الثلوج تبيض قمم الجبال .. وأمطار الخير تهطل مدرارا .. في غزة غسلت الشوارع.. وكبحت الفلتان
نشر بتاريخ: 27/12/2006 ( آخر تحديث: 27/12/2006 الساعة: 16:17 )
القدس - غزة - تل ابيب - معا- بدأت الثلوج تتساقط بكثافة على انحاء مختلفة من الضفة الغربية حيث اكتست قمم الجبال بحلة بيضاء .
فبعد طول انحباس هطلت كميات وفيرة من الامطار صباح اليوم في كافة انحاء الاراضي الفلسطينية بما يبشر بموسم وفير.
وبعد ساعات الظهر فؤجئ الناس بالثلوج ترفرف امام اعينهم مثل فراشات بيضاء جاءت تلهو مع أولاد الحي ، وبدأت السيارات تسير ببطء خشية حوادث السير فيما سارع سواق المركبات العمومية في الضفة الغربية للعودة مبكرا لمنازلهم حتى لا تنقطع بهم السبل .
سنتمتر - اثنان - ثلاثة وصار الثلج يتراكم في الطرقات وفوق الحقول وعلى اسطح السيارات ، وفيما " طار " الاطفال من الفرح خشي كبار السن من انقطاع التيار الكهربائي لكن الابتسامة لم تفارق محياهم .
وقد وصف احد سكان تل ابيب مشاعره على شاشة التلفزيون الاسرائيلي بالقول ( لماذا يتأخر الشتاء كل عام ؟ ولماذا يقولون سيأتي الثلج ثم لا يأتي ؟ ان هذا يجعلنا عصبيون وغاضبون - انا غاضب ) .
ويبدو ان حال هذا التل ابيبي ينسحب على السكان جميعا - من موظفين واطفال وسواق وغيرهم ، فقد انتظروا طويلا وخاب ظنهم .
بعض المواقع الاخبارية العبرية لم تتردد في توجيه النقد اللاذع للراصد الجوي الاسرائيلي الشهير داني روب ، الا ان الثلوج التي تساقطت مساء كانت بمثابة اعتذار غير مباشر للرجل الذي كان اشهر رجل في اسرئيل بالايام السابقة - وبالطبع اوفرهم حظا في النقد .
وفي قطاع غزة هطلت الامطار بغزارة لم تشهدها من قبل بعد شهرين من الجفاف والبرد القارس الذي أصاب العديد من المواطنين بنزلات برد.
فمنذ ساعات صباح امس الثلاثاء بدات الامطار بالهطول وسط تقلب مزاج البحر وارتفاع منسوب الموج، وهبوب الرياح العاصفة التي اصاحبتها في ساعات المساء امطار غزيرة.
وعبر العديد من المواطنين عن سعادتهم الغامرة بسقوط الامطار عازين خيراتها إلى دعاء الحجيج.
يقول المواطن أبو جهاد من مدينة غزة: " أن الاجواء الماطرة تنبئ بخير وفير على كافة المستويات، لاسيما أنها تعطي فرصة من الراحة بالشوارع بعد موجة الفلتان الأمني الأخيرة، والاشتباك المسلح بالشوارع وإشعال إطارات السيارات، التي اساءت للبيئة وشوهت كثيراً من مظهرها الحضاري" عدا عن تغييرها للنظرة العربية والإسلامية والدولية للشعب الفلسطيني، آملاً أن تغسل الأمطار النفوس وتطهر القلوب وتصفي النوايا ليزداد تساقط الأمطار.
فيما أعربت الحاجة أم العبد من حي الصبرة بمدينة غزة عن رغبتها بأن تعم الخيرات في هذا الفصل ويزداد هطول المطر لينعم الغزيون بموسم حصاد جيد لمزروعاتهم.
وعلى صعيد آخر يشتكي سكان القطاع من تكرار انقطاع التيار الكهربائي الذي بات ملموساً وبشكل كبير، لا سيما ان هناك العديد من المناطق لا تصلها الكهرباء لما يزيد عن 12 ساعة يومياً، أي قرابة نصف اليوم وهو ما ولد المزيد من المخاوف في نفوس المواطنين، الذين شعروا بتحسن كبير على خدمة الكهرباء بعد قيام الطواقم الفنية المصرية بإصلاح العطل الذي اصاب محطة توليد الطاقة الوحيدة بالقطاع بعد قصفها بطائرات الاحتلال منتصف حزيران الماضي.