6سنوات وبعض الأعراس لا زالت فتحاوية أو حمساوية بامتياز
نشر بتاريخ: 17/05/2012 ( آخر تحديث: 17/05/2012 الساعة: 20:05 )
غزة- خاص معا- لا شيء تغير منذ ست سنوات بالضبط منذ أن فازت حماس بالانتخابات التشريعية وحسمت أمر الحكومة لنفسها ومن ثم سيطرت على غزة فإن مظاهر الفصائلية تتواجد بصور جلية وواضحة وكأن سنين لم تمر وزمناً لم يغير وجه الانقسام المرير.
في غزة بعض الأعراس إن لم يكن كلها تتحول بقدرة قادر لتكون عرساً فتحاوياً أو حمساوياً أي أصفر أو أخضر، فالمكبوتون من الجزء الممنوع من الوطن يحولون أفراحهم لتكون منصة لفتح في غزة ولا شك أن الآخرين يفعلون العكس بالضفة الغربية، وهكذا يعبرون عن توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية بأضعف الإيمان.
على وقع أنغام أغنيتي "علّي الكوفية" و"هيلا فتحاوية" تنتشر الأعلام الصفراء- راية فتح- انتشار النار بالهشيم بين زبائن العريس وأخ العريس وأم العريس والعروس وأهلها إن كانوا يصطبغون بالصبغة الفتحاوية، وتهتز منصة الصالات طرباً ودبكة وصياحاً وصراخاً وهتافاً وكأنه مطلوب من الجميع إثبات فتحاويته في هذا المكان المغلق.
في الصالات الأخرى " حمساوية وهلا برجال القسام وأناشيد حماس الأخرى التي اقتطف بعضها مقاطع من أغاني فتح أو الأغاني الوطنية والبعض الآخر حمساوي بحت – تتحول الصالات للون الأخضر، وتبدأ نساء بالرقص الحمساوي والدبكة الحمساوية ولا يختلف المكانان بالصياح والهتافات الرنانة، وكأن فتحاوية الشخص أو حمساويته هي هويته الوطنية التي يجب أن يحملها بين أحبال صوته أو حركات يديه أو حتى جيبه.
في غزة كتبنا أنه منذ لحظات الشرخ الأولى بين شطري الوطن أن الانقسام أصاب كل شيء حتى أعراس الغزيين ولكن غير المقبول استمرار هذا الشرخ الاجتماعي بعد مرور ست أعوام من الفعل نفسه وأن تكون ردات الفعل أقوى منه ومتتالية وكأنها تسدد الضربة القاضية للوحدة الوطنية.
لا زال في غزة أو بالضفة أناس يمنعون تزويج أبنائهم وبناتهم من الانتماء السياسي المخالف لهم، ولا زال على كل شاب يريد الزواج من فتاة ذويها حماس أن يقدم ورقة من المسجد الذي يصلي فيه، وبالمقابل حمساوي لا يقبل الزواج بفتحاوية وهكذا دواليك.
فأين يقع الخلل ولماذا لا يوجد داخل المجتمع مرشدون اجتماعيون يقللون خسائر التفكك الاجتماعي ويعيدون نسج أواصر المحبة فالكل تحت آلة الحرب الإسرائيلية سواء.