فقدت جميع عائلتها- جمانة تنتظر رؤية والدها الاسير لأول مرة بحياتها
نشر بتاريخ: 19/05/2012 ( آخر تحديث: 19/05/2012 الساعة: 18:54 )
غزة- خاص معا- تفتش الطفلة جمانة من رفح في ألبوم الصور في محاولة لتشكيل ذاكرة تربطها بوالدها الأسير علاء أبو جزر المعتقل منذ العام 2003، وعمرها كان لا يتعدى العامين.. تركها والدها برعاية شقيقه أيمن بعد وفاة والدتها إثر صراعها مع المرض وعمرها أربعة أشهر، وبعد عام استشهد أيمن، لتنتقل رعايتها لجدها الذي توفي محروما من رؤية نجله الأسير، واليوم تقوم برعايتها جدتها التي حملت على عاتقها أمانة جمانة.
جمانة فرحت هذا الأسبوع مرتين.. الأولى لأنها علمت ان زيارة السجون لأهالي قطاع غزة ستكون مسموحة، والثانية لان أبيها فك الإضراب عن الطعام وهي فعلت نفس الشيء ..
جمانة التي لا يقوى جسدها الغض، أصرت على الإضراب عن الطعام تضامنا مع والدها والأسرى في السجون الإسرائيلية، في لفتة منها بحثا عن حرية تأمل أن تكون قريبة لتنعم بدفء وحنان والد افتقدته منذ نعومة أظفارها.|175573|
تقول جمانة :"عمري أصبح عشر سنوات وأنا أعاني حرمان أبي والسبب الاحتلال الإسرائيلي قائلة" الاحتلال الإسرائيلي حرمني من أبي واغتال عمي ومنع جدي من العلاج للخارج ".
وأضافت "وأنا عمري سنتين ونصف سمح الاحتلال الإسرائيلي بزيارة لأبي وخرجت برفقة جدتي الساعة الثالثة فجراً لما وصلنا السجن تفاجئنا إني ممنوعة أمنيا أخرجوني من الحلابة صرخت بصوت عالي أريد أن أشاهد أبي أخرجوني بالقوة" .
وتتابع قائلة " أنا لا أعرف أبي إلا بالصورة وأتمنى أن يخرج من السجن لأحتضنه ويعوضني حنان الأب"، مشيرة إلى انه لا يوجد أحد يرعاها إلا جدتها وتناديها ماما "قائلة عندما أنحج في المدرسة وأحصل على الشهادة أظل أبكي لا يوجد من يشاركني فرحتي.. أبي بالسجن وأمي توفت وجدي توفي وعمي استشهد وفي الأعياد لا أرتدي ملابس العيد".
واليوم تنتظر جومانة موعد الإعلان عن الزيارات لسكان قطاع غزة إلا أن قلبها يدق خوفا من إمكانية منعها من الزيارة .
وتقول الطفلة جمانة عندما علمت ان والدي مضرب عن الطعام ومعزول إنفراديا أضربت عن الطعام تضامنا معه ومع جميع الأسرى لتحقق مطالبهم أنا أضربت عن الطعام أملاً ان ارى أبي وأحتضنه مثل باقي الأطفال ولأذهب معه لزيارة قبر والدتي وأقرأ الفاتحة على روحها وحتى يسأل عني بالمدرسة متمنية أن يجلس والدها معها علي مائدة الطعام" .|175570|
وناشدت الطفلة المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان والدول العربية أن يقفوا مع قضية الأسري ويحرروا جميع الأسرى.
أما والدة الأسير علاء أبو جزر تروي لـ "معا" معاناتها منذ أسر إبنها فتقول علاء هو أكبر أبنائي درس وتخرج من الجامعة الإسلامية وأصبح محاسب وبعد فترة من تخرج علاء ومرض والده بفشل كلوي وفقد النظر، وتحمل علاء كامل المسئولية عندما اشتد المرض على والده ونقله للعلاج بمصر مرتين وبالمرة الثانية وهو عائد اعتقل علاء وكانت زوجه علاء قد توفيت وعمر طفلته كان 4 شهور ولم نعرف بعد ذلك الوقت عنه شيئا وتوجهنا إلى مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر وأخبرنا أن علاء في سجن المجدل وحكم عليه 18سنة وبعد فترة طويلة إتصل علاء يخبرنا انه موجود في سجن المجدل مؤكدة أنها منعت من الزيارة".
وأوضحت والدة علاء أنها تولت جومانة بعد وفاة والدتها مبينة أن الطفلة عاشت حياة صعبة مليئة بالحرمان والقسوة.|175572|
وأشارت والدة علاء يوم استشهاد أيمن سمح الاحتلال الإسرائيلي بمكالمة هاتفية لمدة 7 دقائق ليتحدث علاء معنا ولما توفي والده سمح له بمكالمة هاتفية لمدة 5 دقائق وهذا هو الوقت الوحيد الذي تواصلنا فيه معه ".
وتقول الوالدة "كل إنسان ضميره حي يقف مع الأسري للمطالبة بحقوقهم ويحررهم قائلة 8 سنوات لم أزور علاء في كل وأبعت صور إبنته عن طريق الصليب حتى يتعرف علي ملامح ابنته لكنها لم تصل .
وتابعت حديثها :"أتمني أن يحتضن علاء طفلته بعد عشر سنوات من المعاناة قائلة أسعد خبر سمعته من عشر سنوات أن مطالب الأسرى وتحققت واتمنى ان ارى ".
حكاية الطفلة جمانة نموذج مصغر ولأهالي الأسرى من قطاع غزة الذي يصل عددهم نحو 480 اسيرا محرومين من الزيارة منذ اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2007 ولم تنته معاناتهم بانتهاء صفقة التبادل .|175569|
|175568|
|175567|