الزهار لـ " عكاظ ": العرب لا يحاصروننا وخلافنا مع فتح حول الوزارات السيادية
نشر بتاريخ: 30/12/2006 ( آخر تحديث: 30/12/2006 الساعة: 15:49 )
بيت لحم - معا - جدد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني محمود الزهار رفض حكومته لدعوة الرئيس محمود عباس اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، وكشف الزهار في حوار لـ «عكاظ» ان الخلاف مع حركة فتح يتمثل في رغبتهم تقليد وزارات سيادية لأشخاص معينين.
وأوضح ان الحكومة الفلسطينية التي تترأسها حماس ليست محاصرة من قبل الدول العربية، بل من امريكا واسرائيل، واعتبر ان الهدنة المقترحة مع اسرائيل لا تعني اعترافا بها، مؤكدا استعداد الحكومة للحوار مع كافة الفصائل.
فيما يلي نص الحوار:
هل سيعقب أداؤكم للحج نشاط في المملكة؟
- الحقيقة أن الزيارة كانت بغرض أداء الحج فقط، ونحن نقدر للمملكة وللشعب السعودي هذه الوقفة الدائمة والداعم الكبير، نحن نتمنى ان نلتقي بالقيادة السعودية إذا كان هناك متسع من الوقت لديهم مع تقديرنا الكامل وعلمنا بحجم الارتباطات والانشغال بتدبير أمور الحج والسهر على راحة ضيوف الرحمن، نحن نسعد بمناقشة الكثير من القضايا الفلسطينية التي تهم المملكة
ونثمن عالياً حجم التعامل السعودي مع الحج والحجيج وفي كل موسم حيث تتعامل المملكة بنمط حضاري يسهم بالتسهيل على راحة ضيوف الرحمن ورعايتهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم من صحية وأمنية واجتماعية وكل ما يتعلق بذلك فجزاها الله خير الجزاء وجعل ذلك في موازين حسناتهم.
كل المهتمين بالقضية الفلسطينية يجمعون على أن الوضع الداخلي في فلسطين ليس جيداً.. فكيف تنظرون لذلك؟
- الوضع الداخلي وما يجري على الساحة لا يسرنا ولا يسر المسلمين والسبب في ذلك هي المحاولات الجادة والمتكررة لإسقاط الحكومة، وزيادة مستوى الحصار ومنع الأموال وتبني الإضراب المتكرر والخلل الأمني الدائر، هذا أمر لا يرضينا على الإطلاق ويزعجنا ويضر بالقضية الفلسطينية بشكل عام.
لماذا لا تجعلون التفاوض والحوار واقعاً للخروج من المأزق؟
- نحن مستعدون للمفاوضة ولكن ليس على حساب الحكومة التي أقرها الشارع وصوت عليها.
وكيف تردون على ما قالته وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس أن ما يجري في الساحة الفلسطينية هو نوع من الفوضى الخلاقة؟
- أمريكا هي من تتبنى سياسة الحصار وتدعمه وتساعد عليه، حكومتنا باقية ومضى علينا الآن تسعة أشهر على الرغم من مراهنة بعض الفصائل على سقوطها.
لماذا ترفض حركة حماس أن يكون هناك حكومة تكنوقراط هدفها رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني؟
- دعني أقول أولا أن الحكومة التي سبقت هذه الحكومة كانت حكومة تكنوقراط وإنجازاتها يعرفها الشارع الفلسطيني جميعاً، الحكومة الحالية وصلت إلى الكرسي بقرار الشارع لكن المطلوب مع الأسف حكومة تلبي الشروط الرباعية، وتعترف بإسرائيل، وأن تنبذ برنامج المقاومة تحت مسمى العنف وأن تقوم بتلبية كل ما اتفقت عليه السلطات السابقة وهي بالمناسبة لم تلتزم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية وبناء عليه القضية ليست في التكنوقراط، القضية في هل هذه الحكومة ستستطيع أن تمرر برنامجها في المجلس التشريعي؟ الملاحظ مع الأسف أن من ينادون بحكومة وحدة وطنية يريدون عزل الفصائل من المشاركة.
هدنة جديدة
يتحدث البعض عن هدنة جديدة مع إسرائيل؟
- الهدنة التي قدمت عبارة عن (بناء الثقة) وقد قدمتها عدد من الدول الأوربية، ونحن نقول أي هدنة ودماؤنا لم تجف بعد وليس هناك بناء ثقة، مع الأسف الشديد نحن ندرس هذه الورقة ونعمل على تطويعها لكي تلبي شروط الشعب الفلسطيني ولكن لن نقبل بأي تنازل على الإطلاق.
إذاً لن يكون هناك اعتراف بإسرائيل من قبلكم؟
- أولاً الجميع يعرف أن عملية السلام ماتت والمفاوضات توقفت في كثير من الجوانب البعض يريدنا أن نعترف بإسرائيل على الرغم من موت خارطة الطريق وهذا الأمر من غير الممكن تلبيته، إسرائيل تحتل جزء من أراضي سوريا وتحتل أرض فلسطين وقرار إضفاء الشرعية على هذه الممارسات والغطرسة أمر غير ممكن، كما أن الدول العربية معنية بهذا الأمر أيضاً كيف يمكنني أن أعترف بدولة شردت الملايين من شعب فلسطين وخلف قضبان سجونها طردت وهجرت الآلاف، الحصار المفروض حالياً هو من أجل تلبية هذه المطالب.
مفاوضات تبادل الأسرى مع الأسير الإسرائيلي شالوط أين وصلت؟
- نعترف ان هناك مرونة من الجانب الإسرائيلي نحن طلبنا الإفراج بالتزامن وهم في البداية رفضوا ورفضوا قوائم الأسرى التي طالبنا بها، لكنهم عادوا ووافقوا مبدئياً على 500 أسير وهو رقم يقترب مما طلبناه ونتوقع أن تكون عمليات الإفراج بعد موسم الحج مباشرةً بإذن الله تعالى.
كيف ترفضون الاعتراف بإسرائيل والدخول معها في مفاوضات وفي الوقت نفسه أنتم تقبلون هدنة وتتعاملون معها في الشؤون اليومية؟
- الهدنة بالمطلق لا تعني اعتراف بإسرائيل الهدنة قامت بين سوريا وإسرائيل منذ عام 1973 وبالتالي الهدنة تعني وقف إطلاق النار بشروط لكن لا تعني اعترافا، بعض الفلاسفة الجهابذة يقول لك ان الهدنة تعني اعتراف في أي شرع هذا وفي أي منهج سياسي وفي أي قاموس سياسي يمكن أن يفهم هذا الموضوع ؟
وما هو موقفكم من الدعوة إلى انتخابات برلمانية وتشريعية؟
- قلنا موقفنا في السابق أن التشريعية بالمطلق لن نسمح بها لأننا سنرسخ مفهوم أن الانتخابات التي ستأتي بما لا تهوى أميركا يجب أن نعيدها حتى يتم تزويرها، هذه قضية ليس خوفاً من نتائج الانتخابات.
وما الذي يجري بين فتح وحماس هذه الأيام؟
- لدينا إشكالية في التعاطي مع برنامج التمثيل الوطني، موضوع الحكومة الوطنية ليس عليها مشكلة، تنازلنا لهم عن وزارات هامة لكن مع الأسف هناك إصرار من قبلهم على شخوص لديهم قضايا فساد ويريدونهم أن يتولوا وزارات سيادية ومفصلية.
كيف تفسر التوتر المستمر والفتور في علاقاتكم بأطراف توتر علاقاتكم بمصر وعلاقاتكم العربية؟
- هذا الكلام غير صحيح لأن أول زيارة لنا كانت لمصر ثم زيارتنا بعد ذلك للأردن وكل الدول العربية نلمس منها التعاون الدائم والحرص على نصرة الشعب الفلسطيني وخدمة قضاياها في مختلف الأمور.
هل ترون أنكم محاصرون؟
- من قبل الدول العربية والإسلامية لا، لكننا محاصرون من قبل أمريكا و إسرائيل ونحن على اتصال ببعض الدول الأوربية وسيكون هناك لقاءات هامة جداً.