يقرعون الخزان: عيسى والمغربي والشريف.. لن نتراجع فإما النصر أو الشهادة
نشر بتاريخ: 10/05/2012 ( آخر تحديث: 11/05/2012 الساعة: 22:28 )
بيت لحم- معا- تلقت وكالة "معا" مجموعة من الرسائل لبعض القادة الاسرى داخل زنازين العزل في السجون الاسرائيلية ممن يواصلون الاضراب عن الطعام في سبيل نيل حقوقهم وفق المواثيق الدولية.
الرسائل تشير لارادة حديدية وعزيمة واصرار على اكمال مشوار الاضراب عن الطعام مهما كانت النتائج على الصعيد الصحي.وتشير بعض الرسائل للظروف القاسية التي دفعتهم لاخذ خطوة الاضراب عن الطعام كرد على الممارسات غير الانسانية التي تمارسها ادارة السجون بحقهم. ومعا تنشر نصوص هذه الرسائل كما وصلتنا.
رسالة عميد الاسرى المعزولين محمود عيسى "لقد أخذنا قرارنا وعزمنا أمرنا أن نمضي حتى النهاية في طريقنا الذي فرض علينا، وسواءٌ عندنا إلى أيهما أفضى بنا:فلم نكن أحياءً قبل اليوم، وإنما كنا نعاني سكراتِ الموت في كل أوقاتنا، وإلى الذين لم يكونوا يعلمون بواقع حالنا نقول:
لقد ضنّ السجان حتى بشعاره القديم علينا: إنّ لك في السجن أن تأكلَ وتنام، فنغّصوا علينا الطعامَ وأصبح لا يُقدّمُ لنا إلا ما تعافه الأنفس وتزدريه
الأعين.أما النوم فقد غدا علينا حراماً: بشقِّ الأنفس نستطيع أن نسترقَ دقائق بين صحوةٍ وغفوةٍ في ليلنا الذي لا تنقطعُ فيه صرخاتُ من حولنا من سفهاءَومجانين، وطرقات الأبواب من قبل السجانين، وتسليطِ أضواءِ مصابيحِهمُ اليدويةِ على أعيننا حتى نستيقظَ إن كنا قد نجحنا باختلاس بضع
دقائقَ من النوم، ناهيك عن فتحِ وإغلاق نافذةِ الباب بقوةٍ كل بضع دقائق!! وأما ما دون ذلك، فلم يبق شيءٌ يمكن أن يسمى ممنوعاً إلا وجرب علينا:
- مُنعنا زيارةَ أهلنا سنينَ حتى ما عاد أحدُنا يتخيلُ شكلَ أهله، وما عاد أهلنا يذكرون ملامحَ وجوهنا.
- مُنعنا لفتراتٍ طويلةٍ من شراء الكانتينا، ومنعنا من التعليم وحيازة الكتب، ومن الكتابة وصُودر مراراً ما كنا نكتبه من خواطر.
- مُنعنا حتى من الخشوع في صلاتِنا، فالصراخُ والشتائمُ والموسيقى الصاخبةُ تَصُمُّ آذانَنا طوال نهارنا.
- مُنعنا ( تخيلوا ) حتى من الكلام بيننا ورفع أذان صلاتنا، وكنا كلما نادى أحدنا الآخر جاء السجان وقال: ممنوع الكلام!!!!
حتى أني كتبت في ذلك شعراً ساخراً أذكر لكم بعضاً منه:
جاءنا يوماً سجان يبلغنا بقانون ضبط اللسان
بعد اليوم لن يُسمح لكم بالنطقِ أو البيان
إنكم تزعجون الجيران
التفتنا وقلنا: ما حولنا إنسٌ ولا جانٌّ!
قال: قد تتأذى من صدى صوتِكم الجدران!
ألم تعلموا أنَّ لها آذان؟!
وقد تفزع الصراصيرُ وتهرب الجرذان
أترضون أن تُنتهك حقوق الحيوان؟!
صدقوني يا قوم فأنا لا أحلم، وما عرفت السكر ولا الهَذيان
- حتى الهواء منعناه !!
زارني مرة في زنزانتي محكمة الإغلاق مدير السجن ومسؤول المنطقة، فسألوني: هل من مشاكل؟
فقلت: فقط أريد أن تسمحوا للهواء بالوصول إلى زنزانتي.
فاتجه نحو الشباك الموصد بصفائح الحديد، فوجد بضعَ ثقوبَ صغيرة، وقال: يمكن للهواء أن يدخل من هنا؛ أما مدير السجن فقال: أنت يجب أن نضعك في خزنة
مثل خزنة البنك! وهذا غيض من فيض لايتسع المجال لسرده كله. أفبعد هذا كله! هل بقي أمامنا من طريق إلا الذي مضينا فيه الآن؟ أقسمنا بالله ألا نتراجع حتى نحقق كل مطالبنا، ولتكن ما تكن نهايتنا، والله وحده هو سيقضي في أمرنا.وفي الختام نتوجه بالشكر والتقدير لكل من ساند ويساند خطوتنا، وإننا لنلمس
فضل دعائكم لنا في كل دقيقة صدقا وحقا، فقد خضنا إضرابات كثيرة فما كنا في أحدها أقوى من هذه المرة كأن الله يطعمنا ويسقينا من فضله رغم إضرابنا.
ملاحظة: حبذا لو تقرأ هذه الرسالة في خطبة الجمعة لإلقاء الضوء على معاناتنا.
أخوكم محمود عيسى عن الأسرى المعزولين
رسالة من الأسير المعزول والمضرب: احمد المغرب8/5/012
1- بالنسبة للإضراب
صحيح ان جسمي هزيل... لكن معنوياتي نار، ولن أتراجع حتى وإن تراجع الجميع، فإما أن نخرج من العزل أو سأبقى مضربا حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
2- نقص وزني 18 كيلو الامر ليس بالهين الالم شديد والمعاناة صعبة على مدار الساعة الم المفاصل والاوجاع المتنوعة التي تلم بالجسد كل انحاء الجسم
لنتيجة الهزال والضعف وقلة الطعام ، الامر طبيعي جدا بالنسبة لإنسان مضرب عن الطعام، اقول قولي لأنني عودتكم الصدق، الالم قائم لا محالة لكنه جسدي" اما روحيا" فالروح مع بارئها تلهج بالدعاء والذكر وضراعة الاستجابة وصفاء الروح ورقة النفس، الروح متألقة ندية سامية هناك تحت عرش الرحمن مع ملائكته المقربين نزاحمهم الذكر والقرب والمودة.لا قلق على عباد الله الربانيين الذين ما ضعفوا وما استكانوا، نحن مع الله سبحانه وتعالى نرى في أنفسنا رعاية الله فينا التي كانت وما زالت منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وتابعيه وحتى هذه اللحظة ومن والاهم الى يوم الدين نعيش الكرامة والمدد الرباني والعطاء الالاهي الغير محدود لعباده الصابرين في المحن واحقاق الحق والذود عن المقدسات والاقصى ودحض الظلم والدفاع عن المستضعفين والمظلومين لا تظنوا اضرابنا وجوعنا من اجل مطلب يخص الاسرى بالدرجة الاولى بل هي المعركة المستمرة منذ48 بأشكالها المختلفة وصورها وعناوينها منذ الاحتلال للدفاع عن ابناء شعبنا وكرامة الامة وقيمة الانسان الفلسطيني التي نفخر بها ايما افتخار.
3- رسالة من الأسير احمد المغربي الى الاخوة ثائر حلاحلة وبلال ذياب وحسن الصفدي
الى مفجري ثورة الأمعاء الخاوية، أصحا القوة التي ما بعدها قوة بشرية، قوة الارادة التي لا تقهر والعزيمة التي لا تكسر ، أقول لكم باسمي وباسم المعزولين أننا نحن الركب السائر خلفكم في طريق بابه النصر أو الشهادة ، وفي الحالتين نحن المنتصرون يقول الله تعالى" وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
رسالة من الاسير المقدسي عمر الشريف
اطمئنك عن معنوياتنا وصحتنا وجميع الاخوة يهدونك السلام وكذلك الى كل من شاركنا معاناتنا واضرابنا، نحن مصرون والدي الحبيب على تحقيق مطالبنا ، ففشل الاضراب يعني اذلال وانكسار وضياع ثقة بين مجموع الاسرى، فحتى ولو دفعنا ارواحنا لنجاح الاضراب، فيكفينا اننا انتفضنا لكرامتنا.
الأسير المقدسي عمر صالح الشريف:
سجن نفحة الصحراوي
محكوم 18 مؤبدا