الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عشرة ايام في فلسطين

نشر بتاريخ: 12/05/2012 ( آخر تحديث: 12/05/2012 الساعة: 08:51 )
عشرة ايام في فلسطين
بقلم: بدر مكي

تنطلق بطولة النكبة بكرة القدم يوم الاثنين المقبل على ستاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس، وفي اليوم التالي ينظم ماراثون القدس الدولي الثالث بعنوان "القدس لنا " وفي اليوم الثالث يعقد ملتقى الاعلاميين الرياضيين وملتقى الاعلاميات ..وتبدأ الاحداث الكبيرة بمناسبة النكبة يوم الرابع عشر من الشهر الجاري وتنتهي في الثالث والعشرين منه.. انها في عمر الزمن الطبيعي عشرة ايام , وفي عمر الزمن الفلسطيني لا تقدر بمساحة من الزمن او بأي ثمن .

المجلس الاعلى للشباب والرياضة " الوزارة سابقا " واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم , يعملون بروح الفريق الواحد وعلى قلب رجل واحد , قائد يقود العمل الكبير الذي تعجز عنه دول مستقرة ومستقلة , ولكن الذي يفرق معنا نحن الفلسطينيون.. ان هناك ارادة لا تلين مستمدة من تضحيات الشهداء وصمود الاسرى وانات الجرحى .. وفي ذاكرتنا دوما صورة ومبادئ قادة عظام قدموا لفلسطين واصبحوا المثل الاعلى لنا .. وفي مقدمتهم ابو عمار والشيخ الجليل احمد ياسين والحكيم جورج وعمر القاسم والشقاقي ودلال المغربي وعلي ابو طوق.

في هذه الايام .. يكون العالم بيننا في فلسطين .. تتجه الانظار صوب القدس والقوم الجبارين .. الى تلك المدينة التي يحاول اصحاب الفتاوي من الشيوخ والملالي ان يوصلوا رسالة ان زيارة القدس والاراضي الفلسطينية هي من قبيل التطبيع .. ولا ادري على ماذا استند هؤلاء .. شعبنا في سجن كبير .. والالاف من ابطاله الاسرى في السجن الصغير .. يخوضون اشرف معارك النضال مع المحتل .. ترى ماذا قدم اصحاب الفتاوي الى فلسطين حتى يمنعوا الزائرين من ضيوفها للوصول الى القدس .. وماذا قدم هؤلاء للقدس . حتى يواصل اهلها الصمود والثبات على ارض الرباط الى يوم الدين .

يا وحدنا .. وكأننا نحن الفلسطينين اصحاب الدار فقط .. وماذا عنكم يا عرب اصحاب التحريم والتجريم والتخوين.. أي عزلة تفرضون علينا امام هؤلاء الطارئين على الارض .. الذين يواصلون ليل نهار .. اجراءات تهويد القدس وتفريغها من سكانها الاصليين واقامة المستوطنات .. وفي وقت يعربد فيه المستوطنون في كل مكان من ارضنا ويقطعون اشجار الزيتون المقدس .

هل يعقل ان تمنعوا ابناء عروبتنا من الدعم والاسناد لأبناء جلدتهم من فلسطين .. وكم من مؤتمر قمة عقد او بيان صدر تأييدا للقدس وفلسطين .. وكلها ذهبت ادراج الرياح . ونحن في حاجة الى دعمكم المادي والمعنوي .. وان تكونوا بيننا في شارع صلاح الدين .. والبلدة القديمة .. وباحات الاقضى .. وساحة كنيسة القيامة .. ولكننا لا نجدكم .. بتهمة التطبيع .. انتم تزورون السجين يا اخوتي .. الذي يحتاج ان نداوي جراحه .. القابض على الجمر .. الذي يدافع عن كرامته وكرامتكم .

واقول لكم .. ان الحركة الرياضية في فلسطين .. قد وحدت شبابنا .. وليس منا .. من يفكر في التجاذبات السياسية في الحركة الرياضية التي تطال عنان السماء .. بفضل جهود المخلصين .. وهكذا تقاد بعيدا عن الاجندات الخاصة والفئوية والجغرافية المقيتة .. وهذا ما يجسده الفلسطينيون من نوع آخر .. الاسرى وما ادراك ما الاسرى .. كلهم على قلب رجل واحد .. من اجل وقف المحتل عند حده.

ويخشى الكيان العبري من ربيع العرب .. لأنه سيفقد جانباً من الحكام الذين كانوا يطبعون معه .. اما شارعنا العربي .. فهو مع اصحاب القضية التاريخية .. ومع حلم شعبنا باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. ولكنه مغلوب على امره.. نعم .. النظام العربي الرسمي يجاري الكيان وهو فعل مغاير للواقع ومخالف لقوانين الصراع معه .. اما على المستوى الشعبي . فهو رافض لهذا الموضوع مع سلطة الكيان .. اما مع فلسطين فالامر مختلف تماما .. وظروفنا التي نعشها يوميا في القدس والاراضي الفلسطينية لا يعرفها المزايدون وأصحاب الشعارات .. حيث نواجه المحتل ونتعامل معه ساعة بساعة وهل هذا توافق مع سياسة الاحتلال .. بالطبع لا .. سيما ان القدس تتحول في المساء الى مدينة اشباح وشوارعها حزينة .. وتحتاج الى وقفة جادة .. حتى تواصل الصمود والثبات .

تعالوا .. ايها العرب .. الى القدس .. وها هي ترد الدين للمحتل.. بوجود الآلاف منكم.. في ذكرى النكبة.. عبر المشاركة في بطولتنا الكروية وماراثون العاصمة الدولي وملتقى الاعلاميين.. تعالوا الى فلسطين.. حتى تؤكدوا عروبتها وأصالتها.. وها هم أحفاد صلاح الدين من كردستان.. يصلون فلسطين.. ولعمري.. نحن بحاجة الى مثل هذا القائد الكردي المسلم.. ليقول للغزاة.. هيا ارحلوا..

عشرة أيام .. هي عمر بطولة النكبة.. سنكرم وفادة ضيوفنا من آسيا وافريقيا والعالم.. وسيقف أبناء شعبنا مع قائدهم الرياضي اللواء جبريل الرجوب .. في هذا الحدث الكبير.. وبذلك نكون قد قدمنا جزءاً من استحقاقنا تجاه دولتنا العتيدة.