اجواء العيد في طولكرم:حالة اقتصادية صعبة وتراجع القوى الشرائية
نشر بتاريخ: 26/12/2006 ( آخر تحديث: 26/12/2006 الساعة: 19:58 )
طولكرم- معا- يرى العديد من التجار وأصحاب المحال التجارية، أن محافظة طولكرم كباقي محافظات الوطن، تعيش ظروفاً اقتصاديةً صعبة، سببها عدم صرف الرواتب والحصار الاقتصادي المفروض على الأراضي الفلسطينية منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الماضية.
وفي جولة قام بها مراسلنا في مدينة طولكرم, اوضح التجار إلى أن نسبة البيع والشراء انخفضت بشكل غير مسبوق، حيث انه في مثل هذه الأيام كانت الأسواق تعج بالمتسوقين القادمين من كافة ارجاء المحافظة اضافة الى فلسطيني الداخل الذين يقومون بشراء حاجيات العيد.
واشاروا الى ان الأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطنون خاصة الموظفون منهم، وارتفاع نسبة البطالة وعدم قدرة العمال من التوجه إلى أعمالهم داخل الخط الاخضر حال دون بقاء الاسواق كما هي.
وقال عماد الراس صاحب محل لبيع الالبسة " إن القوى الشرائية لدى المواطنين انخفضت بشكل ملحوظ، فالكثير من الاهالي والاسر يخرجون بصحبة أبناءهم الى السوق لشراء ملابس العيد، وبعد تقليب الملابس والاستفسار عن الأسعار لايشترون إلا القليل منها خاصة للأطفال لعدم قدرة رب الاسرة صرف النظر عنهم في مثل تلك مواقف ".
ويوضح محمد الدرك صاحب محل لبيع الاحذية " كلما اقترب العيد شعرنا بالخوف والارباك ، فهذا الموسم ننتظره لتعويض قلة المبيعات في الأشهر والأيام العادية الماضية ، والتي شهدت تراكم كبير في الديون والشيكات المطلوبة منا " .
ويشير شاهر عياش " موظف حكومي في وزارة النقل و المواصلات " إن تأخر صرف الرواتب ساهم كثيراً في إنخفاض القوة الشرائية لدى المواطنين ، وبالتالي دفعهم إلى الاكتفاء بشراء الحاجات الأساسية أو الضرورية فقط ، وحتى صرف النظر عن شراء الملابس في الوقت الحالي " .
وترى الصحفية هدى حبايب أن هناك العديد من الاسباب لربما ساهمت في تراجع الحركة الشرائية في المحافظة ، منها عدم الاستقرار والفوضى والوضع العام في المحافظات ، مع استمرار الحصار الاقتصادي والإغلاق والحواجز والجدار وعدم صرف الرواتب للموظفين ومنع عرب الــ 48 من دخول مناطق السلطة الفلسطينية ، مما أدى إلى تراجع الحركة الشرائية في أسواق طولكرم وباقي بلدات المحافظة.
واوضح المواطن اسامه سعيد " لديه اربعة اولاد و ابنتين " أنه ومن خلال الاخبار التي سمعها مؤخراً عبر وسائل الاعلام استبشر خيراً ، حيث عرف انه سيتم صرف سلفة قبل العيد للموظفين ، عله يستطيع تدبير أموره وشراء حاجيات بيته و اسرته قبل العيد ، مؤكداً انه اصبح يخجل ان يمشي في الشارع من كثرة الديون عليه ، فصاحب البقالة و الصيدلي و سيارة الغاز كلهم مديون لهم .
ويقول مواطنون من مناطق قلنسوه و الطيبة و الطيره " وهي مدن داخل الخط الأخضر " انهم وبعد جهد كبير تمكنوا من دخول المدينة ، فقد تم توقيفهم لمدة كبيرة على الحواجز الاسرائيلية رغم حملهم للبطاقة الزرقاء " الاسرائيلية " ، انهم سعيدون جداً لتمكنهم من الدخول ، فهم عندما يصلوا الى طولكرم يشعرون بأنهم في بيتهم وبين اهلهم " .
ويضيفوا " إلا ان الكثير منهم يفضل عدم المغامرة و القدوم الى طولكرم و غيرها ، بسبب الوقت الطويل الذي يتطلبة قدومهم ، بسبب ممارسات الاحتلال القمعية على الحواجز ، معربين عن املهم ان تحل الامور و تعود كسابقها " .
ويشكوا العديد من المواطنين في طولكرم من ارتفاع الاسعار بشكل عام ، سواء الملابس و الفواكة والخضار ، فمثلاً ، من يريد ان يشتري " رأس زهرة " عليه ان يدفع ثمنها 7 شيكل ، وكيلوا البندورة الواحد 5 الى 6 شيكل ، وغيرهما الكثير .
ويوضح الباعة ان لا ذنب لهم بهذه الاسعار ، ويقولون " نحن عندما نشاير صندوق البندورة من الحسبة بمبلغ " 80 او 90 شيكل " بكم نبيع الكيلوا ؟؟ ، ولكن المتسوق يفتكر اننا نحن نرفع الاسعار ، والصحيح عكس ذلك .
وبشكل عام ، تعيش محافظة طولكرم منذ شهور عديدة ، تحت حصار اسرائيلي مشدد ، وممارسات قمعية ووحشية من قبل الاحتلال ، فالتوغلات اليومية ، والاعتقالات ، وعمليات الاغتيال المتكررة ، كلها سبب في تردي الاوضاع المعيشية و الاقتصادية في المحافظة .