29/4/2012 أصيب المواطنون (عماد عبد ربه أبو منديل 30 عاماً، وياسر عبد ربه أبو منديل 28 عاماً، وعاطف محمد ثابت 45 عاماً، وروحي ثابت ثابت 32 عاماً) من مخيم المغازي بمحافظة الوسطى، بإصابات مختلفة بعيارات نارية. ووفقاً لمعلومات الهيئة فإن المذكورين قد أصيبوا خلال تواجدهم في مشاجرة بين عائلتين في المخيم، تم خلالها استخدام الأسلحة النارية، وقد حضرت الشرطة إلى المكان وفتحت تحقيقاً في الحادث وأوقفت عدداً من المشتبه بهم على ذمة التحقيق.
التعذيب أثناء التوقيف – المعاملة القاسية والمهينة، حيث تنظر الهيئة بخطورة بالغة إلى استمرار قيام الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، وجهاز الأمن الداخلي في حكومة غزة بانتهاك حق الموقوفين والمحتجزين بسلامتهم البدنية، وتعتبر الهيئة كل أشكال سوء المعاملة والتعذيب التي تمارسها هذه الأجهزة في قطاع غزة والضفة الغربية، أعمالاً محظورة يجب تجريمها ومعاقبة مرتكبيها باعتبارها أعمالاً مُجرمة، فقد استمرت الهيئة خلال شهر نيسان من العام 2012 والأشهر التي سبقته في تلقي شكاوى يدعي مقدموها تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة من قبل الأجهزة الأمنية، سواءً في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.
ففي الضفة الغربية تلقت الهيئة 17 شكوى خلال الفترة التي يغطيها التقرير ضد الأجهزة الأمنية، من مواطنين يدعون تعرضهم للتعذيب.