الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد 17 عاما على تأسيس السلطة- قصر ثقافي وحيد والوزارة تشكو الفقر

نشر بتاريخ: 10/05/2012 ( آخر تحديث: 10/05/2012 الساعة: 19:09 )
بيت لحم- معا- قالت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي إنهم دعموا القدس بمئة ألف دولار ضمن احد برامج الوزارة وهو مبلغ ضئيل ولا يذكر مقارنة بحجم التحديات التي تواجهها الهوية الثقافية للقدس في ظل عمليات التهويد وسرقة التراث والهوية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ، كما ان الوزارة لا تمتلك مكتبا في القدس وتكتفي بمنسقة واحدة لمتابعة الشأن الثقافي للعاصمة الابدية لفلسطين.

وأشارت الوزيرة إلى أن بناء قصر واحد للثقافة يكلف حوالي 5 ملايين دولار،في ظل ميزانية سنوية لا تتعدى 3 في الالف من الميزانية العامة ( خمسة ملايين دولار تقريبا أي تكلفة انشاء قصر واحد للثقافة )، ورغم ذلك خصصت الوزارة 370 الف دولار لانشاء مركز ثقافي في قلقيلية.

جاءت اقوال وزيرة الثقافة هذه خلال حلقة جديدة من برنامج " بدون تحفظ " تم بثها يوم الاثنين الماضي، مع العلم ان البرنامج الذي تنتجه وتبثه فضائية " ميكس معا " يأتي بدعم من مؤسسة المستقبل ( FFF ) ويهدف الى تعزيز مباديء المساءلة والشفافية والحكم الصالح في فلسطين.

وبرغم ضعف الامكانيات ونقص الكوادر ، "تمكنت الوزارة من تخصيص 150 الف دولار لدعم الافلام القصيرة ودعمت السينما ب 50 الف يورو " .

كما قالت الوزيرة ان وزارة الثقافة دعمت بعض الافلام وتتواصل مع بعض الدول العربية لتنظيم اسبوع الفيلم الفلسطيني.

وخلال الحلقة التي استمرة لاكثر من ساعة ونصف ، عرض منتج البرنامج مالك يونس تقريرا مصورا عن الحاج على العقيلي ، تسعين عاما من قرية السموع جنوب الخليل ، الذي لعب دورا رئيسيا في فيلم المخرج ميشيل خليفه " عرس الجليل " في عام 1987 م ، حيث بين التقرير أن البطل المسن لم يشاهد الفيلم قط ، لعدم توفر دور سينما او قصور ثقافة لعرض المنتج الثقافي الفلسطيني.

كما تساءل معد التقرير عن دور وزارة الثقافة في رعاية وتكريم هذ الفنان الفلاح ، الذي انتقل من ادوات الحراثة والحصاد الى الضوء وكاميرات السينما ثم عاد للفلحة ثانية حيث ابدع في الحقلين ، لكن احدا لم يعلم او يرعى هذه الموهبة الفريدة.

وزيرة الثقافة اقرت باهمية ايجاد البنية التحتية للثقافة، ودعت الى تجاوز ضعف الامكانيات عن طريق تنفيذ بعض البرامج قليلة التكلفة.

وفيما يخص المسرح قالت الوزيرة البرغوثي ان وزارتها دعمت العديد من العروض المسرحية وان لديها خططا لدعم المسرح ، منها مسابقات لتشجيع النص المسرحي.

وفيما يتعلق بالنشر ، اشارت وزيرة الثقافة الى انهم وزعوا في عام 2011 وحده ، اكثر من 25 الف كتاب على المكتبات والمراكز الثقافية لتشجيع القراءة ، هذا اضافة الى برنامج لتنمية الكتابة الابداعية " العناقيد الثقافية ".

رغم وجود عشرات الفنانين التشكيليين العاطلين عن العمل . وغياب الدعم المقدم لمعارضهم ، كما قال بعض الفنانين لمراسل معا في جنين ، حيث قدمت وزارة الثقافة ضمن احد برامجها 400 شيكل لستة فنانين كدعم لمعرضهم المشترك ، رغم هذه الشكاوى ، فان الوزيرة قالت انهم خصصوا 200 الف دولار للفن التشكيلي ذهبت بالاساس لدعم الجداريات ، مثل جدارية الفنان يوسف كتلو في الخليل .

الوزيرة اشارت الى ان مبلغ ال 400 شيكل للفنانين الستة جاء ضمن برنامج المنحة الانتاجية وهو بمثابة معرض تدريبي يشرف عليه فنانون محترفون لمساعدة المبتدئين ، و اعتبرت انه لا يمكن دعم جميع المعارض ، لكن ايجاد " غاليري " ( صالة عرض ) قد يساهم في حل جزء من المشكلة .

ومن انجازات الوزارة ، التي تحدثت عنها الوزيرة ، انها ادخلت الفن التشكيلي للمدارس وهي تتعاون مع كلية الفنون في جامعة النجاح ما يساعد في تطوير الفن التشكيلي حسب قول الوزيرة سهام البرغوثي .

وردا على مطالبة الزملاء الصحافيين لها بالغاء الضريبة على الكتب من اجل دعم حركة النشر وتوزيع الكتاب ، قالت الوزيرة ان هذا الامر بحاجة لقانون وليس رهن بقرار الوزيرة.

وحول دور الوزارة في تطوير القطاع الثقافي والنهوض به بعد 17 عاما من انشاء السلطة الوطنية ، اعتبرت وزيرة الثقافة انه من المبكر الحكم على الانجازات الثقافية لان هذا بحاجة لزمن اطول . ويمكن ملاحظة الحراك الثقافي بشكل واضح على حد تعبيرها.

الوزيرة اعتبرت ايضا ان نشر الموسيقى في الخليل وقلقيلية انجاز من انجازات الوزارة ودليل على الحراك الثقافي ، وطالبت الصحافيين بالنظر الى لنصف المليء من الكأس ، وهو طلب كرره على مسامع الصحافيين كل الوزراء ، تقريبا ، الذين استضافهم البرنامج . لكن أحدا منهم لم يقل لنا لماذا علينا التغاضي عن النصف الفارغة من الكأس المفترضة ؟؟؟؟ .