الرئيس: سنتوجه إلى الأمم المتحدة إذا لم تثمر جهود العودة للمفاوضات
نشر بتاريخ: 16/05/2012 ( آخر تحديث: 16/05/2012 الساعة: 20:07 )
رام الله- معا- أكد الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، إن السلطة ستتوجه إلى الأمم المتحدة من جديد، في حال لم تثمر الجهود الدولية، الرامية إلى إعادة عملية السلام إلى سكتها الصحيحة، ولم يحدث أي انفراج في العملية السياسية.
جاءت تأكيدات الرئيس، خلال افتتاح ملتقى الاعلاميين الرياضيين العرب الثاني، الذي ينظمه اتحاد كرة القدم الفلسطيني اليوم، في فندق موفنبيك رام الله.
وأضاف الرئيس: الآن عندنا مسارات مختلفة، المسار السياسي ننتظر وأرسلنا رسائل عدة، إذا لم يحصل أي شيء سنذهب إلى الأمم المتحدة للحصول على شيء، عندما نذهب إلى الأمم المتحدة لن تحل المشكلة لأن المشكلة تحل بالمفاوضات الثنائية هناك ثلاثة أمور مهمة المصالحة والوضع السياسي والحكومة.
وأكد الرئيس على أن منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يريدون من إسرائيل فقط أن توقف النشاطات الاستيطانية، لأن الأرض أرض فلسطينية، ولا يجوز أن يستمروا في البناء، وتابع: تعالوا نجلس على الطاولة والعالم كله يقول حدود 67، ولكن إلى الآن يرفضون وبالتالي تتعطل المفاوضات، نريد استغلال كل دقيقة وساعة للوصول إلى دولة فلسطين فقط نقول حدود 67 ويوقف الاستيطان.
وفيما يتعلق بإضراب الحركة الأسيرة عن الطعام، قال الرئيس: قبل أيام مرت بسلام قضية إضراب الأسرى، وتم حلها وهي ليست المشكلة، المشكلة وجود أسرى بالسجون، فهناك اتفاقات مكتوبة وشهود عليها من الأميركان ورؤساء حكومات سابقين في إسرائيل ووزراء، نريد إطلاق سراح جميع الأسرى وهم أكثر من 5000 والحادثة مرت بسلام أي بعد مرور 78 يوماً.
وأضاف: أصر على أن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تطلق سراح الأسرى، هناك أسرى إداريين من دون محاكمة، أي شريعة في العالم تقبل أن يعتقل إنسان لمدة طويلة من دون محاكمة قضايا، نحن بصدد حلها ونتمنى أن يقبلها الطرف الإسرائيلي لا يوجد حل إلا من خلال مفاوضات وهذا ما لم نصل له.
وأكد الرئيس أن الرأي العالمي ودول العالم تؤيد وتقبل وجود دولة فلسطينية مستقلة ولا تقبل وجود أسرى في السجون، لا سيما أن 133 دولة تعترف بفلسطين التي عاصمتها القدس ودول كثيرة في أوروبا تعترف بها.
وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، قال الرئيس: اليوم سنعلن عند الساعة 6 مساء الحكومة الفلسطينية لا نستطيع أن نبقى للأبد من دون حكومة لأن هناك وزراء استقالوا.
وتابع حديثه بالقول: هذه الحكومة وحتى تشكل لا بد أن تحضر لانتخابات، وهناك معضلة في غزة، ولا أحد يعرف من ينتخب ومن لا ينتخب، ولدينا شفافية في الانتخابات والذي يشرف على الانتخابات لجنة مستقلة، وعندما نجحت حماس في الانتخابات في المجلس الشريعي، أنا أعلنت النتائج فورا وهنأت حماس، نحن لا نلعب بموضوع الانتخابات نؤمن بالديمقراطية وبالحرية والتعددية، التحركات في دول الربيع العربي قامت من أجل الحرية والتعددية.
وأكد الرئيس على ضرورة السماح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في قطاع غزة لتسجيل الناخبين، لأنه منذ العام 2007 لم يتم تسجيل الناخبين، وهناك الآن حوالي 250 إلى 300 ألف مواطن غير مسجلين في قوائم الانتخابات.
وأكد الرئيس الجاهزية التامة للانتخابات، في انتظار رد حماس بالموافقة، وللآن لم يحدث شيء، وهناك حجج عند حماس بعدم إجراء الانتخابات.
وفيما يتعلق بالمصالحة، قال الرئيس: بخصوص المصالحة، يقولون إنه عندما نذهب إلى المصالحة نترك السلام، ولكن هذا غير صحيح نحن نقول إن المسار السياسي والمصالحة مساران متوازيان يكملان بعضهما البعض، وحماس جزء من الشعب الفلسطيني لا يمكن إنكاره أو سلخه ونتنياهو شريكنا في السلام.
وأضاف: قضية أخرى المصالحة، حدث الانقلاب عام 2007 لم نتعامل نحن معه بالقوة ولجأنا إلى جامعة الدول العربية لتقول رأيها والجامعة حولت الأمر إلى مصر التي بذلت جهودا خارقة حتى وضعت الأمور في نصابها واستمرت الجهود واختتمت باتفاق الدوحة، حماس والطرف القطري قالوا إنه لا بد من تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين برئاستي ووافقت على ذلك على مضض.
وتطرق الرئيس في حديثه للوفود القادمة من 15 دولة عربية إلى قضية زيارة فلسطين والقدس، وقال في هذا الصدد: أنا لا أفتي، ولكن رجال الإفتاء قالوا وأكدوا أن القرآن والسنة النبوية لم يحرما زيارة الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف، وخير مثال هو تنظيم زيارة إلى فلسطين من قبل مفتي القدس أمين الحسيني لكل رجال الدين العرب والمسلمين، الذين لبوا الدعوة وعلى رأسهم شيخ الأزهر عام 1931 وكانت حينها زمن الانتداب البريطاني، فكيف كان ذلك حلالاً والآن أصبح حراماً؟.
رداً على سؤال لصحفي لبناني حول العلاقات الفلسطينية اللبنانية، قال الرئيس: مرت العلاقة الفلسطينية اللبنانية بظروف صعبة، وبالذات في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات، إلى أن وصلت إلى حد القطيعة، في العام 2005 في حكومة ميقاتي الأولى بدأ الحديث عن الحقوق المدينة للفلسطينيين في لبنان، وكان وزير العمل آنذاك طراد حمادة وضع هذه الحقوق على الطاولة وهذا أدى إلى تقليص عدد المهن التي لا يجوز للفلسطينيين أن يعملوا بها، والآن يوجد عدة قوانين في البرلمان، ورئيس البرلمان متحمس من أجل إنهاء الحظر على الفلسطينيين في لبنان بحيث يستطيعون أن يعملوا في كل شيء.
وتابع حديثه: نحن نعتبر أنفسنا ضيوفا في لبنان، هذا البلد الكريم الذي استضافنا في أصعب الظروف، ونحن نقول إننا بحماية الجيش اللبناني ومسألة السلاح لا نريدها، وهذا كله لا يعني التوطين في لبنان الذي نحن ضده، ولو سألت طفلا فلسطينيا عمره عدة سنوات ما هو خيارك لقال لك العودة إلى فلسطين، فلقد زرت تشيلي وقابلت أطفالا وطلاب مدارس أهلهم مهاجرون منذ العام 1850، والكل يقول فلسطين فلسطين.
وفي جوابه على سؤالين لصحفيين مصري وموريتاني، قال الرئيس: مصر هي الشقيقة الكبرى ولديها أسبوع صعب يترشح فيه 13 من أبنائها لتختار الأصلح من بينهم، وموريتانيا بلد المليون شاعر، نتمنى له دائماً النصر والثبات وأهم دعم عربي لنا هو مجيئكم هنا، لأن البعض يحاول منعكم من المجيء.
وأردف الرئيس: أعرف أنكم تتصورون ما قيمة هذه الزيارة، وهذا اللقاء الذي يتم على أرض فلسطين رغم ما أحيطت الزيارة بمقولات مختلفة ومتناقضة ما بين التحريم والتحليل والقبول والرفض، ولكن القوة في عقولكم وقلوبكم دعتكم لتأتوا إلى هنا فأهلا وسهلا بكم، هناك وفود من 15 دولة عربية وهذا رد بليغ لمن يقول لا تأتوا إلى هنا، هناك وفود من اندونيسيا وغينيا وكينيا وبريطانيا والسويد وأميركا وغيرها، كلها جاءت لتساهم في حق شعبنا على أرضه ليبني عليها دولته التي يجب أن تكون عاصمتها القدس الشريف.
وأضاف: إنها فرصة ثمينة وغالية على قلوبنا جميعا أن نرى هذه الكوكبة من إعلاميين من العالم من عرب وأصدقاء من مختلف العالم جاءوا ليساهموا في هذا المؤتمر مؤتمر الرياضة والإعلاميين الرياضيين، لكن معنى هذه الزيارة إضافة لما تعنيه من دعم الرياضة من إعلاميين ورياضيين إلا أنه في الأساس دعم لصمود الشعب الفلسطيني، دعم لهذا الشعب المحاصر الذي يعيش الحصار منذ عقود طويلة ولكن جئتم لتفكوا عنه الحصار ولتقولوا له نحن معكم ونؤيدكم لأن قضيتكم هي قضيتنا.
وأوضح الرئيس أن الرياضة لم تكن على رأس أولوياتنا لأسباب الاحتلال والشتات، "كنا بعيدين عنها وإن كان شبابنا يشاركون ويلعبون مع كل شباب العالم لأنهم يشعرون بأن الرياضة مهمة في حياة الشعوب".
وتابع الرئيس حديثه، ولكنه انتقل إلى الحديث عن الرياضة، وأكد أن الرياضة رسالة هامة لكل الناس، وهي فوق الجغرافيا والسياسية وفوق التشعبات والفروقات ما بين الرجل والمرأة، وأضاف: نحن نعتبر كما كثير من الدول المرأة هي نصفنا الأحلى وصاحبة الحق في كل شيء وعلى رأس كل شيء.
وشدد الرئيس على ضرورة أن تكون المرأة شريكة في كل أنواع الرياضة ونعرف أن الرياضة رسالة، إضافة إلى أنها رسالة سياسية لأنها تقرب بين الشعوب وتعرفها على بعضها وتشيع الحب والأخوة والتآلف بين الشعوب.
وأكد الرئيس أن المرأة شريك أساسي في الرياضة والرياضة فوق السياسة، تتعامل مع كل الشعب في الضفة وغزة والقدس والشتات لا فرق ولا حدود ولا سدود والجميع سواسية، لهم الحق في المشاركة ومتابعة النشاطات الرياضية التي تخلق الشعوب وتدعم حياة الشعوب، وهي ليست ممتعة فقط بل من مكونات الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر الرئيس عباس أن الرياضة تسهم في تقريب وجهات النظر وفي حل الكثير من المشاكل، التي استعصت عليها السياسة واللواء الرجوب استطاع أن يوحد بين الضفة وغزة رغم أن السياسيين مختلفون.
وأثبت الرئيس في حديثه ثقافته الواسعة ليس على الصعيد السياسي فقط، بل وعلى الصعيد الرياضي، وفاجأ الحضور بالقول: كانت هناك نزاعات بين الصين وأميركا لم يستطع أحد حل المشكلة إلا أن فريق كرة الطاولة الأميركي جاء إلى الصين وحل المشكلة.
وأضاف الرئيس عباس: في عام 1934 لم يكن أحد منكم مولود كنا نتبارى مع أشقائنا في مصر، لندخل كأس العالم أي أننا وصلنا الدرجات النهائية، هذا يعني أنه كان لنا رياضة عربية، لكن ظروف الاحتلال غيرت الكثير من حياتنا وقبل سنتين قررنا أن نقوم بنهضة رياضية وهذا ما ترونه الآن من نشاطات على كل المستويات عمرها سنتان فقط والرجوب قام بكل الجهود.
وأكد على احترام كل المواثيق الدولية في الرياضة وغير الرياضة، وشدد على تصميمه على تطبيق هذه السياسة لاقائمة أساساً على احترام مواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات الثنائية والدولية .."ونحن تحت القانون وتحت الأنظمة الدولية في كل يوم نردد أننا ملتزمون بالشرعية الدولية وأنتم الحكام إذا أخطأنا فأخرجونا من الملعب".