64 عاما- على هذه الأرض باقون.. كالسنديان.. كأشجار الزيتون
نشر بتاريخ: 15/05/2012 ( آخر تحديث: 15/05/2012 الساعة: 11:30 )
بيت لحم- تقرير معا- تصادف اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 64 للنكبة الفلسطينية التي شرد على اثرها اكثر من 750 الف فلسطيني وتحويلهم الى لاجئين في كافة ارجاء العالم.
ومارست العصابات الصهيونية عام 1948 اقسى وابشع المجازر واعمال النهب والترهيب ضد الفلسطينين طالت اكثر من 500 قرية.
ويحيي الفلسطيون يوم الخامس عشر من كل عام وهو موعد النكبة الفلسطينية فعاليات في الضفة والقطاع والقدس وداخل الخط الاخضر والشتات... يحيون فيها نكبتهم التي استولت على اثرها عصابات "الهاجانا" و"شتيرن" على اراضيهم وارتكبت عشرات المجازر بحقهم.
وتسير عشرات المسيرات في كافة محافظات الوطن من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها بالاضافة الى الفعاليات التي تنظم داخل الخط الاخضر الذي يتوقع ان يعم فيه الاضراب الشامل اليوم بمناسبة ذكرى النكبة.
واكدت علا عوض رئيس الإحصاء الفلسطيني ان عدد الفلسطينيين في العالم حوالي 11.2 مليون نسمة، منهم 4.2 مليون نسمة في الأراضي الفلسطينية، و1.37مليون نسمة في أراضي عام 1948، في نهاية العام 2011، حيث ان عدد الفلسطينيين تضاعف 8 مرات منذ النكبة.
ويعيش (4.99) مليون فلسطيني بنسبة قدرها ( 44.4% ) كلاجئين في الدول العربية، وفي الدول الأجنبية هناك 636 ألفاً منهم أي بنسبة 5,7% من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم، مما يعني أن 50.1% يعيشون خارج فلسطين، وهذا نصف الشعب الفلسطيني.
وتؤكد المعطيات والشواهد التاريخية أن عملية التهجير القسري للفلسطينيين عن وطنهم كانت مدبرة منذ وقت طويل، توجت بإعلان قيام دولة "إسرائيل" في العام 1948 على أنقاض الشعب الفلسطيني، بعد عمليات القتل والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الفلسطينيين.
ويعيش حوالي 11.7 مليون نسمة في فلسطين التاريخية كما هو في نهاية العام 2011 والتي تبلغ مساحتها حوالي 27,000 كم2 ويشكل اليهود ما نسبته 52% من مجموع السكان ويستغلون أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي. بينما تبلغ نسبة الفلسطينيين 48% من مجموع السكان ويستغلون أقل من 15% من مساحة الأرض، مما يقود الى الاستنتاج بان الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من ربع المساحة التي يستحوذ عليه الفرد الاسرائيلي من الارض.
وقال الرئيس محمود عباس، مساء الاثنين، في خطاب للشعب بالوطن والشتات لمناسبة الذكرى الـ64 للنكبة، "إننا على هذه الأرض باقون، كالسنديان باقون، كأشجار زيتوننا باقون".
ووجه التحية "إلى الذين صنعوا تاريخا جديدا لشعبنا، إلى من قادونا من النكبة إلى الثورة إلى الدولة، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، وفي الطليعة مفجر وقائد ثورتنا الأخ القائد التاريخي أبو عمار، وكل رفاقه وإخوانه قادة وكوادر، وإلى أسرانا البواسل في معركتهم ضد السجن والسجان".
وقال الرئيس "إن القدس هي بوابة ومفتاح السلام، والعبث بالمدينة المقدسة من قبل الاحتلال هو إذكاء لنيران التوتر والحروب في المنطقة والعالم، فنحن متمسكون بكل ذرة تراب، وبكل حجر في القدس، ولن يكون هناك أي اتفاق سلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس عاصمة دولتنا الفلسطينية".
وتابع أن "الأقوال لا تكفي، بل نريد أفعالاً، تدعم صمود أهلنا المقدسيين الأبطال المرابطين دفاعاً عن الأقصى وكنيسة القيامة، بتنفيذ أشقائنا لتعهداتهم المالية التي أقرت على مستوى القمة، والاستثمار في مشاريع تحقق تنمية اقتصادية مستدامة، وزيارة’ أكبرَ عددٍ ممكن من الأشقاء للمدينة تضامناً مع أهلها وليس تطبيعاً مع العدو، كما يزعم البعض".
وناشد الرئيس "القادة والمواطنين العرب والمسلمين والمسيحيين، وكل أصحاب الضمائر الحية، وكل الحريصين على بقاء بوابة السلام مفتوحة، بأن يحموا القدس من التهويد، وأن يثبّتوا صمود أهلها بالزيت، أو بغير الزيت".
وأضاف أن "مقاومة الاحتلال مفهوم شامل وواسع، أداوته ووسائله مختلفة، تحددها في كل مرحلة المصلحة الوطنية العليا، فنحن كنا المبادرين إلى المقاومة المسلحة طيلة سنوات طويلة، وبفضلها أنجزنا الاعتراف بحقوقنا، وبأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بعد أن كانت المنظمة لسنوات طويلة تعتبر من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وغيرها منظمة إرهابية".
وأردف "إننا من حيث المبدأ مع المفاوضات المستندة إلى مرجعيات وأهداف واضحة، وكل ما نجريه من اتصالات ومن رسائل متبادلة الغاية الأساسية منها هي الوصول إلى نقطة سنعرف عندها ويعرف العالم أيضاً، إن كانت إسرائيل تقبل بإنهاء احتلالها وإقامة دولتنا، علماً أن البديل الذي يتسع الحديث عنه هو دولة ثنائية القومية، وهذا ما نرفضه أيضا".
وقال "إن الانتخابات التي جرت مؤخراً لمجالس الطلبة في جامعاتنا ولعدد كبير من النقابات، ليست نقيضاً للمصالحة، وإنما هي جزء من نهجنا الديمقراطي الذي يجب أن نحافظ عليه، وقد آن الأوان لإجراء الانتخابات البلدية أيضاً، وهذه ستجري قريبا جدا، والتي نأمل أن تجري في شطري الوطن"، مضيفا "أن ما يعيق إنجاز المصالحة ليس الحرص على المقاومة، وإنما اعتبارات أخرى، آمل تجاوزها بأسرع وقت ممكن، وسأواصل بذل كل الجهود من أجل هذا الهدف السامي، فإنجاز المصالحة أمنية كل الشعب وفي الطليعة منهم أمنية أسرانا .. فهل من مستجيب؟".
وأكد الرئيس 'أن إدراكنا لمسؤولياتنا وواجباتنا وحرصنا على الأمانة التي حملتمونا إياها، في قيادة شعبنا ومعالجة قضاياه المتشعبة والمتعددة، يحتم علينا أن نحدد أولوياتنا، وأن نحسن إدارة هذا الصراع بدون مزايدات أو شعارات جوفاء، مع تمسك لا يلين بثوابتنا، وبعزيمة لا تنكسر مهما كانت الصعاب'.
وقال "إن منظمة التحرير الفلسطينية مع تمسكها بحق عودة اللاجئين كحق مقدس، فإنها تقوم أيضاً برعاية ومتابعة ومساعدة إخواننا اللاجئين في أماكن تواجدهم كافة، كما تولي مؤسسات منظمة التحرير اهتمامها ورعايتها لإخواننا وأخواتنا المغتربين والمهاجرين الفلسطينيين، وبعضهم من أبناء الجيل الثالث أو الرابع أو الخامس في الأميركيتين، وللجاليات الفلسطينية الحديثة العهد في أوروبا ودول غربية أخرى، والجاليات الفلسطينية في الدول العربية الشقيقة وخاصة في دول الخليج"، مضيفا "إننا نعمل كل ما بوسعنا لتنظيم هذه الجاليات وتوحيدها حول الهدف الوطني".
وشدد الرئيس على "إننا على ثقة تامة أن التاريخ لن يعود أبداً إلى الوراء، والاحتلال الإسرائيلي مهما بالغ في عدوانه وجبروته فهو إلى زوال، ومصلحة شعوب المنطقة، بما فيها شعب إسرائيل هي تحقيق السلام، ولا سلام دون الاعتراف بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، أما الاستيطان فلن يجلب السلام للإسرائيليين، ودون السلام ستبقى إسرائيل جزيرة معزولة وسط محيط مُعادٍ لها".