الأربعاء: 22/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

كتُب تظلٌم- هل تتكرَم بلاد الحرمين باستقبال حجاج غزة جميعاً؟

نشر بتاريخ: 22/05/2012 ( آخر تحديث: 23/05/2012 الساعة: 09:13 )
غزة-خاص معا- المفاجأة أن عدد من سجلوا من أهالي قطاع غزة راغبين بأداء مناسك الحج بالأراضي المقدسة فاق التصور فالعدد بلغ 32 ألف مواطن جل همهم أن يؤدوا فرضاً شرعياً خائفين مما تخفيه الأيام.

بين هؤلاء ما لا يقل عن عشرة آلاف مواطن تجاوز الخمسين من عمره، ثلاثة آلاف وأكثر ممن سجل طالباً للحج ما يزيد عن خمسة أعوام كاملة، فلماذا لم تدركهم محطات الحج لهذه الأعوام وما هي مشكلتهم ولماذا لا تتكرم بلاد الحرمين الشريفين بإيلاء سكان قطاع غزة المحاصرين أهمية خاصة وتتكرم باستيعابهم جميعا أو حتى نصف العدد فهل يكفي 2510 حاج لكل عام من بين عدد هؤلاء المسجلين المهول؟

الموظفون في دائرة الحج والعمرة بغزة وقفوا عاجزين عن الكلام أمام حشود من المواطنين الغاضبين الذين لم يتركوا كلمة واحدة إلا وأطلقوها سباباً وشتماً على من يتسبب بتأخير حجهم، ظنا منهم ان اسماءهم كانت مدرجة لولا القرعة التي أجريت بغزة، وإلى جانب موظف من وزارة أوقاف غزة موظف آخر يعمل لأوقاف الضفة الغربية، وهم يعملون كخلية نحل لاستيعاب غضب المواطنين وامتصاصه بكتب تظلم من المواطن يتم رفعها للجنة الحج المشتركة بين غزة والضفة ولكن طرفاً همس لـ "معا" أن هذه الكتب لن تجد لها حلاً سوى بمكرمة من الأراضي السعودية تستوعب المتظلمين وجلهم من كبار السن والمرضى ومن فاته الحج لأعوام متتالية رغم دخول اسمه كمبيوتر المسجلين.

العام الماضي أوقفت وزارة الأوقاف في قطاع غزة التسجيل للحج أمام المواطنين وكان عدد المسجلين 17 ألف مواطن وحين تم توجيه الاتهام لها بأنها توقف التسجيل بالقطاع عادت لفتحه العام الجاري ليصل عدد المسجلين لـ 32 ألف وهذا ما يؤكده الكثيرون بأنه خطأ فادح وأنه لم يكن من الضرورة فتح باب التسجيل للعام الجاري.

وزير أوقاف المقالة د. صالح الرقب خرج على الناس بمفاجآت أبرزها عدد المسجلين مهول ومنهم 1465 شخصا سجلوا لأكثر من ست سنوات، و3152 سجلوا لخمس سنوات ومن سجل أكثر من 4 مرات فاق 4555 شخصاً ومن سجل أكثر من 3 مرات بلغ 9206 مواطنا، ومن تراوحت أعمارهم بين 60-79 عاماً بلغ 7 آلاف مواطن حيث تقرر تقسيمهم إلى نسب ووفقها تم اختيار 1500 حاج بنظام القرعة.

العدد المطلوب للسفر وهو 2510 حاج، جرت القرعة لاختيار 1500 منهم أما الألف المتبقية فكما علمت "معا" فقد تم تخصيصها لـ 750 حاج من المسجلين احتياط العام الماضي هم من سيحالفهم الحظ لهذا العام و300 آخرين من المرضى المزمنين والمسنين.

أما وزير الأوقاف في حكومة د. سلام فياض محمود الهباش فقد أكد خلال لقاء مع فضائية "مكس معا" انه لا وجود للواسطة إلا في حالات المسنين والمرضى المزمنين.

ويمكن صياغة كتاب التظلم بعد أن يتأكد موظف الدائرة من ورود اسم الحاج المتظلم لسنوات عدة دون أن يوافقه الحظ السعيد بإتمام مناسك الحج، وهناك تبدأ الصيغة كالتالي:

السادة في لجنة الحج المشتركة المحترمون
أنا المواطن كذا.. أبلغ من العمر ....، أعاني من أمراض كذا وكذا وأتمنى عليكم أن تضيفوا اسمي لقائمة الحجاج لهذا العام قبل أن نموت ولم نؤد هذه الفريضة.

ويختم باسمه ورقم جواله، ومن ثم ترفع الكتب للجنة الحج المشتركة، ولا يعلم بالتالي من يقود الاختيار فيها أو هل فعلاً ستعيش هذه الكتب أو تموت بمجرد خروج المتظلم من باب الوزارة.

ومن لا يستطيع الدخول لمقر الوزارة ويقف على شباك الموظف الخارجي يكتب كتاب تظلم بخط يديه أو بصيغة موجودة من الوزارة ولدى السؤال كم جمعت الوزارة من كتب تظلم تأتي الإجابة: "والله ما عدينا الكتب".

المواطنون يأملون أن تنال غزة الحظوة لدى بلاد الحرمين كونها محاصرة ولا يفتح لها معبر رفح سوى بأيام معدودات ولا يؤمن شر الاحتلال الإسرائيلي الذي يباغتها بالقصف بين الحين والآخر ويسقط منها الكثير من الشهداء بينهم مسنين ومرضى بالطبع.