الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس: اسرائيل تصعّد عمليات الدهم الضريبية لاسواق المدينة المقدسة

نشر بتاريخ: 24/05/2012 ( آخر تحديث: 24/05/2012 الساعة: 16:41 )
مركز القدس: اسرائيل تصعّد عمليات الدهم الضريبية لاسواق المدينة المقدسة
القدس - معا - اتهم تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية دوائر الضريبة الإسرائيلية وعلى رأسها ضريبة الدخل، بتصعيد حملات الدهم الضريبي للأسواق والمحال التجارية في البلدة القديمة وفي سوق المصرارة وشوارع: السلطان سليمان وصلاح الدين والرشيد، والحريري،والزهراء والتي بلغت ذروتها اليوم بقيام ست فرق من ضريبة الدخل منذ ساعات صباح اليوم بمداهمة الأسواق والمحال التجارية بمرافقة وحماية الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين.

ووفقا لبعض التجار، كما ذكر تقرير مركز القدس، فإن الحملة تجري من محل إلى آخر وتقوم بها طواقم متخصصة جلبت من بئر السبع والشمال، يقوم أفرادها بفحص دقيق للدفاتر والشيكات وموجودات المحال.

وأشار التقرير إلى أن الحملة كانت بدأت منذ مطلع الأسبوع الجاري عند مداخل الأحياء والضواحي، وعلى نقاط التفتيش والحواجز العسكرية، حيث احتجزت مركبات وتم وضع اليد عليها، وفرضت غرامات ومخالفات وصلت إلى آلاف الشواقل، كما حصل في شارع الرشيد، وأغلقت مكاتب ومحال تجارية أبوابها أمام غلواء حملة الدهم هذه.

وتزامنت حملة الدهم الضريبي هذه مع حملة مماثلة ومتزامنة تنفذها منذ أيام طواقم مشتركة من البلدية والشرطة تخللها فرض مخالفات سير بالجملة على عشرات المركبات في باب العمود، وشارع السلطان سليمان، طالت أيضا الدراجات النارية المتوقفة أمام محلات أصحابها بواقع 250 شيكل لكل مخالفة.

وتتزامن هذه الحملة الضريبية المتصاعدة مع حالة ركود شديدة تشهدها أسواق مدينة القدس، ومضاعفة قيمة الضرائب المفروضة على التجار، والديون الهائلة المترتبة عليهم لدوائر إسرائيلية أخرى مثل البلدية التي تطالبهم بمئات آلاف الشواقل كضريبة مسقفات "أرنونا"، فيما زاد من حالة التردي الاقتصادي الأسواق التي أنشاها الإسرائيليون على تخوم البلدة القديمة، ومنها "كنيون" ماميلا في باب الخليل، ما أدى إلى إفقار الأسواق المقدسية، وتذمر أصحاب المحال التجارية الذين باتوا عرضة للملاحقة، وبعضهم على وشك الإفلاس وإغلاق محاله، والانتقال إلى مناطق خارج السيطرة الإسرائيلية.

ونوه التقرير إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية سينعكس سلبا على حياة عشرات آلاف الأسر المقدسية، حيث سجلت خلال العامين الماضيين أعلى نسبة فقر في أوساط هذه الأسر طالت نحو 87%، وفقا لتقرير جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، بينما ارتفعت نسبة الفقر في أوساط الأطفال المقدسيين لتطال نحو 48% منهم.

فيما أدت حالات الفقر هذه إلى آثار مدمرة على مستقبل 40% من طلبة المدارس في القدس الشرقية المحتلة الذين يتركون مدارسهم ويتسربون منها في سن مبكرة باعتراف رئيس بلدية الاحتلال نير بركات.

وكانت فروع التأمين الوطني الإسرائيلية تلقت خلال العام الماضي مزيدا من طلبات الحصول على مخصصات دخل وبطالة من قبل مواطنين مقدسيين، يعانون إما من تدن في رواتبهم، أو فقدوا وظائفهم في أماكن عمل داخل إسرائيل أو في المستوطنات اليهودية المتاخمة للقدس مثل "معاليه أدوميم"، بسبب سياسات أرباب العمل الإسرائيليين الذين يتخلصون من عمالهم بعد أشهر من توظيفهم دون أن يتحملوا دفع مصاريف تشغيلهم.

في حين سجلت زيادة في الاعتداءات على خلفية عنصرية خلال السنتين الأخيرتين ضد عمال مقدسيين سواء من قبل رجال أمن أو متطرفين يهود زادت في عددها عن 60 حالة اعتداء، بعضها أفضى إلى الموت كما هو الحال بالنسبة للشاب حسام الرويضي الذي قتل على أيدي عنصريين يهود في شهر شباط من العام المنصرم بعد عودته من عمله في القدس الغربية.

وقد دفعت مثل هذه الاعتداءات العديد من الشبان لترك أماكن عملهم بعد أن أصبحوا هدفا لاعتداءات هؤلاء المتطرفين، وانضموا إلى صفوف العاطلين عن العمل.