"المقدسي" تصدر تقرير انتهاكات حقوق الإنسان في مدينة القدس
نشر بتاريخ: 10/05/2012 ( آخر تحديث: 10/05/2012 الساعة: 17:17 )
القدس - معا - أصدرت وحدة الرصد والتوثيق؛ بنك المعلومات التابعة لمؤسسة المقدسي تقريرها الشهري لانتهاكات حقوق الإنسان في مدينة القدس، وأشار التقرير إلى أن اعتقال الأطفال واعتداءات المستوطنين جاءت من أبرز هذه الإنتهاكات خلال شهر نيسان.
انتهاك حرية الإقامة والسكن
شهد هذا الشهر عمليتي اخلاء وهدم واسعتين؛ حيث جاءت العملية الأولى عندما أخلت قوات شرطة الاحتلال المواطن خالد النتشة وعائلته من منزلهم بحجة أن الأرض المقام عليها المنزل ملك ليهود منذ عام 1936، وقد اعتقلت قوات الشرطة المواطن لمقاومته لهم ومنعهم من دخول المنزل، ثم قام العمال بإفراغ المنزل من الأثاث وتم نقله إلى جهة مجهولة تاركين زوجة المواطن وأطفالها السبعة بلا مأوى.
أما الثانية فكانت بقيام جرافات الإدارة المدنية بهدم 17 منشأة لبدو الجهالين في منطقة الجيب شمال غربي القدس، حيث هدمت 10 خيم سكنية، و10 خيم تستخدم كمطابخ و9 منشآت تستخدم كحظائر لأغنام مشردة بذلك 6 عائلات تتكون من 46 فردا منهم 31 طفلا، وفي سابقة خطيرة قامت سلطات الاحتلال بمصادرة الخيم التي وزعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعائلة وتم إعطاء العائلة ورقة بالمصادرة تاركين العائلة بلا مأوى لإجبارهم على الرحيل وتهجيرهم.
الاعتداء على الحق في السلامة الجسدية واعتقالات واقتحامات
اندلعت مواجهات متفرقة في كل من في سلوان ومخيم قلنديا شمال القدس وحي عبيد في بلدة العيسوية إثر اقتحام قوات جيش الاحتلال لهذه المناطق مما أدى إلى إصابة عدد من الشبان جراء رش غاز الفلفل على وجوههم وإطلاق قنابل الغاز مسيل للدموع، كما وأصيب طفل من العيسوية بقنبلة صوت اصطدمت في وجهه مباشرة.
وفي ذكرى يوم الأرض، اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الاحتلال بعد قيام قوات جيش الاحتلال بقمع مسيرات خرجت في كل من منطقة باب العامود وحاجز قلنديا والعيسوية وسلوان، وقد استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة وقامت بمهاجمة المتظاهرين بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه العادمة وقوات الخيالة، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 150 مواطن عدد منهم من الأطفال والمسعفين، أصيب قرابة 100 منهم قرب حاجز قلنديا، كما وتم اعتقال عشرات الشبان والفتية القاصرين خاصة في منطقة باب العامود والعيسوية حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 9 فتية قاصرين في العيسوية.
كما سجّل خلال هذا الشهر اقتحام قوات الاحتلال لمقر شبكة "هنا القدس" الإعلامية التابع لجامعة القدس والواقع في حي الخالدية في البلدة القديمة، حيث منعت قوات الاحتلال حفل افتتاح وانطلاق المركز بقرار من وزير الداخلية الإسرائيلي بحجة تمويل المركز من قبل السلطة.
الشيخ جرّاح
اعتدت قوات الاحتلال على مواطنين في مخيم الصمود في منطقة الشيخ جراح على إثر عملية طعن مستوطن بالقرب من المنطقة، حيث تم ضرب واعتقال فتية قاصرين وشابين ووالدتهم من عائلة شرحة واعتقال الفتيان وأحد الشبان أثناء تواجدهم على مدخل المخيم، كما وتعرضوا جميعا للضرب المبرح، وجرى تحويل الشاب والفتية المعتقلين إلى التحقيق بهدف الضغط عليهم للإعتراف ومن ثم إلى محكمة الصلح حيث تم الإفراج عنهم في اليوم التالي، ولم يتم تثبيت أي تهم ضدهم وتم اعتقالهم والاعتداء عليهم بدون مبرر، وقد أعلنت شرطة الاحتلال لاحقا اعتقال متهمين في نفس القضية ولم يتم الإعلان عن هويتهما بعد.
سلوان
اعتقلت وحدة المستعربين 3 أطفال من حي العباسية في سلوان واعتدت عليهم بالضرب وقد عرف منهم الفتى محمد ادريس (12 عام) ويوسف شويكي (13 عام) وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
الطور وعناتا
اعتقلت شرطة الاحتلال 4 فتية من بلدة الطور بدعوى اعتدائهم على عائلة يهودية كانت في متنزه بالقدس، وتتراوح أعمار الفتية بين 14-18 عام، وقد تم تمديد اعتقالهم حتى يكتمل التحقيق، بالإضافة إلى اعتقال الفتى محمد عصام (17 عام) الذي اعتقلته شرطة الاحتلال من منزله الكائن في ضاحية السلام بقرب بلدة عناتا ونقله للتحقيق دون معرفة السبب وراء اعتقاله.
حي الثوري
اختطفت وحدة المستعربين الطفل عدنان الجولاني (12 عام) من حي الثوري ونقلته إلى جهة غير معروفة، وقد تم إطلاق سراحه لاحقا بعد التحقيق معه بكفالة قدرها 500 شيكل وحبس منزلي لمدة 5 أيام دون أي تهم.
كما اقتحمت قوات شرطة الإحتلال منزل عائلة سرحان في حي الثوري وقامت بالاعتداء على عائلة المواطن أحمد موسى سرحان (43 عام) بالضرب وباستخدام المسدس الكهربائي وتم اعتقاله هو وابنيه محمد (19 عام) واسحاق (17 عام)، كما وتم اعتقال فتى آخر من العائلة هو تامر عمر سرحان (15 عام) وفتى آخر من الحي هو نائل جلاجل (15 عام)، وعندما توجهت عائلة المعتقلين للسؤال عنهم في المسكوبية قام الحراس وقوات الشرطة بالاعتداء على أفراد العائلة بالضرب وغاز الفلفل واعتقال 6 من نفس العائلة أحدهم يعاني من إعاقة جسدية، وقد تم الإفراج عن المواطن أحمد سرحان وتمديد اعتقال الآخرين. كما وقامت شرطة الاحتلال باقتحام الحي مرة أخرى بعد بضع أيام واعتقلت طفلين آخرين من نفس العائلة هما طه محمد سرحان (12 عام) وهاني وليد سرحان (14 عام)، وتم استدعاء ابن أحد المواطنين المعتقلين للتحقيق وهو الطفل أحمد خليل سرحان (12 عام).
اعتداءات المستوطنين
اعتدت مجموعة تتألف من 15 مستوطن متطرف على المواطن أحمد سليم العبيدية (42 عام) من بلدة العبيدية شرقي بيت لحم أثناء توجهه إلى عمله في منطقة "التلة الفرنسية" في القدس، كما تم الاعتداء على الشابين المقدسيين محمد عثمان (24 عام) وفراس رمادي (22 عام) أثناء عودتهما من عملهما غربي القدس ومرورهما بحي المتدينين، حيث تعرض لهما مجموعة من المستوطنين وضربوهما بقضبان حديدية في مختلف أنحاء جسميهما،
وقام مستوطن يقود دراجة نارية بدهس الطفل محمد صابر الطويل (8 أعوام) في حي وادي حلوة في سلوان، حيث أفاد شهود عيان أن المستوطن أسرع متعمدا نحو مجموعة من الأطفال أثناء خروجهم من ملعب وادي حلوة حيث دهس الطفل وفر هاربا، كما واعتدى مستوطن متطرف على الطفل أمير البربري (10 أعوام) في منطقة باب العامود.
مخططات استيطانية واقتصادية وتهويدية
سجّل قسم التوثيق في المقدسي المخططات الاستيطانية وما قامت به سلطات الإحتلال فعليا على أرض الواقع لخدمة أهدافها الإستيطانية في مدينة القدس، حيث أعلن رئيس بلدية الإحتلال عن مخطط بناء مستوطنة جديدة قرب مبنى البرلمان الفلسطيني في بلدة أبو ديس يحتوي على 300 وحدة سكنية، وقد عرض رئيس البلدية استصدار تراخيص ل1000 وحدة سكنية شرقي القدس للفلسطينيين في المقابل، كما وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية طرح عطاءات لبناء 872 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم المعروفة باسم "هار حوما".
كما صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء على مخطط إقامة كلية عسكرية على جبل سكوبوس شرقي القدس على مساحة 40 دونم وعلى مخطط بناء فندق مكون من 1100 غرفة في منطقة بيت صفافا، كما وصادقت على مخطط لبناء 2610 وحدة استيطانية في مستوطنة "جفعات همطوس" في منطقة شارع الخليل ومستوطنة "غيلو".
وأصدرت حكومة الاحتلال بالتنسيق مع الإدارة المدنية لجيش الاحتلال قرارا بتوسيع مستوطنة "آدم" شمالي القدس لتصبح ثلاث أضعاف حجمها مصادرة بذلك المزيد من الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنة بالإضافة إلى صدور قرار بتثبيت بؤرة استيطانية عشوائية أقيمت مؤخرا في منطقة النبي صالح وقد رصدت الحكومة مبلغ 5 مليون شيكل لإقامة 11 وحدة استيطانية هناك، وسيتم إضافة 22 وحدة جديدة لاحقا بعد استكمال البنية التحتية.
وقد رفضت المحكمة العليا التماسا تقدم به ورثة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني ضد دولة الاحتلال وحارس أملاك الغائبين والملياردير الأمريكي مسكوفيتش في محاولة لاستعادة منزل المفتي وفندق "شيبرد" في الشيخ جراح.
وخلال هذا الشهر قامت آليات تابعة لسلطات الاحتلال بعمليات تجريف وزرع قبور يهودية في منطقة وادي الربابة بقرب من حي البستان، حيث تهدف سلطات الاحتلال إلى طمس معالم المنطقة وصبغها بطابع يهودي. كما وقامت آليات تابعة لسلطات الإحتلال بحملة تجريف واسعة في أراضي زراعية في قلنديا كجزء من مخطط إقامة مقاطع جديدة من جدار الفصل العنصري في المنطقة وإقامة حدائق تلمودية بهدف عزل البلدة ومصادرة أراضيها، كما واعتدت قوات جيش الاحتلال على عائلة المواطن محمود عوض الله وحاولت إجباره على إخلاء منزله ليتم مصادرته.
انتهاك حرية أداء الشعائر الدينية والاعتداء على المقدسات
خلال هذا الشهر اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك وتجولت به للاحتفال بالأعياد اليهودية تحت حماية قوات الشرطة والجيش، حيث دعت قيادات متطرفة إلى هذا الاقتحام بمناسبة العيد، وقد تصدى للمستوطنين عدد من المرابطين داخل المسجد الأقصى وحراس المسجد الذين أصيب منهم عدد من المواطنين وأحد سدنة المسجد الأقصى وهو خالد أبو نجمة بجراح طفيفة جراء اعتداء المستوطنين عليهم بالضرب.
كما أصدرت قيادة جيش الاحتلال قرارا بمنع الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى من دخول المسجد مدة شهرين، ويذكر أن هذا هو ثالث قرار عسكري بحق الشيخ لمنعه من دخول المسجد، كما وأصدرت أمرا عسكريا يقضي بإبعاد مدير مؤسسة عمارة الأقصى حكمت نعامنة وأحد موظفي المؤسسة وهو محمد الشرف عن المسجد الأقصى لمدة شهر.