الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

1000 شيقل لنقل جثة العامل الفلسطيني من داخل إسرائيل

نشر بتاريخ: 24/05/2012 ( آخر تحديث: 27/05/2012 الساعة: 13:43 )
بيت لحم- تقرير معا- احتاج شقيق العامل موسى أبو ارميس من بيت لحم ألف شيقل مقابل نقل جثة شقيقه الذي قضى تحت سقف بناية قيد الإنشاء في سيارة إسعاف إسرائيلية إلى الحاجز العسكري شمال بيت لحم.

العامل موسى محمد أبو ارميس ( 41 عاما) قضى عصر الأربعاء تحت سقف بناية قيد الإنشاء انهار عليه وبقي يصارع البقاء إلا أن انقطاع الأوكسجين تسبب باختناقة ووفاته قبل أن تصل إليه طواقم الانقاذ.

يقول احد العامل (20 عاما) من زعترة، لـ "معا"، كنت أعمل بالقرب من البناية التي انهار سقفها، وعندما هرعنا الى المكان وبدأ العمال بتفقُّد بعضهم لاحظنا اختفاء موسى، فأدركنا أنه تحت الردم، وبقينا على اعصابنا لمدة ساعة عملت خلالها أطقم الانقاذ لنجدة العامل المحاصر، وفي النهاية تمكنت الكلاب المدربة من انتشاله، ولكن بعد فوات الأوان.
|176147|
ويؤكد عمال آخرون كانوا في المكان أن عملية صب الاسمنت للسقف بدأت من إحدى الجهات ونتيجة على ما يبدو لخلل ما اختل التوازن وارتفعت الجهة المقابلة من الحديد والخشب لينهار السقف مما تسبب بوفاة عامل وإصابة عاملين آخرين بجراح طفيفة.

يروي حسن أبو ارميس شقيق العامل المتوفى ما جرى عصر أمس، يقول: كنت في عملي بمستوطنة أبو غنيم عندما تلقيت اتصالا من زملاء شقيقي في العمل يطلبون مني الحضور، وفور وصولي وجدت جثة شقيقي وقد تم اخراجها من تحت الردم، وعندما طلبت نقلها إلى بيت لحم رفض الإسرائيليون ذلك وأصروا على نقلها إلى معهد الطب العدلي في ابو كبير للتشريح، فرفضت ذلك بقوة فطلبوا مني الانتظار، وفي نهاية الأمر جاءني مسؤول طاقم الإسعاف وطلب مني ألف شيقل مقابل نقل جثة اخي للحاجز العسكري على مدخل بيت لحم.

ولا تدري عائلة العامل موسى أبو ارميس، الذي يتسلل الى القدس للعمل دون أن يحصل على تصريح من سلطات الإحتلال، ما يتوجب عليها فعله للحصول على حقوق ابنها، ويقول شقيقه حسن "لم أر أحدا من المشغلين الاسرائيليين، فقط جاءني مقاول عربي وساعدني في دفع اجرة سيارة الإسعاف وسلمتني الشرطة الإسرائيلية إشعارا لمراجعتهم في وقت لاحق".
|176148|
نقابات العمال وجهود للحفاظ على الحقوق

ويؤكد حيدر إبراهيم امين عام اتحاد عمال فلسطين في حديث لغرفة التحرير في وكالة "معا" أن هناك حادث أو حادثي وفاة شهريا لعمال فلسطينيين، والسبب في ذلك يعود إلى عدم التزام أصحاب العمل بالسلامة والصحة المهنية.

وأشار إلى أن آلية المتابعة لحقوق العمال تبدأ من خلال تحرك فرع الاتحاد في المحافظة التي يسكن فيها العامل لتكليف محام بمتابعة القضية ومن ثم يحصل المحامي على توكيل من أهل المتوفى ليتوجه بالقضية الى المحاكم.

ويقدّر إبراهيم حجم القضايا التي يكسبها محامو اتحاد نقابات العمال بنسبة 70- 75 بالمائة، ولكن الامور تدو أكثر تعقيدا وأقل ضمانة عندما يتعلق الأمر بعامل لا يحمل تصريح عمل، كحال موسى ابو ارميس الذي ربما لن تستيطع عائلته تلقي أي تعويض عن وفاته.
|176145|
ولا يوجد احصائيات دقيقة بعدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل والمستوطنات بالضفة الغربية، وبينما تقول بعض الاحصائيات إن عدد العمال الفلسطينيين في اسرائيل يبلغ 60 ألفا تظهر احصائيات أخرى ان عددهم 40 الف فقط، وكذلك بالنسبة للمستوطنات فبعض الاحصائيات تقدر عدد العمال الفلسطينيين فيها بـ25 ألفا بينما تشير إحصائيات اخرى إلى أن عددهم لا يتجاوز العشرة آلاف عامل.

وبحسب تقديرات أمين عام اتحاد عمال فلسطين فإن عدد العمال الفلسطينيين غير الحاصلين على تصاريح عمل ويعملون في إسرائيل بشكل "غير قانوني" لا يقل عن 12 ألف عامل.
|176152|
ويؤكد حيدر إبراهيم أن نقابات العمال في إسرائيل "الهستدروت" لا تدافع عن قضايا العمال الفلسطينيين في اسرائيل رغم تقاضيها اشتراكات ورسوما وضرائب باهظة عنهم.
|176153||176154||176155|