الجبهة العربية الفلسطينية تنظم مسيرة جماهيرية إسنادا للأسرى
نشر بتاريخ: 13/05/2012 ( آخر تحديث: 13/05/2012 الساعة: 22:19 )
غزة -معا- نظمت الجبهة العربية الفلسطينية صباح اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة حيث تجمعت أمام مبنى منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو" وقامت بتقديم مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة السيد "بان كي مون" ، لتنطلق بعد ذلك إلى مبنى منظمة الصليب الأحمر لتقديم مذكرة لمدير البعثة في فلسطين .
هذا وقد تضمنت المذكرات شرحاً مستفيضاً لما يعانيه الاسرى في سجون الاحتلال، حيث جاء فيها :" إن أسرانا في المعتقلات الإسرائيلية يواجهون يومياً مسلسل متصاعد من الاعتداءات عليهم من قبل السجانين الإسرائيليين لتزيد من معاناتهم في ظل الإجراءات التي تمارسها إدارات السجون من العزل الانفرادي إلى الحرمان من زيارات الأهل ومنع الأسرى من الالتقاء بمحاميهم، وتصاعد حملات الدهم لغرف الأسرى والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، والتفتيش العاري والمذل لهم ومصادرة ممتلكاتهم ومتعلقاتهم الشخصية والمنع من التعليم وسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي أودت بحياة العديد من الأسرى، ولا زالت تهدد حياة الكثير منهم، الى الاعتقال الإداري الغير قانوني".
وتوجهت المذكرات إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومدير بعثة الصليب الأحمر للقيام بدورهم قائلة:" إننا نتوجه الى سيادتكم ومن خلال موقعكم الدولي ومن خلالكم الى كافة الهيئات والمؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية ذات الصلة من اجل التوقف أمام ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات جسيمة ومخالفات واضحة لأدنى معايير معاملة الأسرى التي أقرتها كافة القوانين والمواثيق الدولية والوقوف إلى جانب اسرانا في وجه المعاملة اللا إنسانية والحرب الإسرائيلية المفتوحة، مطالبينكم بالضغط على اسرائيل والزامها بقواعد معاملة الأسرى وفق وثيقة جنيف الرابعة لإسرائيل ووقف ما تمارسه من جرائم أخلاقية وقانونية متواصلة بحقهم".
وتوجهت المسيرة بعد ذلك الى خيمة الإضراب عن الطعام المقامة في ساحة الجندي المجهول، حيث ألقى الرفيق طلال الزقوت عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية كلمة قال فيها :"جئنا اليوم لنجدد العهد والقسم بان نمضي على درب النضال والمقاومة حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية واستعادة حقوقنا الثابتة، وفي مقدمتها الإفراج الكامل عن أسيراتنا وأسرانا في سجون الاحتلال"، معتبراً ان إضرابهم عن الطعام يجسد أسطورة جديدة للشعب الفلسطيني عنوانها الصمود والتحدى.
واضاف زقوت:"إن تضامننا اليوم مع الأسرى في خيمة الإضراب المفتوح عن الطعام والتي تضم كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني تؤكد هذا الإجماع الوطني الكبير على اعتبار حرية الأسرى احد ثوابتنا الوطنية، باعتبارهم يمثلون إرادة الصمود والتحدي لشعبنا وإصراره على مواصلة معركته حتى دحر الاحتلال ونيل كامل حقوقنا الوطنية":.
وأكد زقوت أن موضوع الإفراج عن الأسرى يقع في مقدمة أولوياتنا الوطنية ويجب أن يبقى على سلم الأولويات وان أي حوار أو مفاوضات مع الطرف الاسرئيلي لن يكتب لها النجاح ولن تكون جادة إلا بالإفراج عن أسرانا البواسل كمقدمة ودليل على حسن النوايا باتجاه الوصول إلى حل عادل يضمن لشعبنا حقوقه ويحقق الأمن والاستقرار لكافة شعوب المنطقة .
ودعا زقوت الى تعزيز الوحدة الوطنية قائلاً :" إن صمود أسرانا وثباتهم في وجه الصلف الإسرائيلي يوجب علينا أن نعزز من وحدتنا الوطنية باعتبارها سلاحنا الأمضى في مواجهة التحديات .. وفي هذه المناسبة نؤكد على ضرورة إنهاء الانقسام وإنضاج برنامج وطني موحد يمكننا من تعزيز صمود شعبنا وإعادة تصويب مسار نضالنا إلى وجهته الطبيعية في مواجهة الاحتلال". .
وتوجه زقوت إلى الرئيس أبو مازن بالقول:" ان أسرانا رمز صمودنا وعنوان كرامتنا وعزتنا،عليكم أن تضعوا قضية الأسرى على أولويات أجندة اللقاءات مع كافة المسئولين الدوليين والمطالبة بدور دولي ضاغط على إسرائيل للإفراج عنهم، واعتبار أن الإفراج عنهم شرط ضروري لاستئناف مفاوضات السلام.. وإننا نؤكد اليوم أن لا سلام دون الإفراج الكامل عن كل أسرانا وأسيراتنا، وانه لن يهدا لنا بال حتى ينعموا بالحرية".
كما ودعا الزقوت السلطة الوطنية والمؤسسات الفلسطينية الرسمية والشعبية بالعمل الجاد لوضع برنامج وطني يهدف إلى تحرير كافة أسرانا وتكثيف العمل القانوني والسياسي والدبلوماسي لفضح ممارسات إسرائيل بحق أسرانا، داعياً المؤسسات القانونية الفلسطينية بالتوجه إلى المحاكم الدولية لاستصدار أحكام وقرارات تلزم إسرائيل بإطلاق سراح أسرانا، كما ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسئولياته تجاه شعبنا، مضيفا " كفى صمتاً وكفى تكريساً لإسرائيل دولة فوق القانون".
وتوجه زقوت إلى الامة العربية بحكوماتها وأحزابها وقواها السياسية وطالبها بالوقوف مع شعبنا وأسرانا وهم يخوضون معركة الكرامة وهي مناسبة لان يرى العالم بوضوح هذا الظلم الفاضح الذي تقوم به سلطات الاحتلال في التعامل مع كل شعبنا واعتباره أسيراً سواء في سجون الاحتلال أو في كنتونات العزل العنصري في غزة التي يفرض عليها الحصار الخانق من كافة الاتجاهات، كما هو حال مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية.
من جهتها قالت فوزية جودة مسئولة اتحاد لجان كفاح المرأة الفلسطينية أن الإرادة الحرة لا يمكن أن تكسر وان المناضل الحق لا يمكن أن يحني هامته مهما بلغت سياسات القتل والبطش والتعذيب وانه سيبقى أبداً متمسكاً بالمبادئ والأهداف أو أن يقضي دونها بشرف وكرامة موجهة التحية إلى كافة الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال ومعاهدة إياهم بأن شعبنا سيشاطرهم الصمود والإيمان بعدالة القضية وحتمية الانتصار وسيواصل الدرب حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا في العودة والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعهدا لأسرانا بأن نواصل النضال من اجل تأمين الإفراج عنهم لينعموا بالحياة الحرة الكريمة التي تليق بتضحياتهم.
هذا وقام وفد من قيادة الجبهة العربية الفلسطينية ترأسه اللواء سليم البرديني أمين سر اللجنة المركزية للجبهة وعدد من أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادة قطاع غزة بتقديم التحية إلى المتضامنين المضربين عن الطعام والشد على أياديهم .