بجهود محلية وسباقة: افتتاح غرفة تعليم مساند للأشخاص ذوي الإعاقة
نشر بتاريخ: 14/05/2012 ( آخر تحديث: 14/05/2012 الساعة: 15:51 )
نابلس- معا- في سابقة من نوعها على مستوى محافظة نابلس استطاع أهالي بلدة حوارة والواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس تحقيق نقلة نوعية في إطار ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المواطنين وبالتحديد تجاه فئة مهمشة في مجتمعنا الفلسطيني ألا وهي فئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعانون وأسرهم معيقات جمى تتنوع بين المادية والمعنوية تحول دون حصولهم على حقوقهم المستحقة في ظل قانون عصي على التنفيذ الكامل.
واستطاع المجتمع المحلي في حواره وممثلا بالكادر البلدي وبالشراكة مع برنامج التأهيل المجتمعي التابع للاغاثة الطبية الفلسطينية وللهلال الاحمر الفلسطيني افتتاح اول غرفة تعليم مساند في محافظة نابلس وبجهود شخصية من اهالي البلدة لتمثل في ذلك سابقة من نوعها في المحافظة يتم من خلاله تركيز وتكثيف العمليات التعليمية على الطلبة ممن يعانون اعاقات وصعوبات مختلفة بما يكفل لهم الحصول على اعلى قدر ممكن من الفائدة والمنفعة لاحقين في ذلك اندداهم في صفوفهم المدرسية ممن لا بعانون اي اعاقات.
ويشير مدير مدرسة عمر بن الخطاب الاساسية السيد احمد قادوس الى منبع فكرة اقامة غرفة تعليم مساند في مدرسة عمر بن الخطاب الاساسية في حواره الى العاملين في برنامج التاهيل المجتمعي والذين طرحوا على حد قوله الفكرة على الهيئة التدريسية في المدرسة، الذين اعربوا بدورهم عن اعجابهم وتقدريهم لها مباشرين فورا اتفاقهم على حيثياتها مراسلة مديرية التربية والتعليم في محافظة نابلس للموافقة على الفكرة وتبنيها.
ويضيف قادوس" بعد عدة اجتماعات تشاورية قمنا بها كهيئة تدريسية مع اهالي الاشخاص ذوي الاعاقة الموجودون في المدرسة قمنا بطرح فكرة اقامة غرفة تعليم مساند في المدرسة تعنى بهذه الفئة المهمشة حيث تمت الموافقة من قبل الاهالي معلنين في ذات الوقت عن استعدادهم الكامل لتجهيز الغرفة بكامل معداتها في سبيل توفير جل ما يستطيعون لابناءهم من ذوي الاعاقة لضمان بيئة تعليمية مريحة وقادرة على غرس العلم في أنفسهم في كافة جوانبه".
وأردف قادوس وفيما يخص عدد الطلاب الذين استطاعوا الاستفادة من خدمات الصف التدريسي في الفترة الوجيزة لانطلاق أعماله والبالغ عددهم قرابة 25 طالبا مقسمين إلى خمسة مجموعات وفق معايير محددة تم انتهاجها بناءا على قدراتهم ومستواهم ومركزين في تعليمهم الخاص على المادتين الاساستين اللغة العربية والرياضيات مشيرا في ذات السياق إلى التحسن الملحوظ الواقع على أداءهم ومستواهم التعليمي خلال فترة وجيزة تقدر بشهر واحد بالإضافة للتحسن على مستوى سلوكهم مع بيئتهم ومحيطها اللذان لاحظاهما الأهالي أيضا بالإضافة إلى الهيئة التدريسية.
وفي إشارة إلى النجاح الذي حققه برنامج التأهيل المجتمعي أكد احمد قادوس على انه نجاح للطرفين للأهالي وللهيئة التدريسية وللتربية والتعليم ككل واصفا خطوة النجاح بالأولى والذي يتمنى استمرارها فالتعليم حق لكل الشرائح والفئات وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة متمنيا انتشار وتعميم الفكرة على مستوى الوطن وليس في حواره فقط كونها فكرة عالمية رائدة انطلقت من اليونيسكو وانتشرت بعدها عالميا.
ومن جانبها شرحت أم احمد والدة احد الطلاب المستفيدين من غرفة التعليم المساند الكائنة في مدرسة عمر بن الخطاب للذكور في بلدة حواره قضاء نابلس قصة ابنها احمد وتجربته في مجال الدمج حيث عرضت سعيها الحثيث لإيجاد مكان مناسب يضم ابنها ويؤهله للحصول على التعليم الذي يناسب قدراته وطاقاته في خضم حالته الصحية الواضحة على عملية نطقه وحركته والناتجة في الأصل نقص في الأكسجين منذ الولادة شارحة المعيقات التي واجهتها في بحثها والتي تمثلت في الغالب صعوبة التنقل والتكاليف الباهضة وعدم وجود مختصين مؤهلين للتعامل مع مثل حالة ابنها.
وأردفت أم احمد وحول فكرة إقامة غرفة مصادر خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة في حواره بأنها كانت محظ فكرة صغيرة أسهم التعاون بين الأهالي والهيئة التدريسية والمجتمع المحلي في البلدة في تنميتها وتطويرها واصفة فرحتها الكبيرة في رؤية ابنها الذي لطالما حلمت بان يذهب وإخوته الأصحاء دونما فرق في كل صباح وعلى نفس المدرسة يحصل على التعليم كونه حق له وهو يتحسن ويتطور يوما بعد يوم .
ومن جانبها أكدت عاملة برنامج التأهيل المجتمعي في بلدة حوارة رجاء صوفان على شكرها الجزيل للهيئة التدريسية في مدرسة عمر بن الخطاب ولبلدية حواره على تعاونهما الكبير في سبيل تحقيق مصلحة الأشخاص ذوي الإعاقة مطالبة التربية والتعليم بدعم هكذا مبادرات ومحاولة السعي لاستمراريتها وتضمينها ضمن خطط الوزارة كحق أساسي للأشخاص ذوي الإعاقة واصفة تعاون المجتمع المحلي في بلدة حوارة بالمثمر والنوعي على مستوى محافظة نابلس .
وأكدت معلمات غرفة التعليم المساند في حواره على الأهمية الكبرى لوجود غرفة تعليم مساند في كل مدرسة مشيرات في ذات السياق إلى التطور الكبير والنوعي الذي حصل على مستويات الطلاب وخلال فترة قصيرة شارحات الدور الكبير الذي يلعبه تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة في مجال تعزيز قدراتهم وإعطاءهم المجال للظهور والبروز والتطور على مستوى أعداد صغيرة وليس كبيرة وممتدة .
وطالب رئيس بلدية حواره السيد معين ضميدي وزارة التربية التعليم وفي سياق تطوير غرفة التعليم المساند بضرورة تعيين كادر تدريسي مختص ومؤهل للتعامل مع فئة الأشخاص ذوي الإعاقة لافتا إلى جهود بلدية حوارة والمجتمع المحلي فيها في تقديم خدماته لهذه الفئة ومشيرا في ذات السياق إلى تكفل البلدية بدفع رواتب ومستحقات العاملات في غرفة التعليم المساند مع أن هذا الأمر ليس بالقانوني ومن المفترض أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتكفل بدفع هذه النفقات وفق قوله كون التعليم حق لجميع وهذه الفئة المهمشة جزء أساسي من كل حاصل على تعليمه شاكرا جميع الجهود التي بذلت لإنجاح وتطوير هذه الفكرة وبالأخص تلك التي بذلت من برنامج التأهيل المجتمعي ومن الهيئة التدريسية في مدرسة عمر بن الخطاب للذكور في حوارة ومن المؤسسات المحلية الداعمة لهذه الفئة المهمشة .
ومن الجدير ذكره أن بلدة حواره هي الرائدة في إقامة وافتتاح غرفة تعليم مساند للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى محافظة نابلس وبجهد وتمويل محلي وبمساعدة العاملين والمشرفين في برنامج التأهيل المجتمعي المشترك بين جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والذي يعمل في بلدة حواره ومع الأشخاص ذوي الإعاقة منذ عام 1995.