جامعة خضوري تفتتح مؤتمر أزمة المياه وآفاق التنمية الزراعية
نشر بتاريخ: 21/05/2012 ( آخر تحديث: 21/05/2012 الساعة: 15:41 )
طولكرم -معا - تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وبالشراكة ما بين جامعة فلسطين التقنية- خضوري ووزارة الزراعة وسلطة المياه الفلسطينية، افتتحت جامعة فلسطين التقنية - خضوري اليوم مؤتمر أزمة المياه وآفاق التنمية الزراعية في فلسطين.
واعتلى منصة الشرف رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، والاستاذ الدكتور داود الزعتري رئيس الجامعة، والمهندس وليد عساف وزير الزراعة، والدكتور شداد عتيلي رئيس سلطة المياه الفلسطينية، والدكتور محمود رحيل رئيس المؤتمر.
وحضر المؤتمر ممثلون عن المؤسسات الرسمية والوطنية والمهنية والاجتماعية والقطاع الخاص، اضافة الى ممثلين عن الجامعات والمعاهد والمؤسسات الرسمية والاهلية، وعددا من المهتمين في مجال المياه والتنمية الزراعية.
وبدأت أعمال المؤتمر بعرافة الدكتور سمير بشارات بالسلام الوطني الفلسطيني وآيات عطرة من الذكر الحكيم وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، تلتها كلمة لرئيس المؤتمر الدكتور رحيل والتي وجه فيها رسائل الى جهات الاختصاص حول ضرورة دعم المزارع الفلسطيني ماديا وارشاديا وتوعويا، اضافة الى دعم مزارعي منطقة الاغوار، كما طالب بضرورة العمل على استعادة حقوقنا المائية التي يسيطر الاحتلال على نسبة 85% منها، كما دعا الى دعم الجهات العاملة في مجال الابحاث الزراعية والمهتمة في قضايا التنمية والتي تعمل وفقا لمتطلباتنا الحقيقية.
كما وجه شكره الى رئاسة الجامعة واللجنتين العلمية برئاسة الدكتور باسل النتشة والتحضيرية، اضافة الى كافة الجهات التي قدمت الدعم اللوجستي والمادي لهذا المؤتمر بالشراكة مع وزارة الزراعة وسلطة المياه الفلسطينية، ومنها شركة باديكو القابضة، البيت الالماني GIZ، منظمة الاغذية العالمية FAO ، الوكالة النمساوية للتنمية، الاتحاد النسائي في محافظة طولكرم، وكافة الجهات المشاركة والداعمة للجامعة ونشاطاتها البحثية.
وقدم رئيس الجامعة في بداية كلمته التحية لكافة الاسرى القابعين في سجون الاحتلال الغاشم، وأثنى على نضالهم الوطني الذي خاضوه لتحقيق جزء من مطالبهم، كما وجه شكره للقيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن حفظه الله وكذلك رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على دعمهم المتواصل لقضايا الاسرى وحقوقهم.
كما وجه شكره الى رئيس الوزراء، والوزراء الحاضرين والقائم بأعمال محافظ محافظة طولكرم ورئيس البلدية وممثلوا المجلس التشريعي وكافة ممثلو الاجهزة الرسمية والمؤسسات الاهلية والوطنية المشاركة في هذه الفعالية، التي تهدف الى تسليط الضوء على مشكلة المياه التي تعاني منها الاراضي الفلسطينية في ظل سيطرة الاحتلال الاسرائيلي الكاملة على مصادرنا المائية، وما يترتب عليها من آثار مدمرة على التنمية الزراعية والاجتماعية والاقتصادية.
وعن انجازات خضوري في المجالات الزراعية والبيئة والخطط التطويرية في هذا المجال، اوضح الزعتري بأن خضوري تسعى للتعاون مع كافة جهات الاختصاص والجامعات من أجل عمل جهد مشترك والاستفادة من الخبرات المتبادلة لخدمة المجتمع وتوحيد كافة الجهود الوطنية مؤسسات وافراد للتعاون لدعم المواطن الفلسطيني، كما استعرض الزعتري المشاريع ذات الطابع التقني والبحثي والتنموي التي تسعى الجامعة لتنفيذها، ومنها وحدة معالجة المياه، ووحدة معالجة النفايات وخاصة الطبية وتحويلها الى طاقة باستخدام تقنيات البلازما.
ودعا الزعتري كافة الجهات المختصة الى تنفيذ التوصيات التي ستخرج عن المؤتمر كل حسب اختصاصه. كما قدم شكره الى رئيس المؤتمر واللجنة العلمية والتحضيرية ووزارة الزراعة وسلطة المياه وكافة الوسائل الاعلامية المحلية والوطنية المشاركة في تغطية هذه الفعالية، وخاصة وكالة وفا وتلفزيون فلسطين، وفي ختام كلمته شكر الزعتري السيدة لميس العلمي وزيرة التربية والتعليم على كافة الجهود التي بذلتها سابقا ومازالت في دعم الجامعة ونشاطاتها، وقدم التهاني لوزير التعليم العالي الدكتور علي الجرباوي ووزير الزراعة المهندس وليد عساف على الثقة التي اولاهم اياها فخامة الرئيس ابو مازن ودولة رئيس الوزراء. وتمنى على رئيس ومجلس الوزراء أن يتم اعتماد الكادر المقترح للجامعات الحكومية في أقرب وقت ممكن.
وفي كلمة المهندس وليد عساف وزير الزراعة عبر عن سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يلامس الاحتياجات المائية للمواطنين، والضرورية لاحداث التنمية. خاصة ان الجهة التي تنفذ المؤتمر هي جامعة فلسطين التقنية – خضوري والتي من المفترض ان تساهم فعليا في احداث التنمية من خلال البحوث التي تقوم بها المراكز المتخصصة بها. تحدث عساف عن سياسات وزارة الزراعة التي تسعى من خلالها الى سد احتياجات المواطنين والاسهام في احداث التنمية ومحاربة البطالة، حيث ان قطاع الزراعة من القطاعات الاقتصادية الهامة خاصة في فلسطين لانها مرتبطة بالحفاظ على الهوية والارض.
كما اوضح بأن الوزارة عاكفة في المرحلة القادمة على تقديم كافة اشكال الدعم لاعمال البحث والتطوير وخاصة في مراكز الابحاث الزراعية المتخصصة في كافة ارجاء الوطن. وفي ختام كلمته طالب وزير الزراعة بالعمل على اعادة السيطرة على مصادرنا المائية من خلال وضع رؤية واستراتيجية وطنية وموحدة لكافة الجهات لتحقيق هذا المطلب، اضافة الى توظيف وسائل التكنولوجيا لايجاد مصادر مائية بديلة تستخدم في خدمة القطاع الزراعي.
وفي كلمة للدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه أوضح بأنه يجب العمل سويا على الاستفادة مما هو متوفر حاليا بين ايدينا والعمل على ايجاد مصادر بديلة تتمثل في معالجة المياه العادمة وترشيد استخدام المياه، وقد اوضح بأن سلطة المياه تعمل جاهدة على تنفيذ مشاريع هائلة وبتكلفة عالية ستنعكس آثارها ايجابيا على المواطنين، منها مشاريع لمعالجة المياه في عدة مناطق في الضفة بالاضافة الى اقامة سدود. قدم العتيلي شكره للوكالة النمساوية على الدعم الذي قدمته الى مشاريع سلطة المياه ومنها مشاريع للبحث العلمي ومنحا للحصول على درجة الماجستير في المجالات الزراعية.
وعبر القائم بأعمال محافظ طولكرم جمال سعيد عن سعادته بهذا المؤتمر المتميز على ارض محافظة طولكرم والذي يهدف الى بلورة رؤية لمعالجة هذه الازمة وايجاد الحلول العملية لها. نظرا لاهمية المياه والدفاع عنها كحالة وطنية تقرر صمود شعبنا في ظل ممارسات الاحتلال التى تهدف الى اضعاف بقاء المواطنين على ارضهم.
في بداية كلمة رئيس الوزراء تلقى الدكتور فياض نداء من مجلس الطلبة يرجو فيه رئاسة الوزراء بضرورة تحقيق مطالب نقابة العاملين من اجل الحفاظ على سير العملية التعليمية في الجامعة، وقد أقر رئيس الوزراء بضرورة انصاف العاملين في الجامعات الحكومية، وافاد بأنه متلزم وحريص على التعامل بايجابية بشأن الكادر المقترح لتعديل رواتب العاملين في الجامعات الحكومية، إلا انه طلب من نقابة العاملين بعض الوقت لاقراره.
وقد أوضح الدكتور فياض بأنه تلقى عدة رسائل من جهات داعمة لقضية العاملين في الجامعات الحكومية وخاصة في جامعة خضوري التي عملت وزيرة التربية والتعليم السيدة لميس العلمي جاهدة مع رئيس الجامعة الدكتور الزعتري على تقديم كادر مقترح للعاملين في الجامعات الحكومية لانصافهم بتعديل رواتبهم.
كما أكد فياض على دعم الحكومة للجامعات الفلسطينية وخاصة جامعة خضوري التي كان يشار اليها بالبنان داخل فلسطين وخارجها، وعبر عن ثقته بالجامعة وادارتها للعمل سوية وبتكامل الجهود من أجل ان تحتل هذه الجامعة في المرحلة القادمة المرتبة التي تستحقها.
وفي شأن موضوع المؤتمر تمنى الدكتور فياض من أعضاء المؤتمر رؤية متعددة ومقترحات محددة وخطوات عملية تقدم للجهات ذات الاختصاص كل في مجاله من أجل حسن ادارة الموارد وتعظيم الجهد والتخفيف من هذه الازمة. كما أكد على ضرورة الاستفادة من الانتصار السياسي الذي تم تحقيقه دوليا من خلال بيان الرباعية الاخير والذي تم التأكيد فيه وللمرة الاولى على أن الاراضي التي تم اقتطاعها داخل الجدار العنصري من قبل الاحتلال الاسرائيلي هي اراض متنازع عليها، وبالتالي يجب العمل جميعا من اجل استثمار ذلك بالعمل على تنفيذ وايجاد بدائل للاستفادة من هذه الاراضي.
كما أكد على أن مشاريع معالجة المياه العادمة والتي ستخصص للمشاريع الزراعية، أمثال مشروع وادي الزومر، الذي تمنة الانتهاء منه في المدة المحددة له أي خلال عام ان شاء الله ليتم استثمار نتائجه في دعم القطاع الزراعي، وقد أكد على دور جامعة خضوري بضرورة العمل في هذا المجال لمعالجة المياه. وقد انهى الدكتور فياض بمقولة جبران خليل جبران الحق في سواعد من يحرثون الارض، تأكيدا على ضرورة العمل منها جميعا على الحفاظ على هذه الارض ومن عليها.
وفي نهاية الحفل تم تكريم المتحدثين الرسميين والجهات الممولة للمؤتمر، ليبدأ بعدها افتتاح جلسات المؤتمر من قبل رئيس المؤتمر الدكتور محمود رحيل، وقد خصصت الجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور عنان الجيوسي لمناقشة السياسات المائية والزراعية في فلسطين، حيث قدم فيها مشاركات علمية كل من: السيد سمير حلاحله، والدكتور عبد الرحمن تميمي، البروفسور مروان حداد، الدكتور وليد صبحة، السيد قاسم عبده.
وفي وقائع الجلسة الثانية التي سيترأسها البروفسور مروان حداد ستخصص لأثر التغير المناخي على المياه والزراعة، كما سيتحدث فيها السيد جمال الدادا، الدكتور ماهر ابو ماضي، الدكتور زاهر برغوثي، السيد سالم ناصر، الدكتور علي بيطار.
وستتواصل الثلاثاء اعمال المؤتمر من خلال ثلاث جلسات ستتناول من محاور المؤتمر إدارة واستخدام المصادر المائية التقليدية، اضافة الى أثر الممارسات الزراعية على البيئة ومصادر المياه.