الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محللون وسياسيون ينتقدون دور مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الانسان

نشر بتاريخ: 01/01/2007 ( آخر تحديث: 01/01/2007 الساعة: 22:14 )
رام الله- معا- انتقد البروفيسور عبد الستار قاسم استاذ العلوم سياسية والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية دور مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الانسان.

وقال قاسم "انها لم تساهم فعليا في توعية المواطن بحقوقه أو رفع سقوف الحريات لدى المواطن على الرغم من كثرتها "هذه المؤسسات موجوده فقط لتروج لرأي معين اضافة الى جانب أنها تمارس الاستبداد والتعصب في داخلها ،و لا تستطيع ان تتحمل الرأي الآخر فضلا عن التوظيف في هذه المؤسسات والذي لا يكون على اساس الديمقراطية واحترام الرأي الآخر اذ أن بعض هذه المؤسسات لاتقبل على سبيل المثال أن توظف فتاه تغطي رأسها..."

من جانبه اعترف الدكتور ممدوح العكر من خلال برنامج صناع القرار والذي تنتجه شبكة أمين الاعلامية"انترنيوز الشرق الأوسط"و يعده ويقدمه الصحفي هيثم الشريف اعترف بأن دور المؤسسات التي تعنى بحقوق الانسان ومن بينها الهيئة المستقلة بما يتعلق بالقدرة على الوصول للمواطن وتوعيته بحقوقه الانسانية الاساسية لا زال دورا متواضعا حيث قال "بتجرد أقول أن هذا الدور هو دور متواضع ،ومساهماتنا على هذا الصعيد ..لا زالت مساهمات خجولة".

و ربط المفوض العام للهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن الموضوع بالبعد الزمني للتعرف على مقدرة هذه المؤسسات على التوعية والتأثير بين المواطنين حيث قال"موضوع القدرة على توعية المواطن بحقوقه هو قضية تراكمية فلو نظرنا لعمل الهيئات والمنظمات التي تعمل على صعيد حقوق الانسان قبل 10 سنوات فاننا سنلمس أن هناك تقدم وتطور في عمل هذه الهيئات ،وان كنّا لا زلنا غير راضين عن مستوى الاداء ".

كما أقر رئيس لجنة الرقابة وحقوق الانسان في المجلس التشريعي الدكتور فيصل أبو شهلا أنه على الرغم من أن تشريعاتنا الفلسطينية قد أخذت بالاعتبار حقوق الانسان كما نص عليها القانون الاساسي للسلطة ، الا أنه قال أن التشريع شيء والتطبيق شيء آخر " هيهات ما بين التشريع والتطبيق، اذ ان هناك تجاوز كبير لحقوق الانسان فالاحتلال يتعدى على حقوق الانسان الفلسطيني ، وأيضا الاجهزة الامنية التابعة للسلطة تتعدي على حقوق الانسان ".

من جهته اعتبر الدكتور عزمي الشعيبي أن انتهاك حقوق الانسان وان كان بشكل رئيسي بسبب الاحتلال فان عوامل داخلية ساهمت في خرق حقوق المواطن الفلسطيني بسبب عن غياب وجود سياسة واضحة لدى صناع القرار بان يحافظوا ويحموا ويحترموا حقوق الانسان .

ورأى عضو المجلس التشريعي الدكتور الشعيبي أن الفساد أيضا يؤدي للاخلال بالبيئة التي تساهم في احترام حقوق الانسان" الفساد أحد الاسباب الاساسية التي تولد حالة يتم فيها اختراق الحقوق الاساسية .. كحق الاقليات.. وحق الفقراء.. وحق الاطفال.. وحق العيش بكرامة.. وحق الحصول على عمل.. وحق المساواه أمام الوظائف العامة.. وبالتالي فان الفساد يشكل أحد الاسباب التي تضعف البيئة التي تساعد على احترام حقوق الانسان".

أما المستشار القانوني لمؤسسة الحق لحقوق الانسان المحامي ناصر الريس فقد رأى أنه لا يمكن الحديث عن حقوق انسان في ظل وجود احتلال " هناك الكثير من الحريات والحقوق التمتع بها مرهون بزوال الاحتلال كحرية التنقل.. واكتساب الجنسية ..وحق السكن.. وهذه أهم مقدمة لتمتع الانسان بالحقوق والحريات ، كما أن السيادة الدائمة على الموارد والثروات بمعنى توزيع الموارد والثروات على الوطن بشكل عادل على السكان لا يمكن تطبيقه في ظل وجود الاحتلال".

كما ربط الريس ما بين حقوق الانسان والفقر حيث قال" يجب أن يمتلك الانسان الحد الادنى من مقومات الحياة حتى يستطيع أن يتمتع بالحقوق والحريات اذ يجب أن يكون هناك دخل معين للفرد اذا ما نقص هذا الدخل عن هذا الحد ..هنا ستصبح الكثير من الحقوق والحريات معلقة في تطبيقها ، ومثال ذلك الحقوق الصحية أو الحق في التعليم ..فهذه الحقوق لا تكفلها الدول بشكل مطلق وانما هناك قسم لا يمكن التمتع به الا اذا امتلك الفرد امكانيات معينه ،ولهذا اذا ما غابت الامكانيات المادية فان الكثير من الحقوق والحريات سيصبح تطبيقها تقريبا شبه مستحيل". وهذا ما ذهب اليه نائب مدير عام الاحصاءات السكانية والاجتماعية في جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني جواد الصالح حيث أكد أنه ومن خلال الاحصاءات والمسوحات التي أجراها جهاز الاحصاء المركزي فقد تبين أن هناك ارتفاعا بنسبة الفقر في فلسطين وصل الى 64% مقارنة بالعام 1998 و 14% مقارنة بالعام 2005 حيث رأى ان هذه عوامل مباشرة تؤثر على حالة حقوق الانسان . يبقى أن نشير الى أن برنامج صناع القرار والذي تنتجه شبكة أمين الاعلامية"انترنيوز الشرق الاوسط" يبث بالتعاون مع 23 اذاعة محلية منتشرة في قطاع غزة والضفة الغربية.