الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعدام الرئيس صدام ومشهد الاعدام صور فيديو - بوش سعيد واوروبا تشجب والعرب اعتمدوا حكمة الصمت باستثناء اليمن

نشر بتاريخ: 29/12/2006 ( آخر تحديث: 30/12/2006 الساعة: 00:02 )
بيت لحم -معا- "صدام حسن ليس قاطع طرق او لص بنوك وانما رئيس دولة جرى اعتقاله جراء غزو عسكري وبالتالي فان محاكمته سياسية لاغراض دنيئة " هذا ما قال مسؤول فرنسي ردا على انباء الباس الرئيس صدام البدلة البرتقالية تمهيدا لاعدامه بعد ان قامت امريكا ( خصمه ) بمحاكمته ورفضت تقديمه لمحكمة دولية في لاهاي .

وبعد ان تضاربت الانباء والتكهنات حول موعد اعدام الرئيس العراقي صدام حسين شنقاً حتى الموت،قالت مصادر امريكية وعراقية ان حكم الاعدام نفذ قبل الساعة السادسة صباح اليوم بتوقيت مكة المكرمة، وأن عملية الإعدام جرى تصويرها وقال موفق الربيعي المستشار الامني للحكومة العراقية ( ان صدام حسين اساسلم للحكم شنقا وطلب تسليم القران الذي يحمله بيده لشخص اسمه بندر ومن ثم مشا الى حبل المشنقة بهدوء ودون اي رفض ) .
بدوره أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تصريحات نقلتها قناة "العراقية" الفضائية الناطقة باسم الحكومة ان "لا احد بامكانه نقض حكم الاعدام بحق صدام حسين".

واضاف "من يرفض اعدام صدام حسين يستهين بشهداء العراق وكرامتهم وان لا مراجعة ولا تأخير في تنفيذ الحكم ضد صدام حسين".

وفي إشارة إلى قرب تنفيذ حكم الإعدام استقبل صدام حسين في زنزانته أمس وللمرة الأولى أخويه غير الشقيقين سبعاوي ووطبان المحتجزين أيضا في سجن أميركي، وسلمهما رسالة لعائلته.
هذا وسلمت قوات الاحتلال الامريكي الرئيس العراقي صدام حسين الى السلطات العراقية بعد ان امضى فترة اعتقاله تحت حراسة امريكية.

من جهته أعرب عبد القادر باجمال رئيس الوزراء اليمني في رسالة بعثها اليوم إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلق الحكومة اليمنية الشديد مما يجري في الساحة العراقية من صراعات ونزاعات دموية ذات أبعاد خطيرة ولا توحي بمستقبل آمن ومطمئن على حياة المواطنين وعيشهم بحرية وكرامة وأمن وسلام اجتماعي كامل"، حد تعبير الرسالة.

وأضافت رسالة رئيس الوزراء اليمني "ان الحكومة اليمنية وبعد أن تعرفت على وجهة نظر المجموعات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات المتصلة بذلك تجد نفسها للحقيقة والتاريخ تطالبكم للتدخل لمنع تنفيذ الحكم لما في ذلك من سن قواعد جديدة غير إنسانية لا تتفق مع طبيعة المحاكمات السياسية، وقد يؤدي التنفيذ أيضا إلى المزيد من تفاقم الصراعات الداخلية ومعاناة الشعب العراقي من جرائها".
من جهتها اكدت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي معارضتها لاعدام صدام حسين الذي قد ينفذ قريبا، وقال وزير الخارجية اركي توميويا خلال مؤتمر صحافي في هلسنكي ان الاتحاد الاوروبي يرفض عقوبة الاعدام التي يجب الا تطبق في هذه الحالة ايضا.
وكانت هيئة الدفاع عن صدام قالت في بيان لها ان القوات الاميركية وافقت على ترتيب لقاء للمحامين معه خلال الايام القليلة المقبلة وهو ما يؤكد انه مايزال تحت سلطة الاحتجاز الاميركية فيما قال مسؤول عراقي ان السلطات العراقية قد تسلمت الرئيس السابق من القوات الاميركية وانه تم الباسه بدلة الاعدام البرتقالية تمهيدا لتنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت الصادر بحقه في قضية الدجيل .

الجانب الأميركي قد طلب من رئيس هيئة الدفاع الحضور لتسلم الأغراض الشخصية لصدام حسين واخيه غير الشقيق برزان إبراهيم التكريتي وانه لم يتأكد أي من الأنباء المختلفة الأخرى.

اما هيئة الدفاع فقالت :
إن السعي المحموم في إستعجال تنفيذ حكم الإعدام الجائر من قبل السلطات العراقية والإدارة الأمريكية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المحاكمة المهزلة لم تكن إلا غطاءا لقرار تم إتخاذه بتصفية السيد الرئيس قبل إنطلاق المحاكمات وأن لا شيئ يبرر هذا الإستعجال سوى قطع الطريق على كل الأصوات المتعقلة التي نبهت إلى خطورة تنفيذ قرار الإعدام الجائر.

إن الإعلان الصادر من المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة والذي طالب الحكومتين الأمريكية والعراقية بوقف تنفيذ حكم الإعدام على الرئيس صدام حسين ورفاقه لا يكفي وحده في هذه اللحظات الحاسمة وانما ينبغي ان يلحقه توصية واضحة من مكتب المفوض السامي الى مجلس الأمن او للأمين العام للأمم المتحدة للتدخل فوراً بإتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وقف تنفيذ هذا الحكم الجائر غير المستند الى اي قواعد او اعراف او قوانيين. بل وجاء مخالفاً لما استقر عليه العمل والقوانيين الدولية.

اننا نثمن ونقدر البيان الصادر اليوم من الحكومة اليمنية ونطالب ونهيب بكافة القيادات والحكومات العربية وبالأمين العام لجامعة الدول العربية للتدخل الفوري للحيلولة دون تنفيذ هذا الحكم. كما نهيب بكافة المنظمات الدولية المعنية بالتدخل لوقف استمرار هذه المهزلة.

ان التاريخ يسجل هذه اللحظات بدقة ولن يرحم اياً من اللذين كان لديهم فرصة لوقف استمرار نزيف الدم العراقي والإستهتار بقواعد القانون ومبادئ الحق والعدل والإنصاف.

ولهذا فأن هذه هي لحظة الحقيقة التي ينبغي ان تظهر فيها كل المواقف بوضوح من اجل دعم القيم الإنسانية المتفق عليها والمستقرة في الضمير الإنساني وإلا فإن الإعدام لن يطال السيد الرئيس صدام حسين فقط وانما ستكون مبادئ الحق والعدل اول المعدومين.


صدام ارتدى البدلة البرتقالية

وقال رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي بهاء الأعرجي إن الحكومة العراقية تسلمت صدام حسين بالفعل مساء امس لتنفيذ حكم الإعدام به . واضاف انه قد ودع اخويه في المعتقل وتم تجريده من ملابسه ومقتنياته والباسه البدلة البرتقالية الخاصة بالمحكومين بالاعدام . واضاف انه سيتم غدا السبت او بعده الاحد قبل الساعة الثانية عشرة ظهرا كما ابلغ "راديو سوا" مشيرا الى انه تم ترتيب مكان الاعدام ونصبت المشنقة .

وفي وقت سابق ودّع صدام اخويه غير الشقيقين المعتقلين معه وسلمهما رسائل الى عائلته .. بينما تدخل القوات الامنية العراقية اليوم حالة طوارئ قصوى لمدة شهر تحسبا لتداعيات الاعدام الامنية . وتوقّع ان تقوم السلطات العراقية بإعدام الرئيس السابق قبل بداية عطلة عيد الأضحى يوم الأحد المقبل في تصريح ادلى به لمحطة (سي بي أس) الاميركية الليلة الماضية والتي اشارت ايضا الى ان مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي ابلغها ايضا ان المسؤولين العراقيين سيقومون بتسجيل لحظات صدام النهائية على شريط فيديو .
وقال الربيعي "سنسجل بالفيديو كل شيء .. اقتياده من الزنزانة إلى الإعدام سيسجل بالفيديو والإعدام الفعلي سيكون موثقا ويسجل بالفيديو". لكنه لم يشر فيما اذا كانت عملية تنفيذ الاعدام المسجلة ستبث عبر التلفزيون العراقي. واشار الربيعي الى ان موعد تنفيذ حكم الاعدام سوف لن يعلن تفاديا لاضطرابات واعمال عنف ينتظر ان يقوم بها مؤيدو صدام .

وقال محام ان صدام حسين ودع اثنين من اخوته غير الاشقاء امس في لقاء نادر في السجن بينما ينتظر تنفيذ حكم الاعدام . وقال محامي الدفاع بديع عارف بعد ان قابل صدام اخويه وطبان وسبعاوي المحتجزين ايضا في معسكر كوبر للجيش الاميركي قرب مطار بغداد ان "روحه المعنوية مرتفعة ومن الواضح انه يجهز نفسه." واضاف لرويترز "قال لهم انه سعيد انه سيلقى حتفه على أيدي أعدائه ويصبح شهيدا لا مجرد ان يقاسي عناء السجن." وقال المحامي "انه أعطاهم رسائل الى عائلته."

وطالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحكومة العراقية بعدم تطبيق حكم الإعدام الصادر بحق صدام حسين معتبرة أن المحاكمة بالأساس "تشوبها عيوب كبيرة" وأن قرار هيئة التمييز يتوافق مع ما سبق وأعلنته جهات عراقية رسمية. وقالت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في بيان لها إنه كان يتوجب على هيئة التمييز العراقية أن تعيد النظر في كل الجوانب القانونية للحكم قبل إصدار قرارها النهائي مذكرة بما سبق لمستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أن أذاعه حول قرار الهيئة قبل صدوره وتلميحه إلى أن الهيئة ستؤيد الحكم.


وقال صدام حسين امس الاول في رسالة "وداعية" قبوله "الشهادة" وحث الشعب العراقي على الوحدة. وقال إنه يقدم نفسه "فداء فإذا أراد الرحمن هذا صعد بها إلى حيث يأمر سبحانه مع الصدّيقين والشهداء. وأن أجّلَ قراره على وفق ما يرى فهو الرحمن الرحيم وهو الذي أنشأنا ونحن إليه راجعون فصبراً جميلاً وبه المستعان على القوم الظالمين."

وحث صدام، في رسالته الشعب العراقي المتنوع طائفياً وعرقياً، على أن يصبح نموذجاً للحب والتسامح والتعايش، وانتقد كلاً من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وإيران حيث قال "في ظل عظمة الباري سبحانه ورعايته لكم... ومنها أن تتذكروا إن الله يَسّر لكم ألوان خصوصيّاتكم لتكونوا فيها نموذجاً يَحتذى بالمحبة والعفو والتسامح والتعايش الأخوي في ما بينكم."وصدام حسين مسجون منذ اعتقاله في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 في سجن يقع بالقرب من مطار بغداد الدولي في ضواحي العاصمة العراقية مع عدد من كبار اركان نظامه السابق وبحماية القوات الاميركية .

طوارئ في العراق لمدة شهر
وقد دخلت القوات الامنية العراقية اليوم في حالة انذار قصوى وألغت اجازات منتسبيها واتخذت اجراءات امنية مشددة تحسبا للتداعيات الامنية التي ستفرزها عملية اعدام صدام .وقد انتشرت قوات الامن بشكل كثيف في بعض المدن العراقية وخاصة في العاصمة بغداد وشددت حراساتها على المقار الرسمية واقامت نقاط تفتيش فيها حيث ستستمر حالة الانذار هذه لمدة شهر .